الفصل التاسع عشر

40.1K 1.3K 22
                                    

  إرتفعت يدها لا ارادياً مستندة علي صدره تحاول التوازن بعد أن بدأت الارض بالدوار سريعاً
تسمر مازن وخفق قلبه بدرجة مؤلمة حاول التنفس بعمق وهو ينظر لها
ثم ضيق عينيه مستنتجاً شعورها بالدوار وتأكد عندما شعر بترنحها البسيط بينما رأسها منحنية تنظر للأرض تتنفس بثقل
إبتلع ريقه وجذبها برفق اليه هامساً بحنان بعد نوبة غضبه عليها
- اهدي .. متخافيش اهدي خلاص
إتجه لمحل جلوسهم وأجلسها مرة اخري علي الاريكة وجلس أمامها علي الطاولة ينظر لها بينما يطمئنها بحنان
-اهدي واتنفسي ..اهدي خالص
اهدي و احكيلي كل حاجة متخافيش مني انا مش هأذيكي انتي عارفة كويس صح؟!
مسحت دموعها ورفعت خصلاتها للأعلي قائلة بتعب وبكاء
- احنا مش اد بكر انت متعرفهوش
بكر كان ممكن يرجعني بس عشان ميخليش حد يلمسني مرضاش
تجاهل حديثها وتخطي غيرته قائلاً بجدية
- مطلقك من امتي ؟
أجابت بصوت خافت بشدة
- من ست سنين
إتسعت عينه وقال بصدمة
- ست سنين عايشة معاه تحت سقف واحد وهو مش جوزك ؟!
أومأت برأسها بإحراج وقالت مبررة دفاعاً عن صورتها امامه
- بس مش بكون معاه في نفس الاوضة والله انا بنام في اوضة تانية بس محدش يعرف
اخترقت انامله القوية خصلاته الحالكة قائلاً
- تمام انا عاوز نتجوز هاخدك عند مأذون وهتجوزك انتي مطلقة بالاوراق ووصية نفسك وتقدري تتصرفي
نظرت له بدهشة وتمتمت بخوف
- وبكر ؟!
أغمض عينه بقوة وقال بنفاذ صبر
- ماله زفت ؟
أجابت بارتعاش بينما تهتز قدميها بسرعة كبيرة
- انا مقدرش اسيبه
غامت عينيه وقال بحدة مخيفة
- نعم ؟!,.. ليه بقي ان شاء الله دا انسان *** مريض
قالت بارتباك شديد
- بس انا مقدرش عشان بكر مش سهل ومش هيرضي وم..
قاطعها بعصبية
- بكر ايه وزفت ايه المريض اللي بيعرضك قدام صحابه وكأنك انتيكة ولا شئ للعرض
أغمضت عينها من صراخه بوجهها وقالت باضطراب
- اقفل الموضوع انا عاوزة امشي عشان خاطري
قال بصدمة
- انتي موافقة علي عيشتك معاه ؟!!
نهضت وهي تفرك باصابعها تحاول التوازن وقالت
- انت متعرفش بكر عشان خاطري عاوزة ارجع هو ممكن يصحي
ظل علي جلسته رافعاً رأسه لها بذهول دون حديث
بينما هي اتجهت بخطواط مضطربة لباب الغرفة وادارت مقبضه وهي تلتفت لتنظر له وجدته علي جلسته ولكن مقضب الجبين ووجهه يطلق شرراً بنظراته مخيفة بشدة
ابتلعت ريقها وامسكت ذيل ثوبها وخرجت بهدوء
اتجهت بخطوات متعثرة خائفة لجناحها وفتحته ودلفت بهدوء فوجدت بكر علي حالته تنفست الصعداء واتجهت لتغير ملابسها لعل هذا اليوم يمر بسلام !!
*******************************
وفي صباح يوم جديد
قام مازن بقزف الكوب الكرستالي للحائط هاتفاً بعصبية مفرطة
- انت اتجننت يا حازم يعني ايه متعرفنيش انت فاكرني هعديهالك
اتاه صوت حازم هادئاً علي الهاتف
- مكنش ينفع اعرفك يا مازن انها اتطلقت للمرة التالتة لاني حسيت بتجاذب منك ليها والحكاية لو دخل فيها شعور ولا حب وانت فاهمني هتطربق علي دماغنا كلنا ..
هتف مازن بضيق شديد وغضب
- انت فاكرني هتملك حاجة يتحرق بكر علي الشغل علي المهمة ما احنا لو هنمشيها كده انا مش هسكت ولو هكمل يا حازم فعشان ماتيلدا وبس خلي الكلام دا في دماغك سامعني
نفخ حازم محاولاً الهدوء وقال
- طيب اهدي لو سمحت لما ترجع هنتكلم اكيد بس دلوقتي انا عاوزك تحضر نزهة اليخت
اجابه بقوة غير عابئاً بشئ
- انسي .. انسي ياحازم المريض دا انا لو اتواجهت معاه هقتله انا علي اخري
قال حازم مبرراً محاولاً اقناعه بهدوء
- اسمعني يا مازن ممكن بكر يعمل حاجة علي اليخت هو بيثق فيك وانت عارف وعدي شهور مبقاش فاضل كتير وبعدين النزهة اخرها ساعتين بس احضرها وارجع القاهرة والباقي علينا بس اكيد مش هعرف احط جواسيس علي اليخت ..انت الوحيد اللي ممكن تطلع معاه بدون شك وهو عزمك .. اهدي دول ساعتين مش اكتر مش هتخسر حاجة لو عمل حاجة هنبقي كسبنا ولو طلعت نزهة عادية مش هنبقي خسرنا
وافق مازن علي مضض واغلق الهاتف والقاه بغضب فوق الفراش وذهب ليتجهز حتي يتخلص من تلك النزهة اللعينة فلا يريد رؤيتها الان يكفي ما به يشعر وكأنه سيحرقها حية !!
***********************************
جلست مرام مع والدتها فقالت مني بضيق
- اخواتك هيطينوا عيشتك عشان سبتي ملاك تروح تشوف شغل
قالت وهي تنفخ بضيق وتذمر
- الله وانا مالي ياماما انا قلتلها مازن ومروان هيزعقوا قالتلي سبيني انزل وانا مضايقة وانا اعدة عندكوا بقالي شهور ومصاريفي كلها عليكوا
تنهدت مني وقالت بحزن
- البنت دي بتصعب عليا اوي ياتري اهلها عاملين ايه زمانهم محسورين لان واضح انها كمان انها كانت حنينة وقريبة ليهم.. تنهدت بضيق واكملت
- عارفة يامرام اخوكي مروان هو السبب انا قلتله متديهاش الهدوم امبارح قالي لا وازاي
انا كنت عارفة إن البنت هتاخدها بحساسية وفعلا اهه من تاني يوم نزلت تشوف شغل
اخذت مرام الريمود من علي الطاولة وقالت وهي تزم شفتيها
- والله ياماما انا اعدت اقولها ما جابلي هدوم زيك اهه واننا اخوات بس هي مريضيتش ونزلت بسرعة وانا ملحقتش اصحيكي ..وبس
ضيقت مني عينها وقالت بتوعد
- عارفة يامرام لو عرفت انك موفقاها هعمل فيكي ايه
نفخت مرام وقالت بتذمر طفولي
- هو كله علي مرام وبعدين انا مالي ياماما ومتقلقيش هترجع من غير شغل وهي دي اول مرة يعني وماهو مش من كتر الشغل تحت يعني .. !!
قطعت حديثها وهي تنظر بصدمة لوالدتها فلقد اخطأت بالحديث
نهضت مني من محلها وهي تصرخ بها
- نهارك مش فايت انا كنت حاسه لان مدخلش عليا لهوجتك لما صحيت وملقتهاش
انتي يازفتة اوعي تكون ملاك بتنزل كل يوم تدور علي شغل .. انطقي بتنزل ؟
ابتلعت ريقها وقالت بتوتر
- ياماما انا مليش ذنب والله هي اللي بتروح ومحلفاني معرفش حد لحد ما تلاقي شغل وهي اصلا بترجع قبل ما مروان ومازن يرجعوا
هي محرجة من الأعدة كده حاسه انها عالة علينا وانا فهمتها كتير بس هي حساسة اوي وانا مش عارفة اعملها ايه والله مش ذنبي وانا مش عاوزاها تمشي انا بحبها
امسكتها من ذراعها وهي تقول بتوعد
- حسابك معايا بعدين وربنا يستر بس لما تيجي ست ملاك نشوف الموضوع دا يلا قومي ادخلي جوا من قدامي
نهضت مرام وهي تلقي بالريمود قائلة بغضب طفولي
- ادي المسلسل راح كمان يلا هو اليوم باين اصلا
جلست مني تفكر ماذا تفعل لتلك الفتاه فهي متعاطفة معها كثيرا ولا تعرف ماذا تفعل لها
*********************************
نهضت المرأة من الفراش تلف الشرشف حولها لتخفي جسدها العاري وهي تقول بغضب للجالس خلفها
- لما انت مش معاك فلوس كفايا ليه قضيت معايا الليلة وانت عارف انا باخد كام كويس
نفخ مصطفي وهو يحك رأسه وقال بضيق
- ما خلاص يا فاتن في ايه فاضلك ميت جنيه هديهالك المرة الجاية محصلش حاجة
نفخت بضيق وهي تنظر له بازديراء وبدأت بارتداء ملابسها وهي تتمتم ساخطة عليه
اعتدل مصطفي في فراشة واشعل سجارته يحرق التبغ كاحتراق داخله وبعد ان انصرفت المرأة نهض واتجه ليأخذ حمامه ويخرج لمقابلة مازن في المساء كما اتفقا
***********************************
قال بكر بسعادة لمعاذ
- انا اللي شاري اليخت دا وكتبته باسم ماتيلدا حببتي
ابتسم معاذ مجاملاً ومهنئاً ماتيلدا بترحيب
ابتسمت ماتيلدا تحاول تجنب النظر الي مازن الواقف هادئاً وكأن ليس له وجود
التفت علي صوت بكر بالدعوة للصعود لليخت عندما حضر عمار وكريم وعامر
صعد الجميع بينما كان كريم يهمس لعمار بخفوت
- اتصدق بكر طلع عنده دم وحس عليه اهه ملبسها عباية
ضحك بشدة وتابع بهمس
- كلام خالد جه علي الوجع فاتلم اهه وسترها
اجابه عمار بصوت منخفض هائم
- بس جامدة بجد جامدة اوي مع ان مش باينلها حاجة مش عارف ازاي خدت البأف دا
وتابع بسخرية ومرارة
- يعني انا اخد ناريمان المعفنة وبكر ياخد الصاروخ دا
صمت فجأة عندما لوي كريم اصبعه منبهاً له قُرب خالد منهم
بينما كانت تسير ماتيلدا بحذر بذلك الحذاء العالي بينما بدأ دوار البحر يلفها بقوة
التفت بكر لها عندما امسكت ذراعه حتي لا تسقط
مسح علي خصلاتها وظهرها قائلاً
- متخافيش ياحياتي هتبقي كويسة والمفروض تكسري فوبية البحر دي بقي كفايا اني معاكي
ابتلعت ريقها تحاول التنفس بانتظام والسيطرة علي ارتجافة جسدها ولكنها تفشل فبمجرد ما تضرب المياه اليخت تشعر بها رغم ثباته بقوة
انتبهت علي بكر عندما امسك كفها البارد وسار بها الي احد اطراف اليخت بينما يهتف بصوت مرتفع ليصل للجميع
- استمتعوا ياجماعة اليخت ياختكوا
اتبعت نظرات مازن ماتيلدا وبكر دون ارادته فمهما حاول اجبار نفسه علي عدم النظر لهم يفشل ويتبعهم
قبض قلبه عندما رأي ماتيلدا ترتجف وتتحدث الي بكر بطريقة غريبة وكأنها تتوسل له
تنفس بقوة ونظر للطرف الاخر محاول ابعادها عن عقله فهي من اختارت ما تعيشه
نظر لهم مرة اخري عندما رأي عمار يتجه اليهم بينما يتحدث الي كريم بصوتِ مسموع وصل له واضحاً
- الله حورية البحر هتنزل وانا حبيت المية ووش هنزل !!
وبمجرد ما التفت اليهم شعر بغليان الدماء داخل عروقه وتصلب جسده بصوة مخيفة
ابتلع ريقه وهو يري ذالك الزي المتسع يسقط عنها بمساعدة بكر او اجباره
ليظهر جسدها بملابس المياه السوداء !!
***************************************  

أشعر بكWhere stories live. Discover now