السالمة

1.8K 198 52
                                    

فتحت نجمة عينيها بهدوء و هي تشعر بدفئ غريب بجانبها، هل هو سلطان يا ترى ؟! هل عاد سلطان؟! لقد عاد و هو نائمً بجانبها بسلام! رفعت نجمة الفراش عن كتلة اللحم النائمة بسلام، تذكرت أحداث الليلة الماضية، صحيح سلطان لن يعود؟! لقد تركها بلا عودة!! ، أشاحت بوجهها بقرف و صرخت في ضيق:" ارجوكم ابعدوا هذه المخلوقة التعسك عن وجهي لا أريد ان اراها "
"ارجوكِ اهدئي يا صغيرتي" قالت السيدة ماجدة عاملة والدها
"ارجوكِ يا سيدة ماجدة ابعديها عني ارجوكِ" صرخت نجمة بضيق و دموعها بدأت تهطل!!
"استعيذي بالله من الشيطان الرجيم يا صغيرتي انتِ امرأةٌ مؤمنة انها طفلتكِ" قالت السيدة ماجدة و هي تنظر للطفلة الصغيرة بأسى و اكملت:" انظري كم تنام بسلام"



راحت نجمة ترمق الطفلة الصغيرة الحديثة الولادة بملل و هي تتذكر ليلة الماضية، لقد كانت كابوساً فضيعاً بالنسبة لها، فبعد اهانة وردة و والدتها لها و عراكها مع وردة خرجت من القصر و هي تتألم كانت في الحقيقة على وجه ولادة لم تشعر بذلك فقد كانت روحها في مكان آخر كانت تسير في الطرقات بلا هدى، فقد الوعي لوهلة ، و لكنها و لحسن حظها أن بدر كان هناك ينتظر عودتها و خرج ليبحث عنها فقد قلق عليها، اوصلوها للمنزل بأعجوبة وضعت مولودتها و هي تبكي، بكت ليلتها بكاءً لم تبكي مثله من قبل، كانت فعلاً تتمنى لو أن الصغيرة لم تولد.
"مبارك يا صغيرتي انها فتاة كالقمر" قالت الداية بفرح
"ماذا ستسمينها يا صغيرتي" قالت السيدة ماجدة بفرح
"جحيم" قالت نجمة ببرود
"نجمة لا يجوز ان تتصرفي هكذا" دخل والدها و هو ينهرها و نظر إليها بحنان و قبل جبهتها و قال لها:" مبروك عليكِ يا صغيرتي"
"ابي لماذا انتم سعداء بهذه الصغيرة انها عبارة عن ذنب ، غلطة ارتكبتها بحماقة و في لحظة طيش" قالت نجمة بغضب
"اهدئي يا نجمة اهدئي يا صغيرتي" قال والدها و هو يهدؤها


"لقد قمت بعمل رائع أيها القائد" قال سلطان بإبتسامة خبيثة
"ان سيدي يشعر بالفخر ، ظن انك ستستاء لأنه تصرف من تلقاء نفسه" قال الوسيط بفرح واضح
"لا تقلق كل شئ يسير بشكل جيد و الخطوة التالية هي العاصمة! في الصحراء سأعطيكم المكان المناسب لوضع معسكركم" قال سلطان بخبث و أكمل:" فقط اعطوني بعض الوقت لأرتب بعض الأمور فلا أريد لأحد ليشعر بوجودكم"
غرق القائد ألكسييوس في ضحك هستيري و تمتم للوسيط و الذي شرح:" ان سيدي طوع اشارتك"
نظر سلطان للقائد الفرنجي السعيد، اكفهر وجهه و هو يتذكر الكارثة الذي صنعها هذا القذر و الملام هنا هو سلطان
فقد وصلته الأخبار عن وجود هجوم في ودة



"يا سيدي يا سيدي انها كارثة انها كارثة" صرخ جندي و هو يركض في ردهات قصر القويرة بخوف
"ما الأمر !؟"صرخ القائد بقلق
"سيدي انهم الفرنجة!" صرخ الرجل بخوف
نظر سلطان بصدمة لهم !! انه لم يعطهم الإشارة بعد كيف تحركوا؟!
"ماذا تقصد أيها الشاب؟!"القائد في عضب
"الرسول انه هنا" قال الشاب و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة
دخل الرسول و قد كانت تبدوا عليه امارات الهلع و الصدمة!
"تكلم يا هذا ماذا حدث؟!" صرخ سلطان بقلة صبر
"لقد هجم الفرنجة على ودة يا سيدي لقد ارسلني الوالي لإستدعائكم!!" قال الرسول بتعب
و على الفور خرج الجيش المنتصر و معه بعض المتطوعين من القويرة وسط الهتافات و الصلوات و الدعاء، كان سلطان يسبر بينهم كالملك و لكنه في الحقيقك ملكٌ خسر كل شئ ، كان يعلم بحجم الكارثة التي تنتظره في ودة هؤلاء السفلة لقد خانوا العهد الذي بينه و بينهم كيف كاو أحمقاً و استأمن لهم
وصل الجيش لودة، وجدوها غدت مدينة أشباح، فرائحة الموت و الدماء و الجثث المحترقة تعم الشوارع ، لم يصدق هؤلاء الوحال ما يروه أمامهم، بسرعة توجهوا للقصر ،و هناك كانت تنتظرهم المذبحة الحقيقية، فقد قتل الجميع صغاراً،كباراً و شيوخاً، كان واضحاً ان مرتكبي هذه المجزرة لا يفرقون و قلبهم لا يعرف الرحمة و مع ان اتفاق سلطان معهم ان لا يقتل احد !
وصلوا لمجلس الوالي و هناك كان يقبع جثة هامدة أمام الباب و الأسهم قد مزقت جسده تماماً، الرجال انفسهم هالهم المنظر ، لقد فقدوا في هذا اليوم وطن و أهل ورحال شرفاء!! كل هذا بسببه هو الملام الوحيد على هذه الكارثة!
تذكر سلطان وسط هذه الكارثة سامح المسجون لوحده في سراديب القصر، نزل يبحث عنه و كما توقع حتى هو لم يسلم، الأحمق!! لقد لمح له سلطان بأن يهرب قال له لا تبحث عن طريقةً للهرب ليستفزه فقد رمى له مفتاح السجن و لكن الأحمق خاف على حياته لدرجة أنه لم ينتبه للمفتاح الذي كان امام عينيه!! لقد قتلوه بلا رحمة!
نظر سلطان للكارثة و عزم على الإنتقام من هؤلاء الحمقى، لماذا يجب أن يستمر في طريقه هذا؟! هو يعلم يقيناً أنه مخطئ هناك لا يزال طريقاً للعودة عن كل هذا!؟ لا يريد ان يصبح سلطاناً يجلس على عرش من جثث! هذا يكفي يجب ان يتوقف الآن سيوقف الفرنجة بطريقته و لكن هذا يعني انه يجب ان يضحي بنفسه او بالأحرى يجب ان يدفع ثمن أفعاله!
و لكن ماذا عن واجبه عن هدفه في الحياة؟! لماذا يجب ان يكون الرقص على الجثث لأجل عرش فارغ هو هدفه في الحياة لقد كان مخطئاً في حق الكثيريين بسبب هذا الهدف الفاسد! هل يتراجع؟!ام يترك الكارثة تأخذ طريقها و هو يراقب بصمت؟! كلا انه يستطيع ان يتغير هذا ما قالته له نجمة ولكن كيف؟! انه فاسد و الفساد متطبع فيه؟! و لكن لا يزال أمامه فرصة ليصلح أخطاؤه!! على الأقل هذا الخطأ! هو لا يستطيع أن يرى المزيد من الجثث! نظر سلطان للسماء و تذكرها انها أمله نجمته الصغيرة يتمنى ان تكون بخير.


"توقفي عن البكاء أيتها الصغيرة لقد سأمت منكِ" صرخت نجمة في وجه الصغيرة
"ماذا بكِ يا صغيرتي تصرخين هكذا؟!" قالت السيدة جليلة بمرح
"اوه سيدة جليلة" قالت نجمة بتعب
"كيف حالكِ يا صغيرتي؟!" قالت السيدة جليلة جارة نجمة السابقة و هي تحتضن نجمة في محاولة لإحتواء أحزانها
"كيف حالكِ يا نجمة؟!" قالت زمان كنة السيدة جليلة بلطف
و من خلف زمان توافدت الجارات بمرحهن المعتاد و معهن ضيفتان ثقيلتان على نفس نجمة
"ان السيدة مريم و وردة تريدان الإعتذار يا نجمة" قال احدى الجارات بإحراج
"ليعتذرن اذاً كلي آذان صاغية " قالت نجمة بشدة
نظرت نجمة للمرأة و ابنتها و اللتين بدت على ملامحهما عدم الرضا و لكنهن على ما يبدو مرغمات للإعتذار من نجمة!!
"أعتذر يا نجمة عن تصرفي و تصرف ابنتي" قالت السيدة مريم بتجهم
"انا آسفة" قالت وردة بملل
"اوه انظروا لجمال هذه الطفلة كأنها القمر" قالت السيدة جليلة بسعادة و هي تحمل الصغيرة في يديها
"اوه دعيني اراها" قالت احدى الجارات بحماس
"اوه لقد حملت سواد شعركِ يا نجمة" قالت احدى الجارات بحماس و اكملت:" و لكن شعرها مجعد كوالدها"
و فجأة عم يكوت في المكان على ذكر والد الطفلة شعرت الجارة بإحراج و عيون الباقيات المعاتبة
"كجدتها" قالت نجمة بهدوء و قد قطعت الصمت
"عفواً؟!" سألت الجارة بتوتر
"شعرها مجعد كشعر والدتي" قالت نجمة بهدوء و هي تتقطع من داخلها
كانت لا تعرف كيف تبدوا الطفلة اساساً فعي لم تكن تطل في وجهها بالكاد ترضعها فقط.
"و ماذا سميتها يا نجمة؟!" قالت السيدة مريم بخبث
صمتت نجمة لوهلة فهي لم تختر لها اسماً حتى بالرغم من مرور ثلاثة أيام على ولادتها! كانت ترد ان تسميها جحيم او كارثة او ذنب و لكن لم يسمحوا لها بذلك
" هل من الصعب اختيار اسم لطفلة لهذه الدرجة؟!" قالت وردة بخبث
"اسمها سلمى" قالت نجمة بغصة!
"هذا جيد يا أم سلمى" قال السيدة جليلة بفرح
تجهم وجه نجمة و هي تتذكرلقد كان سلطان أول من أطلق إسم أم سلمى عليها، تحطم قلبها مجدداً لهذه الذكرى!! فهي تريد ان تكرهه و لكن ذكرياته تهاجمها و تحطمها لأشلاء!!
"و لماذا سلمى بالتحديد؟!" سألت احدى الجارات بفضول
"لأن ابنتي ستكون سالمة، ناجية من العذاب" قالت نجمة بلا وعي!

———————————————————
مرحباً أصدقائي
حسنا. أعرف انه فصل قصير و لكني بحاجة للأحداث لتكون في سياق محدد لتصل الفكرة بشكل منتظم و واضح! اتمنى ان ينال على اعجابكم

لا أعرف لماذا؟! و لكنني لاحظت ان التفاعل قل مؤخراً!! ربما لأنني انزل الفصول متتالية و بسرعة ! لا ادري؟!

١- ما رأيكم بالأحداث الأخيرة؟!

٢- ما الذي تعتقدون انه سيحدث لاحقاً؟!

٣- ما رأيكم بمموضىع هجوم الفرنجة على ودة؟!


٤- ما الذي يخطط له سلطان؟!


٥- هل سيتراجع فعلاً؟!


٦- ماذا عن نجمة ؟! هي فعلاً ستبقى تكره طفلتها؟!

٧- ما الذي ستفعله نجمة من الآن فصاعداً؟!


٨- هل يعود سلطان لنجمة؟!

و شكراً لكم للتشجيع المستمر أصدقائي اتمنى لكم اوقاتاً سعيدة

نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now