الفصل الواحد والثلاثون: اصدقاء

179 12 15
                                    

نظرت اينوري لرين بعينين تملؤها العزم لتقول بصوتٍ حاد: رين انت تريد الخروج من هذه المنظمة اليس كذلك .. رد عليها رين دون تردد: لا اريد الخروج منها ولكنني اريد تدميرها ! فما يفعله M اصبح خارجاً عن السيطرة بحق .. ابتسمت اينوري بثقة لتقبض يدها بعنف: حسناً اذاً اعدك بأن نهاية ذلك الخاسر ستكون على يدي .. سألقنه درساً لما فعله بشقيقي .. وحالما استدارت لتفتح الباب عازمةً الخروج امسك رين بكتفها ليقول: لاينبغي ان يعرف اي شخصٌ عن مادار بيننا من حديثٍ هنا ! .. ان علم اي شخصٌ اخر بهذا فستكون حياته في خطر .. التفتت له اينوري بوجهٍ حازم: انني ادركُ هذا ! ففي النهاية شقيقي قُتل بسبب معرفته مالا ينبغي ان يعرفه ..

وبأحد ارجاء المنزل كان تاي يتمدد بمللٍ على تلك الاريكة الحمراء في قاعة الضيوف وينظر للسقف حالك السواد ببعض الارتباك: هل تم تصميم هذا المنزل مماثلاً لمنازل الرعب ام ماذا !.. عندها فقط نهض ليرفع صوته: ان الالوان جميعها كاتمة بشكلٍ لايطاق .. ثم نظر لشين الذي كان يجلس مقابله بهدوئه المعتاد فتقدم له ليضرب رأسه بخفة: اوي هل انت تمثالٌ حجري ! .. رفع شين نظره لتاي ليهمهم ببرود مما زاد استفزازه وقام بشد وجنتاه قائلاً: تصرف ككائنٍ حي ايها المغفل .. ابعد شين يداه بعدم مبالاة: فلتهدأ قليلاً .. تاي بعدم تصديق: اييه هل تطلب مني ان اهدأ الآن .. شين بتعابير متحجرة: انك مزعج .. عندها فقط تحجر تاي مكانه بصدمة " الآن فـ-فقط هل قال بأنني مزعج " ..  في تلك اللحظة دخلت كيرا قائلة: الم يعد ايون بعد ؟ .. التفت  تاي لها بإدراك: اوه الستِ حبيبه ايون .. عندها فقط احمر وجه كيرا لترد بتلعثم: كـ-كلا مالذي تقوله .. عندها فقط ظهرت على وجه تاي ابتسامته الساحرة لدى الفتيات: اذاً لستِ كذلك .. في تلك اللحظه لم تستطع كيرا ابعاد عيناها عن تاي فقد وقعت تحت تأثير هالته القاتلة ولم تمضي لحظات حتى وقف شين كحاجزٍ بينهما لينظر لها بعدم اهتمام: لقد تم اسركِ بالكامل .. عندها ادركت كيرا نفسها لتحمر خجلاً وتنحني قائلة: ا-اسفة لقد شردت لبرهة .. شين بعدم اهتمام: ليس هناك داعيٍ للاعتذار فجيمع الفتيات يبدين نفس ردة الفعل هذه .. ثم ازاح بنظره ليتذكر احداث ذلك اليوم " جميع الفتيات تافهاتٌ بحق " .. كان تاي ينظر لشين بطرف عينه بقلق وخلال لحظات فتح رين الباب محدثًا اينوري: هذه هي قاعة الضيوف ..

دخلت اينوري وهي تنظر للارجاء بحماسة: وااه هل تحب والدتك منازل الرعب ام ماذا .. حالما وقعت كيرا عيناها على ايون اسرعت لتضمه بسعادة: ايون لماذا تأخرت هكذا .. امسكت اينوري بذراعيها لتبعدها بانزعاج: توقفي عن احتضاني بهذه الطريقة .. كيرا بعبوس لايخلو من التذمر: مووه لازلت تبعدني دائماً كعادتك .. اينوري باستغراب لايخلو من الاهتمام: وهل كنتُ ابعدكِ هكذا في السابق ايضاً .. كيرا باستغراب: ايه لماذا تسأل .. انك تفعل هذا دائماً .. اينوري" اذا فقد كان ايون يبعدها ايضاٌ ! .. لقد بدأتُ اشعر حقاً باننا متشابهان في خصالٍ كثيرة ! ..  وينتهي الامر بان اريد ان اعرف عنه اكثر !!! " .. نظرت اينوري لكيرا: على اي حال مالذي تفعلينه في منزل رين .. حالما كانت كيرا ستتكلم ادركت نفسها ونظرت لرين بقلق ولكن رين قال: لا بأس فأيون يعلم مسبقاً .. ثم نظر لشين وتاي: ولابد انهما يعلمان مسبقًا قبل قدومهما .. كيرا بارتياح: هكذا اذاً .. في الحقيقة انني اعمل كطبيبة نفسية لوالدة رين .. اينوري باندهاش: ايه حقًا .. نظر لها شين: انتِ لستٍ طبيبة رسمية اليس كذلك .. التفتت له كيرا: ا-ايه كيف عرفت هذا ! هل قلة خبرتي واضحةٌ هكذا .. شين: كوضوح الشمس " لو كانت ذات خبرةٍ حقًا فلابد انها ستدرك هوية ايون !  فهي تعرفه مسبقًا وكعالمةٍ للنفس البشرية من المستحيل الا تلاحظ تغيره " .. كيرا بخيبة: ايييه ! .. عندها فقط اخذ تاي يضرب ظهر شين بتفاخر: لاتقلقي فهذا الشخص لديه ذكاءٌ غير طبيعي فحسب بمعنى انه لن يستنتج احدٌ هذا غيره .. اخذت اينوري تنظر لشين " مامدى ذكائه ياترى " .. تاي: حسنًا ان كنا قد انتهينا من هنا لنذهب كي لا نتأخر على موعدنا .. رين بتساؤل: موعدكم ! واين ستذهبون .. يسحب تاي شين واينوري للخارج قائلًا: الى منزل شين الثاني .. اينوري باستغراب: هاه الم تقل باننا سنذهب للسينما .. التفت لها تاي: اسينما بالنسبة لشين هي منزله الثاني .. فعائلته تملك اكبر شركة ترفيهٍ في القارة ولديهم ست واربعون فرع سينما في انحائها .. لقد قضينا طفولتنا بأكملها في السينما كنا نتنقل بين غُرف الافلام طوال اليوم لقد كان ممتعًا حقًا لذا واليوم بالذات اريد احياء هذه الاوقات مجددًا .. اينوري باندهاش: لقد ظننت بأن شين سينباي قد قضى طفولته في مكتبة وليس سينما .. تاي: اه في الحقيقة هو كان يقرأ وانا انظر للشاشة .. ضحكت اينوري بخفة: حسنًا ان هذا متوقع .. كان رين ينظر لها ليبتسم ابتسامة خافتة " يبدو بانها وجدت مايمكن تسميته باصدقاء "  ..

وفي مكانٍ اخر في احدى الطرقات كانت تلك الفتاة ذات السترةً الصفراء تتجول في شوارع المدينة بقبعةٍ تغطي وجهها المكتئب حتى سمعت صوت هاتفها ففتحته لترى رسالةً صوتية من رقم واحد فتقوم بوضع سماعاتها وما ان سمعتها حتى ظهرت الصدمة على وجهها لتتحول بعد ثوانٍ الى ضحكةٍ هستيرية بتمتمة: شقيقة ايون اذًا ! .. حالما انهت الاستماع امسكت بهاتفها والحماس يعلو وجهها لترسل رسالةً لرقم واحد [ اليس هذا التسجيل من الفايروسات التي قام ايون بتركيبها في هواتف الاعضاء ] - واحد [ اجل ] - الفتاة بضحكة [ ياللشفقة لقد قام بفضح اخته بشيئً من صنعه ] .. [ اجل ] -  [ بالمناسبة الا يعني هذا بان ايون ميتٌ بالفعل ] - [ اجل لذا لابد من لم شمل الشقيقين ثانيةً ] - اتسعت ابتسامة الفتاة بشيطانية [ لديك قلبٌ يفكر بالآخرين كالعادة ] - واحد [ فلتوصل هذا لرقم ثلاثة عشر]

اتسعت عينا الفتاة وهي تنظر للشاشة لتبتسم بجنون لايخلو من الحماس " اذًا فقد حان وقتُ ايقاظِ ثلاثةَ عشر من سباته "

وفي هذه الاثناء في منزلِ عائلةِ فينيس كان ادم ينظر للنافذة بتململ واضعًا يده تحت خده ليحدث نفسه بتذمر " كيف اصبحت حياتي فوضويةً هكذا ! " .. ثم اخذ كلام السكرتير يتكرر داخل رأسهِ ثانيةً ' قبل عشرِ سنوات في ذلك الحادث لم يَمت ايٌ من لين وبيرنار ' .. عندها فقط ضرب رأسه بالطاولة ليسمع اكثر صوتٍ حادٍ يخشاه الجميع: ادم .. نهض ادم بفزع لايخلو من الارتباك: عـ-عمي ناين .. كان ناين يخترق ادم بنظراته الفذة ليتحدث بصوتٍ اكثر حدةٍ عن ذي قبل: لقد سمعت بأنك الشخص الوحيد الذي قد زار ابي في المشفى .. استجمع ادم شتات نفسه ليرد بكل اريحية: هذا صحيح .. قطب ناين بحاجبيه مستنكرًا هذه الإجابة: لماذا ! .. ارتبك ادم: حـ-حسنًا انت تعلم كيف انني مقربٌ من جدي كثيـ .. قاطعه ناين وهو يتقدم له بخطواتٍ عنيفة: هل تحاول القول بأن ابي يفضلك علينا .. ادم: كـ-كلا .. عندها فقط ضرب ناين الطاولة بشدة حتى تصدع خشبها قليلًا واقترب لادم هامسًا بحدة: هل ربما حدثك ذلك العجوز الخرف عن ماحدث قبل عشر سنوات .. اخفى ادم ارتبكاه ليقول بغباء: قبل عشر سنوات ؟ مالذي يعنيه هذا .. نظر ناين في عينيه بنظراتٍ مخيفة ولكن الشاب لم يفقد ابتسامته الغبية من وجهه فابتعد عنه قائلًا: لاتظن ابدًا بأن تفضيل ابي لك يعني انك سترث مكانه .. ثم صمت قليلًا ليضحك باستهزاء: على اي حال الا يقوم ذلك العجوز بتفضيلك لانك شقيق تلك الجثة .. عندها فقط قبض ادم قبضته بشدة ليكتم غضبه بابتسامة ويقول رغمًا عنه: انه كما تقول يا عمي .. اخذ ناين يضحك باستهزاء حتى خرج من الغرفة وحالما اختفى من ناظري ادم قام الشاب بأسقاط جميع آواني الطاولة صارخًا: اللعنةُ عليهم جميعًا .. ثم حمل الطاولة بكل قوته ليكسر بها النافذة ولكن سكرتير جده الذي ظهر من العدم امسك به بجدية: سيد ادم اهدأ من فضلك .. التفت له ادم بغضب ولكنه ابعد يديه بعنف ليتنفس بعمق مخرجًا غيضه: مالذي اردته .. اخرج السكرتير رسالةً من جيب سترته: لقد تلقى سيدي دعوةَ حفلٍ من عائلة كو لذا هل لا ذهبت عنه .. ادم باستنكار: ولماذا انا .. السكرتير: لا احد هنا يحبذ الذهاب لأيٍ من مناسبات تلك العائلة وايضًا فسيدي سيكون ممتنًا ان ذهبتَ بدلًا عنه .. ادم بتذكر: اليست عائلة كو هي من تحرم دخول الفتيات منزلهم اليس كذلك .. السكرتير: هذا صحيح .. ادم بعدم صديق: حسنًا لقد ادركتٍ الآن لِمَ لن يذهب احدٌ غيري فأنا الوحيد اللذي ليس لديه فتاةٌ هنا .. السكرتير: لن اُنكر هذا .. سحب ادم الدعوة بعنف ليبتسم بغيض: ان لديكَ لسانٌ صريحٌ جدًا .. اذًا ما هي التفاصيل .. السكرتير: مقيم الحفلة هو كو تاكاشي وعلى مايبدو انها حفلةُ ميلادٍ لصديق ابنه وستقام بعد الغد .. ادم يكرر بعض التفاصيل بعدم اهتمام: هممم صديق ابنه .. يمكنني ان اظهر وجهي هناك فليس وكأن لدي شيئٌ لأفعله .. ابتسم السكرتير بكلفة: سيكون هذا اكثر من جيد ..

حوالي الساعةِ العاشرة ليلًا وفي السينما كان الثلاثة قد خرجوا من فلمهم السابع .. وقد كانت اينوري مليئة بالحماس ولأول مرة: لقد كان كاللعنة حقًا لماذا وجب عليه ان ينتهي !! .. ضحك تاي بخفة: يبدو انكَ تحب الافلام كثيرًا اليس كذلك .. التفتت اينوري له بابتسامة عفوية: هل تمزح ! انها مرتي الاولى في السينما .. تاي بذهول: ايييه حقًا ! و مالذي فعلته اذا في الست عشر سنةً الماضية من حياتك .. اينوري بتفكير " بذكر هذا انني لا اتذكر شيئاً منذ السادسة والعشر سنواتٍ الاخرى امضيتها في افتعال القتالات هنا وهناك ": لقد قضيت معظم وقتي في قتالات الشوارع لا اكثر لم اعلم بوجود اشياءٍ كهذه ! .. تاي: انني لا استغرب هذا ابدًا .. ينظر شين لساعته: يبدو بأن السينما ستغلق الآن لا اظن بانه بأمكاننا رؤيةُ شيئٍ اخر .. اينوري بخيبة: ايه ! حقًا .. تاي: اذًا يبدو اننا سنعود ولابد بأن بوابات المدرسة مغلقة الآن لذا فلنتوجه لشقتي .. شين وهو يتصفح هاتفه: لقد قام ابي بأستدعائي هذه الليلة لذا سأعود للمنزل .. ينظر تاي لاينوري: اذًا سيذهب كلانا فقط .. نظر شين لتاي بجدية: هل لا بأس بذلك ! .. تاي بابتسامة: بالطبع اظن باننا تحدثنا عن هذا مسبقًا .. اخذ شين ينظر لهما " حسنًا بالنسبة له فهو ساذج جدًا ولو حصل اي شيئ فسيعتقد بانه قد اصبح شاذًا .. واما بالنسبة لها فهي بريئة كطلاب الابتدائية ولن تدرك موقفها ابدا ! .. وايضًا كيرارا ستكون معهما لذا كل شيئٍ سيكون بخير  "

بعد ذلك افترق الثلاثة لتذهب اينوري برفقة تاي لمكانه .. وفي اثناء الطريق طرأ سوالٌ محير على اينوري: لماذا تظن بأن والده قد استدعاه فجأة .. التفت لها تاي: في الحقيقة انا من طلبت من والده هذا .. اينوري: هااه ! ولماذا .. تاي: لاتقل لماذا ايها الاحمق .. لاجل ان نفاجأه في الغد بالطبع .. اينوري بإدراك: هكذا اذًا

وبعد وصولهما لأحدى المباني السكنية ترجل تاي من السيارة لتلحق اينوري به ويدخلان ذلك المبنى من خلالِ بوابةٍ محكمة الأغلاق بإحد الأكواد وفي الطابق السابع دخل تاي الشقة رقم مائة واثنى عشر لتدخل اينوري خلفه وتسمع تلك الخطواتً الصغيرة المتوجهة نحوهما فتظهر فجأة طفلةً تجري نحو تاي وترتمي في احضانه لتقول بعينين دامعة قد ملأتهما السعادة: لقد تأخرت ! .. يحملها تاي بين يديه ويقبلها بين جبينها ضاحكًا: هل كنتِ تبكين مرة اخرى ريكار .. وفي هذه اللحظات كانت اينوري تنظر له بصدمة لاتخلو من الأشمئزاز: اذًا فيبدو بأنكَ انجبت ابنةً من احدى فتياتك في النهاية .. التفت لها تاي بصدمة: هاه !! كـ-كلا ماللذي تقوله ! ان ريكار ليست ابنتي !!!! .. ثم صمت قليلًا ليقول بعينين قد اخترقهما الحزن: انها ابنة اختي .. اينوري" ماذا مع هذه النظرات "

يتبع ...

وحوش كالازهار (متوقفة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن