07

4K 235 408
                                    


- أنتَ هنا  !   

بخطُواتهَا –البَادِي عليهَا الاِنزعاجُ- تقدّمتْ في رواقِ مصحة حديثي الولادةِ، مُتنَفّسةً الصّعدَاءَ، وَ قاصدَةً بكلامهَا الجالِسَ فوقَ أحدِ كراسي الانتظار المعدنية، بِوَضْعيّةِ اٍنْكِبابٍ ناحيةَ الأمامِ، مُغَطّيًا وَجهَهُ بكفَّيهِ المبسوطتينِ، و هو لا يزالُ لمْ يغيّر ثيابَ التدريبِ خاصّتهُ حتّى!

اشتدت نبرتها غضبًا عند استرسالها بالحديث:

- اِتصلتُ بكَ أكثرَ منْ خمسِ مرّاتٍ و لمْ تجبْ. هلْ ألغيتَ الموعدَ؟

أُمسيَتُهَا كانتْ مكتظّةً بالفعلِ؛ زيارةٍ طارئةٍ للجدّةِ المريضة بطرف المدينةِ، مذاكرة طنّ الأوراق المتراكمةٍ فوقَ مكتبهَا، تعويض كافٍ لنوم مناوبة الليلةِ الفائتةِ،ثمَّ قسطٍ من الوقت لأجل التفكير بيكَاه.

وَ هيَ بداعٍ منَ الاهتمامِ بعد إلحاحِ هيون، استعجلتْ بإفراغِ انشغالهَا لأجلِه ..

لأجلِ هذا الموعدِ!

- أُنظُرْ، أُنتَ لمْ تَتَكبّد عناء إخباري بشأن إلغائهِ حتّى !

وَ لو كان العالم عاديًا وَ لنْ يحكم عليها هيون بالضعفِ، لبكتْ صدقًا.

هي تمقت أن يُفعلَ بها هذا بعد يومٍ شبه مقرفٍ، طويلٍ وَ مُضْنٍ.


_

أَ هُناكَ شيءٌ يُثْقِلُ عاتقيهِ..؟

هُوَ لا يُعيرُ تواجُدَهَا و لوْ قليلًا منَ الاِهتمامِ. و ذلكَ ليسَ منْ طِباعهِ، إذْ عادةً، مهمَا بلغَ بهِ الأمرُ منْ اِحتدامٍ، هيونْ سيحتفظُ ببعضْ المساحةِ داخلهُ لأجلِ غيره.

وَ كذلِكَ لصديقتهِ..

- هل طردكَ رئيسُ القسم أم توَعّدَكَ بالرّسوبِ؟

استفسرتهُ بعدَ أن لانَ صوتها بعض الشيء أمام صمته. قررت صَهْرَ صبرِهَا لتمديدهِ و عدم التهوّر بلومه، و منحه  العذرَ ليبرر الذي وقعَ.

يجب أن يكون شيئًا مهمًا.. حقًا.

جلستْ محاذاته ترخي الحزامَ المعدنيَّ خاصة حقيبتها اليدوية فيرتطمَ بسطحِ الكرسيّ- عنْ قصدٍ- لِيُصْدِرَ صوتًا صدحَ بالرواقِ بشكلٍ مسموعٍ كفايةً ليثيرَ انتباه ممرضة كانت مارّةً بالجوارِ، رمقتهما بنظرةِ داعيةً إياهما للالتزامِ بالصمت.

أما هيون، فمرّةً أخرى لمْ يَتحرّك قيدَ أُنْمُلةٍ.

- أَ هيَ فيوليتْ ؟

الشّهر التاسعWhere stories live. Discover now