-5-

16.5K 887 11
                                    

قمت بعدها بفتح ايمايل الذي في الحاسوب بالهاتف و اتجهت نحو المطبخ اين قمت باعداد قهوة و بعدها جلست على حافة سرير و اشعلت تلفاز لابداء بتغير القنوات الفضائية الى ان وصلت الى محطة تعرض فيلم كوميدي, ومع قروب نهاية الفيلم دق جرس الباب، تقدمت نحو الباب و فتحت لاجد امامي ديفيد :
- مرحبا
- مرحبا ، اذن مارأيك بعشاء بدل قهوة ؟
- اااا....حسنا 
قمت بتجهيز نفسي و اتجهنا بعدها الى المطعم ...وبعد وصولنا اخذنا طلبتنا حيث طلبت طبق  فواكه البحر في حين طلب ديفيد طبق يتكون من لحم مشوي و اصابع البطاطة المقلية ...وصل طلب و بدأنا  في الاكل و تبدال اطراف الحديث عن كل شئ و لا شئ لقد اخبرني انه ينحدر من أسرى متوسطة لا اغنياء ولا فقراء حيت ان امه استاذة في ثانوية اما ابوه فقد توفى منذ ثمنية سنوات و كان هذا الاخير شرطيا كما اعلمني ان له اخت صغرى في عاشرة من عمرها ، ولما كان في ثانوية كان لاعب كرة سلة محترف و كان حلمه ان يكون مهندس معماري و لكن شاء القدر ان يسلك طريق اخر هو لم يخبرني عن عمله الحالي و انا لم اسأل لانه سيكذب مرة اخرى ...اظنه نسى انه قال ان شقة لاخته صباح اليوم ، فانا لاظن ان طفلة في عاشرة من عمرها تملك شقة و تستعمل بيها بصمتها، هذا دليل اخر انه لايستعمل بصمته الحقيقية الان ..مثلما افعل انا دائما اثناء اداء المهمات
قطع حديثنا صوت رسالة و صلت الى هاتفي ..فالقيت نظرة عليها لقد كان ايميل من رئيس ..فانا قمت بفتح ايميل في الهاتف هذا الصباح ..فتحت ايميل لاجد الرسالة التالية " سام جيسن و القي نظرة على صندوق الامانات " ...صندوق الامانات ؟؟؟ لقد اخذت اموالي من هناك بفعل ..هل ارسل شئ اخر ، اخرجني صوت ديفيد من تفكري وهو يقول :
- اليكس ، ماذا هناك ؟
- لاشئ
و بعد تكملنا العشاء خرجنا من المطعم لنتجها نحو المنزل سيرا على الاقدام فالمطعم لم يكن بعيد كثيرا ، ساد صمت بيننا للحظات ليقطعه صوت دايفيد :
-  اذن الا ينتابك الفضول بشأن لقاءنا الاول
- اظن ان امور اصبحت واضحة نوعا ما
- كيف ؟
- انت استعملت سلالام مخرج الحريق لانك نسيت مفتاح الذي بيه بصمت اختك
بالتاكيد ليس هذا ما افكر بيه فانا اظن انه كان يهمل بصمة مختلف اثناء اداءه لمهمة ما
- اجل نوع ما ..
- انا سأمر بصندوق الامانات ..الى اللقاء
- الى القاء
مررت بصندوق الامانات الذي وجدت بيه ملف صغير اخذته و عدت الى المنزل ، اين قمت باستحمام و تغير ملابسي ، و بعد انهائي من ذلك ، جلست على حافة السرير و فتحت ذلك الملف ، لقد كان بيه بطاقة دعوة لحفل عرض المجموعة الفنية لفنان سام جيسن ليلة الغد ...لاظنني احتاج الى معرفة هوية الضحية فهو رسام ..ما هذا كتب في اخر البطاقة اسمي او باحرى اسم الذي استعمله الان " الى اليكس فينس، مجلة آرت آل ديا إنترناشونال" ...انها مجلة امريكية عالمية تهتم بالفن الثقافة ..الفنانين و مشاهير ، تصدر خمس اعداد سنويا ، و يهدف كل فنان بظهور على صفحاتها ...شئ مثير حقا ان اكون صحفية تعمل لصالحها ....و لكن الافضل هو ان لدي فكرة جيدة للقضاء على هذا الفنان .
في صباح يوم الغد قمت بالتدرب من سادسة صباحا الى غاية الحادية عشر زوالا ...قمت بطبخ الغذاء و اكلت و  غسلت الاواني ...و في حدود السابعة مساءا قمت بتجهيز نفسي للحفلة السيد جيسن ، حيت لبست فستان اسود قصير و حذاء ذو كعب عالي اسود و حقيبة صغيرة على شكل مستطيل سوداء ايضا، حيث وضعت بيها بطاقة الدعوة ، هاتفي و وسيلة قتلي لليلة ....قمت بتسريح شعري تسريحة ذيل حصان و وضعت القليل من احمر الشفاء و الكحل  و قمت برش بعض العطر وراء اذني ، و على معصمي و رقبتي ، كما قمت بالصاق بصمات مزورة  ...وقفت امام مرأة لارى نفسي ، و هنا عادت بي الذاكرة الى احد الايام اثناء التدريب " لقد كنت اتدرب على القنص  الى ان اتى سيد كلاي فهو كان من مسؤلين عن تدريبي  تقدم نحوي و قال :
- تتدربين لوقت متأخر
- احاول الوصول الى الهدف حتى في اليل
- خذي . مد يده التي كانت تحمل كيس احمر كبير  ثم اكمل قائلا : جهزي نفسك سنذهب الى حفل .. البسي هذه الملابس ، لقد اشتريت لك مستحضرات التجميل و لكن لاتكثري  القليل من الكحل و احمر شفاه ، بالاضافة الى عطر هادئ ،  سيجعل منك انثى انيقة و راقية كثيرا..هذه نصيحة لك من كرجل
- حسنا ، لكن لماذا سنذهب لحفل ؟
- لتدريب "
عدت بعدها الى مكاني امام المرأة و تركت الذكريات من وراءي و خرجت من المنزل لاستقيل سيارة و اتجهت نحو المكان المنشود ، الحفل ستقام في فندق " تايمز سكوير"  في اول طابق منه ...وصلت قمت بتوقف امام باب الفندق ، اين نزلت و قدمت مفاتيح السيارة لعامل هناك و دخلت ...كانت هناك قاعة كبيرة بها طابقين حيث الطابق الثاني عبارة عن شرفة تطل على الاول ، الذي كانت تتوسطة طاولات كبيرة بيها طعام باصناف مختلفة و كانت الجدران  تحمل لوحات فنية لفنان سام ، و انا واقفت اتأمل في لواحات جاءت احد العميلات هناك تحمل طبق من خشب بيه كؤوس زجاجة بيها الخمر، انا لا اشرب الكحول و لكن يجب ان اتظاهر بذلك ، فقمت باخذ احد الكؤوس و انا ابتسم ، لاتجه بعدها نحو احد طاولات و اضع كأس عليها و بدأت بمراقبة كل الحضور ، و بعد فترة دخل مجموعة من شباب اظن ان اعمارهم تتراوح بيه 20 و 30 كانوا اربعة بنات و خمس ذكور و من بينهم دايفيد ، ماذا يفعل هنا ؟ حسنا الاجابة واضحة نوعناما ، وهنا عادت بي الذاكر الى يوم الذي  ذهبنا فيه انا و سيد كلاي للحفل " فبعد وصولنا وقفنا انا و هو امام احد الطاولات و بعدها دخلت مجموعة من شباب فقام و سألني :
- مارأيك بتلك المجموعة ؟
- انا لا اعلم
- انهم متدربين مثلك ؟
- تعرفهم ؟
- نعم ، لكن ماالذي جعل امرهم مفضوح في رأيك ؟
- مممم .....هم ينظرون الى بعضهم كثيرا رغم انهم مبتعدين عن بعضهم ، و كذلك يظهر بعض ارتباك عليهم ، لا يشعرون بالراحة
-انت محقة ، و لكن هذه امور دقيقة هناك شئ فضحهم و بسببه سيرسبون ، الا و هو دخولهم مع بعض و تكلم قليلا ثم افترقوا ، و كذلك هم يكثرون تكلم مع بعض ، فهم يلتقون مع بعض بين الحين والاخر "
قاطع تفكري السيد جيسن ، صاحب الحفل شخصيا ، في النهاية انا شخصية مهمة اليوم
- مرحبا سيدة فيسنت
- مرحبا
- انت هي مراسلة مجلة آرت آل ديا إنترناشونال
-بشحمها و لحمها
- اتمنى ان تعجبك هذه الحفلة المتواضعة
- انها رائعة ، هذا ماهو متوقع من فنان متميز مثلك، لقد اظهرت براعتك في هذه اللوحات
- اذن اعجبتك ؟
-  نعم كثيرا ، انها و بكل بساطة تحف فنية
- شكرا لكي حقا ، فرأيك يهمني
-  لا داعي لشكري انها الحقيقة
- انا ساذهب لثانية ، ساعود لكي فيما بعد ...اسف حقا ، استمتعي بحفلة
- حسنا
كيف لشخص ان يكون له هذه الثقة، بالمناسبة اللوحات لم تعجبني ابدا ، لاحظت بعدها دايفيد الذي كان يقف امامي لوحده منذ مدة  ، فاقتربت منه و قلت :
- انت متخفي ؟
- ااههههه...اليكس ، لقد افزعتني لماذا انت تظهرين فجأة هكذا ؟
- لقد كنت هنا منذ فترة
- حقا ؟!! قال ذلك و الدهشة تعلوا وجهه - نعم. ..اذن انت متخفي ؟
- لا ، فانا اقف امامك
- لا تستغبى معي ...لقد دخلتم في مجموعة و بعد تكلم قليل افترقتم ، حيث هناك من ذهب وحده و هناك من ذهب على شكل ثنائي ، و بين الحين و الاخر تلتقون ببعضكم بشكل متقطع و منظم ، بالاضافة الى ذلك انت تتكلم بصوت عالي كثيرا مع نفسك  بنسبة لشخص عاقل ، و عندما اتيت انا و رغم انني افزعتك الى انك لم تنسى ان تغلق جهاز التصنت
- من تكونين بحق الجحيم؟
- اليكس فينس . وهنا قاطعنا السيد جيسن مرة اخرى و قال :
- مرحبا سيد مارتين ...اقدم لك سيدة اليكس فينس مراسلة  مجلة آرت آل ديا إنترناشونال...كما اقدم لك يسدتي احد الكتاب الجدد مارتين دايفد
- تشرفت بمعرفتك ، اظن انني محظوظ بألتقاء مراسلة لمجلة تهمني ككاتب صاعد . قال ديفيد و هو يمد يده نحوي لمصافحته
-  يشرفني ذلك ايضا . قلت و انا امسك بيده و ابتسم احد اهم ابتساماتي
بدأنا بتبادل اطراف الحديث و بعد فترة القيت نظرة على ساعة يدي ، مازال خمس دقائق و يذهب دايفيد ليلتقي احد اصدقائه ، فهم يلتقون كل ربع ساعة ، و هنا استأذنت منهم لذهاب الى الحمام ، اين قمت باخراج كيس صغير من الورق بيه بعض السم و وضعته  بين اصبعي و ظفري و عدة ادراجي و عند عودتي كان ديفيد قد ذهب بالفعل ، بدأت بتكلم مع الضحية ، ثم اخذت كأسين من خمر من على طبق الخشبي الذي كان يحمله احد العمال و ضعتهم على طاولة صغيرة بجانبنا و عند وضعهم ،و بحركة سريعة قمت بضغط على ذلك الكيس بأظفر اصبع الثاني ، ليسقط محتواه في كيس الضحية و بعدها قلت :
- تفضل ، لقد احضرته من اجلك فانت فنان مميز
- شكرا
اخذ الكأس و بدأ يرتشف منه الى ان قام بانهائيه ، عاد دايفيد مرة اخرى و في حدود الساعة الحادية عشر و نص، اخذت رقم السيد جيسن من اجل مقابلة صحفية ، التي لن تحدث ابدا و عدت الى المنزل ...

انتقام القاتلة ( مكتملة ) Where stories live. Discover now