|الفَصلُ الثاني|

951 90 29
                                    

بَدأتْ الشَّمسُ في الظُهورِ وهي مازالَتْ جالِسَة امام لَوحَتِها تُفَكِر.

ماذا سَـتَفعَل، حَتيٰ انّها وَحيدَة تَمامًا مَنْ سَـتَسأل أو تأخُذُ بِحِكمَته.

لا أحَد يَهتَم بِشأنِها، لا أحَد يُريدُ سَعادِتَها، في بَعض الاحْيان تَسألُ نَفسَها لِماذا هي لَيس كَـبَقية الناس البؤساءَ، عِندَما يَرَوّنْ انّهم غَير مَرغوبين بِهم في الحَياة يَنتَحِرون او يَقومونْ بإيذاءِ أنفُسهِم!

لَكِنْ هي مَع مُرورِ الوَقت يَزداد حُبُها لِـذاتِها، هي تَريٰ انّها تَسْتَحِق كُل ذَلِك الحُب لِـذاتِها نَظرًا لِـتَحَمُلها كُل هذه المَواقِف والصُعوبات، هي تَريٰ انّها حَقًا عَظيمَة.

وَقَفَتْ مِنْ عَليٰ الكُرسيّ الجَالِسَة عَلَيه لِـتَتَجِه نَحو الباب وتَرتَدي مِعِطَفَها، لِـتَخرُج مِنْ المَرسَم وتُغِلقُ البابَ خَلفِها جَيّدًا.

مُتَجِهه إليٰ مَنزلِها بَعد قَضاءِ ساعات طَويلة امام لَوحةِ بَيضاءِ تُريدُ رَسم مَوضوعات جَديدَة مَوضوع يَجذِب الانتِباه.

لا لِـيصِرف مـارك نَظره عَنْ فِكرةِ طَردِها مِنْ العَمَلِ فَقط! بَل ايضًا لِـتُثبِت لِـنَفسِها انّها ناجِحَة قادِرة عَليٰ فِعل كُل شَيئ، ولَكِنْ مَع كُل ذَلِك التَفكير في طَردِها وثِقَتها التيٰ بَدأتْ في الاهتِزاز لا تأتي أية الهامات في عَقلِها لِـتَرسِم شَيئًا ما ولا حَتيٰ وَردَة صَغيرَة.

أَوقَفَتْ سَيّارَةَ أُجرَة لِـتَذهَب لأقرَبِ مَطعَم لِلأفطارِ، "أَوصِلني لأيّ مَطَعم قَريب مِنْ هُنا" قالتها بِـإبتِسامَةِ صَغيرَة رَغم الأرهاق الذي بَدأ بِـالظُهورِ عَليٰ وَجهِها بِسَبب عَدم نَومِها أمْس.

اومَأ السائِقُ بِـرأسِه دَلِيل عَليٰ المُوافَقةِ وتَحَرك بِـالسّيارَةِ لِـيصِل بِها امام مَطعَم.

"اشكُرك" قالتها وهي تُعطيه امْواله وتَنزِلُ مِنْ السّيارَةِ لِـتَدخُلُ المَطعَم وتَجلِس بَعيدًا عَنْ الناسِ مَع الموسيقَي الهادِئة.

جاءَ شابُ لِـيأخذُ طَلَبَها، وابتِسامَه مُبْهِجَة عَليٰ شَفَتيهِ جَعَلَتْها تِلقائيًا تَبْتَسِم عَليٰ ابتِسامَته، "ما هو طَلَبك انِسَتي" قالها بِـلَكنه بِريطانية.

عَليٰ عَكْسِ ماتَوقَعَتْ، تَوقَعَتْ أنْ تَسّمَع صَوت شاب عادي، لَيس بِـتِلك اللكنه والإثارَة، صَوته يَدُل عَليٰ حِدَته، ابتِسامَته لا تَدل عَليٰ أيّتْ حِدة.

"أُريدُ فَقط قَهوة" قالتها بِـأبتِسامَتِها المُعتادَةِ، ابْتَسَم لَها هو في المُقابِل ثُمّ أَومأ وَذَهَبَ.

ظَلّتْ هي تُراقِب حَركَتَه.

أُعجَبَتْ كَثيرًا بِـالبَهجَة التي يَنشُرها في المَكانِ فَـهو يَعمَل بِـنَشاطِ وَصوت قَهقَهتَه يَملأ المَكانَ ويُداعِبُ الاطفالَ والزَبائِن.

Hope. ||H.S||Where stories live. Discover now