صفعات الحقيقة!

2.5K 233 61
                                    

فتح عينه بتعب و هو يشعر برأسه ثقيل و كأنه عانى من اسوأ صداع في حياته قبل ساعات، رفع رأسه و نظر حوله ، استوعب انه كان ينام على حضن نجمة في الجلسة الخارجية التي كانت تنام بسلام، كالعادة تبدو مسالمة و مريحة و هي نائمة دائماً يستطيع تأملها و هي بهذا السكون بتقاطيعها الهادئه، و بشكل غريب تبعثرله شعور بالسلام الداخلي! لاحظ دمعة معلقة بعينيها، انتفض بسرعة و هو يحاول أن يتذكر ما جرى ما الذي حصل البارحة!؟ انه كالثمل الذي أكثر الشري لقد فقد ذاكرته تماماً، وقف بسرعة ليغسل وجهه و نظر لنفسه في المرآة بقايا الدموع واضحة في عينيه!! هل بكى أمامها؟! هذا مستحيل لا يجب أن يفعل شيئاً كهذا خصوصاً بعدما عرف حقيقتها!؟ و لكن ما الفارق هو لا يجب أن يبكي امام أحد !! بل لا يجب أن يبكي أبداً ان البكاء للضعفاء !!


تذكر شيئاً فشيئاً أحداث البارحة ! أجل الشيخ الأثير، لقد راح يتأكد من بعض الأمور حتى يضع النقاط على الحروف.
" انظر سوف اجيبك على اسألتك فقط لأنك تذكرني برجل شريف عرفته في السابق! بالرغم من انني لا ارتاح لنظرة عينيك تمتلآن شراً و غضباً" قال الشيخ بهدوء
"لا تقلق يا شيخي فأنا شريفٌ كرجلك ذاك!" قال الهلالي بسرعة و بخبث بإبتسامته المزيفة المعهودة
"اسأل!" قال الشيخ و هو يختصر الموضوع
"حدثني عن سلمان السليماني الخليفة السابق"قال سلطان بلا مقدمات
"و ماذا تريد أن تعرف عن ذاك البائس؟!" سأل الرجل بقلة حيلة
رمقه سلطان بإنزعاج و أكمل الكهل بغضب:" ماذا!؟ و هل هو أمر جديد سلطانك ذاك كان الأسوأ لا يمكنني أن أصدق أن له أخركسليمان"
"ماذا تقصد!؟" صرخ سلطان بإستغراب و غضب و هو يكاد يقتل الرجل من شدة حنقه
"اهدأ أيها الأحمق و استمع إلي" قال الشيخ بسرعة و بحزم و اكمل:" بالرغم من ان سلمان السليماني كان دائماً المرشح للخلافة من بعد والده الصالح و لكن كانت وصية الصالح أن يكون الحكم لسليمان الأصغر سناً، لقد كنت حاضراً للوصية، و تلك الوصية أغضبت سلمان و جعلته يهيج كاد يقتل أخيه سليمان!! حتى انه جمع جيوشاً من المرتزقة و لكن سليمان تنازل لأخيه سريعاً كونه الأصغر سناً و احتراماً لأخيه الأكبر "
"هل ستبدأ حدثيك معي بالكذب!؟" قال سلطان بغضب
"اصمت و دعني أكمل، كان سلمان متزوجاً بشكل سري من فتاة تدعى "سماهر ابنة ساهر" كانت ابنة الشيخ ساهر كبير قبائل الموارج، و كان زواجاً سياسياً و بقيت الفتاة لدى قبيلتها و كان يتردد عليها سلمان كلما سنحت له الفرصة، و تلك الفتاة كانت أفعى حقيقية كانت كلنا ابتسمت تشعر جسدك بأكمله يقشعر من خبث ابتسامتها"
نظر إليه سلطان و الغضب قد أخرسه تماماً فهو يستمع لحقائق جديدة تناقضما يعرفه هو!
"و لكن سماهر كانت جميلة و جمالها جعلها تخطف قلب سلمان الذي كان جلفاً و صعب المراس! و بذلك لعبت لعبتها جيداً و ضمن لقبيلتة والدها و لحلفاؤهم حياة كريمة و إقطاعيات عظيمة، وحينما حملت شعرت بالراحة فهذا يعني أنه سيعلن عن وجودها أخيراً و لكن" قال الشيخ بأسى
"و لكن!" قال سلطان بترقب و صدمة
"حدث انقلاب على الحكم!" قال الشيخ بسرعة و اكمل بأسى:" كان الأمين السليمان ابن عم سلمان و سليمان رجلٌ طموح جداً و خطط بشكل ذكي لينقلب على سلمان الذي كان بسيط الفكر جلف و قاسي و لا يتعامل إلا بالسلاح، و كانت الخطة قد شارك فيها سليمان أخو سلمان و العقرب "
"العقرب!؟ " نظر سلطان بصدمة لك
"أجل كان لقبه العقرب في القصر و لكن لم استطع ان اعرف من يكون تماماً و لكنه أحد أفراد عائلة السليمانيين!" قال الأثير شارحاً و أكمل:" و لكن الحقيقة مختلفة كان العقرب هو من حشى رأس الأمين و الذي كان كسولاً غارقاً في الشراب و الملذات و اللهو، و اعتمدوا في خطتهم ان يكون سليمان معهم في الخطة و لكن سليمان حينما اخبروه بالخطة امتنع و هدد بأنه سيخبر اخيه سلمان!" و أكمل و هو يتذكر:" اتذكر غضبه جيداً سألته عن العقرب من يكون، و لكنه امتنع عن فضح اسمه لي! و بعد أيام هددوه أنهم سيأذون زوجة أخيه السرية الحامل بطفلها الأول، كان لم يصدق الا حينما رأى بأم عينيه أحد الرجال و هو يوجه سهماً ناحيتها يحاول قتلها بشكل سري ! و استطاع ان يمنع الأمر و انقذها و لكنه ادرك انها لن تكون بخير هي و جنينها فسلم نفسه لهم، فكان هو من استدرج اخيه للصحراء و حينما حل الليل و ذهب سلمان في النوم هرب سليمان و بالنسبة لسلمان  خرج له بعض المرتزقة و قطاع الطرق الذين تم الإتفاق معهم مسبقاً، و قتلوه بشكل بشع، لا أستطيع ان أجد الكلمات المناسبة لأصف لك شكل جثته حينما عاد إليها سليمان! بالطبع حالة سليمان كانت لا توصف لمدة ستة شهور عاش في حالة صعبة"


نجمة و المخادعWhere stories live. Discover now