فَصل إضافي

511 63 51
                                    

-بَعد مُرور سَبع سَنوات-

"أنتِ الّتي دَق قَلبي أول دَقة لها أنتِ أجمَل مِن أن تَكونِ مُجرد أُمي، أنتِ صَديقتي وحَبيبتي وشَقيقتي، أنتِ حياتي" قالها وهو يَضمُ والِدته،

وَقعت عَينَيّ هُوب عَلى آخِر فَقرة فِي أَول رواية نَشرها هَاري لِتَبتَسِم وكأنّها تَقرأ لأول مَرة، لَيس وأنَّ هَذه المَرة الثالثة بَعد العشرون الّتي تَقرأ بِها هَذا الكِتاب.

رُبما هُوب هي أكثَر قَارئة تَعلَم مَدىٰ عَظمة هَذه الرواية والمَشاعر المُدثرة دَاخِلها، تَعلَم مَدى حُب هاري لِزين، تَعلم الكَثير عَن حُلمِ زين الّذي حَققه هاري لَه فِي هَذا الكِتابُ.

"أُمي، أين هاري؟" قالتها ويندسور وهي تَركُض تِجاة هُوب القَابِعة فَوق الأريكة.

"لَقد أخبرتك عَديدًا أنَّ إسمه أبي، لا هاري" قالت هُوب بِنَبرة حادة قَليلًا فَهي تُريد مِن إبنتها أنْ تَحترم والِدها.

"هاري أخبرني ألّا أقول لَه أبي" قالت ويندسور مِن بَين عِبراتها الرقيقة العالِقة داخِل مُقلتيها جَراء صَوت هُوب الحاد.

كَانت هُوب سَتَتحدث لَولا دخول هَاري الغُرفة لِتَركُض ويندسور نَاحيته وتَتشَبث بِساقيه لِيَحملها بَين ذراعيه وتَضع رأسها فَوق كَتفيه.

"لَقد أخبرتُكِ عَديدًا يا هوب ألّا تُحزني صَغيرتي" قالها هاري وهو يَبعث بِخصلات الصَغيرة المُماثِلة لِخُصلاته تَمامًا.

لِتُدحرج هُوب مُقلتيها جَراء تَعامُل هاري مَع إبنته، فَهو هَكذا يَجعلها مُدللة كَثيرًا.

يُقهقه هَاري بِصوت مُنخفض.

"كَم أنتِ جَميلة كَإسمك تَمامًا" قال هاري عِندما رَفعت ويندسور رأسها قَليلًا لِتُنظُر لَه ريثما يَمسح عبراتَها الساقِطة عَلى وجنتيها.

"ماهي ويندسور؟" سَألت ويندسور.

"هِي إسم البلد الّتي وُلدتي بِها، هي بَلد جَميلة لِلغاية في إنجلترا" أخبرها لِتَبتَسم وتَظهر أسنانها الصَغيرة غَير الموجودة.

"سأذهب لِلعب قَليلًا" قالتها الصغيرة وهي تَركُض إتجاه غُرفتها.

لِيَذهب هاري تِجاه هُوب ويَتخذ مَقبعًا بِجانبها ريثما هي تَنظُر لَه نَظرة غَاضبة، سُرعان مَا قهقهت عِندما قَام بِتَعبير مُضحك بِوجهه.

"‏أنتِ جميلة جدًا، عليكِ أنْ تُدركي أنكِ مُهددة بأنْ تتحولين إلى وردة، في أيّ لحظة" قالها لِتَبتسم وتَضع رأسها فَوق صَدره.

"يا كاتبي لَيس أنتَ فَقط مَن تَستطيع المُغازلة، فَالنظر لِعينيك يأسُرني دَهرًا مَديدًا" قالت.

"عَينيك الّتي خَضع الليل مِن اجلِها، عينيك الًتي تُنير النُجوم تَحية لَها" أجابها.

"انت تُنير قَلبي كبَريق نجم يَلمع فِي سَماءٍ مُظلمة" قالت.

"هَل أنتُم فِي حَرب الكَلمات اللطيفة؟" قال زين لِينظُر هاري لَه بِصدمة فَهو لَم يتَذكر أنَّ زين قَد أتىٰ.

"أنا مازلتُ أملك مُفتاح للمنزل" قهقه.

"كان يَجب أنْ آخُذه" تمتم هاري لِتُقهقه هُوب.

"سَأمرح مَع ويندسور قَليلًا" قال زين لِيدلف إلى غُرفةِ الصَغيرة سَريعًا.

"كَم أُحبهُ" تَمتمت هُوب لِيَعقد هاري حاجبيه ويَنفث الهَواء مِن بَين شفتيه بِشدّة دَليلًا عَلى غَضبه المُحبب لَها..الغَضب الناتِج عَن الغيرة.

"أنتِ لا تُحبين أحدًا سواي" تحاذق هاري لِتُقهقه هُوب.

"أُحبهُ كأخي يا هاري" قالت هُوب وهي تَميل رأسها نَحوه قَليلًا مِمَّ يَجعلها أكثَر لطَافة.

" لا تُحبين أحدًا كَأي شَيء، يَكفيني ويندسور، أحيانًا أشعُر أنّي أُريدُ قتلُها" قال.

"هَذه فتاتُك يا أبلة" قَهقهت هُوب عَلى غيرتِه المُفرطة فَهو أحيانًا ما يَحزن مِن ويندسور عِندما تَأخُذ مَكانه الّذي هو عِناق هُوب.

"إنّها تأخُذك مِني" قال هاري، تَشعر وكأنّها لَديها طِفلان لَيس طفلة واحدة.

"أنتَ مَن طَلبت طِفل" تمتمت.

"هَذا أفضَل قرار فِي حياتي" قالها، نَعم هو يَشعُر بالغِيرة ولَكِن هَذه ويندسور، مَن مَلأت حياتهم، مَن تَربطهم حَتى الآن، مَن تَجعلهم يَتحملون الصِعاب بِنَفس هَادئة وصافية.

"هَل يُوجَد فِي قَلبِكِ ما يَكفي لِأتخذه مَلجأ ومأوى؟" سَأل.

"لا يُوجد، فَقلبي مُصمت بِحبي لَكَ" أجابت.

Hope. ||H.S||Where stories live. Discover now