04

3.5K 303 450
                                    

=

-تعلمُ؟ ليسَ عليكَ التّحوُّلُ لإدْوَاردْ. كونكَ ' هيونْ' لِوحدهِ كفيلٌ بجعلي أهوي حبّا فيكَ، أيُّ مستوى سأبلغُ إنْ غدوتَ مصّاصَ دماءٍ ببشرةٍ لامعةٍ كهذه؟ الجحيم؟ أمْ هناكَ دركٌ أسفلها !

ذلكَ يُعتَبَرُ لا شيءَ مقارنةً بما استمّرّتْ بالتّفوّهِ بهِ منذُ اللحظةِ الّتي فتحتْ فيهَا عينيهَا بعدَ أن عقدتْ على جعلِ نسلهِ خصبًا بإنجابِ قبيلةٍ منهُ.

-هيوني .. لنْ يكونوا حتّى سبعةً لأسميهم بأسماءِ أيّامِ الأسبوعِ كما في الفيلم ..

تساءلَ هيونْ داخليّا بعدَ كلِّ حديثٍ تبوحُ بهِ -رغمَ إرهاقهَا و شحوبِ ملامحهَا- عنْ كميةِ المُخَذِّرِ التي سُكِبَتْ بأوعيةِ دمهَا. منَ المفترضِ أن تستعيدَ كاملَ وعيهَا بغُضونِ نص  ساعةٍ كحدّ أقصى، لكنهما سيصبحانِ بالسّاعةِ الثانيةِ و هيَ لا تزالُ تتحدّثُ بصوتٍ مرتخٍ عنْ أشياءَ ليسَ معتادً على سماعهَا منهَا.

-بذهني تحصلُ مقارناتٍ إن كانَ هناكَ ابنينِ لي، واحدًا منكَ و الثّاني منْ داني .. هيونْ أنا لن أستطيعَ النظر سوى لمحشوّنا، أنا و أنتَ صحيح؟ أ ليسَ كذلكَ؟

امتطّتْ شفتاهُ و حدّقَ بهَا قبلَ أنْ يجيبَ محاولًا عدمَ إبداءِ انزعاجهِ ممّا تُسمعهُ إيّاهُ بهكذا ساعة متأخّرةٍ منَ الليلِ.

-و هلْ تناقشينني بشأنِ الحصولِ على ابنٍ من رجلٍ ثانٍ غيري؟ أينَ الحبُّ الذي تدّعينَ؟

-كلَّا هيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــونْ .. أُنظُرْ منْ صارَ كالثومِ وسط البصلِ في مقلاةٍ على النّارِ الآنَ ! لمَ صبركَ ..

قطعَ ككلامهَا أنينٌ بعدَ الشعورِ بالوخزِ ببطنها. يبدو أنَّ نسيجهَا الممزّقَ عادَ للحياةِ. هيونْ مستغربٌ لكونها تتذكّرُ استخدامهُ لهذهِ الجمل سابقًا، لكنها لا تستطيعُ معرفة أنها قد وضعتْ مولودًا قبلَ ساعاتٍ. فكّرَ في مناداة الطبيبِ المشرف لاستفسارهِ عنِ الوضعِ كيْ يطمئنَّ بالهُ من كونِ زوجتهِ لمْ تطرحْ وعيهَا معَ لويْ في غرفةِ العمليّات.

-ذاتَ مرةٍ زارني بالمنزلِ محتجًّا بإحاطتي بما يجري بالجامعةِ في غيابي ..لمْ تكُنْ هناكَ.

تنهدت بصوت مرتفعٍ.

-كنتُ لبقةً معَهُ. أنا التي لا تُحرّكُ مؤَخّرتهَا لفعلِ شيءٍ حضّرتُ لهُ ألذَّ قهوةٍ أجيدُ صنعها.. هيونْ تعلمُ ماذا حصلَ بعدهَا؟

لمْ يعلمْ إن كانتْ تحدّثهُ، فهيَ كانت تنظرُ للسّقفِ معتقدةً إيّاهُ هوَ، على الأرجحِ، لهذاَ ارتكزَ بمؤخّرتهِ على السريرِ الذي يحملهَا يواصلُ الإصغاءَ. أ كانَ هذا منْ نسجِ خيالها أمْ أنّهُ حقيقة؟

-هيونْ قُلْ ماذا ..

ضحكتْ، لكن أمامَ صمتهِ، زمت شفتيها بلطفٍ تنفخُ وجنتيها:

الشّهر التاسعWhere stories live. Discover now