01

9.9K 439 525
                                    

" إنّهُ الأسبوعُ الأخيرُ، لا أعلمُ إنْ كانَ عليَّ أنْ أتحمّسَ أمْ أخافَ..
لا ألمَ يساورني حقيقةً، قالَ الطبيبُ بأنَّ الأمورَ ستكونُ سلسةً، جسدي مستعدٌّ، و المحشوّ الصغيرُ كذلكَ ..
تصدّقينَ هذا؟ لا أزالُ لا أفعلُ، بعدَ أيّامٍ قلّة سيملأ المنزلُ بالحيوية !

قطعًا.. هيونْ غدَا مملّا بعدَ الزواجِ، دراستهُ أصبحتْ أكثرَ كثافةٍ.. لا أعلمُ حقًّا كيفَ سيهتمُّ بنَا بعدَ هذا الأسبوعِ. هوَ بالكاد يفركُ رأسهُ.

أعلمُ، لا أحتاجُ توبيخًا، أنا منْ دفعه للزواجِ بي بوقتٍ مبكّرٍ. بالرّغمِ منْ ذلكَ أشعر بالغيرةِ من مرضاهُ !   يحضونَ بهِ أكثرَ منّي ..

مؤخرًا لا أعلمُ ما يساورُ ذهنهُ، لكنّهُ لا يغادرُ المنزلَ. لا منْ أجلِ التدريب و لا من أجلِ الجامعةِ.. إنهُ يتدهورُ .. هيون يتدهورُ تدريجيًّا .."

مربّعةً ساقيها فوق السجادة تسندُ مؤخرتها على وسادةٍ منتفخةٍ بشكلِ الباندا كما بقية الديكور بالمنزلِ، رفعتْ رأسهَا تحدّقُ بالساعةِ الجداريّةِ لتصبح عيناها كخاصة والدها: مستديرتينِ.

" ساعتينِ من الحديثِ المتواصلِ، أعتقدُ ابني سيولدُ ثرثارًا .. و أكولاً نهمًا عكسَ أبيه."

هيَ التهمتْ خلالَ المحادثة الطويلة هذه علبةَ ماكارون، خمس ألواحِ شوكولا، بعضًا من الكعكِ و إناءَ فشارٍ.

" أحدّثكِ لاحقًا يان، عليّ إيقاظُ الدبّ النائمِ فوقَ. لا يوجدُ طعامٌ و لا نيةَ لي للطبخِ."

هيَ لمْ تطبخْ منذُ تسعةِ أشهرٍ، بكلّ مرةٍ ستتحججُ بالوجعِ الوهميّ، أو النعاسِ الشديدِ. فترةُ الوحمِ لم تكنْ سهلةً عليها كذلك و لا على هيون كونها تشتهي كلّ شيء و لا شيء !

أقفلتِ الاتصال، و بكسلٍ تجاهلت بقايا الطعامِ فوقَ الطاولةِ، وقفتْ أمامَ الدرجِ تفكر إن كانت ستصعدُ أمْ لا، ذلكَ غدا يتطلب منها جهدًا.

" لولا ابنكَ المتدلّي من بطني لأجبرتك على حملي فوقَ ظهركَ كلّما احتجتُ للتنقّلِ !! "

أصدرت الكثير من الضجيج في طريقها لهناكَ لكنهُ لم يحرّكِ إنشا من جسده، حتى ليتذمّر من الفوضى التي تثيرهَا.

" أتفهّمُ أنّكَ لمْ تنم الأسبوع الفارط، لكن هيـــــون ! يومانِ متواصلانِ من النّوم؟ "

أبعدَ ذراعهُ أخيرًا عن عينيه ليتفقدَ تسلقها فوقَ جسمهِ. انتحبَ بهدوءٍ تامٍّ يستديرُ للجانبِ يفتحُ حصّةً أخرى من السباتِ.

" إنها بدايةُ الخريفِ، السباتُ هَذا أ ليسَ مبكّراً؟"

" فيوليت رجاءً .."

تمتمَ لتتنحّى جانبًا.

" فيوليت حبي، فيوليت زوجتي .. فيوليت اشتقتُ إليكِ .. هذه جميعها لا تجيدُ قولها، هاه؟ فقط فيوليت رجاءً؟ أ هذه أبعدُ مستوياتك معي هيون؟"

الشّهر التاسعWhere stories live. Discover now