الفصل الرابع

16.4K 253 3
                                    

صرخت بصوت مكتوم وهي تشعر  بمن يدفعها بقوة عن صهوة جوادها لتسقط متدحرجة علي الرمال الناعمه التي امتصت اكبر قدر من الصدمه لهذا لم تشعر بكثير من الألم  ....
سمعت صوت صهيل فرسها ليقطع صوت السكون المحيط بهم و شعرت  بمن يوقفها غصبا ويلوي زراعيها للخلف وهو يقف خلفها شعرت برأسها ترطتم بشيئ صلب قاسي ابتلعت ريقها مرة اخري وقالت بخفوت لا يكاد يسمع...
__ انا جايه...جايه بحماية اسود الجبل .
انطلقت ضحكة رجوليه ساخره لتصم اذنيها الناعمتين وتسرق نبضة قوية من خافقها لم تعرف هل هي نبضة خوف ام شيء اخر لم تعرف له تفسير...
عاد ذالك الصوت الرجولي يصدح بجوار اذنيها قائلا بسخريه....
__ صبية..... ايش جابك اهنه في الوجت ديه يا بنية..... وكيف انتي في حماية اسود الجبل.
تنفست بعمق ثم قالت في محاوله لإظهار الشجاعه
__ اترك يدي وانا هجولك.
تركها تفلت من بين اصابعه لتفرك يدها برفق  مكان قبضته القويه التي تركت اثرا علي بشرتها الحساسة لكنها لم تبالي ..... استدارت تواجهه لتري وجهه علي ضوء الفجر الذي غمر تلك البقعه كان شاب اسمر في منتصف العشرينات رفعت نظرها اليه لتستطيع رؤية وجهه .......
طوال عمرها تعتقد انها  طويلة القامة كما كان والدها ولكن الان فقط علمت كم هي قصيييره وصغيرة  للغاية امام هذا العملاق الذي امامها  .......
نظرت الي وجهه الاسمر الرجولي حاجبان كثيفين وعيون سوداء نافذه كالصقر وانف حاد كالسيف وشفتين مذمومتين بسخريه تعرفها جيدا .....
ابتلعت ريقها بخوف وهي تشهق بخفة......
لقد انتهت مؤكدا.....
عادت خطوة الي الخلف وهي تراه يرفع انامله تجاه وجهها لتبعد وجهها لا اراديا منها بخوف قد لمع بعينيها لأول مرة ......
مما خطف انظاره لتتعلق نظراته السوداء العميقه بعينيها العسليتين الجذابتين....
ظل كل منهما ينظر  في عيني الأخر لفتر لم يحسبها كلاهما حتي خجلت هي وتورد خديها لسبب لم تعرفه لتقطع ذالك الرابط الخفي الذي ربط بين نظراتهما مخفضة وجهها للأسفل....
تنفس بعمق محاولا لم شتات نفسه ليكسر سحر اللحظه   ليبتسم بسخريه مصطنعه وهو ينظر اليها قائلا بصوت خشن ...
__ ايه الي جابك هنا يا صبية وجاية ليه...
__ ملكش صالح عاد....
نظر اليها بغضب وهو يشعر ان هذا الصوت مألوف لديه.....
__اعدلي خشمك احسنلك..... هاتجولي انتي مين ولا اعرف اني.....
لم يمهلها لتفكر بل عادت انامله لتمتد مقتربة من وجهها ليفك طرف الشال ليظهر وجهها الجميل الذي سرق انفاسه بغير مبرر ....
لامست انامله وجهها ليرفعه ليصبح وجهها امامه يتأملها براحه....
وجه دائري حنطي بلون ساحر...... حاجبان رفيعين مقوسين كهلالين جميليه.......
انف صغير دائري بعض الشيء بشامة صغيرة اسفله... 
وجنتين محمرتين بخجل ساحر ...... شفتين ورديتين افقداه صوابه  صغيرتين دائريتين بمتلاء طفولي مغري  ...
تعالي صوته المذهول كزمجرة غاضبة...
:- شمس.....
ارتجفت بخوف وهي تراه ينظر اليها بغضب.....
__  انا جولت اكده .....والله ما فيه غيرك يعمل العمله المهببة دي ...ايه الي جابك السعادي  اهنه يا بت عمي ....وكيف يسمحلك جدي انك تخرجي في وجت زي ديه.
ردت بتمرد..
__ مهجولكش انت مين عشان اجولك.
نظر اليها بغضب ثم قال بصوت خفيض لكنه حاد كحد السيف......
__ انا ابن عمك...... عمك جابر عرفتي انا مين ولا لع..... اسمعني كلمة ومش هتنيها هتنطجي جاية السعادي هنا ليه وبتدوري علي اسود الجبل ليه وإلا هوديكي لجدك وعمامك وهما يجطعو خبرك واصل ويريحونا منيكي....
نظرت له بحنق أخفي انكسار لمع للحظة داخل عينيها.....
لكنها عادت ترد بأقوي ما عندها وعنادها يتقافز حولها.....
___ عاوزه اكون من اسود الجبل  ......انا عارفه ان اسود الجبل مبيأذوش حد بس لما حد بيطلب مساعده بيساعدوه ....... وانا جايه عاوزه مساعده..... عمي جابر جالي اكده.
قال بغموض بينما ينظر الي ملامحها الفاتنه.....
__ وايه هي المساعدة الي هيسعدهالك أسود الجبل  ان شاالله يا بت الجبالي.
ردت بثقة كأن من حقها.....
__ عاوزه اتعلم ضرب النار والرمايه وكل حاجه.....انا عارفه ان مش هلاجي غير الاسود يعلموني بصحيح .
ضحك ضحكة رجوليه هزت انحاء الجبل ثم قال بسخريه......
__ انا بحمد ربونا ان مفيش واحد من اسود الجبل سمعك ولا من المطريد والا كان زمانك مدفونه في مطرحك ..........   اسود الجبل مبيعلموش  حريم اياك ....الحريم مكانها في بيتها ....ومن بيت ابوها لبيت جوزها روحي علي بيت جدي يا شمس ولينا حديت تاني....
استدار عنها قاصدا الذهاب لكنها اوقفته وهي تقول بقوة.....
__مش اني .....مش اني الي مكانها بيتها.
__.ليه.
سأل بغموض وهو يعاود النظر اليها...
اصابتها الحيرة من سؤاله غير المفهوم لتقول....
__ ليه ايه.
__ ليه عاوزه تتعلمي يا بت الجبالي  ....
تلاحمت نظراتهما مرة اخري ليتابع......
:- انتي صبيه كيه القمر  ...... وصغيره ....وكام سنه وتتجوزي... ليه عاوزة تتعلمي......
لم ترد.....
لن تشارك دواخلها مع احد ومؤكد ليس معه هو خاصة.......
ابتسم بسخرية ثم قال باستهانة........
:- روحي علي بيتك يا شاطره احسن ليكي.....هنا مهواش مكان للصبايا ولو جدك عرف.....
قاطعته بهتاف حاد...
__ لاه...لاه يعني لاه....انا هتعلم وغصب عنك....انا ليا طار ولازم اخدو ...... ومتستجلش بيا احسن ليك يا ولد عمي وجدي مهيعرفش حاجه .
ابتسم بغموض اقلقها ثم قال بحزم.....
__ مخيفاش.
ردت بستغراب...
__ من اية.
__ من اسود الجبل....دي البلد كلياتهم بيترعبو منهم وانتي....صبيه  مخيفاش .
نعم هي خافت ولا زالت خائفة لكنها لن تخبره قالت بعناد......
__ الأسود مهيأذوش حد.
ابتسم لسخرية ثم قال.....
__ يبجي متعرفيهمش ......بس حتي لو مخفتيش من الأسود ..... مخفتيش  من المطاريد دول ملين الجبل زي النمل.
قالت بثقة وشجاعة اشعلت نيران داخله .....
__ معايا ربنا يا ابن عمي.....وكمان لو مكنتش واثجه انهم رجاله مكنتش جيت....والي يتعرض لحرمه ميبجاش راجل يا ابن عمي  ...
ابتسم لها وهو يرفع احد حاجبيه وقد استشعر تلك القوه الكامنه داخل هذه الصبية الصغيره واستشعر ايضا جهلها بأن الذين عايشو الجبل قد امتصو القسوة من احجاره ولم يعد للأدمية مكان بينهم قال لها بصوته الرجولي..  
__ عنديكي حج يا بنت الجبالي ......بس انتي متعرفيش ان الي هنا اصلهم ايه متبجيش وثجه في حاجه الا لما تجربيها يا....يابت العم.
__ جصدك ايه.
__ جصدي ان لو حد من المطاريد او حتي الأسود كان شافك.....مكنوش هيرحموكي.
ابتلعت ريقها بخوف حاولت بقدر الامكان ان تخفيه ثم قالت ....
__ وانت تعرف منين.
رد بلامبالاة بينما يقول....
__ ملكيش صالح .....بس صحيح ...... جوليلي يا تري جدك عارف بعملتك المهببه دي .
قالت بحنق وغيظ اثار ضحكاته
__ لا معارفش وان كان عارف كان اولي انو يعلمني هو او حد من اعمامي لكن هما كمان شيفيني صبية مستنين يجوزها ...
قال بغموض وابتسامه...
__ وانتي شايفه نفسك ايه.
ردت بحيره
__ شايفه نفسي....
صمتت للحظه ثم قالت وكأنها تفضي بمكنونات قلبها له.
__ نفسي ابجي حره زي الفرس ديه ..... نفسي اكسر الي ظلمني زي مكسرني ..... نفسي اكون جويه مستناش حد يحميني..... نفسي  ....
قاطعت كلامها وقد شعرت انها افضت بأكثر مما هو مسموح مما جعله يبتسم ثم قال......
__  وانا مستعد اعلمك....
ردت بذهول...
__ هتعلمني من ورا جدي....
تنهد بينما يناظر عينيها مرة اخري.....
:- هعلمك يا شمس ومهجولش لحد بس....... كل حاجة ليها تمنها يا بت عمي......
ردت بحماس.....
__انت عاوز ايه.
ابتسم لها ثم قال بجدية.....
__ افكر وهجولك... اسمعي يا شمس انا هجولك حاجه حطيها حلجه في ودنك  ....رغم اني عارف انك حرمة بميت راجل بس حرمه ..... طلعتي نزلتي حرمه مهما جويتي وداه مش عيب...... اوثجي انك احسن من ايتها حد حتي لو انتي حرمه.....  و اوعي توثجي في اي حد  حتي لو كان مين.....  انتي ليكي عجل تفكري بيه ومحدش يجدر يفكر عنيكي  فاهمه اياك ......
لمعت عيناها باعجاب لذالك الوتد الذي يقف امامها ناصحا لكن سرعان ما سألت ما يحيرها.....
__ فاهمه .... بس انت  هتعلمني ليه....
عادت ابتسامته تزين وجهه ليقول بثقة اشعلت بقلبها النيران......
__ عشان انا مشيفكيش حرمه وبس انا شايفك شعلة نار تستاهلي تكوني اهنه......انتي عملتي الي مجدرش يعملو اجدع راجل في بلدكم... بس مش معني اكده ان الي عملتيه صح يا شمس...
نبرته المعاتبة اخجلتها لتتلون وجنتيها بلون الورد مما جعل عينيها تلتصقان بوجهها مرة اخري.......
تنهد مرة اخري ثم قال بينما يزرع عينيه أرضا......
:-  ...تدريبك هيبجي في السر زي موعدتك ومحدش من اعمامك هيعرف حتي ابوي....... تعاليلي انهارضه هنا في نفس المكان الساعه...
قاطعته برقة غيى متعمده....
__ ممكن اجي بعد مدرستي.
__انتي بتدرسي فين.....
قالت بفخر وحماس.....
__ انا....في اولا ثانوي في المدرسه لإنجليزي.
ابتسم بحنان ثم قال.....
__   طيب هستناكي ....اتجدعني يا بنت الجبالي ....هستناكي ياشمس الجبالي .
ركبت فوق صهوة جوادها ولكن قبل ان تتحرك قالت بوعد وقلبها يخفق بقوة.....
__ مهنسلكش وجوفك ماعيا ابدا يا واد عمي....... مهنسهوش يا ليث.......
اسمه الذي خرج من بين شفتيها زلزل كيانه ليقول بخشونه لعله يكثر تأثره بها.......
__ شكلك بتحبي الرغي الفاضي يا شم  خلصتي يلا روحي شوفي حالك انا ورايا اشغال ومش فضيلك .
__ علي معدنا يا ابن الجبالي.
قالتها وقد سلمت قدميها للريح لتبتعد تحت نظراته القويه التي تتابعها بنظرات دافئه وقد اتسعت ابتسامته وهو يقول... 
__ علي معدنا يا شمس الجبل.
وما لبث ان اخرج هاتفه ليهاتف شخص ما ثم قال بتنهيده ....
__ شمس بخير يا جدي متجلجش......حط صجتك فيا شمس مهتغيبش عن عيني.....انا اول مانت كلمتني جريت علي الجبل وراها......الحمد لله ربنا ستر.....سلام يا  جدي خلاص جولتلك متجلجش شمس مسؤوليتي اني .
اغلق هاتفه ثم عاد بنظراته  الي  ذالك الاتجاه الذي اختفت فيه ....
تنهد بقوة ثم قال محدثا نفسه...
(__ شمس..... تلك الشعلة التي لا تنطفئ يتذكر اخر مرة رأها فيها كانت قبل عامان..... علي الرغم من هدوئها وقتها لكنه كان يعلم ان هدوئها الظاهري ما هو الي بركان بحوي داخله حمما ملتهبة....)
وهج ونور سبحان خالقها .......
خالق الأكوان ابدعها.....
بديعة الخلق والخلُقِ......
عيناها كحد السيف جازرة.....
بلون الشهد ناعمة.....
اهدابها كسياط من نور ونار......
تجلد القلوب جلدا واي جلدٍ احلا.....
خدان كالورد في وجه صبوح بلون القمح......
انف شامخ كما الجبل يدق القلب له دقا......
شفتان... واه من شفتان كالخمر محرمتان ومرغوبتان......
كأنهن الؤلؤ والمرجان.....
........
 
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠////////////////////////٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تعالي صوت طلقات ناريه لتشق سكون الجبل في ذالك الوقت الشديد الحراره من بعد الظهر ....
بيننا كانت تقف هي تحت اشعة الشمس الحارقة  غارقة في عرقها  تلهث بشدة وهي تحمل تلك البندقيه الثقيله محاولة الا تسقطها لكن سرعان ما رمتها علي الرمال الساخنه لتهتف  بغيظ واحباط ......
__ يووه..مصابتهاش برضو  يا ليث.
اقترب  منها بخطوات واثقه ليميل قليلا       ملتقطا البندقية بكل سهوله ليعطيها اياها  معدلا وضع زراعيها التي تحمل البندقيه وهو يقف خلفها مباشرة مادا زراعيه علي طول زراعيها وطلق الرصاص لتصيب الهدف الذي وضعه امامها علي بعد عدة امتار  والذي كان عبارة عن مجموعه من الزجاجات الفارغة  الموضوعه علي عمدان خشبيه  ....
ابتعد عنها خطوة واحده ثم قال بصوت خشن اعتادته بعد شهرين كاملين من التدريب ..
__ ايديك محنية يا شمس .......ارفعي يدك اكده.
قالت باحباط وعينها تهتزان..
__ انا بجالي شهرين بضرب نار يا ليث ولسه مصابتش.
قال بحزم وهو ينظر الي عينيها بعمق..
__ اوعي يا شمس تيأسي......لساتو المشوار طويل........
رمشت عدة مرات ثم قالت بحزن..
__ ليه نديتني شمس انت ديما بتجول شمس الجبل.
__ شمس الجبل مبتيأسش.
ردت بتلعثم كأنها تنوي قول شيء ما ولا تستطيع....
__ ميأستش يا ليث بس.... بس...... مهواش مهم انا همشي دلوكيت وبكرة في نفس المعاد اتفجنا .
هز رأسه لها لتضع الشال حول وجهها وتصعد علي صهوة جوادها ولكن قبل ان تنطلق سمعته يقول بصوته الخشن الرجولي الذي يطمئنها دوما ويذيدها شجاعه ...
__ متزعليش ولا تحزني يا شمس ..... خليك كل متتعبي تزيدي غضب وقوة متضعفيش ولا تيأسي يا بنت الجبل ......ومتسمعيش من حد يجولك انك زيها انت منتيش زي حد يا شمس انتي بنت الجبالي وولاد الجبالي رجاله ميطلعش منيهم العيبه انتي مش زيها يا شمس الجبل ولا زي حد انتي احسن من الكل.
ادارت رأسها لتنظر له من فوق كتفيها وقد اذهلها انه يعرف وقالت بارتجاف ....
__ عرفت منين.
__ جريتها في عنيكي يا شمس....... وسمعتهم بيجولو اكده في البلد وعرفت انو الكلام وصلك...بس هما غلط....هما بيتكلمو علي بنت المصراويه وانتي....
ردت بقوه وعيناه تلمع ببريق تحدي وتمرد وغضب جعل ابتسامته تزداد ....
__ اني بنت الجبل.....
انطلقت تسارع الريح وقد امدتها كلمات ليث بالقوه والثقه......
وصلت الي ارض الخواء لتربط جوادها العزيز رهوان وتبدل ملابسها الي ملابس المدرسه قالت وهي تبدل ملابسها تكلم جوادها العزيز....
__ عارف يا رهوان.....ليث ده راجل مفيش منيه... اكتر حد بيفهمني.....انا معرفش من غيرك ومن غيره انا كان هيجرالي ايه....انا همشي بجي وهجيلك بكره .
ثم حملت حقيبتها ورحلت الي المنزل ووجهها يشع قوة وامل .......
دخلت المنزل لتجد الجد و اعمامها وزوجاتهم جالسين في بهو المنزل يشربون الشاي....
لوت مهرة شفتيها وادارت وجهها بينما نظرت جميله اليها بتفحص وقد لاحظت الجرح اعلي كفيها واتربه علي وجنتها.....
بينما ابتسم لها اعمامها وزوجت شقيقها  الطيبة زينب.
القت السلام بخشونه تعلمتها من ليث  ولكن ببتسامه كانت قد فقدتها منذ زمن مما جعل جدها يبتسم بسعاده ....
__ السلام عليكم.....ازيك يا جدي كيفك يا عمي.
رد الجميع السلام وقالت زينب بطيبه....
__ تعالي يا شمس تعالي نورينا واشربي معانا الشاي.
__ تسلمي يا خالة زينب يكتر خيرك وافضالك ..... بس اني تعبانه شويه و....
لم تكمل لتقول زينب بسرعه....
__ يجطعني تلجيكي يا عيني علي لحم باطنك من الصبح روحي غير تيابك وانا هحضرلك الوكل.
__ تسلم يدك يا مرت اخويا.
صعدت الي غرفتها لتبدل ثيابها لاحظت ذالك الجرح الخفيف الذي اصابها من حمل البندقيه.......
عقمت جرح كفها الصغير ووضعت عليه لاصقة طبية ثم  تمددت بتعب  علي فراشها وهي تفكر في ليث......
ابن عمها جابر.....
لقد كانت دوما تحب عمها جابر الحنون .....
لقد كان دوما جادا ذا هيبة يفرضها علي الجميع بلا اثتثناء الكبير والصغير....
علي الرغم من زيارته القليلة والقصيرة لبيت الجد لكنه كان دائم السؤال علي الجميع ولا يتواني عن الوقوف معهم في اي مشكلة علي الرغم من خلافهم وكرههم له......
لقد كانت تري ليث وشقيقه صقر دوما وهو يزور جدها لم تكن تخطلت به كما عادة اهل البيت لكنها لم تكن تمنع نفسها من الوقوف مع مها وتأمله ورمي التعليقات المرحة عليه...... قديما طبعا......
لكن الأن وقد تعمقت به علي الرغم من الفترة القصيرة التي يقضونها معا لكنها علمت اشياء كثيرة وتعلمت اشياء كثيرة عن ومن ليث.....
تستمتع بوجودها معه وبجواره  كثيرا فهو الوحيد الذي لا يشعرها بالنقص او الضعف......
فيكفي انها تعود متعبه فتنام بلا كوابيس .. .
فتح الباب فجأه كالعاده ودخلت مها وهي تقول بجديه لا تليق بها  ....
__ كنتي في الجبل برضو يا شمس .... مهتبطليش لعب العيال ديه.
لأول مرة منذ فترة تبتسم من قلبها وهي تغمض عينيها وصورته تحتل ذهنها بدل من صورة والدها البشعة....
__ لا مهبطلش.....انا مبسوطه اكده .
علي الرغم من غيظها من رد ابنة عمها البارد المستفز الا انها كانت سعيدة وهي تري بسمة شمس الصادقة.....
__ براحتك ياختي بس مترجعيش تندمي يا شمس.
__ مهندمش متجلجيش.
خرجت مها وهي غاضبه لكن سعيدة  بينما ظلت شمس مكانها تبتسم بأمل.....
............        

شمس... (((((( مكتملة)))))) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن