الفصل الخامس عشر

40.9K 1.4K 21
                                    

  في صباح اليوم التالي كانت السيارات في طريقها للسخنة كما اتفق الجميع
طلب مازن ارقام علي هاتفه ويده الاخري متحكمة بعجلة القيادة
- ايوة يا حازم بكر مش نازل في الشالية بتاعه نازلين في اوتيل اسمه ***
في حاجة غلط كده المفروض التخطيط علي الشاليه مش عارف ليه نزل في الاوتيل
انا قربت اوصل خلاص هبقي ابلغك لو في حاجة
اغلق معه وزاد من سرعته وهو يقول بضيق
واخرتها معاك يابكر زفت ناوي علي ايه !!
**********************
ترجلت شهيرة من سيارة معاذ أمام الاوتيل وهي تقول بقلق
- انا خايفة نرمين تيجي
ارتدي معاذ نظارته الشمسية وقال
- لالا مش هتيجي لانها متعرفش احنا مسافرين فين ولا تعرف الاوتيل
وبعدين حتي لو جت فعلا .. خلاص بقي احنا اتعودنا علي اللي بنهم هنعمل ايه
المهم ميبقاش في خساير زي حادثة ماتيلدا القديمة
ضغط زر فتح حقيبة سيارته وقام باخراج الشنط واعطاها للعامل الذي حضر لمساعدتهم مسرعاً ودار ووضع زراعه حول كتفها واتجهوا للداخل
بعد لحظات وصلت سيارة بكر للاوتيل ترجل منها وهو يقول بضيق
- ينفع كده كان لازم اوتيل يعني مكنش حد هيعرف حاجة
تجاهلت كلامه وهي تضع القبعة الشمسية الخضراء علي رأسها
فنظر لها وشعرها الاشقر يتطاير حول وجهها وتلك القبعة والتي امتزج لونها مع لون عينها الصافي
تنهد بحرارة وقال بحب
- انتي نور حياتي يا ماتيلدا ربنا يخليكي ليا ياحياتي
اقترب منها ووضع يده خلف ظهرها وتوجهوا لاستقبال الفندق
قام بكر بحجز جناح لهم كالمعتاد لبكر الديب
وبعد قليل توقفت سيارة مازن في الخارج ترجل منها واشار للعامل
سحب نظارته الشمسية المعلقة بازرار قميصه وارتدها ووقف جانب سيارته والقي نظرة علي المكان ومحيط الفندق وبعد قليل دلف للداخل
بعد ان انتهي من اتصاله السري !
***************************
انتبهت مني وملاك ومرام علي صوت انغلاق الباب فوجدوه مروان
قالت مني وهي تنظر له باستغراب
- غريبة يعني جاي بدري علي غير عادتك
ابتسم لها وقال بدعابة
- الله بدري مش عاجب متاخر مش عاجب اعمل ايه طيب عشان ننول الرضا
ضيقت نظراتها وهي تنظر له وقالت
- مش مستريحالك مش عارفة ليه
ابتسم بخبث والقي سلسال مفاتيحة وجلس علي الاريكة جانب مرام ثم مال عليه وقبل رأسها وامسك كف يدها الابيض الرقيق وقام بتقبيله وهو يقول
- وردة قلبي دي متعيطتش ابدا تاني سامعة
ابتسمت باحراج من ملاك فهي ليست معتادة علي فعل هذا امام اي حد فقط وهم بالمنزل
غمزت لها ملاك وهي تضحك
فاحمرت وجتيها بشدة ونظرت لمروان وقامت باحتضانه وتقبيله من وجنته وبكت فجأة
ابعدها وهو يقول بدهشة
- لا اله الا الله يابنتي لسه قايلك متعيطيش فعلا بومة والله
ابتسمت مني وهي تنظر لهم بحنان تعلم بكاء مرام من تأثرها مما حدث أمس
فشعورها بالرعب كان مخيف ولم تختبره قط
وفجأة انتفض الجميع بعد فترة علي صوت صريخ بالاسفل
نهضت مني باضطراب وهي تنظر لمروان وتستمع لصوت صرخات وعويل جارتهم ميرفت
ابتسم مروان ببرود وقال بهدوء وهو ينهض
- روحوا ساعدوها انا شخصياً نازلهم !!
تبادلوا النظرات المستغربة بينهم وازدادت دهشتهم عندما قال مروان
- مرام قومي البسي حجابك
نهضت وهي لا تفهم شئ وارتدته باضطراب مسرعة من الاصوات العالية
اقترب مروان وامسكها من يدها واتجه للباب وقام بفتحة وهو مازال يسحبها خلفه
ثم هبط بها بضعة درجات وخلفه والدته بينما اقتربت ملاك من الباب باضطراب شديد فلا تستطيع الهبوط بسبب قدمها المجبرة
صُدم الجميع وهم يروا هؤلاء الرجال يسحبوا ماهر ابن جارتهم ميرفت وهو يصرخ بالرجال
حينها اقترب مروان وقال له
- اسمع يلا انا اللي مبلغ عنك وقايلهم مواعيدك ورتبت عشان يخدوك زي الكلب كده واختي دي هدفعك تمن رفع السكينة عليها بس استني لما تخرجلي فايق وفيك عقل !..
سحبه الرجال بعنف وهو يسب باقذح الالفاظ علي الجميع ويركل ويضرب كالمجنون
صعد مروان وهو يسحب مرام المرتجفة معه وادخل الجميع واغلق الباب خلفه بعنف
قالت مني بغضب وبكاء
- حرام عليك يا مروان دا ملهومش غيره دا الراجل الوحيد اللي عندهم
أجابها بعصبية وقد برزت عروقه من فوران الدم بها
- راجل !!.. انتي مسمية دا راجل اللي يمد ايده علي امه واخته ميبقاش راجل
واللي يبهدل اهل بيته والناس كده ميبقاش راجل ومش هقولك يبقي ايه عشان البنات انتي عارفة كويس والموضوع انتهي خلاص ومحدش يفتحه تاني قدامي
امبارح منزلتلوش بس منمتش مرتاح طول اليل وانا بغلي
والنهاردة بس هنام مرتاح وانزلي واسيها علي العرة ابنها الحيلة لو عاوزة
وقوليلها ان جهاز بنتها احنا هنتكفل بيه ومازن مش هيمانع احنا ياما جهزنا ناس وعملنا ثواب ودول يستاهلوا لانها يتيمة وملهومش حد فقوليلها متقلقش خالص بالعكس هي هترتاح منه ومن قرفه ولما يتعالج ويخرج من المصحة يبقي يعولهم ساعتها لو فيه الخير
وعلاجة في المصحة علينا فمتقلقش من حاجة اكتر من كده اعمل ايه ومحدش يجيب سيرة ال *** دا قدامي فاهمين ؟!
صمتت والدته واقتربت منه وهي تبكي تحتضنه وتحمد ربها علي اولادها
كانت ملاك شاردة به وعينها ممتلئة بالدموع وكلمته تتردد بداخل اذنها
(( اللي يمد ايده علي اهل بيته ميبقاش راجل !))
هبطت دموعها دون شعور منها ولم تحول بصرها عن وجهه برغم نظره لها
علم مروان انها شاردة فيبدوا انها لا تراه وحتي انها لم تلحظ نظراته لها
قبض قلبه وهو يري دموعها تسيل وهي شاردة
حول بصره عنها وهو يعلم انها تَذكر !!...
نعم ملاك تذكرت من هي !..
والان فقط تأكد شعوره !!
********************************
في المساء خرج مازن وبكر بعد انتهاء الاجتماع .. فوقف بكر امام مازن قائلاً بسعادة
- خالد باشا احنا عازمينك بقي علي العشا النهاردة
تنفس مازن وقال بهدوء
- لالا اعذرني انا معلش مش هقدر
تمسك بكر به وقال بحزن
- ليه بس ياراجل دا حتي احتفالً بانجازنا الليلة دا انت سياسي شاطر اوي
وانا احب الدماغ دي جداً وبعدين لو وراك خطط تانية نخليها بكرة لو تحب
ابتسم مازن بهدوء واجابه
- لا خطط ايه انا بس ناوي اتمشي شوية علي البحر والف كام لفة كده لاني مسافر بكرة
رفع بكر حاجبيه وقال بدهشة
- الله علي طول كده .. ايه مبدر كده ليه
اجابه مازن بهدوء
- لا مبدر ولا حاجة الموضوع كله اني مكنتش عامل حسابي وجاي علي غلفة زي ما بيقولوا وخلصت اللي جاي عشانه يعتبر وراجع عشان ورايا شغل كتير
اومأ بكر له واعتذر عن حضوره هكذا
- سوري ولله ياخالد باشا بس فعلا انا مكنتش اعرف انك متعرفش خالص عن الاجتماع
وياسيدي بما انك كده كده راجع بكرة قضي معايا اليوم دا بقي
وافق مازن بلباقة وهدوء
- ولا يهمك وماله نتعشي سوا النهاردة وكمان انا عاوزك في موضوع نتكلم فيه بعد العشا بالمرة !
أومأ له بكر محيياً وودع كلاً منهم الاخر وانصرفوا عودة للفندق
*****************************
ارتدت ماتيلدا الثوب الاسود ووقفت امام المرأة تنظر لنفسها
وفجأة ادمعت عينها وهي تتذكر السيد ابراهيم الديب فكم كان رجل جيد وعطوف
انهت ارتداء ملابسها وزفرت بضيق وهي تري هيئتها بالمرأه بهذا الثوب المنحط فكان كجلد تان لها من شدة ضيقه ويصل اعلي ركبتيها جذبت احدي الشيلان ووضعته لتخفي ظهرها وصدرها به
وجلست تنتظر بكر حتي يهبطوا لذلك العشاء والذي ابغضته من قبل بدئه منذ ان علمت بحضور اصدقائه !
بالفعل بعد عدة دقائق طرق بكر باب الغرفة وأمرها بالخروج حتي يهبطوا للاسفل
خرجت بعد ان ارتدت حذائها العالي واخذت حقيبتها ولكن توقفت فجأة عندما حل بكر رابطة خصلاتها
وهو يقول بهيام بينما يَشتَم خصلاتها البراقة بعد ان تعرف علي برفانه المفضل
- عاوزه مفرود ويطير حوليكي بحب المنظر دا اوي بيكون مُلفت اكتر
ابتلعت ريقها وأومأت بهدوء وخرجت معه
بعد قليل تجمع الجميع عدا هو تنفست براحة داخلها وهي تتمني عدم حضوره الليلة واعتذاره باي سبب حتي لا يراها هكذا
فهي اعتادت علي رؤية الجميع لها علي تلك الحالة عدا هو !!
تشعر باضطراب شديد منه ومن وجوده نظراته تخيفها بل تزيد من خفقان قلبها المؤلم !
تشُعر بالحرج والتوتر رغم فقدانها لتلك المشاعر منذ زمن أو بالاحري منذ تسع سنوات منذ امر بكر لها بالظهور بتلك الهيئة وارتداء تلك الاثواب المثيرة امام اصداقائه بالاخص
فاقت من شرودها علي علو نبض قلبها ابتلعت ريقها ورفعت كفها المرتعش لصدرها وهي تعلم حضوره!
وبالفعل ظهر امامها بقميصه الاسود المُنفتح قليلا فاظهر صدره العضلي وبنظاله الغامق
حولت بصرها عنه وهي تشعر بالنبضات المتسارعة داخل صدرها
اقترب مازن منهم وحي الجميع بابتسامة وكلمات دون السلام بينما ازداد خفقان قلبه كزدياد اشتداد قبضته!
حمدت ماتيلدا ربها وتنهدت داخلها فهي لا تريد ان تلمس كفه يكفي ما تشعر به
جلس الجميع لتناول الطعام وبدؤا بتبادل الحديث
وانقلبت الاجواء للسخرية والشد والجذب كالمعتاد بين بكر وعامر وكريم
بينما ظل معاذ وعمار ومازن علي هدوئهم
فقال عامر باعجاب وهو ينظر لماتيلدا
- فستانك راقي جدا وتحفة عليكي فعلا القالب غالب !
ازدادت سرعة تنفسها وهي تنظر باضطراب لعامر وتبتسم له بهدوء
بسمة انعدمت عندما لمحت نظرات مازن بطرف عينها ابتلعت ريقها تشعر ببروده قوية ونظرت للطعام بتوتر
فقال بكر بانتشاء وفخر شديد
- طبعا راقي مدام بكر الديب اكيد بتلبس اغلي وارقي لبس
جز مازن علي اسنانه وانتفخت اوداجه بشدة وهو يتخيل تكسيره الان للطاولة علي رؤوس الجميع !
نفرت عروقه عندما سمع حديث كريم
- يابختك بيها يابكر هي فعلا جام... جميلة اوي !
ارتفعت نظراته المخيفة لها تريد حرقها وحرقهم احياء
واتت له الفرصة عندما وجه كريم له الحديث وهو يقول
- انت ايه رايك ياخالد باشا في مدام ماتيلدا
فعلا بكر عرف يختار مش كده ؟!
حول مازن نظراته المخيفة له وقال بهدوء قاتل
- لو بتسألني عن رأيي في مرات بكر باشا فدي *** انا مليش فيها
اتسعت عين الجميع علي اللفظ البذيئ الذي اطلقه مازن
بينما اغمضت ماتيلدا عينها بقوة وابتلعت ريقها بصعوبة تشعر قلبها سيتوقف الان
فهي تعلم القادم جيدا بينما ترن جملته داخل اذنها بقوة
( لو شفتك تاني بأي لبس مُقرف زي دا .. هقوله سمعتي !! )
***************************************  

أشعر بكWhere stories live. Discover now