الفصل الثالث

22K 382 7
                                    

__يا ابوي انت لازمن تشوفلنا صرفه في بت ابنك دي..... دي خلاص خلت عجلنا هيتج .
صدح صوت عبدالله الجبالي بهذه الكلمات الغاضبه بينما الشرر يتطاير من عينيه الغاضبتين وهو ينظر الي والده الي يترأس المجلس كالمعتاد ....... كانت زوجته (جميلة ) تجلس بجواره بينما يعلوا ثغرها ابتسامة شامته سرعان ما اخفتها وادعت الحزن بينما عينها تشتعل خبثا ومكرا ......
بينما في الجهة الأخري يجلس شقيقه عبد الرحمن وبجواره زوجته(مهرة) التي تلتمع عيناها بالشماته والحقد بينما بجوارها يجلس ابنها الكبير خالد الغاضب والمغتاظ بشده وبجواره زوجته (زينب) المتضايقه هي الأخري وعي ساقيها يجلي ابنها الصغير (يوسف) ذي الثلاث سنوات ..... كانت مها وشقيقها الأخر مروان يجلسان بجوار جدها يستمعون الي غضب عمهم بينما كل منهم يعلم ان جميلة هي من اشعلت نار كرهه وحقده علي ابنة اخيه ....... .
ورغم علم مها ان والدتها نفسها لاتحب شمس بل وتكرهها ايضا الا انها تعلم ان والدها لن يسمح لوالدتها بأذيتها..... وايضا..... شقيقها خالد لن يسمح ابدا... فخالد هو شقيق شمس في الرضاعه حيث كان لشمس اخ في عمره ولكن الله توفاه منذ عدة سنوات......وخالد منذ ذالك الحين قد عين نفسه اخ وحامي لشقيقته الحبيبة شمس....
تبادلت الأنظار مع خالد الذي كان يغلي غضبا وغيظا من عمه وزوجته لكنه لم يتكلم احتراما لجده ......
سمعت صوت جدها كبير العائله بهدوء وهو ينظر لهم بنظرات جامده : عملت ايه اياك يا عبد الله.
قال عبد الله بصوت منخفض قليلا احتراما لوالده : يا ابوي بجالها شهر ماريداش تنزل تاكل معانا او تتحدتت مع اي حد ولما صعبت علي جميله مرتي طلعت تناديها بشويش وتطيب خطرها عشان تاجي تاكل جامت هبت فيها وجلت جدبها علي مرت عمها.
قال كبير بهدوء : الكلام ده حصل يا جميله.
ردت تلك السيده ذات القوام الممشوق والجمال الرباني بعينيها الزرقاوتان ونبرات صوتها الناعمه ذات دلال طبيعي...: _ والله يا حج اني كنت طالعه اطيب خاطرها وجولت البت يا حبة عيني مبجلهاش غيرنا بعد متيتمت وامها الله يحرجها مطرح مراحت هربت فرحت اجيبها تتونس بينا بدل الحبسه السودة دي ...لكن اول مدخلت دوارها هبت فيه كدهون كيف وابور الجاز وطردتني من الدوار بتاعها.
قالت مهرة بنبرة بريئه بينما هي لا تمت للبرائة بصلة .....: والله يا كبير البت دي مهتعرفش للأدب مطرح .....كل محد يجولها كلمه ترد بعشره....حتي مها بتي مبجيتش تكلمها....
قالت مها بغيظ ردا علي والدتها ودفاعا عن صديقتها وشقيقتها التي لم تلدها والدتها : مين جال اكده يا اماي ..... دا اني وشمس كيف القشطة علي العسل وحتي خالد بياجي يجعد معانا.

رد جدها ببتسامة وهو ينقل انظاره بين خالد ومها الوحيدين اللذان يحبانها ويتمنيان الخير لها..... :_ اني عارف يا مها.......شمس كيف اختك وميرضيش ربنا تفترجوا وخالد اخوها شرعا وهو سندها من بعدي .....
ردت تلك الفتاه ذات الشعر العسلي الطويل جميلة الملامح ببتسامة سعاده : لاه يا جدي شمس مش كيف اختي شمس اختي بحح وحجيجي ....
ابتسم لها جدها ثم قال : _ ناديها ...... روحي نادي اختك يامها ....نادي شمس الجبالي........
نظر الي الجميع بتحدي ان يقولوا غير ذالك بينما ابتسم خالد بسعاده وهو ينظر الي جده الذي بادله الابتسام....
ركضت مها متجهة الي خارج المجلس لتنادي علي شمس.......
بعد لحظات قليله طلت شمس عليهم جميعا ليشهق الجميع بصدمه........
بعد لحظات قليله طلت شمس عليهم جميعا ليشهق الجميع بصدمه وقد رأو شعرها الطويل الذي كان جميع اهل القرية يحسدونها عليه اصبح قصييير جدا و صمت الجميع ينظرون اليها بذهول ....
اول من قطع الصمت كان كبير العائله وهو يحدثها بصوته الهادء الحكيم..
__ اجعدي يا شمس .
ردت بحترام لا تظهره لسواه......
__ اوامرك يا جدي.
كان صوتها باردا قاسيا لا يليق بطفله..... بل لا يليق بأنثي من الأساس....نظر اليها الجد يتفحصها تلك الصغيرة التي كانت قبل شهر وبضعة ايام فتاه هادئة رقيقه ومرحه والأن تحولت الي تمثال من الرخام نظراتها باردة خاويه وعيونها باهته ووجهها ذا السمرة الذهبيه الجميلة شاحب بشده وشعرها...اه من شعرها الذي كان اسود كاليل طويل كالشلال تتمناه جميع فتيات البلد للونه الأسود اللامع ونعومته الحريريه وطوله الذي يتخطي خصرها الذي اصبح الأن لا يتخطي اذنيها........ لكنه تجاهل كل ذالك فما رأته هذه الفتاه لا يتحمله اعتي الرجال فماذا عن طفلة لم تتعدي الخامسه عشر من عمرها قال لها بلطف وهو يربط علي كفها ....
__ جالولي زعجتي لمرت عمك لما جات تناديكي عشان الوكل.
نظرت شمس الي جميله بنظرة بارده كالجليد وهي ترفع احد حاجبيها بتحدي ساخر جعل جميلة تنتفض داخليا داعية الله ان يقيها شر ما قد تفعله شمس بها... وصدق حدثها حينما سمعت شمس تحدث جدها بينما نظراتها الباردة ثابتة علي وجه جميله وهمسها ذا الفحيح الغاضب اضرم النيران في قلب جميلة خيفة مما هو قادم علي يدي تلك الطفله : انا مطلبتش وكل من حد يا جدي........اني اجدر اخدم نفسي بنفسي....... ولما حد يجي يناديني علي الوكل مرة تانيه يا جدي يا ريت ميبجاش يناديني يا بت المصراويه...... انا ليا اسم اتنادي بيه .
نظر الجد بنظرات حارقه لجميله التي ارتعش ثائر جسدها خوفا بينما نكست رأسها خجلا..... فهي لم تتوقع ان تكون شمس بتلك الجرئة التي تخبرهم فيها بما حدث..... وبأن تنطق بذالك اللقب الذي حرمت علي الجميع قوله.... سمعت صوت الجد الغاضب الذي هتف بها بحده : ...الكلام ديه صوح يا جميله يا بنت عشمان الجبالي .
ردت جميله بتلعثم وقد امتقع وجهها...: انا..انا مكنتش اج....
قاطعها الجد بغضب :_ بس حديت ماسخ يا مرة والدي ...اول واخر مرة تجولي فيها اكده يا بنت عشمان ....وديه الي جدامك دي اسمها شمس.....شمس الجبالي الي بيمشي في دمها دم الجبالي الي هي تاج علي راس الكل .........اكتر من اي حدا منيكم فاهمين.....وانت يا زينة رجالة العيلة متبجاش تتحمج علي مرتك اوي اكده غير لما تعرف الحج فين فاهم ولا لاه .
رد عبد الرحمان وهو مطأطأ الرأس بخجل من والده __ فاهم يا ابوي فاهم...
ولكن ما لبث ان نظر الي زوجته بغضب.
الا انها نظرت اليه بحزن ومسكنه هدإت من غضبه عليها..... بينما قال عبد الرحمن الابن الاكبر من عبد الله بغضب: بس ديه ميمنعش انك مجلعها يا ابوي.... ما يصحش انها تعمل اكده وتجفل علي نفسيها باب دوارها لا وكل ولا شرب ولا حتي بتشج علينا كأنها مطيجاناش .
ردت بهدوء بارد : معاش ولا كان يا عمي الي يجول اكده ......بس معوزاش ...... مليش نفس والوكل والشرب مهواش بالعافية يا عمي.......استسمحك بجي يا جدي....انا طالعه علي دواري تعبانه وعاوزه انام وعشان الوكل...
قاطعها الكبير بهدوء ونبرة حانيه...
__ هتنزلي تاكلي ويانا يا شمس الجبالي.
اجابته كما العادة بحترام واستسلام : هنزل يا جدي....هنزل.
تركتهم وخرجت بخطواتها القويه والكل يحدق بها بدهشه ثم الي الجد الذي يتابعها ببتسامه....
بينما تبعتها مها حتي وصلتا الي غرفتها ......
قالت مها بغضب : جوليلي بجي يا ست شمس ايه الي عملتيه في نفسك ده ..... تجصي ضفايرك..... اتجننتي اياك.
تمددت شمس علي فراشها ثم ردت بهدوء : لاه متجننتش يا بت عمي..... اني عجبني شكلي اكده...... ويلا بره اني عاوزه انام .
قالت مها بغيظ : اولعي بجاز يا شمس.
خرجت مها تاركتا شمس نائمة علي فراشها بينما ذكريات ناعمة من طفولتها تترائى امام انظارها...
والدتها الجميلة ذات الشعر الأسود القصير والعيون الخضراء القططية.......
صرخ قلبها بعنف انها اشتاقت لها....
لوالدتها.....
سالت دموعها علي خديها حتي غفت وذهبت في سبات عميق.
*****************
دقات علي باب غرفتها ايقظتها من شرودها وجعلت الغضب يتسلل الي نفسها التي اصبحت تميل الي الوحدة والإنطواء........
لتقسم داخلها انها اذا كانت جميلة تلك المستفزة الحقيره التي تأتي كل يوم منذ وفاة والدها لتستفزها بعدة كلمات خرقاء لا تلاقي صدي داخل روحها التي اصبحت باردة باهته.....
لتقتلها حقا تلك المره ولن تسمح لها بتعكير مزاجها الذي لم تصدق انه اعتدل......
وان كانت الطارقة هي تلك الحية التي تدعي مهرة والتي لا تطيقها من قريب او من بعيد ستنهال عليها بوابل من الشتائم والإهانات حتي تحرم مجرد التفكير في المرور امام غرفتها......
وان كانت زينب زوجة شقيقها خالد تلك الحنون الرقيقه ستطردها ايضا وتقول لها انها غير مرحب بها هنا ابدااااا فهي لا خلق لها لسماع كلمات الحزن علي حالها و المواساة والعطف والشفقه التي تكرهها كما لم تكره شيء من قبل........
اما اذا كانت مها.... (فيويلها وسواد ليليها ان شاء الله)....
فهي سترميها من نافذة غرفتها بكل رحابة صدر لأنها المرة المئة لهذا اليوم الذي تأتي فيه مها لتلح عليها للخروج معها الي الحديقة الا انها ترفض كل مرة وتطردها كما العادة.......
لماذا لا يفهم الجميع انها تريد بعض الوحده ....
تريد بعض الوقت لنفسها.......
قامت بكسل لتفتح الباب .....
الا انها ما ان فتح الباب الذي كانت توصده حتي لا تدخل مها كما (القدر المستعجل)......
رأت في وجهها جدها الحبيب يقابلها ببتسامة حنونه....
لتعتدل باحترام وهي تميل علي كفه مقبلة اياه ثم قالت بصوتها البارد الخاوي ..: اتفضل يا جدي...
قال الجد بحنان وهو يدخل الي غرفتها : يذيد فضلك يا بت ابني الغاليه ...... كيف احوالك....
جلس علي مقعد صغير موضوع في طرف الغرفه بينما جلست هي علي الأرض بجوار قدميه تسند رأسها علي فخذه ثم ردت علي جدها بحب : الحمد لله يا جدي اني بخير طول ما انت بخير.
ابتسم لها بحنان ثم ملس علي حجابها المهمل الموضوع علي نصف شعرها ثم ربت علي رأسها بحنان ونظر الي عينيها الباهته ليقول....: بدي اتحدت مع شمس.
اعتدلت في جلستها لتقول : أامر يا جدي.
عاد يبتسم لها وهو يقول : _ الأمر لله يا بتي ....انا جاي اجولك انا عاوز اتحددت مع شمس ........مش مع شمس الجبالي ....شمس بت ابني الصغيره الي لحد جبل كام شهر كانت بتنط تحضني زي الجرد وتتعلج فيا منين ما تشوفني .
طاف شبح ابتسامه علي شفتيها النديتين لجمال الذكري الا انها مالبست ان عادت لجمودها وهي تقول....
__ ماتت يا جدي.....ماتت يوم ماشافت ابوها مجتول جدام عنيها ....يمكن جبل شهر كانت شمس بت ابنك الصغيره يا جدي بس دلوك مبجتش صدجني بجتش عارفه انا مين ....... بس الي اعرفو اني منوياش ارجع شمس الجديمه تاني .......وانت عارف ليه يا جدي .........انت اكتر واحد عارف ليه ......
__ يبجي مليش حديت معاكي يا بت الجبالي مليش حديت واصل يا شمس بس اعرفي يا بت الجبالي انك بت ابني وهدنك بت ابني لو انطبجت السما علي الإرض حتي لو انتي مريداش .
ضرب بعصاه الأرض بقوة ثم خرج وهو يقسم ان تلك الفتاه هي ابنة الجبالي بحق لا بل ابنة الجبل نفسه.....
بصلابتها وعنادها وصلابة رأسها....
هي
................شمس الجبل..............
/////////////////////////////////////////////////////////////
__ جدي...الحج يا جدي....الحج يا ابوي.
وقف كبير العائلة هو وابنه الأوسط عبد الرحمن وهم ينظرون الي مروان ابن التاسعة عشر وهو يركض اليهم وملامح الفزع بادية عليه...
هتف الكبير بحدة...
___ فيك ايه يا ابن عبد الرحمن ......انطج يا بجم متجفش كيف اللوح اكده .
تنفس مروان بعنف وهو يحاول الكلام بسرعة .....
___ رهوان يا جدي....الفرس الي لساتو جديد و لسه متروض هاج من جديد .... وهرب ملجيناهوش في الاسطبل كلياتوا ....وعوضين بيجول انو اخر مره شافو كان من نص ساعه لما كان ابويا بيحاول يركبوا ولما هاج عوضين خاف منيه وراح يجيب الحجنه الي جال عليها الداكتور.... علي مرجع ملجاهوش موجود وباب الكبينه مكسور.
هتف الكبير برعب...
__ استر يا رب...دا فرس لسه متورض يعني هوجته شينة ويمكن يكون كسر باب الكبينه ورمح بعيد ........ دا ممكن يطيح في الناس والعيال الصغيرين ........استر يا رب .
قال عبد الرحمن برعب هو الاخر....
__ هنتصرفوا اذاي يا ابوي.....
__ اتصل بعبد الله اخوك وابنوا وخالد وخليهم ياجو ....واتصل بالغفير والي معاهم خليهم يدورو عليه في البلد واني هتصل بجابر..... محدش هيحلها غير جابر ....استر يا رب استر.
اتصل عبد الرحمن بشقيقه وابنه ليأتوا علي وجه السرعه...
دخل كلا من عبد الله و خالد كالعاصفه...
__ ابوي حوصل ايه طمنوني....
نطقها كلاهما في نفس واحد ليقول والدهك باختصار.
__ رهوان هاج وهرب ومحناش خابرين فين اراضيه.
__ يا ما جولتلك يا عبد الرحمن بلاش الفرس دِه دا فرس هايج بلاش نجيبه تجول دا فرس جوي وحمال اسيه وهينفعنا.
__ خلاص يا عبد الله ادعي ربنا ربنا يستر وانا هبيعو بس علي الله ميكونش اذي حد.
رن هاتف عبد الرحمن ليجده الغفير....
__ دا الغفير يا ابوي.....يمكن يكون عرفو يجيبوه.
رد بسرعه واستمع الي المتحدث لدقائق ثم اغلق وهو يزفر بحق بينما وجهه متجهم .
مما جعل القلق يستعمر قلوبهم ليهتف الكبير بعبد الرحمن قائلا ....
__ ها يا ولدي الغفير جالك ايه .
__ جالي ملوش أثر في البلد كلياتها وجال انو شافو فرس اسود يشبهو من ساعتين وشويه بس في حد راكبو وخد ناحة الجبل.
هتف عبد الله ....
__ دا تلجيه واحد من المطاريد ما انت عارف انهم هما بس الي بيرحو نواحي الجبل ...وكمان الفرس بتاعنا مهواش موجود من ساعه واحده.
قال خالد..
__ طيب هنعمل ايه يا ابوي..
__مخابرش يا ولدي....خليها علي الله واول ماحد هيشوفو هيخبرنا طوالي.......ولو مجاش يبجي خد الشر وراح........ندعي بس ما يطيحش في الناس ولا يرمح في اراضي حد...... بس اني هعمل اخر محاوله وربنا ميخيبناش.
************
__ اهدي....اهدي انت زي خسرت كل حاجه ....انت مش وحش...... انت بس تعبان زي مش كدا حرموك من الي بتحبهم مش كدا....وانا كمان......انت عاوز تبجي حر....ترمح مطرح ما انت عاوز......مانتاش بتحب السجن......وانا كمان اكده معاوزاش اتسجن وسطيهم ......عاوزه اكون حره......عاوزه اكون لوحدي .
هكذا همست لذالك الحصان برقة وهي تلمس جيده الناعم وشعره الطويل الأسود كالون شعرها الأسود القصير الذي يصل لما بعد اذنيها والذيتدلي علي جانب وجهها الأيمن بنعومه مظهرا من الجهة اليسري اذنها المزينة بقرط دائري جميل ذاد من جمال جيدها الطويل البراق ......
ما ان انهت كلماتها حتي رفعت وجهها تنظر الي ذالك الجواد الأدهم القوي الذي يقف بعزه......
يا الله كم يشبهها ذالك الفرس القوي .... بعينيه المائلة للون البني الفاتح مقتربا من اللون الذهبي لون عينيها هي..... وشعره الأسود كجناح غراب كشعرها الحريري الذي كان يوما يصل لما بعد خصرها طولا......
عادت بنظراتها الي عينيه التي تمتلئان قوة وعزما وعزه وتحدي........ وتمرد.... مثلها تماما ....
عادت تهمس بصوت خفيض في اذنيه.
_ انت تشبهني جوي...... الي يشوفك يخاف منيك..... يفكر انك قوي انك قاسي بس مفيش حد عارف...... عارف انك خايف ..... خايف جوي..... مش اكده.
لينفر جوادها القوي ويزمجر بصهيل عالي كأنه يوافقها الرأي ويري اوجه تشابههم حتي في وجهات النظر ....
عادت تنظر اليه مغتصبة ابتسامه باهته بينما اصابعها تداعب خصلاته الناعمه.
عادت بذاكرتها الي ساعتين ماضيتين عندما خرجت من غرفتها الي الحديقه لأول مره منذ شهران وحدها لتتمشي قليلا فالأحزان لن تجلب لها شيئ ومرت من امام الاسطبلات الكبيره التي يملكها جدها فهو يتاجر بالجياد القويه هو وعمها جابر....لتري امامها رهوان ذالك الفرس الذي اتي به عمها عبد الرحمن منذ اسبوع واحد وتم ترويضه امس فقط ... كان فرس ادهم اسود اللون بشعر طويل وعيون واسعه لامعه بتمرد وتحدي وحزن كالذي يملئ عينيها.....
لم تكن يوما ممن يهوون الجواد بل انها كانت ترهبهم ولم تركبهم الا فترة قصير في حياة والدها....
ولكنها شعرت انها ولأول مره مهتمه بفرس حين رأت حالته التي تشبهها فهو بركان من الغضب والقوه والتحدي والنفور .......
بركان من البأس والجلد والقدرة .......
بركان من اليأس والألم والحزن مثلها .......
مثلها تماما....
اخذت تنظر اليه وقد لمعت عيناها بتحدي وتمرد......لتدخل الي الاسطبل وتكسر الكبينه بحجر ضخم وبتهور ليس له مثيل واسرعت تدخل اليه قبل ان يأتي عوضين لتقترب منه وقد ارهبها عنفوانه للحظه ولكن ما لبثت ان تشجعت وتقدمت بثقه وعنفوان وتهور بحت فذالك الغاضب ما كان ليتوانا عن قتلها الا انها لم تعد تهتم.....
ابدا لم تعد تهتم.....

شمس... (((((( مكتملة)))))) Where stories live. Discover now