الفصل الثالث عشر: بداية مهمة

170 10 14
                                    

الفصل الثالث عشر: بداية مهمة
‏⠀
كانت فتاة الشعر الاخضر تتجول في المكان بصدمة بحثا عن اينوري " لقد كان هو اليس كذلك .. بالتأكيد انه هو .. فتى الوردة " .. عندها لمحت اينوري برفقة تاي واتسعت عيناها قائلة: فتى الوردة .. لقد وجدتك اخيرا !!
‏⠀
ولكنهما كانا متجهين نحوها لذا فقد تنحت بسرعة ليتخطياها بلا اي انتباه .. وبعد لحظات وصل الاثنان للعيادة وفي هذه الاثناء كانت تلك الفتاة تتبعهما ..
‏⠀
توقفت بجانب العيادة بعد دخولهما واستندت على الجدار محدقة في الارض .. عند تاي لم يرى الممرضة في الداخل واخذ يعبث في العبوات الموجودة هناك .. نظرت له اينوري باستنكار وقالت: اه حقاً .. لقد اخبرتك بانه لا حاجة لفعل ذلك .. تاي: كلا بل يجب معالجة وجهك .. اينوري بتذمر: انها ليست اول مرة يتورم وجهي هكذا .. وايضا انت لماذا تساعدني في الاصل .. تاي: هممم لنقل بانها الاصول فقط .. فانا رجل مثالي بعد كل شيئ .. اينوري باستهزاء: هه اصول ! .. رجل مثالي ! .. ماهذه التفاهات .. عندها ترك تاي مابيده ونظر لها بتنهد: اه فتى مثلك لن يفهم هذا .. انت الم تساعد شخصا كان في مأزق من قبل .. او الم تشعر برغبتك في مساعده شخص ما .. اينوري بتفكير: امم اظن بانني فعلت .. تاي بجدية: اذا هل لا اخبرتني لماذا فعلت ذلك .. اينوري: اه اتوو " معه حق فانا قد ساعدت الكثير من الاشخاص من قبل ، ولكنني لا اعلم لماذا ساعدتهم حتى .. اذا هل تاي يتصرف على هذه الوتيرة ايضا " .. اخذت اينوري تنظر له وعندها صرخ بحماس لقد وجدته .. نظرت اينوري للرف الذي كان يعبث به وقالت: اه ايها المغفل لقد افسدت جميع العلب .. تاي بانتباه: اه حقا .. ولكن هذا لايهم .. اينوري: مالذي تقصده بلا يهم ايها الفوضويـ ... لم يتسنى لها اكمال جملتها فقد تقدم لها وسحبها ليجلسها على الكرسي ..
‏⠀
اينوري باستغراب: مالامر معك .. عندها فتح تلك العلبة وبدأ يضع الكريم على وجهها .. ابعدت اينوري وجهها باستنكار: مالذي تضعه !! .. تاي بحزم: اوي اثبت .. انه كريم لعلاج التورم .. اينوري بتذمر: اه لقد اخبرتك لا حاجه لـ ... قاطعها تاي ووضع اصبعه على شفتيها قائلا: فلتتنازل هذه المرة فقط .. اتسعت عيناها للحظات ثم اصيبت بالأشمئزاز وابعدت يده بعنف: اه حسنا فلتفعل هذا بسرعه .. تاي بخوف مصطنع " انه عنيف كعادته " ..ثم قال باستسلام: حسنا حسنا .. عندها ابعدت اينوري عيناها عنه وقام هو بوضع ذلك الكريم ومن ثم وضع لاصقاً على خدها .. اينوري بتذمر: اااه لماذا ضمدته .. تاي: اصمت ولا تتذمر اكثر من هذا .. الا يكفيك ماتسببت به .. نظرت له اينوري بغضب ثم استدارت قائله: تشه .. عندها فقط لمحت شخصا من خلال زجاج الباب .. اسرعت بسرعه نحو الباب وفتحته لتمسك بذراع تلك الفتاة التي حاولت الفرار .. عندها اسرع تاي قائلا: اويييي ايون مالذي تفعله الان .. ثم رأى فتاة الشعر الاخضر والتي كانت تمسك بها اينوري .. سحب تاي يد اينوري بسرعة وقال بغضب: ايون مالذي تحاول فعله بالضبط !!! .. كيف تمسك فتاة بهذه الطريقة
‏⠀
سحبت اينوري يدها منه بغضب: وما شأنك انت .. عندها نظرت له الفتاة بصدمة وقالت: هذا الصوت !! .. التفتت لها اينوري: هاه .. ماذا .. لمعت عينا الفتاة وقالت بحماس شديد: انت اينوري اليس كذلك .. اتسعت عينا اينوري ولكنها سرعان ما حاولت الابتسام لتخفي ارتباكها وقالت: اه من تقصدين ! .. تدخل تاي وقال باستغراب: اينوري ! من هذا .. نظرت الفتاة لاينوري قائلة: اينوري الا تتذكرني !!! .. ردت اينوري بارتباك: ايه .. " مامشكلتها بحق الجحيم .. هل تريد فضحي ام ماذا .. ولكن كيف لها ان تعرفني في الاصل " .. الفتاة باصرار: انها انا التي قابلتني في المشفى ..همست اينوري لنفسها: ايه مشفى ! .. هل يعقل بانني قابلتها في احد ايام فحصي !! .. عندها نسيت اينوري نفسها واقتربت من تلك الفتاة قائلة: من انتي بالضبط .. الفتاة باضطراب: ايه انا ! .. انا لم اخبرك اي شيئ عن نفسي .. ولكنـ .. عندها تذكرت تذكارها المفضل وسرعان ما اخرجته من جيبها وقالت: هذه اتذكرها .. نظرت اينوري لذلك الشيئ والذي كان عبارهـ عن زهرة بداخل زجاجة مفرغة من الهواء .. اخذت تنظر بتمعن وتذكرت مكان هذه الزهرة التي كانت متدلية من الغصن في ذلك اليوم ..
‏⠀
عادت بها الذكريات الى احد عشر شهرا من الان
‏⠀
كانت خارجة من غرفة الفحص باكتئاب لايخلو من الحقد " تلك المرأة الخبيثة انها مازالت تضع لي موادًا غريبة في طعامي .. مامشكلتها بحق الجحيم .. هل تريد قتلي لهذه الدرجة !!! " .. عندها رن هاتفها واخرجته لترى رسالة من شقيقتها ميوكو .. ابتسمت باشمئزاز: انظرو لها .. انها تدعي الاهتمام بي وكل ماتريده هو ان تتخلص مني ؛-؛ .. عندها اغلقت هاتفها بغضب .. في مكان اخر بالقرب منها كانت هناك فتاة تنظر للنافذة بعينيها القرمزيتان ولمحت وردة كانت فوق احد جذوع الشجرة التي في الخارج " يبدو بان الطبيعة قد قدمت لي هدية " .. عندها تسلقت النافذة بيديها وحاولت قطف تلك الزهرة ولكن يداها القصيرتان لم تساعدها في ذلك وياللسوء حظها ففي لحظة قد زلقت قدمها من النافذة .. في هذه الاثناء كانت اينوري مارة بجانب الغرفة وحالما لمحت الفتاة انطلقت بسرعة جنونية وامسكت بها .. شعرت تلك الفتاة بيدين قد التفت حولها بعد ان كانت قد استسلمت لسقوطها .. سحبتها اينوري وقالت بغضب تلقائي: هل انتي مغفلة .. هل تظنين بان الانتحار سيحل كل شيئ .. لم تستوعب تلك الفتاة كلام اينوري فقد كانت في غاية الصدمة ولم تمضي لحظات حتى انسابت دموعها من عينيها وبدأت قدماها ترتجفان بشدة .. فقد خاضت لتو تجربة مخيفة لاتحسد عليها ..
‏⠀
ارتبكت اينوري وقالت: ايه لحظة واحدة لاتبكي .. هل كنت قاسية لهذه الدرجةة .. عندها جثت الفتاة على ركبتيها وبدات في البكاء بلا توقف .. اينوري بارتباك: اايه لحظة واحدة .. للـ ماذا تبكين .. خرجت بضعة كلمات منها بشكل متقطع بسبب بكائها: كل ما .. اردته .. هدية .. لها ... حاولت اينوري فهمها ومن ثم نظرت من خلال النافذة لتقع عيناها على تلك الوردة الارجوانية ثم قالت باستيعاب: مستحيل هل كانت تحاول قطف تلك الزهرة .. عندها توجهت اينوري نحو النافذة ونظرت الفتاة لها بعينيها الباكيتين باستغراب .. وقفت اينوري على حافة النافذة وقطفت تلك الوردة لتقدمها لتلك الفتاة وتلوذ بالرحيل بلا اي كلمة .. ولكن تلك الفتاة استوقفتها قائلة: مهلاً !! .. ماهو اسمك ؟ .. استدارت بهدوء لتقول: اينوري .. اسم لا اعلم من اين حصلت عليه ولكنه يظل اسمي .. ثم استدارت واكملت خطواتها للخارج ..
‏⠀
في هذه اللحظات مسحت الفتاة دموعها ونهضت عن الارض وهي تمسك بتلك الوردة: اينوري ! .. ثم نظرت للوردة التي بيدها وقالت: هذه الوردة قد اختارها القدر لتبقى كنزي للابد ،
‏⠀
بالطبع لم تلاحظ الفتاة بان اينوري فتاة ايضا .. لانها دائما ماترتدي ملابس الفتيان وتتصرف كسجيتهم ..
‏⠀
نعود للحاضر وقد اتسعت عينا اينوري وقالت باستيعاااب: اااه انها انتي .. الفتاةُ الباكيةة اليس كذلك .. الفتاة بعبوس: لاتقل باكيةة .. فانا لم اعد ضعيفة كما كنت .. تذكرت اينوري ماحدث هذا الصباح عندما قلبتها تلك الفتاة وقالت: اه يبدو انني افهم ذلك .. عندها تدخل تاي قائلاً: هووه اذا فأنتي من معارف ايون .. الفتاة باستغراب: ايون ! .. حينها ادركت اينوري نفسها وقالت بلا تفكير: اه في الحقيقة ان اسمي الحقيقي هو ايون وليس اينوري .. اسف لقد كذبت عليك بشأن ذلك .. في تلك اللحظة تحطمت صورة اينوري الرائعة في مخيلة تلك الفتاة وقد تراجعت للخلف خطوتين وقالت: اذا لقد كنت تكذب علي .. قالت اينوري في نفسها " لا لم اكن كذلك " ولكنها اخرجت كلمات كاذبة رغما عنها: اهمم حسنا هذا ماحصل .. حينها ظهرت ملامح الاحباط على وجهها وقالت: اه حقاً .. اذا فقد كذبت علي .. صمتت قليلا ثم قالت: على اي حال .. انا ادعو ايزو راي .. لقد اردت اخبارك بهذا منذ زمن وها انا قد فعلت الان .. اينوري بشرود: اه اذا .. ثم قالت باستيعاب: اه وانا ادعى سيكيا ايون .. راي: وهل هذا يهم حتى .. على اي حال انا ذاهبة الان .. عندها استدارت راي وابتعدت عنهما بلا اي كلمة
‏⠀
اخذت اينوري تنظر لها باستغراب" وااه يالها من صدفة غريبة حقا " .. عندها قطع تاي تفكيرها بقوله: ايوون يبدو انك تفتعل المشاكل اينما ذهبت الست كذلك .. اينوري بتهجم: اخرس فقط .. تاي: الم اخبرك ان تتحدث معي باحترام .. تظاهرت اينوري بعدم سماعه وابتعدت عنه ولكنه امسك بها وسحبها ليسندها على الجدار لتتفاجأ وتنظر له بصدمة .. تاي: الم اخبرك بان تستمع للاخرين عندما يحدثوك .. دفعته وقالت بتهجم لايخلو من الاضطراب: ولماذا علي الانصياع لك .. تاي: فلتفعل ذلك ان اردت ان تستمر معي .. اينوري: اه اخرس فقط كم مرة اخبرتك بذلك .. في تلك اللحظة اتى شينتشي ليقاطعهما قائلا: اوي تاي هل رأيت اشعار الرحلة .. تاي بتساؤل: رحلة ! .. عندها حاولت اينوري الفرار ولكن تاي احاط برقبتها ليسحبها ويكمل حديثه مع شين بدون ان يلتفت لها حتى .. كانت اينوري تحاول ابعاد يده بغضب" اه هذا الغبي انه يعيقني دائما " .. شين: ستكون الرحلة في يوم الاثنين .. اخرج تاي هاتفه من جيبه بيده اليمنى بينما كان يمسك باينوري بيده اليسرى ، ونظر لاخر اشعار قد ارسل من قبل لجنة الاعلانات: اه هذا صحيح لدينا رحلة بعد غد .. ثم اخذ يقرأ وقال: اه ستكون للبحر .. حالما سمعت اينوري كلمة بحر اتسعت عيناها بصدمة حتى خرجت دموعها بلا شعور
‏⠀
ولكنها سرعان ما ادركت نفسها ومسحت عيناها بسرعة .. عندها التفت لها تاي قائلاً: اذا ايها المشاكس ماذا تنوي ان تفعل ايضا .. نظرت له اينوري وقد انسابت دموعها مجددا مما ادى لصدمة تاي ..

في هذه الاثناء في المبنى الاول للمدرسة .. خرجت تلك الفتاة من غرفة المدير بابتسامة عريضة واخذت تنظر يمينا ويسارا بتعجب: وااااه .. لا اصدق بانني قد عدت للثانوية مرة اخرى .. كيااااااا ..، ثم اخرجت مرآةً واخذت تنظر لوجهها باعجاب قائلة: هل شكلي يوحي بانني صغيرة لهذه الدرجة .. كيااااا .. وبعد لحظات ادخلت مرآتها في جيبها وقالت: حسنا الآن .. لقد انتهى وقت اللطافة ..، ثم قالت بحدة: وحان وقت بدأ المهمة .. انا قادمة اليكِ اينوري ..

يتبع ..

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن