-3-

21.5K 1K 37
                                    

-  « اذا انت من بريطانيا» . قال محاولا تغير الموضوع
-« لا ، لماذا ؟»
-  «لديك لكنة بريطانية»

صحيح فانا تعلمت الانجليزية على يد استاذة بريطانية عند انتقالي  وعائلتي للعيش في الولايات المتحدة الامريكية و بتحديد في شيكاكو ، لما كنت في 10 من عمري و رغم الاقامة هناك الى انني بقيت دائما اتكلم بالكنة البريطانية ، لانها اول ما تعلمت ، بالاضافة الى ان فترة تدريبي على ان اصبح جندية امضيتها في بريطانية ، وهي مدة عامين ، في العام الاول لم اكن اخرج من مركز التدريب بتاتا ، و لكن كل من كان فيه برياطنين ، اما العام الثاني فاصبحت اخرج لاداء بعض  المهمات التدريبة و كذلك لتدرب على قراءت مايجول في خاطر الناس و تحليل شخصياتهم و تدرب على اكتشاف نقط العمياء للكاميرات و حتى تدرب على ظهوري بهويات مختلفة ...و كل هذا كان في الشوارع البريطانية ، نظرت اليه و اكتفية بقول :
- «هذا صحيح ...اتريد قهوة او شئ ما ؟»
- «لا ، كنت على وشك الذهاب»
- حسنا
-   « ااااا... اسف بشأن تدخل في خصوصيتك» قال وهو يمرر اصابع يده بين خصلات شعره الاملس
-« لا عليك ، لقد بالغت كثيرا في ردت فعلي ...اسفة  »
-  « نحن متعادلان اذن»
- «نعم ، الى اللقاء»
-« الى اللقاء»
عدت الى غرفة الجلوس و جلست في نفس المكان الذي كنت اجلس فيه و بدأت احدق في السقف مرة اخرى لتعود بي الذاكرة الى الوراء  ، قبل ستة سنوات و نصف تقريبا
" بعد ما وجدت امي و اختي ميتتان في المنزل ، اتصلت بالاسعاف و الشرطة و بعد حوالي نصف ساعة حضروا ، وجدوني جالسة على الارض امام باب المنزل (فقد خفت الجلوس امام الجثتين) ،كنت اضم ساقي الي صدري و انا احيط بيدي حولهما و اسند رأسي الى ركبتي و ابكي ، احسست في تلك اللحظة بالضعف ، عجز و الوحدة ،فانا لم اكن املك سواهما انذاك، فقبل اربع سنوات رحل ابي و تركنا بعدما افلست شركته و غرق في الديون ، كانت كل يوم تأتينا مجموعة من الرجال يسألونا إن عاد ابي ام لا ،ولما ايقنوا انه لن يعود مجددا ، طلبوا منا تسديد ديون ابي فضطرت امي للعمل في المنازل كمربية و منظفة ، لقد كانت تعمل في اكثر من مكان و لي اكون دقيقة كانت تعمل في ستة اماكن ، اصبحنا نادرا مانرها ، اما انا فاصبحت اعمل في ثلاثة اماكن ايضا كنت اعمل نادلة في مطعم ، عاملة في مركز تجاري و منظفة زجاج في احد الشاريكات ، بالاضافة الى الدراسة، اما اختي فكانت هي التي تدير شؤن المنزل ، اقصد التنظيف ، اما الاكل فقد كانت تمر علينا ايام لن نجد حتى خبز لنأكله حتى انني كنت في بعض الاحيان اخذ فضلات طعام من مطعم الذي اعمل فيه للمنزل .
كنا ندخر كل قطعة نقدية نوفرها لتسديد الدين و لكننا فشلنا و دفع دين ابي بدماء زوجته و ابنته ، في ذلك اليوم اخذوني الى المخفر اين تم تحقيق معي ، مازلت اتذكر ليومنا هذا وجه ذلك المحقق و هو يطلب مني سرد مارأيت عند دخولي ، مازلت اتذكر كيف كنت اسرد له بالتفصل كيف كانوا يأتوا ليؤخذوا ما وفرناه من مال و يضربوننا ، كيف كانت امي تخفني انا و اختي عنهم خوفنا  من ان يتم اغتصابنا ومع  كل كلمة  تخرج من فمي كانت تنزل معها دمعة و تخرج معها شهقة محاولتا حبس دموعي ، يومها طلب مني المحقق المبيت في منزله ، لقد اعتنت بي زوجته ، كطفلة صغيرة و حاولت تخفيف عني و في اليوم التالي اخذني الي الميتم ، مازلت اذكر رئيسة الميتم عندما قامت بوضع يدها علي كتفي و هي تحاول التخفيف عني و في اليوم التالي طلبت مني تنظيف كل الميتم بحجة اني اكبر واحدة هناك بعد احد الفتيان الذي يكبرني باربعة اشهر حيث كان كلنا في 17 من عمره ،  كان اسمه ماثيو كان الطف بينهم  فكنت اعتبره اقرب صديق لي ، مر علي في هذه اللحظة سناريوا حياتي في الميتم و تطور علاقتي معه .
بعد ستة اشهر كانت عطلة الصيفية ، كنت العب مع ماثيو حتى نادتني رئسة الميتم و قالت ان عائلة ستتبناني من بريطانية لم تاخذ حتى برأي و اخذتني مباشرة للمطار و عند وصول موعد طائرة وضعت بين يدي حقيبة بها جواز سفري الاصلي به مؤشرت سفر فايقنت انها خططت لذلك  منذ مدة ، كانت اخر مرة استعمل فيها جواز سفري بهويتي الاصلية ، بكوني فتاة عربية مقيمة في اميريكا ، كان هناك تذكرت طائرة و هاتف نقال و مبلغ من المال ، لم اعرف اي عملة ولكني واثقة انه ليس الدولار الامريكي ، وصلت لم اجد ما افعل تذكرت الهاتف الذي في الحقيبة وجدت بيه رقم واحد فتصلت به ، كان صوته يشبه صوت الالي ، لم يستعمل الرئيس صوته حقيقي ابدا معي ، منذ اول يوم الى يومنا هذا ،كما انني لم اراه قط.
.انا اذكر المكالمتي الاول معه كانها حدثت لتو
- «الو»
- «لابد انك وصلتي لبريطانيا الان»
- «نعم ، من انت ؟»
- «من اليوم انا رئيسك»
- «كيف ؟»
- «ستفعلين كل ما امرك بيه»
-« و ان لن افعل ؟»
- «ساقتلك  »
-  « هذا اخر ما يهمني ، لا اظن انها فكرة سديدة ان تهددني بالقتل»
-» ماذا تريدين اذن ؟»
-« الانتقام ، اريد قتل كل من تسبب بفقرنا ، بعيشنا في الجحيم ، كل من كان له يد في موت امي و اختي»
- «لكي ذلك ، سأرسل لك عنوان استقلي سيارة اجرة نحوه  اين ستجدين شخصا ينتظرك هناك ، سيهتم بك بعدها .»
- «حسنا  »
في الحقيقة لقد كنت مرتابة من هذه المكالمة و هذا الشخص تحديدا و لكن لم اكن املك خيار اخر ، فستقلت سيارة اجرة و أريته العنوان .
وبعد وصولي الى المكان المنشود ، دفعة لسائق اجره من المال الذي كان في الحقيبة ، لم يكن هناك احد ، بدأت اتجول في ارجاء ذهابا و ايابا ، الى ان اتى الى رجل اظنه كان في اربعنيات طويل القامة و نحيف ، ذو بشرة شاحبة و عيون زرقاء و شعر بني يتخلله بعض شعيرات بيضاء ، اقترب مني وهو يقول:
-« انت الانسة فندي رغد ؟»
-« نعم ، لابد انك شخص الذي من المفروض ان اجده ينتظرني هنا منذ نصف ساعة»
-« اسف على التأخر ، انا هاري كلاي ، كنت اظن انك من اصول عربية و تقمين في ولايات المتحدة و لكن لكنتك قريبة للبريطانية»
- « لقد تعلمت اللغة الاجليزية على يد استاذة من هنا ، ومع عيشي في امريكا ، اصبحت لكنتي مزيج بين الاثنين و لكن اقرب للبريطانية»
-«هكذا اذن»
-«نعم»
- «فلنذهب  »
تبعت سيد كلاي ، اتجهنا الى نهاية الشارع ثم استدرنا يمينا ، مشنا لمدة نصف ساعة بخطى سريعة اظن اننا مشينا حوالى 2 كيلومتر و نصف ، الى ان وصلنا الى غابة لم يكن هناك اي بنايات ، ولا اي شئ ، اتجه سيد كلاي نحو قلب الغابة و لكني توقفت و قلت :
-«الي اين تأخذني ؟»
- «لا تخافي ، لن اؤذيك»
- «لن اتي معك . قلت بصرامة و الجد بادي على وجهي»
- «سأخذك الى مركز التدريب ، انه هنا يتوسط هذه الغابة»
- «لن اغير موقفي»
- «اقسم لك اننا نتجه نحو مركز التدريب»
- «لماذا يجب علي تصديقك ؟»
-   « خذي .» قال وهو يمد يده الحاملة لمسدس صغير
- امسكت المسدس و قلت :
- «ماذا يضمن لي ان به رصاص ؟»
- «حتى و ان كان فيه ، هل سيكون لديك الجرأت لتطلقها ؟»
لم اجب عليه و قمت برفع يدي و صوبت المسدس نحوه و بعدها املت يدي جانبا ووضعت اصبعي على الزناد ثم اطلقت النار حيث مرة الرصاصة بجانبه و قلت :
- «المرة القادمة ستكون في رأسك او ربما قلبك ، ايهما تفضل ؟ ...او ربما يجب ان اطلق في بطنك ثم اتركك تتعذب ..يمكنني ان اجعلك تتعذب اكثر بغرس عود على مكان اطلاق رصاصة سيكون ذلك رائعا»
-« الان فهمت لماذا اصروا على اختيارك انت بضبط في هذا الموقع ...»
-  « اي موقع ؟»
-« سوف تعرفينه حين يحين الوقت و لكن يجب ان تعرفي انك اول امرأة تحصل عليه و اول شخص تحت ثلاثين من عمره ...عادةً يختارون رجال لهذا الموقع و عمرهم بين ثلاثين و اربعين و لهم خبيرة في مجال عكسك تماما»
- «الا يدل هذا على انني الافضل»
-« ربما فلنذهب  »
تبعته و انا اضغط على الزناد
مازل شريط ذلك اليوم نظيف في مخي ، لقد كنا نتجه الي اعماق تلك الغابة مارين بالاشجار و منعطيفين تارة يمينا و تارة يسارا .
الى ان وصلنا امام ثلاثة مباني كبيرة متباعدة و يحيط بها سور ابيض كبير .

دخلنا الى ماوراء الاسوار ، لقد كان الكل هناك يرتدي لباس موحد ذكور و اناث حيث كان اللباس عبارة عن سروال عسكري اسود و قميص ابيض ، كان هناك اماكن لتدرب على القنص و استعمال المسدسات ، اماكن لتدريب بها الرمل ، الوحل ، منحدرات ، جبال اصطناعية لتسلق ، مسابح ، صلات رياضة ، كان عدد المتدربين كبير هناك منهم  من يتمرن على القنص و منهم على المصارعة ، استعمال السكين ، حمل جذع شجر و الجري به ، وغيرها من التمارين .
كانت هناك حركة كبيرة بين ممرات فنظرت الى  سيد كلاي و قلت :
-« لماذا يتدربون في الخارج ؟ لماذا لا يتدربون داخل المباني ؟»
-« لانهم سيقاتلون في الخارج ، يجب ان يعتادوا على القتال في اي ظرف من ظروف الطقس سواءا الحرارة الشديدة، البرد او ثلج، لهذا اخترنا هذا المكان بذات»
لم ارد عليه انذاك و تبعته و انا اتفحص مايوجد من حولي "

ايقظني صوت سيارة الاسعاف من دوامت الذكريات .
كان الظالم يغطي ارجاء الغرفة ، و بعد لحظات سمعت صوت اقدام تصعد بسرعة الدرج و تنزل مرة اخرى ، وقفت بتكاسل و اتجهت الى شرفة ، وضعت يدي على الحافة شرفة و بدأت انظر اليهم و بعد لحظات، رأيت الشاب الذي اتى منذ ساعات ماكان اسمه ااا ديفيد ، هل يمكن ان جرح يؤلمه ؟ هل اخطأت في جراحة ؟ لقد فعلت ذلك عدة مرات لنفسي ولم اخطئ، هل يمكن انه بسب زمرة الدم  ؟ لكن هناك توافق في الريزوس، لكن لماذا هو ذاهب للمستشفى في حين انه في مرة الماضية رفض ذلك ؟ امر غريب
لمحته  ينظر الى ثم ابتسم .... لا اظن انه ينظر الى ربما الى شخص ما مازل في شقته ..وبعد ذلك ادخلوه الى سيارة الاسعاف التي سرعناما انطلقت بسرعة و تاركة صوتها يدوي في الارجاء الى ان اختفت
عدت داخل الغرفة و القيت نظرة على ساعة الزجاجية كانت الثامنة ليلا ، كنت اشعر بالجوع ولكني في نفس الوقت اشعر بالتعب و الكسل فاكتفيت بأكل الفواكه الى ان شبعت ثم تمددت على فراشي لاغرق في نوم .

انتقام القاتلة ( مكتملة ) Where stories live. Discover now