الفصل السابع والثلاثون: البداية فحسب

132 14 9
                                    

حالما رأت اينوري هذه العينان اجتاحتها رغبة البكاء احتلها شعور الحنين لسببٍ لا يمكنها معرفته !!! انه كما لو ان قلبها يرغب بأخبارها بأنها قد وجدت شيئًا افتقدته منذ زمن ..

كان كلاهما قد تجمدت نظراته الصادمة للآخر لدرجة بأن الآخرين لاحظوا وجود شيئٍ غير عادي يحدث امامهم ولم تمضي دقائق حتى تمالك ادم نفسه ونهض مسرعًا: اعتذر عن التسبب بهذه الجلبة ولكن يبدو بأن لدي صداعًا طفيفًا فحسب .. عندها ضحك احد الرجال: ماهذا لقد اخفتنا يارجل ! .. ابتسم بمجمالة: اجل اعتذر .. ثم ابتعد تاركًا اينوري التي لم تنفك عيناها عن النظر له " كيف يمكن لوجهه ان يكون مآلوفًا هكذا ولم استطع التعرف عليه ! .. أيعقل ان يكون من ذلك الوقت .. الْوّقت الذي مُحي من ذاكرتي "

دخل ادم دورة المياه واخذ يغسل وجهه بالماء البارد مرارًا وتكرارً لينظر للمرآة وهو يتنفس بصعوبة ولايزال شعور الصدمة يتملكه بالكامل ليتذكر كلام السكرتير سابقًا " منذ عشر سنوات لم يمت ايٌ من لين وبيرنار " .. فيضرب زجاج المرآة بغضب: لماذا الآن .. لماذا بعد عشر سنوات !!! ..

وبعد ساعاتٍ قليلة كانت الحفلة قد انتهت بالنسبة للطلاب فعادوا للحاق ببوابات المدرسة قبل إغلاقها ..

في اليوم التالي كانت اينوري قد استيقظت بسقوطها من السرير لتنظر حولها وترى غرفتها بالسكن فتنهض بتثقال: اللعنة لم احصل على نومٍ جيد البارحة .. عندها فقط تنتبه لطرق الباب الذي يبدو وأنه مستمر منذ مدة فتفتحه بتهجم لترى مسؤول الانضباط امامها لتقول: مالأمر .. المسؤول بغضب: الا تعي كم الساعة الآن يا فتى .. اينوري: وكيف لي ان اعرف وأول شيئٍ استيقظت عليه هو وجهك .. المسؤول: حقًا ؟ على اي حال اتيت لأخبارك بأن لديك حصة انضباط اليوم .. اينوري بتململ: اه حسنًا فليكن .. ثم تغلق الباب بوجهه لتلتفت للساعة وقد كانت التاسعة والنصف فتخطو بتثاقل لايخلو من التذمر: لماذا لم يقم ذلك اللعين بإيقاظي ! ..

وفي هذه الاثناء في سطح المبنى السابع للمدرسة كان يستلقي فتىً بشعرٍ اسود مجعد وينظر للسماء بعينيه الخضراوتين ممسكًا ببعض الاحجار المعدنية بملل حتى انكسر ملله حالما سمع صوت الباب تليه خطوات سيكاي التي تقدمت له: رَقمُ ثلاثة عشر .. يبتسم دون ان يلتفت لها: لديَ اسمٌ كما تعلمين .. ترد بعدم اهتمام: لايهم بما اناديك طالما يمكنك المعرفة بأنك المقصود .. على اي حال لدي رسالةٌ من الرئيس .. يبدو ان وقت ايقاظك قد حان .. نهض ليلتفت لها بابتسامة: رائع ! .. سيكاي بتهكم: لاتتحمس كثيرًا وتدمر الامر بكوارثك الوحشية .. ضحك باستهزاء: انظروا من يتحدث عن الوحشية هنا .. ثم صمت ليقول: لقد سمعت بانكِ اخبرتي شقيقته بشأن المنظمة .. سيكاي: الاحمق ذو العينان الحمراء اخبرها مسبقًا .. ثم ضحكت باستهزاء: فاخبرتها بذلك لأحصل على ثقتها .. كما تعلم يجب ان تبقي اعدائك بقربك كقرب اصدقائك .. رد بابتسامة: لايمكنني تخيل الامر عندما تعلم بأن الذي قتل شقيقها كان انتِ .. سيكاي: انا لم اقتله .. لقد قمت بدفعه للأسفل فحسب وقد مات بسبب توقف قلبه .. اخذ يضحك: ياللهراء ..

وفي مكانٍ اخر كان هيكاري قد زار مخفر الشرطة بحيٍ اينوري القديم .. والتقى بنفس ذلك الشرطي ليلوح له بابتسامة: لقد مر وقتٌ طويل .. يقف الشرطي حالما يراه: سيد كو ! .. يجلس هيكاري بابتسامة: لا بأس يمكنك الجلوس .. الشرطي بدهشة: ماسبب زيارتك المفاجئة .. هيكاري: اه كما تعلم انت تتذكر تلك الفتاة من ذلك اليوم اليس كذلك .. الشرطي: آآه تلك التي قامت بتعنيفك .. هيكاري بضحكة: اجل اجل هذه هي .. هل تعلم اين بإمكاني ايجادها .. رد الشرطي بضيق: اه بالنسبة لهذا .. امم لا اعرف كيف اقولها ولكنها قد توفيت منذ بضعة اشهر .. هيكاري: ايه !!! حقاً ؟ كيف ذلك .. الشرطي: لقد كان حادث سيارة لست اعلم التفاصيل .. هيكاري وهو يخفي خبثه بحزنه المصطنع: ياللمسكينة .. اذًا هل تعلم اين يقطن افراد اسرتها اريد ان اقدم لهم اعتذارًا عما بدر مني ذلك اليوم .. الشرطي: امم انني لا اعلم ذلك شخصيًا ولا يمكنني استخدام النظام لأغراضٍ شخصية .. يخرج هيكاري بعض النقود ويضعها على الطاولة بابتسامة: انني اعتمد عليك .. ينظر الشرطي يمينًا ويسارًا ثم يسحب النقود من على الطاولة بحذر ليضحك بمجاملة: تسعدني مساعدتك ..

بعد ذلك توجه هيكاري لموقع السكن بعد ان اخذه مع بضعة معلومات اخرى فيدق جرس الشقة لتفتح ميوكو نصف الباب فيظهر وجهها الكئيب الذي يخيل لناظره بأنها لم تنعم بالنوم لسنوات .. يبتسم هيكاري ببهرجة: عذرًا هل هذا منزل كيساكي .. ترد عليه بانزعاج: ماذا تريد .. ضحك قليلًا: امم حسنًا الا يمكننا ان نحظى بكوبٍ من الشاي لبرهة .. ميوكو: لا اقوم بإدخال الغرباء لمكاني .. قهقه هيكاري: حسنًا انا لم اقل باننا سنفعل ذلك في مكانك .. شعرت ميوكو بالاستفزاز فحالما كانت ستغلق الباب اسرع بقوله: لقد اتيت لأحدثكِ بشأن اينوري .. اتسعت عيناها لتفتح الباب وتندفع نحوه بسرعة: ارجوك اعد لي العمل مرةً اخرى .. أُقسم بأنني لن اتذمر وأفسد الأمر .. يتراجع هيكاري للخلف باضطراب: عذرًا مالذي تقولينه .. تدرك هي نفسها فتقول بقلق: اولست شخصًا منهم ! .. هيكاري: منهم ومن هم .. ميوكو: عائلتها او ما شابه .. هيكاري باندفاع: اولستِ انتِ عائلتها .. تصعق ميوكو لتقول في نفسها " يا إلهي يبدو انني قمت بتسريب معلوماتٍ للشخصٍ خاطئ " .. فتندفع للداخل وتغلق الباب ولكنه يضع قدمه بسرعة حتى لاتتمكن من اغلاقه فتدفع هي الباب بقوة: توقف وإلا سأتصل بالشرطة .. ضحك هو: انني املكُ الشرطة يا امرآة .. ثم صمت قليلًا ليقول باعتدال: انني لا انوي اي ضررٍ وإن قدمتي لي ما احتاجهُ من معلومات بالمقابل سأهبكِ ايًا كان ماترغبين به .. عندها فقط ارخت دفعها قليلًا ليفتح هو الباب ويدخل بابتسامةٍ مشرقة: هاقد فتحتي اخيرًا .. ميوكو بعدم ارتياح: اذًا مالذي تريده .. جلس هيكاري بأريكة كانت عند الجدار ليقول بابتسامة: حسنًا لا اظن باننا سنتحدث بتلك الوضعية اليس كذلك .. تلحق هي به بتململ ثم يبدأ بقوله: اينوري فتاةٌ اليس كذلك .. استغربت ميوكو كلامه ثم ضحكت: بالطبع هي فتاة انها فحسب تحب ارتداء ملابس الفتيان والتصرف بعدوانيةٍ مثلهم .. هيكاري: هكذا اذًا .. حسنًا اولستِ انتِ فردًا من عائلتها .. ميوكو بضيق: لقد كُنتُ اختها بالتبني .. بطريقة اكثر دقة لقد كانت وظيفتي ان اقوم برعايتها مقابل مرتبٍ شهري .. لقد قام صاحب العمل بأعطائي مبالغ طائلة وحتى بانهم قد اشتروا لي منزلًا ولكنني خسرت ذلك العمل وبذلك تلاشى كل شيئ معه ..

اخذ هيكاري ينظر للشقة التي لم تكن تساوي نصف ممر منزلهم: ارى كيف انكِ خسرتي كل شيئ .. اذًا الم تتواصلي مع صاحب العمل .. ميوكو بعدم تصديق: لم استطع ! الرقم الذي كان يصلني به اختفى تمامًا وفجأة وبدون سابق انذار تم اعلان وفاتها بشكلٍ مفاجئ .. هيكاري: اذًا هل ماتـ .. قاطعته: كلا هي لم تمت ! .. انني متأكدة بأنه قد تم تزييف وفاتها .. هيكاري: ولماذا انتِ متأكدةٌ من ذلك .. ميوكو: من المستحيل ان يدعها هؤلاء الأشخاص ان تلقى حتفها بهذه السهولة انهم يقومون بدفع مبالغ طائلة لمن يهتم بها ولا استبعد حتى بأنهم قاموا بأستئجار شخصٍ لمراقبتها .. هيكاري: اذًا لاتملكين اي فكرةٍ عن هويتهم .. ميوكو: على الأطلاق .. لم اعرف حتى اسم الشخص الذي كنت اتعامل معه فقد كنت اناديه بصاحب العينان الارجوانيتين .. ثم صمتت ونظرت له بجدية: انت تعلم بأن هذه المعلومات ليست مجانية .. اخذ ينظر لها بلا اي ردة فعل ثم ضحك قائلًا: بالطبع اعلم لقد وعدتكِ بهذا سابقًا .. ثم اعتدل في نبرته: هل تريدين معرفة مكان اينوري .. ميوكو: ايه اينوري ؟ .. انها لاتهمني على الأطلاق .. هيكاري بمزاح: يا إلهي انكِ قاسية حقًا .. ميوكوبجدية: قاسية ! كما تعلم انني احاول بجدٍ العيش بهذا العالم الموحش لا أملك وقتًا للتفكير بغيري .. هيكاري: هكذا اذًا .. على اي حال لقد علمت من معلوماتكِ بانكِ كنتِ مدرسةَ تاريخٍ سابقة .. ميوكو: اجل كنت كذلك وقد تركت العمل بسبب اعتقادي بانني وجدت مصدرًا للأموال لبقية حياتي ولكنني فقدته .. ابتسم هيكاري: لدي وظيفةٌ تناسبكِ بحق انها في إحدى مدارس النخبة العالمية .. ميوكو باهتمام لايخلو من الاستنكار: ولكن اليست مدرسةً كهذه كثيرةٌ على عاميةٍ مثلي ! .. هيكاري بابتسامة مشرقة: ليس بعد الآن فنحن قمنا بصفقةٍ بيننا فقد حصلت على ما اريده ..

نعود للمدرسة وقد كانت اينوري قد دخلت الفصل قبل بدأ الحصة الثالثة بدقائق فجلست على مقعدها لتضع رأسها على الطاولة بتململ اما في الخلف فقد كانت سيكاي تحادث M بهاتفها [ اذًا هل سيأتي طالب النقل اليوم ؟ ] - M [اجل ، لقد تكفل رقم عشرة بكل شيئ ] - [ هل يمكننا الوثوق برقم عشرة ! ] - M [ لا وجود للثقة بيننا يا عزيزتي ] - M [ من يريد البقاء حيًا لن يرتكب اي خطأ ] ..

وبعد دقائق دخل الأستاذ للفصل ليخبر الطلاب عن انتقال طالبٍ جديد لفصلهم اليوم .. فيدخل ذلك الفتى وقد كانت عيناه طوال الوقت على اينوري التي لم تكن تنظر له حتى .. ثم توقف ليقول بثقة: أُدعى شيراكي كين تشرفت بكم .. عندها فقط رفعت اينوري رأسها لتنظر له بصدمة وقد كان هو ينظر لها بأبتسامة وكأنه كان مستعدًا لرؤيتها او بالأحرى متلهفٌ لذلك .. جلس كين بإحدى المقاعد الفارغة بالخلف بعد ان انتهى من تقديم نفسه وقد كانت عينا اينوري تلاحقه طوال الوقت " كيف لهذا اللعين ان يكون هنا " .. وفي جهةٍ اخرى كانت سيكاي تنظر لهالتها المصدومة وتضحك داخليًا " يبدو بأن رقم عشرة قد حقق نجاحًا باهر " ..

يتبع ..

وحوش كالازهار (متوقفة)Where stories live. Discover now