~ وعد بالانتقام ~

~ البارت الرابع عشر ~

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراء ممتعة للجميع ♡

- كانت صفاء متأنقة جداً بذلك الفستان الطويل المحتشم ذو اللون المرجاني الذي زادها جمالاً وتلك التسريحة الناعمة ، فوقفت امام مرآة الزينة في غرفتها تضع اللمسات الأخيرة على وجهها فبدت كما لو انها بدر الزمان بذلك الميك أب الناعم واحمر الشفاه الباهت الذي يتناسب مع لون فستانها ، وبينما كانت تضع اقراطها سمعت طرقة صغيرة على باب غرفتها فعلمت ان هذه امها لذا ابتسمت قائله : تفضلي بالدخول يا امي.

فدخلت السيدة ابتهال وهي ترتدي ثوب عاجي اللون اعطاها مظهراً جميلاً وخصوصاً لانه كان يتناسب مع حجابها ذو اللون الزهري الفاتح فابتسمت عندما رأت ابنتها ووقفت تتأملها بعيون براقة ثم قالت : اه يا حبيبتي ، لم اراكِ سعيدة بهذا الشكل منذ زمن طويل كما انكِ غاية في الجمال والروعة.

قالت ذلك ثم اخذت تمسح دمعتين تسللتا من عينيها فابتسمت صفاء واقتربت منها ثم عانقتها قائله : رجاء لا تبكي يا امي ، ان استمريتي بالبكاء سافعل ذلك انا ايضاً .

فأومت السيدة ابتهال رأسها وقالت : لقد تاثرت قليلاً يا حبيبتي لانني لم اراكِ متأنقة بهذا الشكل الجميل منذ مدة طويلة ، فقد ظننت أنكِ يأستِ من الحياة بسبب زواجكِ الأوّل الذي باء بالفشل وخصوصاً بعد ان اجهضتِ .

فتنهدت صفاء بعمق وقالت بشيء من الجدية : لقد مر على هذا الامر ست سنوات يا امي واظن انه آن الآوان كي انسى الماضي كله وخصوصاً لانني اجتمعت مع الشخص الذي احبه اخيراً بعد كل هذه السنوات.
فامسكت السيدة ابتهال يد ابنتها وقالت بحنان : معكِ حق يا عزيزتي ، دعي الماضي يمضي في حال سبيله فلا طائل منه وعيشي حياتكِ كما يجب أن تعيشيها بسعادة كبيرة فهذا ما تستحقينه منذ زمن.

فابتسمت صفاء وقالت : هيا دعينا ننزل فقد يصل الضيوف في اي لحظة كما ان والدي سيشعر بالضجر ان بقي جالساً بمفرده.

فابتسمت امها وقالت : حسناً .

وعندما وصل نزار وعائلته المكونة من شقيقته لمياء وزوجها المحامي مصطفى كان هو متوتراً بعض الشيء فابتسمت اخته وامسكت يده قائله : لا تتوتر يا عزيزي فنحن معك.

فتنهد نزار قائلاً : الكلام سهل يا اختاه.

فضحك مصطفى وقال : اهلاً بك في قفص الزوجية يا نزار ، فما تمر به الآن قد مررت به انا قبلك عندما تقدمت لطلب يد اختك وصدقني ان كل شيء سيكون على خير ما يرام ان شاء الله.