05

3.9K 295 188
                                    

أسوأُ ما بِهذا المشفى الجامعيّ فهوَ الأسرّة، إنّهَا جدُّ ضيقةٍ.

لكن، و بالرّغمِ منْ ذلكَ، هيونْ وجدَ طريقةً لجعلِ السّريرِ يحتوي جسدهُ و خاصّةَ زوجتهِ، منْ دونِ أنْ يؤذيها بمجاورتهِ لها. هو لمْ يكن بالشّيءِ الصّعبِ إذْ جرّبَ النّومَ بهذه الوضعية مع ابنِ عمهِ بيكا ذاتَ يومٍ، كما أنهُ ليسَ بالبدينِ و لمْ تعدْ فيوليتْ كذلكَ بعدَ أن وضعتْ لويْ.

غادرَ العالمَ بغضونِ الدّقيقتينِ المواليتينِ لاستلقائهِ بغضّ النّظر عنْ وضعيةِ نومهِ غير المريحةِ، و في تلكَ الأثناء، مكثتْ زوجتهُ مستفيقةً تنسجُ أحلامًا عنْ أيّامها القادمة. اتّصلتْ بأمها و كلّمتها بهمسٍ كيْ يحظى هيونْ بنومٍ ملائمٍ.

تلكَ طيبةٌ غيرُ مُتوقّعةٍ منها بعدَ تسعةِ أشهرٍ منَ الحملِ المُكدّسةِ بغيرِ الاحترامِ اللطيفِ تجاههُ، أوِ البعض العنيفَ كذلكَ.

مهما كانت درجة تشوقها للقادمِ هي تظلُّ فيوليت، لمْ تقاومْ لمدة أطولَ لتنامَ  و كُلّها حماسٌ للاستيقاظِ و جعلِ ابنهَا بينَ يديهَا.

غفا الاثنانِ لثلاث ساعاتٍ متواصلة.

شيءٌ نسيهُ هيون هوَ سهولةُ اقتحامِ الغرفة، أيُّ شخصٍ على مقدرةٍ منَ الدّخولِ بنية إجراءِ الفحصِ أو الزيارةِ، و ذلكَ ليسَ مريحًا. لكن يبدو أنّ الحظّ يبتسمُ لهُ معَ بداية اليومِ المشرقِ و مداهمة بيكا للمكانِ.

لطالما كانَ خيطَ بنطالٍ لهما، و لطالما شهدَ الكثيرَ من لحظاتِ علاقتهما، رؤيتهما بحضنيْ بعضٍ فوقَ نفس السرير ليسَ بالشيء الكبير بالنسبة له، فلقدْ رأى الأسوأَ بالفعلِ منْ قبلُ. في نهايةِ المطاف هوَ بيونْ بيكا، و في دمهِ سيسري دومًا حبُّ إزعاجهِ لهما.

تقدّمَ بخطاهُ للسّرير و حدّقَ بهما مطوّلا، بعينيهِ و كاميرَا هاتفه، لا يجب عليهِ تفويت فرصٍ كهذهِ. أخيرًا تنهّدَ و التقطَ بيدهِ السّجلّ المعلّقَ بطرف السّرير، نظرَ للاسمِ المخطوطِ هناكَ، نبسَ باسمًا بسخرية يعيدُ نظرهُ للثنائيّ:

- سيّدة بيون؟ منْ منكمَا هيَ السّيدة بيونْ؟

هأْهَأَ مرّتينِ، ثمَّ وضعَ ستائر النّافذةِ وجهتهُ. أزاحها جانبًا لتدخلَ َأشعةُ الشمسِ النّحيلةُ و تُغرِقَ أركانَ الغرفةِ الأربع.

- سيدة بيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــونْ ؟

كررَ ندائهُ بشكلٍ مُلحّنٍ يسخّنُ حبال صوته الأجشِ. بيدَ أنَّ لا حياةَ لمنْ تنادي معَ كيسيْ النومٍ هذينِ.

- يا رفاق، لا تصّدقا بأنني الممرضة اللّطيفة، سأنزعُ الغطاءَ عنكما بالفعلِ إن لمْ تستيقظا. تأكدا من أنكما لا تفعلان شيئا سيّئا أسفلهُ، حسنًا؟ أنَا لمْ أتزوّجْ بعدُ.

الشّهر التاسعWhere stories live. Discover now