الفصل العاشر..

13.1K 259 4
                                    

فلاش باك سبع سنوات........
(دق علي باب والده الذي استدعاه بصورة عاجلة .....ما ان سمح له والده بالدخول حتي دخل بحترام قائلا ....
__ صباح الخير يا ابوي في حاجه ولا ايه ياحج .
قال والده بحيرة  ......
__ جدك اتصل وجال عاوزك ضروري.
نظر الي والده بتعجب وقد خفق قلبه خوفا .....
__ اوامر جدي بس عاوزني في ايه ......ليكون عشان شمس.
تنهد والده ثم قال .....
__ باينك يا ولدي......انا مخابرش جدك بيفكر في ايه.
قال بسرعة وقد عجز عن استنباط ما قد يريده جده......
__ خلاص احنا نروح لجدي وهو يفهمنا.
               .........................
صرخ بصوت هادر ....
__ كيف ديه يا جدي كل ده حوصل لشمس ...... بجي شمس هي الي جتلت عمي....
قال الجد بتعب وعيون يغشيها غلاله من الحزن والقهر.........
__ شمس تعبت ....... تعبت جوي يا ليث ومفيش غيرك استأمنو عليها.......كفايه انك الوحيد الي هي بتثج فيه .... اكتر مني اني ....هي خبت عليا وجالتلك..... انا عاوزك تخلي بالك منيها....عاوزك تكون مسؤول عنيها..... هي مهيبجلهاش غيرك من بعدي....
قال بسرعة وبثقة......
__ شمس في عنيا ياجدي...
تنهد جده بتعب ثم قال بجديه.....
__ مش بالكلام يا ابني......بالفعل.
قطب بعدم فهم وهو يقول....
__ جصدك ايه يا جدي....
قال الجد بحزم وهو يضرب بعصاة الأرض......
__ جصدي تكتب علي شمس ......... العمر جصير يا ولدي وانا انهاردة وسطيكم بكره مهكونش هنا ....وعاوز اطمن علي شمس.
علي الرغم من قلبه الذي رقص طربا فرحة بعرض جده إلا انه ابدا لن يظلمها بأن يكون انانيا ويقبل بها بدون ان تقبل هي به.....
__ بس يا جدي......
هتف جده بصلابة.....
__ مبسش يا ابن جابر  اسمع كلمتي.
تنهد براحة يشوبها الضيق وهو يقول باحترام.....
__ اوامرك يا جدي...  )))))
اند فلاش باك )))
عاد من ذكرياته علي صوت انين ضعيف  ليلتفت الي شمس بقلق لينتفض قلبه برعب مع تلك الصرخة التي أطلقتها فجأه......
___________________________________
في تلك الحديقة الجميلة التي تمتلئ بأشجار البرتقال والتفاح والزيتون..... وكثير من الزهور وارجوحة زرقاء كبيرة تزين الحديقة كأنها جزء منها......
كانت هي هناك  تجلس علي الأرجوحه  بفستانها الفضفاض الذي يجمع اللونين الأخضر والذهبي .....
الأخضر الذي ينافس لون عينيها المليئة بالحزن والتي تشع بنظرات انكسار وألم عميق.....
بينما اللون الذهبي من لون شعرها الكثيف المنطلق علي طول ظهرها.....  والذي تؤلمها  جذوره من كثرة الشد ...... انعكس ضوء الشمس علي صفحة وجهها البيضاء الرائقة المغرقه بدموع صامته كالؤلؤ.......
صوت قلق حزين جعلها تمسح دموعه برقة وتجبر نفسها علي رسم ابتسامه وهي تنظر للمتكلمه الصغيرة ذات النظرات الحزينة الحائرة ....
__ ماما.....انتي بتبكي ....
ابتسامة منكسرو شقت وجهها وهي تقول بنبرة حنون  حاولت جعلها متماسكة .....
__ انا زينه ياجلب امك......ايه الي جابك يا شمس مش انا جولتلك ياجلبي تخليكي عند جدك اليومين دول.
للحظة شعرت ان عيني ابنتها تخترف اعماقها...
شمس صغيرتها المدركة لكل ما حولها....
تلك الحبيبة التي تود لو تخبئها عن الجميع....
سمعت صوت ابنتها المعاتب وهي تقول.....
__ ليه ياماي هو انا عملت حاجه زعلتك ......انا من ساعت ماسمعتك انتي وابويا وانتو بتتخانجو وانت جايلالي اروح عند جدي طب ليه.....احكيلي يا اماي.
ملست علي شعر ابنتها الأسود الطويل وهي تحاول منع دموعها من الهطول.. .
ماذا تقول لها وماذا تخبرها....
تماسكت بقوة هي ابعد ما تكون عنها لتقول بحنان....
__ مفيش يا جلب امك بس......
تنهدت وهي تنظر الي ابنتها بحزن حاولت قد استطاعتها اخفائه لكن قلبا طاف به وفاض..........
__ معليش استحملي شويه يا شمس عشان خاطري ........ احنا بس انا وابوكي بينا شوية مشاكل ان شاء الله هتتحل بس انتي اسمعي كلامي انا عرفاكي عاجلة ومهتخيبيش املي.
قبل ان تجيب والدتها او حتي ان تستفسر منها  سمعت كلتاهما صوت والدها العالي الذي يصرخ مناديا امها... لترتجف والدتها بدون وعي مما اثار قلقها اكثر فأكثر بينما تعالت انفاسها بقوة لينقبض قلب شمس وهي تري حالة والدتها الغريبة هي لاحظت تغير والدها في الفترة الأخيرة....
شعرت بمشاحنات والدتها ووالدها وذالك البؤس الذي طغي علي ملامح والدتها....
وذالك البعد والتنائي الذي أصاب والدها.....
تأخره عن المنزل ......
اعتزاله غرفة له وحدة . .. ..
صوته العالي..... 
نبرته القاسية....
واشياء اخري علي مر السنوات الأخيرة.....
هي لا تعلم ماذا حدث لكن هي تعلم ان هناك ما هو خطأ..  
عاد صوت والدها يتعالي بقسوة أكثر لكنها لم تحرك ساكنا .....
صرخت والدتها بها وقد هزها الخوف حتي تحررت دموعها بدون ارادة منها .....
__ روحي يا شمس......عشان خاطري يا بتي روحي عند جدك..... ابعتي جدك يا شمس .
لتقطب شمس بحيرة ولكنها طاوعت والدتها ورحلت امامها .......
لتتنهد والدتها وعيناها تسيل بدموع من دم تكوي قلبها وقفت علي الرغم من ارتجاف جسدها لتدخل الي منزلها الذي كان جنة قبل سنتان فقط ليصبح الأن جحيم من جحيم....
ما ان دخلت الي المنزل حتي اتجهت الي غرفتها بتردد وخوف تقدم خطوة وتأخر اخري وهي تسمع صوت زوجها وهو ينادي عليها بشراسة تعلم سببها جيدا  .......
ما ان خطت قدميها الي داخل الغرفة حتي سارع بالقبض  علي شعرها بقوة وهو يقول بعنف .....
__ فين......هي فين......فين العلبه يا مري انطجي..
قالت بألم ودموعها تغسل وجهها ...
__ مهجولكش ...... بحج العشرة الي بينا وبحج بنتي الي من لحمك ودمك ما هجولك .
قال بينما ينهال عليها ضربا....
___ هتجيبيها انت ملكيش صالح هاتيها.
صرخت بألم فاض من روحها قبل جسدها......
__ رميتها ارتحت انا رميتها رميت المدعوج ده الي خلاك بجيت شيطان .....مخدرات يا هاشم مخدرات مش حرام عليك ...... هنت عليك يا هاشم.... هانت عليك بتك  .
زمجر بشراسه وهو يقول بقسوة وعنف .....
__ حرمت عليكي عيشتك وربنا لجتلك هنا لو مجيبتهاش.
عادت تهتف بقهر وحسرة......
__ جلتلك رميتها..... عشان بتي ..... وعشانك انت.... ولو مبطلتش المدعوج دا يا هاشم  وربي وما اعبد لكون جايله للحج زاهر  الجبالي..
لطمة قوية اصابت وجهها حتي تشقق نازفا وصوته كالفحيح يطن في اذنها....
__ بجي بتهدديني يا مرة طب وديني ما انا سايبك.
لينهال عليها ضربة بشراسة ووحشية حتي اصبحت كتلة من الدماء........
بينما هو غافل عن تلك التي تقف امام الباب متصنمة كتمثال من الشمع وهي تري وتسمع كل ما يحدث لتخرج من حالت الصدمة التي تلبسها وتتسع عينيها بصدمة اكبر وخوف يزلزل كيانها وهي تري والدها يمسك رقبة والدتها بين يديه يكاد يزهق روحها وهو يطالبها بأن تعطيه جرعة المخدرات التي خبأتها  ......
ركضت اتجاهه وحاولت ازاحة يده عن رقبة والدتها وهي تصرخ برعب...
__ سيبها يا ابوي.....  سيبها هتموتها.
صرخ بغضب وعنف زلزل قلبها.....
__ بعدي يا بنت المركوب.
اطاحها بيده لتسقط مصتدمة بالطاولة الخشبية المجاورة للفراش  لكنها لم تبالي بل حاولت الوقوف بصعوبه وظلت تصرخ علي والدها ليترك والدتها الا انه لم يفعل بل انه اعاد ضربها لتبتعد بينما يشدد قبضته حول عنق والدتها حتي تحول لون والدتها للأزرق واغمضت عينيها باستسلام كأنها علمت ان مصريها انتهي ....
طلقة نارية انطلق دويها في الغرفة....
طلقة خرجت من مسدس والدها الذي امسكته بين يديها بكفين مرتجفين .....
مسدس والدها الذي كان ملقي بإهمال علي الطاولة التي اصطدمت بها......
كانت ترتجف كأنها أصيبت بالحمي.... بينما هاجمها الم قوي في صدرها الم اشعرها ان قلبها علي وشك التوقف .....
الم اشبه بالغصة التي تقف في حلقها .....
لا تستطيع التنفس .......
تحولت نظراتها المرتعبه لأخري جامده زجاجيه وهي تري والدها يترك رقبة والدتها لتسقط ارضا فاقدة الوعي حتي شعرت انها ماتت.......
بينما سقط والدها علي ركبتيه وعينيه تنظران اليها بنظرات زادت ألمها وزادت غصتها........
نظرت الي يدها الممسكة بالمسدس لا تدري كيف وصل مسدس والدها الذي كان علي الطاولة  الي كفها وكيف اطلقت النار علي......
علي والدها.......
.....................
شحب وجهها حتي نافس الموتي شحوبا......
سقط المسدس  ارضا بينما نظراتها لا تفارق والدها الساقط علي الأرض مدرج بدمائه....
ترجعت عدة خطوات  بطيئة حتي اصتدمت بالحائط لتصرخ عاليا بهستريا ......
تصرخ وتصرح حتي جرحت حنجرتها لكنها لم تتوقف ابدا عن الصراخ ........
لا تعرف كيف حدث هذا كيف اخذت والدتها المسدس منها بضعف وهي تقول كلمات ضعيفة لم تسمعها.....
لم تعرف كيف انتهي بها الأمر ووالدتها تقبلها علي جبينها بحنان وقد اغرقت الدموع عينيها ثم القتها في احضان جدها.....
لم تكف عن الصراخ او الإرتجاف....
حتي وجدت نفسها تغرق في بئر مظلم انتشلها من ضياعها.....
فتحت عينيها بصدمة وشهقات عاليه تصدر منها وهي تتنفس عاليا تلفتت يمينا ويسارا بخوف لتصطدم نظراتها الضائعة بنظرات قلقة مرتعبة عليها .....
حاول ليث  اسنادها ليسقيها قليلا من الماء بعد ان علم ان هذا ما هو الا كابوس ....
كابوس اوقف قلبه قبل قلبها يا الله كم كان شعوره مدمر حينما سمع صرختها الممتلئة بالألم ......
الوجع ....
والخوف......
ما ان قرب كأس الماء منها حتي دفعته بقوه وهي تصرخ  بفزع وجسدها يرتجف بلا ادني ارادة منها  .......
__ انا مكنتش اجصد ......والله مكنت اجصد....انا مجتلتوش......يا ليث مجتلتوش.
لف زراعيه حولها يضمها اليه بغير وعي منه وقد احرقته نبرتها الصارخة التي لم يرها من قبل ......
شعر بدموعها الدافئة تبلل جلبابه الأسود لأول مره فأول قطرة من دموعها الغاليه كانت بين يديه التي هي مؤواها الوحيد ....
شعر بها تتشبث به بقوة بينما جسدها ينتفض برعب وذكريات الماضي السوداء تعود الي رأسها كأنها أحداث حدثت امس فقط ........
كان يمسح علي شعرها بحنان حتي هدءت قليلا  ليبعدها عنه ويمسك وجهها بين يديه القويتين ينظر الي عينيها الذهبيتين الممتلئتين بالدموع بحنان ....
بينما اصابعه الدافئه اخذت تمر علي وجنتيه تمسح دموعها التي تحرق قلبه قبل ان تحرق  وجنتيها بصمت..........
همس لها بصوت أجش خشن محمل بمشاعر عميقة وثقة بلا حدود ......
__ انتي مجتلتيهوش يا شمس......انتي مجصدتيش انتي حاولتي تدافعي عن نفسك وعن امك.....انتي جويه يا شمس ....جويه جوي.
كانت تنظر له ودموعها لازالت تسيل بصمت وقد زادت حدتها مع نظراته الحنونه ونبرته المحمله بالمشاعر.
لم تدري كيف فعلتها او لما ولكن كل ما تعرفه انها لم تعد تحتمل تحتاج حنانه.......تحتاجه بقوة....
القت بنفسها عليه تحتمي بين زراعيه من قسوة ما عانت لتعود الي مؤواها مرة اخري..... 
تتشبث بجلبابه الأسود الذي يحمل رائحته التي غلفت حواسها.....
بينما دموعها سالت مرة أخري وظلت تردد من بين دموعها....
__ اني محتجاك جوي يا ليث...... محتاجاك جوي.
هو تفاجأ من فعلتها ولكنه ما لبث ان شدد من احتضانه لها ليهدهدها كالطفله الصغيرة بين زراعيه حتي سقطت في نوم عميق ولكن هذه المرة بدون كوابيس ولا حتي احلام...........
***********
استيقظ في الصباح علي صوت بكاء ناعم وشهقات مكتومة ......
هو لا يدري متي سقط نائما......
اخر ما يتذكره أنه كان يتأمل ملامحها الفاتنة وهي نائمة بين زراعيه  كما تمني وحلم منذ عرفها......
فتح عينيه بتثاقل لتصطدم عيناه بملاكه تبكي بحرقة وهي تحاول دفع زراعيه المحيطة بها  .....
تجهم وجهه وهو ينظر اليها بقلق  والي دموعها بحيرة.....
هل هي خائفة من وضعهما هذا....
مؤكدا انها ستكون كذالك هل لا تعلم.....
لا تعلم انها زوجته منذ الأزل....
ابتسم لها قائلا بصوته الخشن وهو يعتدل في جلسته بدون ان يفلتها علي الرغم من مقاومتها  ....
: في ايه يا شمس.
اتاه صوت اخر غيرها لسيدة في اواخر الأربعينات  يبدو عليها الغضب....
: مفيش يا ابن بطني بجي ده الي ربيتك عليه ..... علي اخر الزمن نايم مع حرمة من غير جواز...... اه بس هجول ايه العيب علي ال..... الي انت نايم معاها......
التفت تجاه مصدر الصوت بذهول  ليري والدته تقف وبجانبها ابنة خالته زينب المتسعة العينين بغيظ ويكاد الشرر يخرج من عينيها .....
  بينما ازداد بكاء شمس حدة وقد تكابلت الظروف عليها.....
توقعت ان يفلتها بخزي مما حدث.....
رباه لقد نامت بين احضانه......
كيف سيراها الأن وكيف سينظر اليها......
تفاجأت به يجذبها اليه اكثر  ليقربها منه حتي أخفاها ليخفيها عن اعينهم داخل احضانه ثم قال بكل اريحه وهو يفلت احدي زراعيه ليخطف وشاح شمس من علي الأرض ويضعه فوق رأسها ثم يقول وهو ينظر تجاه امه بهدوء عكس بركان الغضب داخله : مالها دي يا ماي بنت عمي و......مرتي..
شهقت زينب بذهول  بينما زاغت نظرات شمس غير مصدقة لما تسمع بينما شهقت والدته بصوت عالي وهي تضرب بيدها اعلي صدرها : يا سوادي......يا مرك يا فتنه يا مرك...... ايه الي انت بتجوله ديه يا ليث .... انت اتجوزت من ورايا يا ليث .
رد ليث بهدوء وهو يلقي نظرة تجاه شمس التي تنظر اليه بحيره وألم : متجوزتش من وراكي ولا حاجة يا أما بسدي اتفاجات رجالة وابوي عارف اكده كويس  شمس مرتي علي سنة الله ورسوله......وبعد سبوع واحد من دلوك هتكون في بيتي  وبشهادة الخلج كلاتهم.
قالت والدته بغيظ وقد قهرها ان يتمسك ابنها بهذه الفتاة يخبئها عنهم حتي وان كانت زوجته كما يقول : ليه وانا مت اياك يا ليث...... تتجوز من وري اهلك..... ملكش كبير اياك يا ابن جابر ....انا مانيش موافجه انك تتجوزها يا ليث.
نظر اليها ليث ثم قال بنبرته الخشنه الهادئه : ابوي عارف يا اماه ..... مش انا الي اتجوز من وري اهلي ولا شمس الجبالي الي توطي راس اهلها وتتجوز في الدري....... وبعدين شمس الجبالي متتهنش في بيتها يا اما....
قالت والدته بغضب وهي تخرج مسرعة وقد علمت ان ولدها لن يترك هذه الساحرة المشعوذة التي جعلته يخالف والدته لأول مرة  : بجي اجده يعني اني مليش رأي في جوازة ابني طيب  يا ليث طيب يا ابن بطني .
تابعتها عينا شمس الضائعتين وعيني ليث الهادئتين كل منهما بمشاعر مختلفة ............
وما ان خرجت وتبعتها زينب بعد ان القت نظرة حاقده تجاه شمس.......
حتي رفعت شمس عينيها الذهبيتين لتلتقي بعينيه السوداوتان كبحر عميق في منتصف الليل بحر لا قرار له ولا بر امان ...
قالت شمس بصوت حاولت جعله قويا لكنه خرج مرتعشاً حائرا رغما عنها : ايه الي انت جولتوا لأمك دا يا ليث.
ابتسمت عيناه قبل شفتيه وهو يقول بنبرة ماكرة : جولت ايه يا بت عمي...
نظرت له بغيظ ولكنه لم يتفوه بأدني كلمه لتقول بغيظ : الي جولتوا لمك دوجتي.
ترقص حاجباه بخبث وهو يقول : متجولي انا جولت ايه ...هو انا يعني دماغي دفتر يا.....يا بت عمي......
تلعثمت  وارتسم الإرتباك واضحا  علي  محياها الفاتن وهي تقول : ان...ان انا....
اقترب منها اكثر وامال وجهه ناحية وجهها الذي يعشق  وهو يقول بصوت خشن محمل بمشاعر اصابت قلبها بالأرتجاف : انك ايه يا شمس ......انك مرتي.....ايوه يا شمس انتي مرتي ومش من دلوك لاه من خمس سنين عارفه يعني ايه خمس سنين.......ولولا قسم اقسمتوا ادام  جدي مكنت خليتك تبعدي نظري ثانيه يا نضري.
كان يغرق في ذهب عينيها بينما تاهت هي في ظلمة عينيه....
رفع كفه الخشن يمسح علي خدها الناعم مرسلا تيارات كهربائية علي طول عمودها الفقري......
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تحاول ابعاد كفه عن وجهها وقد اضطربت انفاسها وهي تقول بتلعثم  : ل....ليث....انت اتجننت....لييي..ث.
قال بخبث وعيناه تبرقان بخطورة  : دا عين العجل يا عيون ليث....... انتي مرتي يا شمس....
قالت بعيون حائرة ونبرة مدللة لا يسمعها غيره ولن يسمعها غيره....
: بس انت......انت جولتلي انك معوزنيش ومهيهمكش سفري .....
ابتعد عنها غاضبا من الذكري وهو يقول بحدة  : واه جولتلك جبل اكده مكنتش عارف انك صادجه في كلامك  وكمان.... انتي الي عصبتيني وجتيها وخليتيني كيف بركان النار ....... كنتي مرتي وجتها وجاي ابن عمك يجول كان متجدملك العفش ديه...... وانتي خبيتي علي .....وكمان مجصدتش انك تروحي فوشك اكده كيه  الجطر.
نظرت له وهي ترمش عدة مرات ثم ما لبثت ان تلبثتها شراسة ليس لها مثيل وهي تقول بغيظ  : بجي انا كيه الجطر يا ليث مش انت الي بتهب فيا كيف وبور الجاز الخربان.
اتسعت عيناه وهو يقول بصدمه : بتجوليلي اني .....اني كيف وبور الجاز الخربان يا شمس.
افلتت منه بصعوبه وركضت تجاه الباب وهي تقول : ايوه انت اكده يا ولد عمي ومفيش جواز هاه.
وقبل ان تخطو قدميها الصغيرتين عبر  باب الغرفة خطوة واحدة  كان يمسكها من خصرها رافعا اياها كالطفلة الصغيره بين زراعيه القويتين  : جد كلامك اياك يا بت ابوكي....
غامت عيناها حزنا وهي ترفع عيناها اليه وقد انقبض قلبها من كلمته......
لماذا يشبهها بوالدها الأن.....
رمشت عدة مرات وهي تسمع حديثه الذي فجر دقاتها : ايوه بت ابوكي..... بتي اني...... مفيش حد عارفك زي كف يده ادي اني انتي... بتي اني .....
ابتسمت نصف ابتسامه لينزلها برفق علي الأرض ويتقدم ناحيتها وهي تعود الي الخلف حتي اصتدمت بالحائط وحاوط هو الحائط بزراعيه لتكون حبيسة الحائط وزراعيه ابتسم وعيناه تلتمع بخبث وهو يميل عليها قاصدا شفتيها الشهيتين وهي علمت مراده الخبيث لتقول برتباك : ليث.....بعد عني....ليث.
لم يرد عليها لتشهق هي برعب وتقول بخوف : واه ليث إلحج.
اشارت لشيئ خلفه ليستدير هو ناظرا لي ما تشير اليه ولكنه لم يجد شئ بينما استغلت هي الفرصه لتفلت من بين زراعيه وتخرج من الغرفه وضحكاتها تعلو ليقول هو بغيظ : ماشي يا بت ليث مبجاش انا لو فوتهالك...... معادنا بعد سبوع يا بت عمي......
سمع ضحكاتها الرنانه وهي تقول بمشاكسه : بعينك التنتين يا ولد عمي.
*************************   

شمس... (((((( مكتملة)))))) Where stories live. Discover now