03

4.3K 297 505
                                    

-يآه، إلى أينَ أنتَ ذاهبٌ ؟؟

صاحَ بيكَا بذلكَ محاولًا إيقافَ هيونْ عنْ مغادرةِ غرفةِ التبرّعِ بالدّمِ:

-يكفي أنّكَ نزعتَ الدمَ بضغط منخفضٍ !! آهٍ .. رجاءً انتبهي لطريقةِ حقنكِ يا آنسة !! 

علا تأوّههُ متؤَلّمًا عندما أدخلتِ الممرضةُ تلكَ الحقنةَ بشكلٍ مؤلمٍ:

-أ لا تجيدينَ فعلَ ذلكَ؟

وجدَ نفسهُ يصرخُ عليهَا فقطْ كونهُ لا يستطيعُ الوصولَ لهيونْ و إعطائهِ صفعتينِ كفيلتينِ بجعلهِ ينبطحُ بالسرير ليرتاحَ بعدَ كيسِ الدمِ الذي نزعهُ من أجلِ زوجتهِ.

-عروقكَ ضامرةٌ، ليسَ ذلك بخطئي.

كانَ من الواضحِ أنها مبتدئةٌ، و هيَ تلقى الحججَ حاليًّا لتغطي على قلة خبرتهَا.

-كلّ العروقِ هذهِ و ترينها ضامرة؟ هه .. سأكتبُ لكِ ورقةً لتصححي نظركِ عندَ طبيبِ العيونِ .. آآآه ..

دفعهَا عنهُ، هذهِ المرة هيَ فعلتهَا عمدًا.

-أعتقدُ  الكيسَ الذي نزعهُ الشاب الأول يكفي، لا حاجةَ لدمكَ، منَ الواضحِ أنهُ قد يسممُ المريضة بغرفة العملياتِ.

-يا للوقاحةِ. ثقبتِ بشرتي النقيةَ خمسَ مرّاتٍ لتتوصّلي لحلّ كهذا؟ سأشتكيكِ لمدرّبكِ، أملكُ مشكلا معَ التئامِ جروحي، مدّةُ فصلكِ لن تقلّ عن الشهرِ. سأحرصُ على هذاَ.

قامَ من الكرسيّ الذي يجلسُ عليهِ بعدَ أن هددَ الممرضة عديمةَ الخبرةِ تلكَ. أخذَ قطنا و لاصقَ جروحِ يسدُّ بهِ آثارَ الوخزاتِ،  وضعَ مئزرهُ على كتفه و غادرَ الغرفة بدورهِ.

أمامَ بابِ غرفةِ الجراحةِ، وضعَ هيون الكمامةَ، غطاءَ الرأسِ، القفازينِ و الخفّ القماشيّ الأخضر على عجالةٍ، يحدّقُ من خلفِ الزجاجِ بما يحصلُ هناكَ بالدّاخلِ. أرادَ الإذنَ بالدّخولِ من رئيس الجراحينَ، لكن و بإدراكه لاستحالة الحصولِ عليهِ، فكّرَ باقتحامِ الغرفةِ معَ دخولِ الممرضة الحاملةِ لكيس دمهِ الذي تبرّعَ بهِ. استدارتْ عيناَ مونْ للمحهِ، لمْ تستطعِ الصراخَ بوجههِ، فالكمامةُ التي تضعها من المفترضِ أنْ تمنعهم عن التحدّث.

بخطواتٍ مترنّحةٍ توجّهَ يأخذُ يدَ زوجتهِ الهامدة بينَ كفّيهِ يدفئها، كتفاها مكشوفانِ و هذا سيجعلها تبرد، هوَ متأكّدٌ منْ أنها تشعرُ بالصقيعِ أسفل الإنارة الزرقاءِ هذهِ. كما تأكده من كون لا شيءَ سيمنعُ شفتيهِ من تدفئتها، حتى هذه الكمامة التي يستخدمها بينما يقبل ظاهرَ يدهَا.

لحسنِ الحظّ، المكان الذي اختارهُ ليجثوَ على ركبتيه أمامَ وجهها كانَ مفصولًا عن أنظار الجراحينِ و الطبيب، كما المساعدينَ هناكَ.

الشّهر التاسعWhere stories live. Discover now