08

1.8K 141 973
                                    


(  Ps; Do not forget to give a proper love to the chapter.  No love, no one more last chapter . )

-


صوتُ خرمِ الدّبّاسَةِ للورقِ تكرّرَ بمكتبِ المتدربينَ، أينَ قُدّمَ للثلاثيِ بيونْ مهمة ترتيب تحاليل كل مريضة بجناح أمراض النساءِ و التّوليدِ كرونولوجيكيّا، بعدَ تفحصها و إرفاقها بتقريرٍ ملخّصٍ لكلّ حالةٍ، ثم تثبيته بسطحِ الملفّاتِ. بقيةُ المتدرّبين حصلوا على مهامِ أخرى، بعضها أسهل و الباقي أصعبُ.

بيكَا و مونْ كانَا يعملانٍ بصمتٍ، عادةً ما يتشاركانِ الكَلِمَ، أو طريقةَ كتابةِ التقريرِ،  و ترتيب الكلمات لتبدو كإنتاج يخصهما. بيد أن الآن، لا يسمعُ لهما سوى تنهُّدهما. هي تضعُ سماعتيها تصغِي لتسجيل المحاضرة التي لم تحضرها بالأمسِ، و هو يصغي لأفكارهِ.

هيون كان بالجوارِ، منهمكًا بدورهِ في ترتيبِ موعد لعمليّة ابنهِ. يبعثُ ملفات حالتهِ   لدكاترة حصل على  بريدهم الإلكتروني من صهرهِ الطبيبِ دُو، ثمّ يستقبلُ تعليقاتهم و رأيهم بفركٍ لوجهه ثم شعره و تنهدٍ عميقٍ.

بقية واجباته اِقتسمهَا الاثنان الصامتان بغرابةٍ أمامهُ، طواعيةً من دون أن يطلب منهما ذلك حتى.

شيءٌ وحيدٌ كانَا يصدرانهِ و ودّ بكامل جوارحهِ لو يصرخُ بهمَا  ليوقفاه.

صوتُ الخرمِ..

ظلّ يتردّدُ بذهنهِ كما دقات عقرب الثواني بساعة البهو العتيقة في منزل جدتهِ. لكنه لم يكن يربط الصوتَ بصورة لانثقابِ الورقة، أبدًا. بل بصورة لخرمٍ في عضلة قلب لويْ. زفرَ طويلا يفرغُ كلّ رئتيهِ، ثم ملأهما مجددا بشهيق صاخبٍ، بحٍّ.


هذا ضريبةُ المكوثِ ليلًا فوقَ سطحِ المشفَى بُعَيدَ منتَصفِ اللّيلِ رفقةَ بيكا، أين تشاركا الصمتَ و نفس الرغبة بدعوة برودة الرياحِ لتجميدِ الزّائد الضارّ من فكريهمَا.

بيكَا لم يتحدث عن الذي جعلَه يختفِي طيلة يوم أمس، و لم يأتِ على موضوعِ تواجد هيون رفقة حبيبته بوضعية كتلكَ عند مدخل البنايةِ.
 سيتفهّمُ بسكونٍ.

لمدّةٍ معتبرةٍ منَ الزّمنِ، بيونْ بيكَا اِعتادَ علَى الشعورِ بخواءِ قلبهِ، وخزات بيسارِ صدرهِ، و في أحيانٍ كانَ الألم -و إن مجازيًّا- حادًّا، فيوهمهُ بتشكل ثقبٍ بأحد جدران مضخة الدم خاصته.

فما بالكَ بثقب حقيقيّ لعضلةٍ هشةٍ يافعة التكوين، خاصة وليد البارحةِ..

مُوجعٌ بحقّ ربّ السماء!

-

الشّهر التاسعNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ