الفصل الثاني والأربعون: سلاح ايون السري

108 9 3
                                    

وضعت اينوري تلك الصورة جانبًا وفتحت شاشة الحاسوب الذي كان محميًا بكلمةِ مرور .. جربت كل ماخطر ببالها حتى سنة ميلادها ولكن يبدو ان فتحه لن يكون بهذه السهولة .. ثم لاحظت ايقونةً في الزاوية وعند نقرها ظهرت لها خياراتٌ اخرى للدخول ومنها بصمة الصوت والوجه .. فاختارت الوجه .. وبشكلٍ غير متوقع فُتِح الحاسوب  بعد ان مَسح ملامح وجهها .. لتقول بدهشة: مذهل ! ان التقنية الحديثة غبيةٌ بشكلٍ رائع .. حسنًا لم يفرق الناس بيني وبين ايون فكيف لآلةٍ ان تفعل هذا ..

بعد ثوانٍ بدأت تتصفح الملفات بعشوائية  فهي لم تكن خبيرةً جدًا بالتعامل مع التقنيات .. وقد لمحت ملفًا بعنوان لوحة التحكم فدخلته لتظهر لها لوحةٌ مليئةٌ بالأزرار في الشاشة: هل يمكن ان تكون لوحةً لاعدادات الحاسوب .. اخذت تتمعن بتلك اللوحة حتى سرق اهتمامها زرٌ كُتبت عليهِ كلمةَ طوارئ فنقرت عليه ولم تمضي ثوانٍ حتى أندلع انذار الطوارئ بشكلٍ مفاجئ في جميع ممرات المدرسة .. نهضت بفزع: مالذي يجري ! .. توجهت للنافذة لتنظر من خلالها وقد كان جميع الطلاب قد بدأو بخطةِ الاخلاء لتقول: مالأمر اهو حريق ! .. عندها فقط استدارت لتنظر للحاسوب بإدراك: لحظةً واحدة ! ايعقل بأنني من فعل ذلك !! .. عادت أدراجها بسرعة وقد حاولت إطفاء الزر ولكن اللوحةَ لم تستجب .. فتملكها الغضب لتغلق الشاشة بعنف ولكن الإنذار لم يتوقف: مالأمر لقد قمتُ بإطفائه ! .. عندها فقط فزعت بعد ان قام احدهم بطرق الباب بعنف فتسرع بوضع الحاسوب تحت السرير وتهم بفتح الباب حتى يصرخ المشرف بوجهها: مالذي كنت تفعله بجلوسكَ هنا ! الم تسمع جرسَ الإنذار .. اينوري بتردد: ا-اجل .. المشرف: اذًا مالذي تنتظره ! فلتخرج .. ثم ابتعد عنها ليتفقد الغرف الأخرى ..

فخرجت هي من المبنى لتلمح هيناكو سينسي خارجًا وقد كانت تتحدث بالهاتف .. فاقتربت لتكون في نطاقٍ يسمح لها بالتنصت .. كانت هيناكو تتحدث بصوتٍ عاليً: مالذي تقصده بـ لايمكن إيقاف الجرس ! .. ارتعدت اينوري بعد سماعها لهذه الجملة " اللعنة مالذي قمتُ بفعلهِ ".. اكملت هيناكو: حسنًا سأقوم بتهدئة الطلاب لذا فلتسرع بحل المشكلة .. ثم اغلقت الخط لتستدير وتلمح اينوري فتصرخ حتى يصل صوتها: ايون ! مالذي تفعله هنا .. حدثت اينوري نفسها بتهكم " لستُ صماء لهذه الدرجة " .. ثم قالت: اه كنت في طريقي للتجمع .. هيناكو بنفس النبرة العالية: فلنذهب معًا اذًا ..

بدئا بالمشي معًا فوجهت اينوري سؤالًا لهيناكو: امم الأمر ليس خطيرًا اليس كذلك .. التفت لها هيناكو بتنهد: لاتقلق فلم يندلع اي حريق .. اينوري " بالطبع أعلم هذا " .. أكملت هيناكو: لقد فُعل جرسُ الإنذار في كل المباني بشكلٍ مفاجئ وقال المراقبون بأنهم لايستطيعون إيقافه .. اينوري: ولماذا ! .. هيناكو: لستُ أعلم .. يبدو بأننا سنضطر لفصل الكهرباء عن المدرسة حتى يتم إسكاته .. ثم وضعت يديها على رأسها بإنزعاج: ااه سيقوم هذا الصوت بتفجير رأسي ..

وفي احدى المباني كانت رقم عشرة تجري مع بقية الطلاب للخروج من باب الطوارئ ولكنها توقفت بعد ان لاحظت نقطة التجمع  .. لتنظر من خلال النافذة بعبوس: لقد تم إيجاد حاسوب ايون اذًا .. امتلاك ذلك الشيئ كإمتلاكِ اسرارٍ لدولة ! .. قد يتحول لسلاحٍ إن وقعَ في إيديٍ خاطئة ..

وفي الخارج كانت سيكاي برفقة هاناي التي تمسك يديها بقلق: الأمر ليس خطيرًا جدًا اليس كذلك ! .. تلتفت لها سيكآي ببرود: لاتقلقي فالجميع هنا لن يحدث شيئ " اذًا فهذا هو ما قام ايون بتخبئته .. هاقد ظهر اخيرًا " .. عندها قامت هاناي بسحبها: مالذي تفكرين به .. التفتت لها سيكآي بانزعاجٍ قد نجحت بإخفائه بابتسامةٍ مزيفة: لقد كنت افكر بإجابةٍ للواجب المنزلي .. هاناي بضحكة: هل كل ماتفكرين به هو الدراسة .. في تلك اللحظة بالذات اختفت ضحكتها اللطيفة بعد ان لمحت ايوري وهو يدفع كرسي شيوري فظهرت نظرةُ إحتقارٍ على وجهها " سأجعل تلك الحقيرة تعرف حدودها " .. ولكن سرعان ماعاد وجهها الباسم بعد ان سألتها سيكآي: مالأمر .. التفتت هاناي بابتسامتها المعتادة: لاشيئ مهم .. كل مافي الأمر انني لمحت ايوري في مكانٍ ما .. سيكآي: هكذا اذًا " انها مهووسةٌ بأيوري بحق .. بالرغم من انه دائمًا مايزدريها .. ياللحماقة الا تملك هذه الفتاة اي كبرياء ! "

في هذه الاثناء كان هيكو الملقب بـ ثلاثة عشر مستلقيٍ على سطح المبنى الثالث واضعًا سماعاته لتغطي موسيقاه الصاخبة صوت جرس الإنذار الذي كان يدوي في الأرجاء ولكن اتصالًا من رقم عشرة قطع موسيقاه .. فـ رد عليها بإنزعاجٍ واضح: ماذا تريدين ! .. عشرة: لماذا لستَ في نقطة التجمع .. هيكو: وما شأنكِ بذلك .. عشرة: لقد كنت اتسائل فحـ .. قاطعها بحدة: توقفي عن إزعاجي .. ثم اغلق الإتصال لتقوم هي بوضع هاتفها في جيبها بخيبة وبعد ثوانٍ تلاحظ رقم واحد على بعد بضعةِ خطواتٍ منها فتتسع عيناها وتنظر للأرض بذعر فلم ترده ان يلاحظها ..

تعود لها تلك الذكرى من قبل تسعةِ أشهر :: دخلت المخزن وقد كانت تحمل أكياسًا مليئةً بالأطعمةِ سريعة التحضير لتقول بصخب: هاقد وصل الطعام .. يلتفت لها ايون وقد كانت الهالات السوداء قد احاطت بعينيه بالكامل فيقول بإرهاق: مرحبًا راي .. راي بفزع: يا إلهي كيف أتى حيوان الباندا إلى هنا .. استدار لحاسوبه ليكمل عمله: لا استغرب تحولي لباندا فأنا لم انم طيلة اليومين الماضيين .. تضع الكيس بجانبه وتجلس قائلة: غااه ارجو الا اصبح مثلك مستقبلًا .. لم يرد عليها ونهض ممسكًا بكيس الطعام ليُحَضِرَ بعض الشعيرية السريعة ..  فتتناول هي صورةً لمحتها بين حاجياته المبعثرة في الأرض .. وقد كانت له ولشقيقته في صغرهما فتستفهم قائلة: هل لازلت تبحثُ عنه .. ايون وهو يسكب بعض الماء الساخن: اجل .. وايضًا انها فتاةٌ وليست فتى .. راي: تشه انني مقتنعةٌ بالكامل بأنه فتىً .. حتى بأنني اطلقت عليه لقب فتى الوردة .. ايون: ماهذا اللقب المبتذل ! .. راي بضحكة: انني اشك حقًا من الفتى والفتاة بينكما .. يضحك ايون بخفة: لطالما كان الآخرين يقولون هذا .. بالرغم من أنني الفتى الا انني لا أستطيع مجاراتها .. انها النقيض مني تمامًا .. ثم يلتفت لها: انني امقتكِ حقًا للقائها .. وضعت راي الصورة جانبًا: لقد كان مجرد لقائٍ عابر .. انني اذهب لزيارة امي بشكلٍ منتظم هناك ولكنني لم المحهُ مرةً اخرى ..

ثم اخرجت تلك الزهرة التي كانت قد احتجزتها بقطعٍ زجاجية صغيرة لتنظر لها: انني مدينةٌ لشقيقك لإعطائي كنزًا كهذا .. ايون بتهكم: اخبرتكِ بأنها فتاة .. راي بمباغتة: لاتزال فتىً بالنسبةِ لي .. اذًا الم تجد لها اثرًا .. ايون بتهجم: يبدو بأنها كانت تزور بياناتها .. فلم أجد اي معلوماتٍ تحت إسم اينوري في ايٍ من المستشفيات ..

وفي هذه الاثناء لمحت راي بأن حاسوبه كان مفتوحًا فأخذت نظرةً سريعةً لأيون لتراه مشغولًا .. فتسحب حاسوبه لتظهر لها قائمةٌ بهوياتِ اعضاء المنظمة .. اخذت تنظر لهم بتفاجؤ لايخلو من الإهتمام حتى اتسعت عيناها بصدمة عند رؤيتها لهويةِ رقم واحد .. لتقوم بإعادة الحاسوب بسرعة فيعود هو ليجلس ويبدأ بتناول طعامه .. نهضت هي لتقول بارتباكٍ لم تستطع إخفائه: لدي حصةٌ الآن لذا سَـ .. قاطعها بجدية: لاتخبري احدًا بما رأيتيه .. نظرت  له بصدمة: كيف عرفت ذلـ .. ايون: لقد رأيتُ انعكاسكِ من زجاج الكأس .. على اي حال لاتدعي احدًا يعلم بأنكِ تعلمين ! .. فإن علم بأنكِ تعلمين بحقيقته سيمحيكِ من الوجود .. قطبت حاجبيها باستنكار: وماذا عنك ! .. ايون: انا سأكون بخير .. فهو لن يعلم ابدًا بما اعرفه ..

نعود للحاضر وقد كانت راي تنظر للأرض وتمسك ملابسها بقوة " ان هذا المختل بجانبي .. حتى وإن كنت اعرف من هو.. لا احد .. لا احد يمكنه إيقافه .. فـ من وقفا بوجهه اختفى وجودهما من الحياة .. يجب ان اتمالك نفسي .. إن اردت البقاء على قيد الحياة " ..

وعند اينوري كانت قد لمحت شين برفقة تاي فأسرعت نحوهما لتنظر نحو تاي الذي كان يغطي اذنيه بألم: بحق خالق السماء الن يقوموا بإيقاف هذا الصوت .. شعرت بالسوء فلاحظ شين تغير موقفها ثم قال: يبدو بأنهم يحاولون فصل الكهرباء عن المدرسة .. فإعدادات الجرس لاتستجيب .. تاي بتذمر: ياللعار منذ متى اصبحت تقنية المدرسة قمامةً هكذا .. ثم التفت لأينوري ليدرك وجودها ويقول بصخب: آآآه هاقد ظهر المذنب أخيرًا ..صُعقت اينوري: ايه مالذي تقصده !! .. سحب وجنتيها بتهجم: هل جننت لتقوم بمهاجمةِ معلمة ! .. عندها فقط ادركت ماكان يقصده فقالت براحة: اه انت تعني ذلك .. قام بسحب وجنتيها بشدةٍ اكبر: مالذي تعنيه بذلك .. هل تظن بأنك ستفلت من العقاب .. عندها ابعدت اينوري يديه بغضب لتقول بتبرير: لم يكن خطأي لقد كانت تلك المرأة تريد نزع قبعتي .. نظر لقبعتها ليدرك الأمر وينفجر ضاحكًا: بحقك هل كان هذا هو السبب .. اينوري بتهكم: وهل تظنه سببًا مضحكًا .. تاي: اذًا هل ستخفي شعركَ للأبد .. اينوري: وهل تريدني ان امشي بشعرٍ كشعر المهرجين بالأنحاء .. يبتسم تاي بخبث: وَلِم لا .. عندها فقط ادركت اينوري نوياه فأسرعت لتختبئ خلف شين ليحاول هو إمساكها: اوي تعال هنا .. كانت تدور حول شين ممسكةً بقبعتها وكان هو يلحقها لتقول: لن اسمح لكَ بفعل هذا .. تاي: ومن أخبرك بأني سإخذ الإذن منك .. عندها فقط تحدث شين: كما تعلمان .. انا لستُ شجرةً لتلعبان حولها .. عندها توقف الإثنان ليضحك تاي بشدة اما بالنسبةِ لشين فقد التفت لأينوري لتنظر له هي باستغراب ولم تمضي ثوانٍ حتى ادركت بأنها كانت ممسكةً بذراعه .. فتتركها بذعر وتتحدث بارتباك: ا-اعتذر لذلك .. شين بهدوء: لا بأس لستُ أمانع ذلك .. ثم أشاح بنظره بعيدًا لتضرب هي رأسها بخيبة " لماذا ينتهي الأمر بكوني غبيةٌ امامه دائمًا !!!! " ..

وفي هذه الاثناء توقف صوت الإنذار الذي كان قد استمر لأكثر من نصف ساعةٍ تقريبًا .. فتتحدث هيناكو من خلال مكبرٍ للصوت لتسرق اهتمام الجميع: نعتذر حقًا عما حدث ولما سيحدث .. يبدو بأن عطلًا ما قد طرأ في نظام الإنذار .. وقد تم فصل الكهرباء عن جميع المباني لذا سيتم تأجيل الحصص المسائية لليوم .. هذا كل شيئ يمكنكم الإنصراف .. عندها عادت اصوات ثرثرة الطلاب بالتعالي والتي تتخللها الكثير من الفرضيات والإستفهامات وبدأ الحشد بالتقلص شيئًا فشيئًا ..

كان الثلاثة قد بدأو بالمشي ليتحدث تاي بتلهف: اذًا هل يعني هذا بأن بقية اليوم ستكون إجازة .. شين: لاتتحمس كثيرًا فالإختبارات ستبدأ بعد أسبوع .. تاي بخيبة: اااا لماذا يجب ان تذكر هذا .. شين: لتتوقف عن اللهو واللعب .. عندها يتذكر شيئًا فيقول بحماس: اذًا فقد اقترب موعد حفلةِ منتصف السنة .. شين: هل هذا كلُ مايشغل بالك .. اينوري باستفهام: حفلة منتصف السنة ؟ .. يلتفت لها تاي بتلهف: في كل سنة بعد انتهاء الأختبارات يقوم الطلاب بتنظيم حفلةٍ في المدرسة .. وااه دائمًا ماتُخلصني اجوائها من الإرهاق .. انها كالمكافئة لجميع الطلاب بعد بذل جهدٍ كبير .. اينوري بتفكير: حفلةٌ اذًا .. شين بتهكم: انها مكانٌ تجتمع فيه الحيوانات البرية الصاخبة .. ضحك تاي على ذلك ثم قال بإدراك: انتظر لحظة الا يعني هذا بأن الفصل الدراسي قد اوشك على الإنتهاء .. شين: لقد تبقى شهران ونصف .. تاي بحماس: وااه لا اصدق هذا سنصبح بالسنةِ الثالثة قريبًا .. ان هذا يجعلني اشعر بالحماس .. شين: لايوجدُ فرقٌ بالنسبةِ لي .. اينوري " اذًا قريبًا سأصبح بالسنةِ الثانية " ..

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن