|الفَصل الرابِع عَشر|

568 75 16
                                    

يَستَيقظ مِن النَومِ لِـيَبدأ يَوم جَديد بِـدونها، يَوم جَديد يَبدأ لِـيَكون هو بِـجَسدِ بلا رَوح.

يَقِف مِن عَليٰ السَريرِ لِـيَدخُل المَطبَخ ويَبدأ فِي صُنع قَهوة.

يَضعها عَليٰ مَكتَبِه ويَجلِس امام اوراقٍ بَيضاء، يَضع القَلم الرُصاص بَين اصابعه، يُحاول رَسم أي شَئ ولَكن كُل مُحاولاته باتت بِـالفَشلِ.

انّه يُحاول فِعل أي شَئ يُذكره بِها. قَهوة أو رَسم.

كان يَعلُم أنّ لا احَد يَدوم مَهما فَعل، ولَكِنّ لَم يَتوَقع ان الرَحيل سَيكون بِـهَذه السُرعة.

ظَهرَت فِي حياتِه لِـفَترة صَغيرة جِدًا ولَكنها حَصلت عَليٰ قَلبِه كَما لَم يَستَطِع فِعله أحَد حَتيٰ لَو بَعد مليون عَام.

دَخل زين الغُرفة، شِبه اقتَحمها، "هاري" قالها بِـإبتسامَة كَبيرة.

نَظر لَه هاري، "لَقد وَجدتُ المَشفي التي وُلِد بِها طِفلك" قالها زين بذات الابتسامَة.

لِـيَقِف هَاري مِن فَوق الكُرسي.

"انّها فتاة ولَكن لَم استَطِع التَوصل لأي عنوان" قالها زين.

تَرتَسِم ابتسامَة كَبيرة عَليٰ ثُغر هاري.

"هَل تَعتَقد اننا سَوف نَجدها؟" قالها هاري

"نَعم" قالها زين بِـحماس، فَهو اكثَر شئ يُريده، هو رؤية هاري سَعيد.

"هَل تَعتَقد انّها سَتُحبُني؟ هَل سأكون أب جَيّد؟" قالها هاري

"سَتكون افضل أب عَليٰ الاطلاق" قالها زين بإبتسامَة.

ابتَسم ابتسامَة كَبيرة، لَقد انبَعث الأمل داخله مُجددًا.

كَم يَتمنيٰ انْ تَكون بِـجانبه فِي هَذه اللحظة لِـيُشاركها لَحظات سعادته، فِي لَحظات السعادة تُشاركها مَع مَن تُحبه، فِي لَحظات الحُزن لا تَجد بِجانبك إلّا مَن يُحبُك.

يَظل يَتذكرها لِـساعات وساعات، يَتذَكر الوَشم الذي رأه فِي مَرات عَديدة.

يَلتَقِط المِعطَف ويَرتَديه، ويُلقي السَلام عَليٰ زين.

‏علىٰ سَبيل المفارَقات:
‏احبَني مَن لسُت لَه، واحبَبت مَن لَيس لي.
هَذا ما كَان يَدور فِي عَقله.

********

‏َ
‏تعوَّد أن لا تتعوّد.
‏لا تعتاد شَيئًا أو أحدًا أو مَكانًا أو صَوتًا أو حَديثًا لكي لا تَتألم عِندما تُغادرك الأشياء ويَتخلىٰ عَنك الأشخاص وتَتغيّر الأماكِن، لا تَتعوّد لكي لا تُغتال فِي عُمقِ روُحك.

نَظرَت إليٰ والدتِها النائمة عَليٰ كَتفِها بَعد سَاعات وسَاعات مِن الحَديث، تُفكِر فِي ابيها كَرهته اكثَر مِن ذي قَبل.

تُفكر فِي هاري الذي تَعتقَد انّها ظَلمته بِـدخولِها حَياته.

تُفكِر فِي الفتاة التي اعتَبرتها شَقيقتها مُنذُ الصِغر وفَجأه بدون أيت مُقدمات، رَفض والدها ان تَراها مُجددًا بِـدون سَبب مُقنع.

كانت حَياتها هادئة نَوعًا ما، نَعم كانت بائسة، ولَكن هادئة، بِـدون هَذه الالغاز.

تَقِف بِهدوءِ لِكَي لا تُسَبب الازعاج لِـوالدتِها.

تَمِسك بِـهاتفها لِـتَبعَث رِسالة ما إلي هَاري.

لِـيُجيب عَليها مُباشرةً كأنه كان ينتَظِر هَذه الرِسالة.

تَخرُج مِن المَشفي لِـتَقف فِي المَكانِ المُتَفق عَليه.

لِـتَجدَه بِالفِعل، ماهَذه اللهفة.

"مَرحبًا" قالتها لِـتَجلِس عَليٰ الرمالِ، امام البَحر، هَذا المَكان الذي اختارته هي.

"اخبرتيني انّك تُريدين مُقابلتي، هَل كُل شَئ بِـخَير" قالها وهو يَتفَحص وَجهها.

"كُنت أُريد مُشاركتك شَئ اسعَدني كَثيرًا" قالتها هي بِـإبتسامَة، تُشارك سُعادتَك مَع مَن تُحبه.

"مِن عَشرة سَنوات ظَننتُ انّ والدتي قَد تُوفيت، ولَكن وَجدتها عَليٰ قيد الحياة امس" قالتها ثُم اكمَلت، لَقد حَكت لَه قِصتها كَاملة، رُبما يُوجَد ما لَم تَحكيه لِـزين وقَد اخبَرته لِهاري، انّها تَضعَف امام مُقلتيه.

وهو فَقط يُراقبها.

‏غالِبًا تَكون المُراقبَة "إشتياق" مِن نَوعٍ فاخِر.

"كُنت اعتَقد انّي اعرِفكِ عَن ظَهرِ قَلب" قالها هاري بلا ملامِح.

"انتَ تَعرُفي جَيّدًا" قالتها وهي تَضع يَديها فَوق يَده.

يَنظُر إليٰ يَديهما المُتشابكين.

لِـيَبدأ قَلبه بِـسِمفونية رائعة.

‏الحُرية هي أنْ تَكون مَشاعِرك مِلكك أنت فَقط.
لَكنهما لَم يَحصُلا عَليٰ الحُرية يَومًا ما مُنذُ التقائهما سَويًا.

"كُنت أُريد اخباركِ انّي عَلمتُ انّها فَتاة، اعتَقد انّي سأجد طِفلتي قَريبًا" قالها وعينيه لَم تَتحرك مِن عَليٰ يَديهم المُتشابكَة.

"سَتكون أب رائع" قالتها بِـحَماسِ.

"انا أُحبُك" قالتها فجأةً.

**********

حين كانت الحَياة لا تُعطيني السَلام، قلبُك كان يَفعل.
*********
انت دائمًا تَستَحِق الافضَل❤.

Hope. ||H.S||Where stories live. Discover now