الفصل الحادي عشر

46.9K 1.6K 39
                                    

شعر مازن بالغيرة الشديدة وقال بنبرة خافته غاضبة
- جاوبيني متتهربيش حسيتي حد قبلي زي ما بتحسيني؟!
ابتلعت ريقها ونظرت له بإضطراب شديد تفكر كيف ستفصح له عن مازن !!
ضيق نظراته وقال بصدمة
- انتي بتفكري ؟! .. هو في حد بجد ولا انتي مستغربة احساسك بيا ؟!
ارتجفت وقالت بوهن وهي تنظر لنظراته الغاضبة
- محتاجة ارتاح انا فعلا تعبانة
ارتخت ملامحه فجأة وابتعد قليلاً ثم نهض وهو يتابع
- تمام عندك حق ارتاحي ..
بس انتي مجوبتيش عشان انتي مستغربة الاحساس ودا اللي شفته في عينك واضح جدا من اول مرة شفتك فيها حاجة كمان لو كان دا الطبيعي مكنتيش اتصدمتي وتعبتي اول مرات شفتيني فيها
وانتي مش لازم تجاوبيني لان ببساطه اول ما دخلت النبض علي وصوت الجهاز عليِ مع انك كنتي بتنامي ومش باصة ناحية الباب !
وانطلق من امامها دون اضافة المزيد !
نفخت ماتيلدا بضيق وهي لا تعلم هل الخطأ بها !!
هو ليس اول شخص لقد شعرت هكذا بمازن منقذها المجهول كما تلقبه!
**********************************
اقتربت شهيرة بكوب الاعشاب الساخنة وأعطته لماتيلدا وهي تقول بود
- شوفي بقي جيبالك احلي كوباية اعشاب بنفسي يلا بقي عشان تاخدي الادوية
قالت ماتيلدا وهي تبتسم بهدوء لشهيرة
- انا يعتبر خفيت خلاص ليه القلق دا كله
ضحكت شهيرة بشدة وجلست جانبها وهي تتابع بغمزة
- حد يلاقي الدلع وميدلعش دنا لو مكانك أفضل تعبانة طول حياتي مش شايفة بكر عامل ايه
أومأت ماتيلدا برأسها قائلة
- والله كل الورد دا حرام ..دا من كتره بيترمي يومياً
وضعت شهيرة قدم فوق اخري وهي تتناول فنجان قهوتها ثم نظرت لماتيلدا وقالت
- الا صحيح يا ماتيلدا فعلا بكر عازم صحابه النهاردة هنا
ابتلعت ماتيلدا ريقها ببطئ وأومأت برأسها وهي تفكر فبالطبع سيجعلها تجلس معهم ليتباهي بيها امامهم كما يفعل
شعرت بنبضاتها وهي تفكر في رؤية خالد فلقد مرة أكثر من اربعة أشهر ولا تعرف عنه شئ منذ اخر مواجهة بينهم
تنهدت تتمني داخلها الا يأتي .. تريد الابتعاد قدر المستطاع عنه
فاقت من شروردها علي صوت شهيرة
- هااااي يابنتي انتي رحتي فين انا بكلمك من ساعة
وضعت ماتيلدا خصلاتها خلف اذنها باضطراب وقالت بصوت خرج مهزوز
- انا معاكي اهه
رفعت شهيرة حاجبيها وهي تنهض من محلها متابعة لماتيلدا
- لااا انتي تقومي ترتاحي قبل سهرة بليل شكلك مش كويسة
ابتسمت ماتيلدا وأومأت بهدوء وهي تنهض وقالت وكأن الخلاص اتي لها
- اه فعلا انا محتاجة ارتاح شوية
انهت جملتها وهي تخرج من الصالون متجة لغرفتها
اوت اليها بهدوء واغلقت الباب خلفها ثم اتجهت للباب الداخلي في الغرفة ودلفت منه واغلقته
جلست ماتيلدا علي الفراش وحاولت النوم علها تتخلص من التفكير به !
********************************
خرج مروان من غرفته مسرعاً يحاول اللحاق بالعملاء في الشركة فلقد أعد كثيرا لهذا اللقاء
فقالت مني بإستغراب
- هو انت بتروح فين وليه مبقتش بتنزل شغل مع مازن قبل سفرك كنتوا بتزلوا مع بعض وبترجعوا مع بعض بس دلوقتي كأن كل واحد فيكوا شغال مع نفسه
ابتسم مروان لها لم يتوقع قوة ملاحظتها لهذه اشياء وقال بتوازن وهو يأخذ هاتفه
- اه يعتبر كده انا ماسك شركة الاستيراد دلوقتي وهو بيخلص شغل مختلف
واتجه خارجاً قبل ان تضيف المزيد قائلا
- انا ماشي سلام متاخر والله
فقالت مني باستغراب وهي تنظر لتحركاته السريعة
- ايه يابني السربعة دي هو الشغل هيطير
ضحك مروان وهو يومأ برأسه مؤكدا حديثها
- اه والله هم ناس يعني عملاء وهيطيروا والله وانا برتب لصفقة كبيرة اوي معاهم يلا سلام
ركب سيارته ودار المحرك وانطلق وبعد لحظات كانت اطاراته تصدر صريراً عالياً
وهي تحاول التوقف بعد أن تهشم الزجاج الأمامي للسيارة !!
********************************
جلس مازن يمضي عدة اوراق أمامه بشرود يريد التخلص من لقاء المساء بأي سبب
طرق الباب بطرقات رقيقة ودلفت سكرتيرته
- انا خلصت الاوراق يا مستر خالد
اومأ لها مازن واشار لها ان تنصرف
خرج بعد قليل ذهباً لبيته ليتجهز حتي يذهب لمقابلة المساء
دلف لمنزله فوجد والدته جالسة تتابع احدي البرامج
القي مفاتيحه وهاتفه وجلس وهو يتنهد بارهاق
نظرت له مني وزمت شفتيها بضيق وهي تقول له
- اممم خليك كده لحد ما الشغل ياكل صحتك
ابتسم بارهاق وهو مغمض العين واجابها
- اممم وخليكي انتي كده قولي نفس الكلام لحد ما زورك يوجعك
رفعت مني كتفها وقالت وهي تحول بصرها مرة اخري للتلفاز
- لا ياحبيبي انا لا هقول ولا هعيد انا مخلفتش الا مرام بس انت ومروان انا رميت طوبتكوا خلاص
ضحك مازن بشدة وهو ينهض واقترب منها وقبلها علي وجنتها اليسري مداعبا اياها
- احنا نقدر يا جميل دنتا البركة بتاعتها
مطت شفتيها بسخرية
- اه ما هو باين
ابتسم بخبث وقال بنبرة عابثة تعرفها جيدا
- اوريكي انك البركة اهه انتي اللي بتقولي ولما بشيلك بتزعلي
ضربته علي كتفه وهي تقول بصرامة وجدية مصتنعة
- بس يا ولا اتلم هو انا صغيرة دنا امك
ضحك بشدة وهو يتجه لغرفته وقال
- امي بس قصيرة وصغيرة اعملك ايه طيب انا مش عارف جبتينا طوال كده ازاي
***************************************
وصل مازن ورحب ببكر وبادلة بكر التحية بابتسامة واسعة ومرحبة بشدة
تنفس مازن عندما نبض قلبه بشدة وهو يعلم انها قريبة ولكن لا يعرف اين هي !
دلف معه لغرفة الصالون الواسعة العريقة فكل ما بها يدل علي الغناء والرقي
جلس مازن بهدوء بعد ان فك زر بدلته الاوسط ورفع بصره علي دخول الخادمة وهي تسأله ماذا يفضل من الشراب !
إبتسم بهدوء ونظر لها وقال
- انا مبشربش ممكن اخد قهوة
أومأت له بإحترم وانصرفت بهدوء بعد ان وضعت المشروب لبكر
وضع مازن قدم فوق اخري وهو يتفحص المكان حوله بهدوء وقال
- انت شكلك من عشاق التحف والتماثيل !
أجابه بكر وهو يحرك كأسه وكأنه يهدهد المشروب بقطع الثلج داخله
- فعلا انا بحب الحاجات دي اوي وخصوصا القيمة تعرف اني ساعات اسافر مخصوص الارجنتين واسبانيا وباريس بس عشان اجيب انتيكات وتحف
أومأ مازن برأسه بإعجاب مصتنع وهو ينظر حوله
ثم توقف ببصره فجأة تجاه الباب للصالون وهو يعرف انها ستدلف منه الان وحالاً فنبضه يخبره !
ابتسم ابتسامة هادئة وهو يراها تدلف بالفعل منه ولكن سرعان ما اختفت بسمته عندما رأي ما ترتديه !
اقتربت ماتيلدا بثوبها الذهبي والذي لا يخفي منها الكثير !!
فكان يضم جسها العلوي بحذر بفتحته الواسعة والتي أظهرت جزء لا بأس به من نهديها فاظهر جمال بشرتها ونعومتها برغم ذلك الشال الشفاف الكبير والتي تحاول قدر المستطاع اخفاء كتفيها وجسدها به
واتسع الثوب من بعد خصرها لينفرج بقطع الشيفوت الثمينة واقمشة تخفي الاخري بين طياتها
اقتربت ماتيلدا بإضطراب شديد تحت نظرات مازن والذي نهض بدوره
إمتد كفها المرتعش لترحب به وعندما امسكه مازن حتي اشتدت قبضته عليه بقوة حتي المتها وظهرت اقتضاب جبينها مش شدة الالم حمدت ربها ان ظهرلها كان لبكر
مرت لحظات السلام كما هي ثواني فقط الا عليها فكانت كساعات طويلة !
ترك يدها قبل أن يدهس أصابعها بين قبضته وابتسم وهو يرحب بها ببرود
ابتعدت ماتيلدا وجلست جانب بكر تحاول تفادي النظر له ..
استمر الحديث بينهم ما يقرب ال عشر دقايق قبل ان يصل رجل اخر من اصدقاء بكر
حينها رفع مازن بصره تجاة ماتيلدا ورأي نظراتها المضطربة واهتزاز قدمها والذي ينبئ عن مدي اضطرابها الشديد وتوترها
نهض وحي ذلك المدعو عامر وجلس مرة اخري يشعر بالاختناق من منظرها هكذا امامه
وامام اصدقاء ذلك الحقير زوجها !
دلفت شهيرة وزوجها معاذ وحيتهم فكان مازن يعرفها من وقت حادث ماتيلدا
واخري نرمين والتي لم تظهر الي الان !
نهضت ماتليلدا وقتها واستأذنتهم لدقيقة وخرجت باضطراب شديد
بعد عدة دقائق ضحك معاذ بقوة ونهض وهو يقول
- اخيرا حققنا ايام زمان يا راجل واتجمعنا زي ما كنا صغيرين
اتجهت نظرات الجميع لهؤلاء الرجال المقبلين عليهم ..
قام بكر بتعريف مازن عليهم وهو يشير اليهم
- بص بقي يا خالد دول اصحاب من طفولتي دا كريم واللي جمبه عمار وعماد
ثم نظر لمازن وقال
- ودا خالد اللي شاركته في مطعم dinner بس انا شاركته في الفرع هنا لسه هقنعه اشاركه في فرع امريكا
قال عمار وهو يصافحه
- الله مش مطاعم dinner دي بتاعت العابدين باين !
ابتسم مازن بهدوء وقال
- فعلا بس انا اشترتهم ودلوقتي بقي بتوع خالد الزيادي وناوي اعمل حملة اعلانية بس حاليا حطيت رصيدي كله في شرا السلسلة
جلس الجميع علي طاولة العشاء بعد دعوة بكر ودلفت ماتيلدا اليهم وجلست بهدوء علي مقعدها يمين بكر
ابتسم بكر للجميع بفخر وهو يجلس علي رأس الطاولة وفجأة جذب الشال من فوق كتفيها
تسمرت ماتيلدا وحبست انفاسها وهي تستمع له يقول
- خليكي براحتك ياحياتي عشان تعرفي تاكلي
احمرت وجنتها بشدة من الخجل والاحراج وهي تعلم ان نظرات الجميع مصوبها تجاهها !
نظرت لبكر بتوسل ان ترتدي شالها فثوبها عاري بشدة ولكن بادلها بنظرات باردة صارمة تعرفها جيدا !
تنفست بعمق وهي تنظر لطبقها دون التجرأ لرفع بصرها امامها حتي لا تري خالد !
كان مازن ينظر بصدمة لما فعله بكر فهل هو مختل !؟
جز علي أسنانه بشدة وتحركت عضلة فكه بغضب وهو يري بكر يسير بظهر اصابعه علي بشرة ذراعها ويقول ناظرا لاصدقائه
- عاوزين نجتمع مرة كل واحد بمراته زي ما كنا بنعمل !
ابتلع مازن ريقه وهو يخرج شرر من عينيه فلو كانت النظرات تحرق لكان القصر الان يشتعل اشتعالاً !
رفعت ماتيلدا عينها ببطئ شديد الي مازن امامها وهي تتلاعب بالطعام !
فإصطدمت عينها بنظرته المخيفة لها !
توترت بشدة وحركت يدها باضطراب بين الطعام فصدمت احدي صحون الحساء الساخن وسقط عليها
انتفضت وهي تصرخ متألمة وقفز قلب مازن مع نفضتها ونهوض بكر !
نظر لها بقلق وشعر بألم شديد وهو يراها للمرة الاولي تبكي !!
مسح وجهه بكفيه بقوة يريد الهرب من هذا المكان قبل ان يفتك بالجميع .. يريد الصراخ.. يريد افراغ طاقته وشحنة غضبه من كل شئ !
جلس بكر بعد لحظات من خروج ماتيلدا وابتسم بهدوءء وكأنه ذو قناع لا يتأثر بشئ نهض مازن بضيق بعد عدة دقائق اخري ذهاباً للمرحاض
اخذته الخادمة اليه وانحنت باحترام وتركته
دلف مازن وغسل وجهه بالماء يحاول التخلص من ذلك التفكير والتخيل في ضربه لبكر حد الموت !
خرج من المرحاض بعد ان قام بتجفيف وجهه ويده وسار ببطئ في الاتجاه المعاكس!!
يعلم انه سيجدها بقلبه!
تخطي ممر طويل وارتفع نبض قلبه بقوة اغمض عينه يعلم انه قريب من محلها ولكن لا يعرف اين هنا ولا باي غرفة تكمن الان !
خرجت ماتيدا في الممر فجأة وهي تتحدث الي احداً !
ابتلعت ريقها وتسمرت والان عرفت سبب ارتفاع نبضها فجأة وهي تتحدث الي مدبرة القصر
فبعد ان هبطت من غرفتها في الاعلي ذهبت لتُتمم علي الاشياء كما طلب بكر!
سارت حتي لا تلفت انتباه احد واقتربت منه بهدوء وهي تقول باضطراب واضح دون النظر له
- استاذ خالد .. ح .. حضرتك بتعمل ايه هنا
لم يجيبها بشئ فقط ظل ينظر لها وقال
- عاملة ايه دلوقتي ؟!
ابتسمت باضطراب وهي تلوح بيدها بتوتر وقالت بصوت خرج مهزوز
- انا تمام .. الحمدلله متحرقتش اوي
نظر لثوبها الازرق الهادئ ودون مقدمات رفع يده واحكم غلق شاله عليه بقوة وقال بغضب
- جوزك دا مش راجل روحي غيري الفستان لانه هيشيل الشال
نظرت له باضطراب شديد وتوتر تشعر وكأن قلبها سينفجر
فقال بنبرة خافتة وهو يقترب منها بينما يده مازالت ممسكة بثوبها
- سمعتيني !!
اهتزت حدقتها ومازالت متسمرة بين يديه تنظر لعينه وكأنها مغناطيسا يسحبها بقوة غريبة !
فتابع بهدوء شديد
- سمعاني ولا صوت نبض قلبك مغطي علي صوتي !!
*******************************************

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن