|الفَصل الحادي عَشر|

603 73 12
                                    

فَزعَت بِشدة مِن ما رأته لِـتَلقيٰ الهاتِف ارضًا بِـفَزع، شَعُرَت بِـتَوَقُف العالَم، كُل ما كانَت تَعيش بِه كَان ما هو الّا كَذِب.

كانَت تَعتَقِد انّها سَتنهار، سَتَبكي، سَتَصرُخ، لَكنّها تَنظُر إليٰ الصورة بِـهدوءٍ تام.

تُنظُر إليٰ لَوحَةٍ ما لِـهاري، كَم تَتَمنيٰ وجودَه الآن.

تَلقي بِـجَسدِها فَوق الأريكَة غَير راغِبة بِالرَسمِ اليَوم.

تَهرَبت مِن تَفكيرِها واضطرابات عَقلِها بِـالنَومِ، نامَت نَومًا عَميقًا.

*********

‏عَلىٰ مَدارِ المَرات التي عَقدتُ مَع نَفسي وعود لِـ الوصولِ لِـ المُبتَغى، كُل هَذه المَرات التي تَحلَيتُ بِالصبرِ، وتَصنَعته، خُلِق بِـداخِلي مَناعَة قَوية، لا تُصارِع الواقِع، ولا تَتدَخل فِي شِباك مَع مَن يُقابِلها، فالرضا اسوارِها العَتيقَة، والهدوء مَنبَعها.

**********

صَوت طَرق الباب ايقَظها مِن سَباتِ عَميق.

تَنهَض مِن عَليٰ الاريكَة بِـتَكاسُلِ كَبير، غَير عابئة لِـشئ، تَفتَح الباب لِـيُقابلها هاري المُندَهش.

"كُل هَذا الطَرق وانتِ فَقط نائمة، هُـوب، انا اطرُق الباب مِن ما يَقرُب عِن عَشرة دقائق" قالها هاري وهو يَتفَحصها بِـعينيه، فَـشكلها لا يَبدو مُريحًا بِـالنسبة لَه، وَضع يديه عَليٰ جَبينِها.

"هَل انتِ بِـخَير؟ هَل حَدثَ شَئ آخَر" قالها هو.

"انا بِـخَير لا تَقلَق، هيّا لِـنَذهَب". قالتها وهي تأخُذ حَقيبتها.ا

ومأ هو ونَزل قَبلها، خَرج لَهم زين مِن نافذِة السيّارة.

"لا تأخير" قالها بِـأبتسامَة لِـيُعطيه هاري نَظرة تَصمتَه.

يَركَب هاري بِـالكرسي الذي بِـجانب السائق بينما هُـوب تَجلِس عَليٰ الاريكَة الخَلفية.

"كَان يَجدُر بِكِ احضار المِعطَف لا نَعلَم رُبما نتأخر" قالها هاري وهو يَنظُر لها عَبر المرآة.

"لا يُهم انا بِـخَير لا تَقلَق" قالتها وهي عيناها مُثَبتة عَليٰ الصورةِ التي رُسِلَت لَها.

حَرك هَاري رأسه بِـقلةِ حيلة.


‏هَل شَعرتُ يَومًا بأنّك تَسقُط فِي عُمقِ صَمتَك بِـحيثُ لا يُمكنَك البُكاء ولا الرَسم ولا التَحدُث إليٰ الآخرين فَقط كُل ما تُريدَه البَقاء وَحدَك؟

Hope. ||H.S||Where stories live. Discover now