الفصل الرابع والاربعون

42.9K 1.4K 20
                                    

    حدث فجأة ما جعل الجميع يُصدم ويتسمر برعب !
عندما صفعته مرام بقوة!!! .. صارخة به
- محدش هيجبرني علي حاجة تاني سامع !!
هنا صرخت مني بصدمة وعصبية
- مراااام !!
فقال مروان رافعاً كفه ليوقف حديث والدته
- محدش يدخل ! ..
ثم قال ونظراته موجهه لها بقوة تكاد تحرقها
- ها هتعملي إيه تاني ؟! .. خلاص إتجننتي ؟!
وأكمل بعصبية رغم إنخفاض نبرته
- ما هو لو إتجننتي نحطك في مصحة ونعالجك عادي !!
رمشت مرام تتنفس بسرعة شديدة تشعر بالصدمة مما فعلت
فقال مروان مقترباً منها بصوت مخيف
- رفعة إيدك دي مش موضوعنا دلوقتي أما بقي بالنسبة لأكرم فمفيش رجوع لو إتنططتي
وأنا أرجل منه ومن اللي زيه ياست مرام بس إنتي مش في وعيك ولما تفوقي نتكلم ساعتها
تحرك خطوتين من أمامها وتوقف فجأة مضيفاً بتهديد ووعيد
- وأكرم دا أنا هحبسه زي ما حبست ماهر المدمن وزي ما كنت هحبس مصطفي الكلب
وكل حيوان هيجي قدامي بيتعامل كده هعمل كل اللي أقدر عليه وهوديه في داهية .. سمعتي !!
رفعت مرام عينه له بعصبية وقالت بصراخ
- إنت بتهددني أنا مش هيفرق معايا أنا مش خايفة منك !
إبتسم مروان بسخرية ولم يجيبها وإلتفت قائلاً بحدة لملاك ووالدته
- إتفضلوا قدامي لو سمحت
تحركت مني بصدمة وضيق مما حدث وخلفها ملاك بصمت وقلق
وعندما إقترب مروان من الباب أخرج المفتاح منه فأسرعت مرام إليه وقالت بحدة وشراسة لما تكن بها يوماً
- إنت هتحبسني ولا إيه ؟!
قام بإبعاد كفها من فوق ذراعه المتعلقة به ببرود
فصرخت به وهي تجذبه من قميصه وكأنها تنوي العراك معه دون وعي بشئ !
- سيب المفتاح متجبرنيش علي حاجة إنت متقدرش تحبسني !
دفعها بخفة حتي لا تسقط وخرج مغلقاً للباب فهتفت مني به بعصبية
- إنت إتجننت بتحبس إختك ؟!.. هات المفتاح !
نظر لوالدته بهدوء ووضع المفتاح في جيب بنطاله فصرخت به بعصبية
- بقولك هات المفتاح
قال حينها وقد فقد هدوئه بينما إرتفع صراخ مرام من الداخل وتهديدها بالعودة إلي أكرم عنوة
- مفتاح مفيش ومرام أنا هربيها من اول وجديد
وهرجعلها عقلها ولو علي موتي مش هترجع لأكرم ال ***
وإبعدوا عني دلوقتي أنا ماسك أعصابي بالعافية !
هنا إتجهت سلمي ببطئ لغرفة أخري وهي تستمع إلي خناق مروان ووالدته وصراخ مرام المستمر في الداخل بتهديدات غريبة ومخيفة !
***********************************
إبتعد مازن عن ماتيلدا علي صوت رنين هاتفه يشعر بخفقات قوية للغاية
بينما ترنحت هي بمجرد إبتعاده عنها وكأنها بدأت بالتنفس الأن !
فأمسكها جيداً وهو يتسائل بقلق متفحصاً لها
- إنتي كويسة ؟!
أومأت له بشرود وإرتعاش شديد فإقترب بها للمقعد حتي جلست وإتجه لهاتفه ليري المتصل لا يشعر كم مر من الوقت وهو يقبلها لكنه شعر بدوامات تسحبه لعالم أخر !
جلست ماتيلدا تنتفض علي طرف المقعد لا تصدق .. هل قبلها ؟!
رفعت أصابعها الباردة تتحسس شفتيها تشعر وكأنها داخل حلم وستفيق منه
مع إن ما حدث أفضل مما حَلِمت به!
أجاب مازن علي هاتفه ونظراته موجهه لها علي جانب صغرة بسمة غريبة
ولكن سرعان ما إختفت وهو يستمع إلي بكاء سلمي الخافت !!
قفز قلبه وهتف بقلق
- ملاك مالك ؟! .. في ايه ؟!.. إنتي فين ؟!
أجابته ببكاء
- مازن إلحقنا .. مروان إتخانق مع مرام وضربته بالقلم وحبسها في الأوضة وطنط مني بتتخانق معاه
تعالي بسرعة أنا خايفة ومش عارفة هيحصل إيه ومرام مش طبيعية خالص !!
قال مازن يحاول طمئنتها برغم صدمته بما سمعه
- متخافيش إهدي أنا مش هتأخر جاي حالاً إهدي وإتنفسي متقلقيش !
وبمجرد ما أنهي المكالمة حتي إلتفت إلي ماتيلدا مسرعاً
************************************
هبط مازن من سيارته أمام منزله وقد أوصل ماتيلدا إلي مكان مناسب بعد أن أملي تعليماته عليها !!
صعد الدرجات بسرعة جنونة وفتح باب شقته علي صوت الصراخ بين والدته وأخيه
وبمجرد رؤيته حتي توقف كل شئ بينما مسحت مني دموعها بصمت
فقال وهو يقترب من مروان
- أياكان اللي حصل بعدين .. فين المفتاح ؟!
نفخ مروان بضيق وقال
- مفتاح مفيش يا مازن ومرام مش هتطلع من الأوضة
خلاص طريقة الطبطبة متنفعش دي إتجننت وأعدة بتهدد برجوعها لأكرم
قال مازن بعصبية وحدة
- بقولك هات المفتاح يامروان !!
فهتف به مروان بعصبية
- قلتلك مش هديهولك ومرام مش هترجع لأكرم حتي لو إنت وافقت
دا غير موضوع التلفون اللي كانت الهانم كانت بتتكلمه !
هنا أمسكه مازن بقوة من ياقة قميصة المفتوح بسبب تمزع أزراره صارخاً
- بقولك هات الزفت .. إنت اللي مش في وعيك باين !
صرخت مني ببكاء وهي تشعر أنها علي بعد لحظات من مشهد صراع أبنائها
بينما إقتربت ملاك ببكاء وهي تقول لمازن بتوسل
- لا يامازن عشان خاطري إنت...
انقطع صوتها بذعر عندما صرخ بها مروان بحدة أن تصمت ولا تدخل
فرجعه مازن بعصبية هاتفاً
- متزعقلهاش يامروان وإهدي إنت اللي مبقتش هادي .. العصبية مش هتنفع مرام مريضة !
قال مروان بحدة
- مريضة يبقي تتعالج إنت مش سامع بتقول إيه ؟!
تنفس مازن يحاول الهدوء فصراخ مرام بما تقوله مثير للأعصاب حقا ً وقال بنبرة هادئة
- سبني أنا أتصرف أنا عارف إنك قلقان عليها
ثم أكمل بينما إرتخت قبضته عن ثياب أخيه
- ولو مش فارقة يامروان كنت مديت إيدك بالقلم اللي إدتهولك بس زي ما مسكت نفسك وأعصابك ومقربتش منها إمسك نفسك وأعصابك وإهدي وهات المفتاح
زفر مروان بضيق شديد وأخرج المفتاح واضعاً له بقوة بين قبضة مازن قائلاً بعصبية
- أكرم مش هترجعله حتي لو هي عاوزة ولو مهما كانت النتيجة فهمها دا !
*******************************
دلف مازن للغرفة فوجد مرام جالسة أرضاً تبكي بصراخ ولم تنتبه لدخوله ولا لإنفتاح الباب
وبمجرد إقترابه منها حتي رفعت رأسها له بنظرات كره غريبة وهدأت بمجرد ما تبينت شخصيته
ولما لبثت حتي صرخت به بعصبية
- أنا محدش يجبرني علي حاجة خلاص محدش هيجبرني أنا حره إنتو فاهمين !
ظلت نظراته هادئة بل وأومأ لها مؤكداً كلامها بموافقة
فأنزلت بصرها تبكي بقوة وكأنها كانت تتمني مجادلته لتفرغ به طاقتها !!
نظرت للأرض وبدأت بضربها بعصبية وصراخ وقبل أن ترتفع يدها إلي خصلاتها بإنهيار
كان مازن مقيدأ لها بقوة من معصميها قائلاً بهدوء صارم
-إياكي تقطعي شعرك أو تلطمي إياكي .. إستغفري ربنا !!
نظرت له برعشة وهي تبكي بقوة يسيل لعابها من جانب فمها وكأنها لا تستطيع التحكم بحواسها !
جذبها إلي صدره جالساً أمامها أرضاً وإستمر بكائها بشدة وقد بدأت بالهذيان وكأنها داخل صدمة
- أنا ضربت مروان بالقلم.. أنا ضربته يامازن
إبتلع مازن ريقه وهو يمسح فوق خصلاتها المشعثة يعلم أنها سبق وقطعتها فأصابعها بها الكثير منه بخلاف جروح وجهها الخفيفة وجروح يدها الشديدة !
ظل مازن هكذا أكثر من نصف ساعة بل بدأ بالإهتزاز بها وكأنه يهدهد طفلة صغيرة لتهدأ قائلاً بحنان
- كل دا هيتحل وكأن محصلش حاجة .. كله هيتحل خلاص إهدي اللي حصل حصل إتنفسي !
كانت نفضتها قد قلت لكن بكائها لم يتوقف قائلة بحسرة
- أنا بكره يامازن بس بخاف منه كان بيضربني كان بيغتصبني يامازن بس كان بيعاملني حلو ثم قالت ببكاء وكأنها تصحح شئ ما لنفسها
- لا مكنش بيغتصبني هو كان بيوجعني بس كان بيحبني والله هي دي طريقته بس أنا اللي طفلة ومتحملتش أنا اللي صغيرة ومنفعش وفي الأخر ضربت أخويا الكبير يامازن .. مروان مش هيسامحني أنا كنت عاوزاه يضربني بس مضربنيش يا مازن وأنا مستحقش !
هدأها مازن وهو يشدد من ضمها إليه
- هششش بس متتكلميش خلاص ومروان سامحك خلاص
إنتي كويسة بس محتاجة مساعة بسيطة !
وبعد عدة دقائق أخري دلفت ملاك ببكاء شديد وهي تهتف بمازن بتوتر
- إلحق مروان يا مازن مش بياخد نفسه !!
نهض مازن فزعاً بخوف شديد مبتعداً عن مرام والتي نهضت بوهن خلفه مذعورة لا تفهم ما يحدث
إتجه مازن للخارج فوجد مروان جالساً بتراخي فوق المقعد متعرق بشدة يتنفس بصعوبة
بينما جلست سلمي جانبه أرضاً تمسح فوق صدره ببكاء هاتفة به ليتنفس
إقترب منه مسرعاً وقام بقياش النبضات من عرق رقبته ثم فتح عينه ينظر داخلها عن قرب
وهو يهتف به متسائلاً
- حاسس بدوخة ؟!
أومأ له مروان يشعر بالدوار الشديد
فجذبه مازن ببطئ للأرض وهو يهتف بملاك
- قومي هاتي المروحة !
فرد جسده وقام بثني قدمه ثم جذب ذراعه الأيسر واضعاً كفه أسفل جانب وجهه الأيمن وسحبه ببطئ ليستلقي علي جانبه الأيمن مريحاً رأسه علي الأرض فوق كفه
وقال مهدئاً للجميع فهو يعلم مدي ذعر كلاً منهن
- متخافوش ياجماعة إهدوا هيبقي كويس
هو حصله إختناق ودوخة عشان مجهوده كبير وكتم عصبية غلط عليه
وتابع وهو ينظر لوالدته الباكية بخوف متمسكة بظهر المقعد
- إهدي ياماما وأعدي متخافيش صدقيني كويس
نهض وهو يعدل من المروحة قريباً منه قائلاً لملاك المتنفضة
- متخافيش ! إهدي والله كويس أنا بحلف !
كانت ستقترب منه لكنه جذبها قائلاً بهدوء
- متحركهوش هو هيبقي كويس ثم قال بصوت مرتفع
- إنت كويس يا مروان صح ؟!
أصدر مروان صوتاً ضعيفاً ليطمئنهم فهو يستمع لما يحدث لكنه لا يقوي علي الحركة
وقفت ملاك تبكي بشدة وإنتفاض
فمسح مازن علي كتفها بحنان مطمئناً لها وهو ينظر لوالدته الجالسة تبكي وتستغفر
لا تعلم ما أصاب بيتها وأولادها !
تمسكت ملاك بمازن ببكاء شديد وما لبثت حتي إحتضنته قائلة بقلق
- أنا خايفة مروان مش كويس ومرام أنا خايفة مش عارفة أعمل إيه هو أنا وشي وحش عليكوا ؟!
إبتسم مازن بهدوء وهو يمسح فوق ظهرها وحجابها قائلاً بدعابة
- لا بقي في حاجة فعلاً نامي يلا لما أكشف علي مخك إنتي كمان ؟!
إبتعدت عنه وهي تبكي تنظر لمروان بخوف وقالت بتوسل
- مش هحركه بس هعد جمبه بس عشان خاطري
أومأ لها بإبتسامة حنونة فجلست أرضاً مسرعة تمسح فوق شعر مروان
قال مازن بدعابة
- هاااا .. وبعدين .. مش قولتي مش هتحركيه ؟!
أبعدت كفها عنه مسرعة وظلت تبكي بصمت
إقترب مازن من والدته الباكية وهو ينظر لمرام الواقفة متمسكة بالجدار تنظر لمروان بقلق وبكاء
إنحي مقبلاً رأسها قائلاً بدعابة
- قومي ياحجة مني إرقينا يلا أنا عارف إنك بتفكري ولادي حصلهم إيه ؟!
******************************************
دفعت ماتيلدا شهيرة وقالت بحدة وثقة كما أملي عليها خالد
- أنا كنت جاية بس عملت حادثة وعربية خبطتني ورحت المستشفي
وركبت محلول .. خلاص محصلش حاجة شوفي أي يوم تاني وأجي معاكي
فقالت شهيرة بحدة وعصبية وهي تمسك ذراعها بقوة
- إنتي هتستهبلي ليه أصلا تخرجي ؟
فقالت ماتيلدا بهدوء وثقة وهي تبعد يدها
- كنت بعمل مفاجأة لبكر وملكيش فيه
وبعدين هو إيه المشوار دا يعني ما قلت هاجي معاكي أي وقت تاني
قالت شهيرة بسخرية وهي تدفعها
- لبكر برده !!
ظلت نظرات ماتيلدا باردة فقالت شهيرة بتهديد ووعيد
- هحدد يوم وغالباً هيكون بكرة ولو ملقتكيش في القصر متعتبيش عليا وإبقي إهربي
عشان هعرف بكر كل حاجة وهيجيبك ويقتلك .. وأهو نخلص برده بلا أرف !
أنهت جملتها وتركتها ذاهبة بعصبية
تنهدت ماتيلدا بإرتياح فلقد تخلصت من أصعب شئ
ثم أغلقت عينها بإرهاق وهي تدعو داخلها بأن يحميها الله
ثم إتجهت لغرفتها قبل مجئ بكر من عمله تريد مهاتفة خالد حتي تعلمه عن مقابلة الغد !!
****************************
قالت شهيرة بحدة لعمار علي الهاتف
- بكرة هقابلك في نفس الشقة وهجبها معايا خلينا نخلص بقي من المقابلة المقرفة دي
والتذاكر الجديدة أنا حجزتها خلاص بكرة الساعة 10 طيارتنا
هجبهالك علي الساعة 8 ومتتكلمش في الموضوع خلصنا خلاص
هي طلعت عاملة حادثة عشان كده مجتش وكلامك ليا هحاسبك عليه بعدين أنهت إتصالها وأغلقت الهاتف بوجهه دون أن تترك له فرصة للرد
وضع عمار الهاتف بسخرية وإنطلق يكمل سهرته
وبعد مرور 3 ساعات خرج يضحك بقوة مصطحباً إحدي فتيات الليل في سيارته منطلقاً علي بيته
يفكر في سهرة الغد مع جميلته الشقراء !
وتوقف فجأة عندما قطعت سيارة سوداء الطريق عليه !!
مرت ثوانٍ قبل أن يهبط منها مازن العابدين بهيبته المخيفة ممسكاً بعصا غليظة !!
******************************** �قها6��x�{I

أشعر بكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن