الفصل الثالث والثلاثون

41.1K 1.3K 26
                                    

    خرج مازن بها مسرعاً وخلفه الجميع ركضاً
كان يشعر بثقل انفاسها ذاكرة لاسمه بهمس وكأنها تطلب الامان بعد ما عاشته
فهمس لها بصوت وصل لها وحدها من خفوته
- متخافيش انتي معايا انا مازن !!!
متخافيش انا هنا
انتي في امان !!!
مش هسيبك متخافيش خلاص انتي معايا !!!
استقل بكر السيارة معه في الامام بعد ان وضعها في الخلف
وعندما وصلوا للمشفي وضعها مازن علي الناقلة الحديدة وهو يهتف بكمال بعد ان اتصل به في الطريق
- بسرعة ياكمال مفيش كسور بيتهيألي بس شكلها مضروبها اعمل اشعة علي الرأس
وقبل ان يختفي كمال بها من امامهم اقترب مازن منه بعيداً عن الجميع وقال بخفوت
- خد بالك في جرح في جمبها نزف ومحدش يعرف عنه حاجة متجبش سيرته
أومأ له كمال بإستغراب ودلف بها مع المساعدين !
جلس مازن ينظر لذراعه ودمائها فوقه وتنهد بتعب شديد يتمني انتهاء ذلك اليوم المرهق فلا طاقة لديه !
نظر عمار لمازن عندما تحدث موجهاً كلماته لبكر
- ما خلاص يا بكر بقي مراتك زي الفل وخالد الزياد بجلالة قدره انقظهالك
ابتلع مازن ريقه وكأن ذكر اسم خالد اعاد اليه تركيزه اغمض عينه يتذكر ماذا همس لها
خفق قلبه وهو يتذكر همسه بإسمه الحقيقي دون وعي !
فاق من شروده علي صوت عمار الساخر
جز علي اسنانه يحاول التحكم بغضبه المشتعل
والاحتفاظ بهدوئه بينما حديث عمار الساخر لا يتوقف!!
نهض فجأة بغضب مشتغل ممسكاً بعمار من صدر قميصه قائلاً بحدة مهدداً
- لو هتفضل كده غور بدل ما ارنك علقة تاني بتهيألي حفظت ضربي !
حينها اوقف بكر العراك وهو يصرخ ملقياً هاتفه بعد ان اتته رسالة من تولاندوا بالايطالية
تعني انه قد فلت تلك المرة والاتيات اكثر !!
وصرخ بحدة وهو يتوعد بسباب وتهديداً أعمي
ابتعد عمار نافضاً قبضتي مازن عنه
بينما ظل كريم وعامر كما معاذ وشهيرة ونرمين صامتين منذ وصولهم للاطمئنان عليها
***************************************
وبعد مرور ساعة قال كمال هامساً بغضب
- انا مبحبش كده يامازن دا مكان شغلي ومينفعش اللي بتعمله دا
خلتني امنع عنها الزيارة لكذا ساعة عشان انت تدخل مع ان مش من حقك
وهرجع اقولك فوق بقي دي ست متجوزة ومش متجوزة اي حد دا بكر الديب !!
اغمض مازن عينه بارهاق وقال بهدوء عندما صمت كمال
- خلصت يا كمال !
نفخ كمال بضيق وقال بتحذير
- اخرك دقايق جوا سامعني انا مش هستني اي حد ياخد باله وتحصل مصايب ليك او ليا
أومأ له مازن بإجهاد وسار معه حتي يدلف لغرفتها قبل حضور احد
**************************************
جلست سلمي ترتب في الاغراض مع مني
فقالت مني بسعادة تعرفي يا ملوكتي انا الارض مش شيلاني من الفرحة والله مصدقت مرام طمنتني عنها واخيرا هتجلنا اهه
ضحكت سلمي بحنان وقالت وهي تمسح بالعلبة الزجاجة امامها
- والله يا طنط انا كمان فرحانة بس هي قالت في خلال ايام مش بكرة يعني
قالت مني بتنهيدة راحة
- المهم اني هشوفها قريب انا مصدقت والله مرام كانت بنتي الوحيدة قبل ما تبقي بنتي انتي كمان
وكنت قلقانة عليها اوي بس كنت بداري عشان مازن لانه كان قلقان فمكنتش عاوزة ازود الدنيا وكده
بس اول ما سمعت صوتها النهاردة حسيت كأن روحي ردت فيا
ولما يجوا هلومهم علي قفلان تلفوناتهم دا
اقتربت سلمي منها محتضناها بحنان تربت فوق ظهرها
***********************************
دلف مازن بخطواط بطيئة للغرفة فوجدها تنظر له بتشوش
اقترب منها ساحباً مقعد وجلس بهدوء قائلاً بخفوت وهو يتأملها
- تعرفي انا اكتشفت اني ممكن اموت بدونك !!
وكأن صوته اعادها للواقع فظهرت معالم الاضطراب عليها جلية
تململت بالفراش تحاول الجلوس فنهض ورفعها واضع ذراعه خلف ظهرها
والاخر يعدل من وضع الوسائد وقبل ان يعود لمكانه شعر بها وكأنها تبكي!
ابتلع ريقه وظل ثابتاً كما هو الي ان خفق قلبه عندما رفعت ذراعيها محيطة عنقه بقوة ضعيفة تنتفض
شدد من ذراعه خلف ظهرها ورتفع الاخر يمسح فوق خصلاتها عندما بدأت بالبكاء الخافت
مرت الدقائق مؤلمة لكلاً منهم الي ان قالت ببكاء
- حبي ليك مش خيانة لبكر !
خفق قلبه بقوة هل تعترف بحبها له؟!
وهمس بخفوت وهو يشدد من ضمها لصدره
- مش خيانة انتي مش مراته
ازداد بكائها وقالت بحزن
- ولوبحبك وفكرت في غيرك مع انك مش جوزي خيانة ليك ؟!!
تشنجت عضلاته لا يريد التفكير في هكذا أمر
بينما اشتدت قبضتها حول عنقه كطفلة صغيرة تتعلق بأبيها وقالت بنحيب
- انا مش خاينة ياخالد صح !!!
شعر بألم خفقاته لا يعرف هل من امتزاج خفقاتهم وقربها منه
ام من تفكيره في امر تفكيرها باخر!
ام أنها تتألم فيشعر بها !!
ابعدها عنه ببطئ وامسك وجهها بين كفيها يمسح دموعها
لا يصدق انها بين يديه وانها تجاوبت معه بل اعترفت له رغم تشوش اعترافها وقال وهو ينظر لها
- لو بتحبيني هتثقي فيا وساعتها هتصدقي اني اقدر احميكي
نفت برأسها بينما دموعها لا تتوقف وقالت بإرهاق ويأس
- انت متعرفش بكر !!
ابتلع ريقه كشفرات حادة وجلس علي جانب فراشها ممسكاً بكفيها بين قبضته
وتنفس بقوة لن يتناقش معها مجدداً في هذا الموضوع ظل ينظر لها وقال بهدوء
- كمال طمني عليكي ومتخافيش هو تبعي حتي موضوع جرحك مش هيجيب سيرته وتابع باهتمام
- لازم نغير عليه كل فترة لانه اتفتح كذا مرة وكل مرة حالته بتسوء بس متخافيش انا معاكي
صمت قليلاً ينظر لها وقال
- لكن هتقوليلي ودلوقتي ايه موضوع الجرح وعمار ماله
تنفست بإرتجاف وهي تمسح وجهها بعد ان ترك كفها والذي بدأت برودته !
فتابع وهو ينظر لها بقوة لا تقبل الجدال
- اتفضلي اشرحي !!
ابتلعت ريقها وقالت بهدوء
- انا كنت متفقة مع عمار انه يوقع بكر لانه شريكه في الاوتيل اللي قابلتنا فيه
وبكر كان بيسلم هناك حاجات لعملاء استراليين فاتفق انه هيبلغ خصوصاً ان بكر معرفهوش
ولما رحت اتفق معاه واديله عدد اللي جايين والمعاد ساومني .. صمتت قليلاً
وانتفضت علي سؤال مازن القوي رغم هدوئه
- ساومك علي ايه ؟!
رفعت خصلاتها خلف اذنها بإضطراب وأكملت بنبرة مهتزة
- ليلة !
انهت كلمتها وهي تنظر لأصابعها متجنبة النظر له بينما ظل هو صامتاً فأكملت
- لما موافقتش قاومني فضربته بطفاية السجاير الازاز اللي كانت علي الترابيزة
وفعلاً داخ لانها انكسرت بس لما زقني جامد وقعت عليها ودخلت في جمبي
ساعتها اتحملت الالم وخرجت وهو مقدرش يقوم لانه كان لسه دايخ وراسه بتنزف
وساعتها معرفتش اعمل ايه وخفت بكر يعرف ويقتلني
فاضطريت اجيلك وكلمت شهيرة عشان تنيم بكر
خرجت نبرته هادئة متسائلة رغم غليان دماء عروقه غضباً
- وشهيرة تعمل كده ليه ؟!
ابتلعت ريقها ورفعت حدقتها المهتزة له وقالت بتوتر
- شهيرة علي علاقة بعمار وبتحبه ومحدش يعرف غيري لاني شفتهم مع بعض مرة
وهي خافت عليه من ان بكر يقتله
اتسعت عينه صدمه وهو يستمع لها فلم يتوقع هذا مطلقاً
وفجأة تذكر سقوط الكأس من يد شهيرة عندما كانوا في مطعم الفندق بسبب نهوض عمار خلف ماتيلدا !
وعم الهدوء تحت صدمة مازن وتفكير ماتيلدا وفجأة شعرت بخفقاتها عندما تذكرت مازن
أغمضت عينها دون شعور تتذكر همسه لها بأنه معها !!
ازدادت خفقاتها تشعر وكأنه كان جانبها وانقظزها كما انقظها قديماً وكأن الزمن يعيد نفسه!!!
نظر لها خالد وخفقاته تزداد ولكنها هادئة
شعر بإنقباض قلبه وهو يفكر فالان مؤكد خديجة تشعر به او بها شئ
ما فماتيلدا امامه بخير وهادئة !!!
ابتلع ريقها يتمني ان تكون بخير ولكن خفقاته تزداد بطريقة غريبة !!
نظرت له ماتيلدا وكأنها لا تراه بل تخترق ملامحه حتي تصل لتخيلاتها بمازن !!
فاقت من شرودها علي صوته
- انتي قلبك بيدق ؟!
ابتلعت ريقها وهي تنظر لكفه فوق قلبه وكأن قبله يخفق بقوة
وتذكرت مازن شعرت بالتوتر الشديد لا تعلم بماذا تجيبه !!..
هل تجيبه بانها تخوف حبه وتفكر بأخر !
ودون شعور نفت برأسها ببطئ وقالت بخفوت
- لا مش بيدق اوي .. ابتلعت ريقها بصعوبة واكملت بهدوء
- اشمعني ؟!
تنفس بقوة الان تأكد ان خديجة ليست بخير ونفي برأسه بشرود ونهض ببطئ قائلاً
- مجرد سؤال .. انا هسيبك ترتاحي وقلت لكمال ميدخلكيش حد قبل كام ساعة فنامي لو عاوزة
اوقفته بسؤالها المتوتر
- خالد !.. هو انت هتسلمني فعلا ؟!
نظر لها قليلاً وقال بنبرة مطمئنة
- متخافيش .. محدش بيأذي نفسه !!
***************************************
وقفت شهيرة امام عمار عند مخرج الدرج الخلفي وهي تقول بعصبية
- انا من حقي اقلب عليك دا انتي مش راضي تمشي الا لما تطمن علي حبيبة القلب
وبعدين مش كفايا انك طمعت فيها وانا حببتك يعني بتخوني
ارتفع جانب ثغره وقال بسخرية
- وايه يعني يا شوشو ما انتي بتخونيني مع معاذ اهه
هتفت بضيق وغضب
- انت هتستهبل دا جوزي يعني انا بخونه معاك عشان بحبك انت
ضحك بقوة وقال بنبرة وقحة
- مش بتقضي وقت معاه وانتي حببتي يبقي خيانه ياقطة
وبعدين اياكان انا هجبلك الاخر انا مش ههدي الا لما اجرب ماتيلدا
بصراحة بقي هي عجباني مش حب وكده لالا القلب مفهوش الا انت يا جميل
بس ميمنعش انها رغبة وكمان بكر ظاهرهالنا بطريقة تجوع !
اتسعت عينها وهي تستمع لما يقوله ودفعته وهي تقول باستحقار
- انت واحد واطي ازاي اصلا تقولي كده انت اتجننت
لم تكمل حديثها عندما امسك ذراعها بقوة خلف ظهرها وهمس بأذنها بغضب
- اسمعي يا روحي انا مش معاذ اللي بياكل علي قفاه
لا فوقي دنا عمار السالم ومتفتكريش اني مشفتش نظراتك لخالد الزياد وانبهارك بيه
ولو ليه في الوساخة كان زمان لياليكي اتقسمت عليا وعليه وعلي جوزك
فمتعشيش الدور احنا الاتنين زي بعض ياقلبي
وماتيلدا انتي هتجبيهالي مرة وهجربها وبعدين هرميها وهاخدك ونسافر من هنا
فكري وقرري ولاوني متأكد من قرارك من دلوقتي
انهي كلماته وهو يدفعها بقوة هابطاً للدرجات ببرود !!
******************************** ܨx

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن