الفصل الثاني والعشرون

44.1K 1.4K 11
                                    

وقف مروان مذهولا مُنصدم مكانه وهو يراها بخصلاتها المشعثة وملابسها الممزقة فأظهرت جسدها المصاب
والدماء علي جميع انحاء وجهها بدأ من جانب وجهها الي انفها وفمها حتي قدميها .. وكأنها تنزف !
كانت كطفلة متشردة !
تحرك فجأة مسرعاً وهو يراها تسقط بعد أن تخاذلت قدمها ولم تستطع حملها أكثر
اقترب منها واحتضنها بقوة قبل ان تسقط وتصطدم بالارض
هتف بأسمها بقلق فوجدها تنظر له فعلم انها واعية فقال وهو ينظر لجسدها بينما يمسح فوق قدميها الدماء
- الدم دا من ايه ضرب بس ولا دا ايه ؟
لم تجبه فقط نظرت له بتشوش واشتدت قبضتها بضعف فوق سترته
مسح علي خصلاتها بقلق وقال بتوتر
- متخافيش انا معاكي مش هسيبك .. انا اسف
ثم قام بحملها مسرعاً محاول اخفاء جسدها الضعيف بجسده
وأخذها للاسفل وضعها بسيارته امام البناية وقام بخلع سترته
واقترب حتي جذبها اليه والبسها ايها وهو يستمع لتأوهاتها وكأنها غير واعية لشئ
دار مسرعاً حول سيارته شغل المحرك وانطلق للمشفي !
وبعد قليل خرج الطبيب وملامح الغضب بادية علي وجهه وقال
- انا طلبت الشرطة وهيتعمل محضر بالواقعة ومراتك هتتكلم عنك لو مهما خوفتها
لان اعتقد مفيش وحشية اكتر من كده دي كانت هتروح فيها
أغمض مروان عينيه لحظة وقد فهم ان الطبيب ظنه زوجها ومن فعل بها هذا فقال مدافعه بهدوء
- انا مش جوزها يادكتور وانا اللي جايبها هنا وهات الشرطة عشان انا اللي عاوزها تعمل محضر فعلا
ابتلع الطبيب ريقه وقال متفحصا له
- اومال مين اللي عمل فيها كده هو حضرتك اخوها
نظر له ببرود وقال
- لا مش اخوها واللي عمل فيها كده اخوها وانا دلوقتي عاوز اطمن عن حالتها
أومأ له الطبيب وقال
- في رضوض كتير اوي وكان هيبقي في كسر في الفك لان في التواء بسيط نتيجة الضرب وفي ضعف شديد نتيجة النزيف لانها نزفت كتير وواضح ان بقالها ساعات علي كده غير التضرر اللي في عظام القفص الصدري ..اخوها دا مجرم ومش لازم تفضل معاه ولازم تقدم بلاغ ضده
غامت عينه وهو يشعر برغبة عارمة بالقتل الان وأومأ للطبيب ودخل اليها بعد انصرافه
وجدها نائمة وقد اتضح ازرقاق فكها بعد ان نظفت الدماء من عليه
وتورم وجهها وعينها اشتدت قبضته بغضب وهو يتأمل ضعفها ونظراتها له أمس وهي تستنجد به الا يرسلها فكانت تعلم بالتأكيد ما سيفعله بها !
************************************
اقترب بالكرسي من الفراش ووضعه وجلس وهو ينظر لها بصمت وبعد ساعات تحركت بألم فوجدته ينظر لها بصمت نظرات غريبة
ابتلعت ريقها وهي تنظر له بخجل وتوتر من حالتها ومن حمله لها فهي كانت واعية تشعر بكل شئ
ولكن لا تستطيع الحركة تنفست وقالت بخفوت
- شكرا ..
ظلت نظراته ثابته و تحولت للقسوة قائلاً بعدها بصوت حاد
- هتعمليله محضر سامعة !
نظرت له بدهشة وخوف وقالت باضطراب
- لا مش هينفع خلاص انا هقول اني وقعت من السلم
ظهرت علي جانب ثغره بسمة شيطانة وقال بسخرية
- بس تقرير الطبيب مش هيبقي وقعة من السلم وانا هقول اني واخدك من الشقة بعد ما ضربك وعذبك وموقعتيش من علي السلم ولا حاجة !
قالت باضطراب شديد وتوتر
- بس مينفعش عشان انا مينفعش
فقال بغضب وسخط
- خايفة منه !
تحركت حدقتها بشرود وهي تنظر له بقلق
ثم قالت بهمس وقلق
- انا شفته امبارح في الشارع عشان كده قلتلك تيجي بعربية
اقترب من فراشها وقال بصرامة
- خايفة منه عشان كده مش هتبلغي ؟
ابتلعت ريقها ونظرت له بتوتر دون حديث فتابع بنبرة هادئة جانبها
- طب اسمعي بقي مصطفي انا هحبسه زي ما حبست سيد المدمن دا اولاً !
وانتي هتجوزك ومحدش ليه عندك هتبقي مسؤليتي انا دا ثانياً !
وثالثا البوليس هيجي وهتعملي محضر بالتعدي ومفيش نقاش في الموضوع !
اتسعت عينها وهي تنظر له بذهول من الاقرار الذي قاله
وفجأة وجدته يستدير بهدوء وخرج من الغرفة مرة اخري ناهياً للحديث

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن