الحلقه الرابعه

1K 24 10
                                    


# قصص تاليف هدي مرسي#
الطريق الصعب
الحلقه الرابعه
فى الموعد حضرت كرينا ومعها علبه صغيره وكان روهيت ينتظرها
روهيت بابتسامه :كل سنه وانت طيبه.
كارينا بابتسامه : وانت طيب .
روهيت :ها يلا بينا .
كارينا :يلا عشان الحق الصلا .
تحركا الاثنان بسرعه فى اتجاه المسجد  وظلا صامتين طول الطريق كلا منهم يفكر .
روهيت في عقله : ياتري هعرف اعترف لها بمشاعري ولا هتتهرب زي العاده ‘وهتفهم الاحاسيس اللي جويا اللي انا نفسي مش فاهمها
كارينا في عقلها : اول لما اخلص الصله اروح بسرعه عشان ما يحولش يتكلم معايا في حاجه ‘مش عارفه ليه بهرب منه او يمكن عارفه ولازم اهرب منه.
‘حتي وصلا المسجد  هزت كرينا راسها لروهيت مع ابتسامه خفيفه ودخلت كرينا مصلا السيدات‘ ودخل هو مصلا الرجال كان مستمتع بمنظر الصلا وتكبيرات العيد وبمنظر المصلين ‘وبعد الصلا خرج انتظر كرينا حتى اتت وتحركا فى اتجاه العوده 
روهيت بسعاده: ،ها نويه تتفسحى فين فى العيد ؟
كارينا بابتسامه حزينه :هاروح ازور قبر ابويا وامى كالعاده.
روهيت بضيق :طب ما تغيرى المره دى وتجى نفطر سوا فى مطعم هنا قريب وبعد كده
قاطعته كرينا قائلا:معلش مش هينفع
روهيت: طب خلاص نفطر سوا وتسافرى بعدها.
كارينا :معلش الوقت مش هيسمح .
فوقف امامها معترضا طريقها
روهيت بنفاذ صبر:بوصى مهو انتى لازم تسمعينى ماشى ‘مش كل مره تتهربى منى .
كارينا فى زهول :ايه ده ميصحش كده سبنى امشى لو سمحت.
روهيت بترجي : انتي لازم تسمعينى
كارينا بضيق:انا لازم امشى .
كان كل ما يهم كارينا ان تهرب بسرعه قبل ان يخبرها بما تتهرب منه
روهيت بحب : كرينا لازم تسمعينى‘ بوصى ومن الاخر كده انا بحبك‘ ومعرفش ازى وامتى بس اكتشفت انى بحبك ‘من ساعت لما سافرتى العيد الى فات كنت هتجنن عايز اعرف انتى فين‘ وما ارتحتش الا لما اطمنت عليكى‘ حاولت افسر ده باى معنى تانى لكن لقيت نفسى بعترف بحبك .
كانت كرينا مزهوله ومصدومه من الكلام ولا تعرف ماذا تقول فسكتت قليلا وكان كل ما كانت تخافه وتهرب منه اتها فجأه فماذا تفعل
كارينا بتوتر:انا مش قدره استوعب انت بتحبنى ازي ‘احنا ما نعرفش بعض غير من فتره بسيطه‘انت حتي ماتعرفش عني اي شئ.
روهيت بحب : انا فعلا معرفكيش غير من فتره بسيطه‘ومعرفش عنك اي حاجه ‘بس حاسس اني اعرفك من زمان قوي ‘حاسس انك حته مني ‘معرفش امتي وازي بس بقيتي شئ مهم جدا في حياتي .
تنهدت كارينا بخوف والم واغمضت عينيها واخذت نفس عميق وفتحتهم فهذا ما كانت تخشاه ماذا تفعل
كارينا بتوتر : انا مش عارفه اقولك ايه بس انا فعلا
روهيت بقلق : في حد تاني في حياتك ؟
كارينا باستنكار : لاء طبعا بس انا مش بفكر في الكلام ده خالص ‘وكمان انت هندوسي وانا مسلمه ‘ومعتقدش ان في حد من اهلك هيقبل بالحب ده.
روهيت وهو ينظر الي عيني كارينا : اديني امل بس وانا هزيل كل العقبات ‘قولي انك بتحبيني زي ما بحبك وانا احل كل المشاكل.
ابعدت كارينا عينيها ونظرت الي الارض : الموضوع مش حب بس في حجات تانيه كتير اهم من الحب.
روهيت بتعجب : في ايه اهم من الحب ؟
كارينا :الدين اهم من الحب ‘ومعتقدش ان اهلك هيوفقو علي ارتباطك بيا ‘غير ان انا مش ممكن ارتبط بشخص غير مسلم
روهيت : مهم قوي عندك الموضوع ده ؟
كارينا : الدين عندي اهم شئ.
روهيت : قولي انك بتحبيني وانا ادخل الدين بتاعك ده ‘انا اصلا حاسس براحه ناحيته.
اغلقت كارينا عينيها وقبضت علي يدها وجزت علي اسنانها وقالت بالم شديد : الموضوع مش بالسهوله اللي انت فاكرها ‘الموضوع كبير قوي.
روهيت : بصي طلما انا بحبك وانت بتحبيني يبقي مفيش شئ صعب ‘هتعلم كل التعاليم للدين ده.
كارينا وهي تنظر اليه : ووالدتك وجدتك فكرت ايه رد فعلهم ‘جدتك اللي.... ولم تكمل ونظرت الي الارض
تنهد روهيت : تيتا طيبه ومتخفيش منها وانا هكون معاكي ‘وماما بتحبني ومش هتزعلني ده غير انها بتحبك‘ وهي عمرها ما اجرتني علي اي دين وديما تقول الدين حريه.
كارينا : عموما لما ارجع من السفر نتكلم واكون جبتلك كتب بتتكلم عن الدين الاسلامي.
روهيت و طب ايه رايك اسافر معاكي ‘اشوف بلدك واشوف المكان اللي عشتي فيه ايام طفولتك ‘واتعرف علي اهلك.
كارينا ببعض التفكير : مش عارفه اقولك ايه ‘بس اقولك تعالي يمكن لما تيجي هناك تفهم ان الموضوع مش سهل زي ما انت فاكر ‘وكمان اعرفك علي امام الجامع اللي بصلي فيه.
روهيت بحيره  : مش عارف ليه حاسس في صوتك بالم ووجع مش فاهمهم.
كارينا : يمكن لما نروح هناك تفهم سر الالم ده.
روهيت : طب يلا بينا نروح نجهز الشنط عشان نسافر.
سارا معا دون اي كلام‘كان كل واحد منهم راسه ملئ بالافكار
كارينا في عقلها : مش عارفه يا تري هتتفهم وهتقدر تاخد قرار صح ولا هتخاف وترجع من اول الطريق ‘كل خوفي من كسرة القلب وخيبة الامل ربنا يستر.
روهيت في عقله : ياتري ايه سر خوفك الشديد ده ‘تجربة حب فاشله ولا ضايع حبيب مثلا نفسي اعرف كل حاجه عنك واعرف سر حزنك وغموضك.
ظل كل واحد منهم صامت يفكر في عقله حتي وصلا‘ حيا كل منهم الاخر دون كلام ‘صعدت كرينا الي شقتها وراسها مليئه بالافكار ولا تعرف ماذا تفعل هل تذهب معه ‘ وهل هو صادق في مشاعره ام لا ‘وماذا عنها وعن مشاعرها فهي تشعر بتوتر وتخبط في الافكار ‘فوكلت امرها لله وتوضأت وصلت وجلست تدعو الله ‘فهى  مشوشه ولا تعرف هل هذا طريق خير ام شر ‘وبعد ان انتهت من الصلاه جهزت حقيبتها واتصلت بالفندق الذى تبيت فيه اكدت حجز غرفا لها وغرف لروهيت ونزلت لتقابل روهيت .
اما روهيت دخل بيته كانت والدته تجلس في البهو فقبل يدها 
روهيت بسعاده : صباح الخير يا ست الكل
ميرا بابتسامه : صباح الخير يا حبيبي اطلع غير هدومك ‘عشان تلحق تفطر عشان ماتتاخرش .
قبلها روهيت في خدها : هطلع اغير واحضر شنطتي‘ عشان هسافر يومين ثلاثه كده عندي شغل .
ميرا : تسافر وترجع بالسلامه يا حبيبي .
وصعد غرفته اخذ حمامه وغير ملابسه ونظر على شباك كرينا فوجده مغلق فاخذ حقيبه صغيره ووضع بها بعض الملابس ‘كان راسه ملئ بالافكار والاسئله ‘فهو يريد ان يعرف السر وراء الحزن في عيون كارينا ‘والسر وراء هروبها منه ‘فهو يشعر انها تبادله نفس الحب ولكن هناك مانع يقف بينهم‘ اخذ الحقيبه ونزل تناول الافطار مع والدته وجدته ‘واخذ مفاتيح سيارته وخرج وجد كرينا تنتظره على بعد مسافه من المنزل فذهب اليها وفتح الباب
روهيت : اتفضلي اركبي.
  ركبت فى الكرسى الامامى ووضعت الحقيبه فى الكرسى الخلفى وتحرك بالسياره وظلو صامتين لبعض الوقت حتى
قال روهيت: هيا السكه قد ايه ؟
كرينا: ثمان سعات تقريبا .
روهيت بتعجب: ياه ده كتير بس اكيد في استراحات فى السكه .
كرينا: اه فيه  معلش عندى سؤال ؟
روهيت: اسالى .
كارينا:ازي حبتني بالسرعه دي رغم ان التعامل بنا شغل وبس ؟
روهيت بابتسامه:انا نفسي مش عارف في الاول حسيت انك غامضه ‘بس بعد كده حسيت انك شاغله جزء من تفكيري ‘بعد كده حسيت اني بحبك ليه وازي انا فعلا معرفش ‘ حبيت الجمال الى شوفتو جواكى‘ جمال روحك وكمان جمال شكلك ‘شوفت فيكى حجات مشوفتهاش فى بنات كتير‘ وكان ينظر لها بحب
واكمل : ايه رايك واحنا في العربيه عشان نهون السكه علي بعض ‘نحكى لبعض عن حيتنا ؟
هزت كرينا راسها بالموافقه
روهيت بابتسامه :وانا هبدء بنفسى ‘انا مليش غير امى وتيتا هما الى ربونى‘ تيتا قالت ان بابا مات فى حدثه وكانت معاه ماما‘ بس ماما نجت بأعجوبها بس من اثر الحدثه والصدمه نسيت كل شئ‘  فقدت الذاكره وتيتا حرصا عليها عشان ما تفتكرش وتتعب من الزعل على بابا‘ لانها كانت بتحبو قوى خبت كل صوره وغيرت اسمى ‘وغيرت سكنا وعشت معاهم طفوله عاديه‘كنت سعات بيكون  نفسي اعرف اي شئ عن والدي زي كل زميلي‘وسعات كنت اسال تيتا لكن عمرهت ما كانت بتجوبني‘بس كانو بيحلو يعوضنى عنه حاولت تيتا كتير تعلمني التعاليم الهندوسىه‘ بس انا مكنتش بحب اروح المعبد ولا احضر معاهم اى صلا‘ حتى وانا طفل كنت لما اروح اعمل مشاكل‘ وعشان كده مبقوش يخدونى معاهم ولما كبرت‘ ماما قالت لى الدين حريه لازم انا الى اختاره‘ يمكن ده الشئ الوحيد اللي كانت ماما بتاخد فيه موقف مع تيتا ‘ويمكن ده بسبب اني كنت هموت منهم مره في المعبد ‘انا مش فاكر الحادثه قوب بس كويس انها حصلت والا كانو علموني التعاليم بتاعتهم بالعفيه ‘ومع ذلك بيخدوني معاهم في الاعياد كده بالغصب‘ وهي دى كل حاجه عنى طول عمرى بحب شغلى حتى فى ايام الدراسه‘ كنت بشتغل فى الشركه مكنش ليا اهتمامات تانيه‘ ومكنتش بحب الخرج مع زميلى‘ ولا عمرى كان ليا علاقه ببنات ‘دورك بقي عشان تحكي ولا اقولك انا شايف استراحه‘  يلا ننزل ناكل حاجه‘  ولما نركب تحكى انتي بقا اتفقنا .
كارينا :اتفقنا يلا بينا.
نزلا الاثنان ودخلا الاستراحه وتناولا الطعام‘ وملئ روهيت تنك السياره ‘وعادا الى السياره وتحركا .
روهيت بشغف : يلا احكى بقا شويه عن حياتك  
كرينا بحزن:هبدأ كلامى عن والدى بحبو جدا انسان جميل ‘مقتنعش ببعض الحجات في الديانه الهندوسيه ‘وكان سمع من اصحابه ان في ديانات تانيه قرر انه يسال عنها ويختار منها‘فواحد  صاحبه  اخده معاه المسجد وعرفو علي امام المسجد ‘والدي ارتاح جدا للدين ده وحبه واتعلم كل شئ عنه ودخلو ‘اهلو لما عرفو هاجو عليه وكانو هيطردو من البيت لكن لانه كان حنين جدا عليهم ‘فادلو فرصه تانيه ولما شافو قد ايه هو بقي احن عليهم من الاول ‘استسلمو ورضيو بالامر الواقع ‘وقرر والدي انه يتجوز ودله واحد علي امي كانت جارتهم حبها من اول نظرها ‘وهي كمان حبته واتجوزو ‘طبعا اهلو كانو رافضين في الاول لكن معاملة امي الطيبه لهم ‘واهتمامها بيهم خلاهم حبوها ورضيو عنها ‘لكن السعاده مش بتدوم ‘والد والدة بابا ماتو ورا بعض في فتره صغيره ‘وكان والد ووالدة امي تعابنين ومحتاجين حد يراعيهم فانتقل والدي ووالدتي وعاشو معاهم ‘وبعد فتره ماتو وبعدها بفتره مات بابا وماما في حادثه عربيه ‘كانت ايام صعبه جدا عليا عشت فيها حزن كتير قوي كان عمري وقتها 11سنه ‘عمي شخص عادي ماكش بيتدخل في ديانتي ولا حياتي كنت عايشه معاهم وكاني عايشه لوحدي ‘ولما دخلت الجامعه كنت بروح الشركه اشتغل فيها معاه ‘ كان الموضوع بالنسبالى تسليه‘ وعشان اتعلم كل شئ عن دراستى فى الهندسه‘ اما عمى كان فاكرنى راحه عشان اعرف حقى فى الشركه‘ لان الشركه كانت بتعتو هو وبابا ‘وانا طبعا وريثته الوحيده‘ ما كانش مهم عندى موضوع الورث ده‘ لكن عمى كان فاكر انى هاطلبو بيه‘ فحاول يجوزنى ابنه بس انا رفضت عشان هو مش مسلم ‘وكمان كنت عارفه انو مرتبط بوحده تانيه‘ واخدت وقتها فتره كده زعل مع عمى بسبب الموضوع ده‘ وبعد كده خلاص ‘بس بعد فتره طلبت منه اسافر اى بلد ‘كانت فتره صعبه جدا عليا وما كنش ممكن افضل هنا ‘وفضلت اني ابعد عن الهند خالص عاي ‘جابلي شغل فى امريكا قعدت هناك سنتين مقدرتش اتحمل حياتهم عمليه وممله جدا‘واحساس الوحده مع الغربه كان صعب عليا فرجعت اشتغلت عندكو فى الشركه .
روهيت: طب ممكن اسال كنتى متديقه من الهند ليه ‘انت قولتى ان عمك سكت .
فتنهدت كرينا وامتلات عيونها بالدموع :اتصدمت صدمه جامده قوى مكنش ممكن افضل هنا كان فوق تحملي .
روهيت بتردد : صدمه صدمت ايه‘ قصة حب يعنى ؟
كرينا بالم : يعنى حاجه زى كده .
روهيت: ممكن تقوليلي ولا ده  سر يعنى ؟
كرينا بالم : لاء مش سر واكيد هتعرفه ‘ بس احنا وصلنا الفندق هناك اهو‘ وكمان انا تعبت بكره ان شاء الله احكيلك .
شعر روهيت بمدي الالم والحزن في كلام وعيون كارينا فلم يرد ان يثقل عليها.
روهيت : خلاص ماشى .
واوقف السياره امام الفندق الذى اشارت اليه‘ ونزلا معا ودخلت هيا للفندق لتاكيد الحجز ودخل هو لركن السياره ‘ثم عاد اليها وكانت وقد انهت الحجز واخذت المفاتيح‘ واعتطه مفتاح وصعدا للغرف ‘وقبل ان تدخل غرفتها نظر لها
روهيت: ايه رايك ننزل نتعشى سوا تحت بعد ما ترتاحى شويه .
كرينا: معلش انا تعبانه ومش هقدر انزل حتى مش هتعشي .
روهيت: مفيش مشكله انا كمان هريح ونتقابل الصبح .
كرينا: ان شاء الله
ودخل كل منهم غرفته
فى غرفة كرينا دخلت الحمام واخذت حمام دافئ وغيرت ملابسها وصلت ونامت من التعب ‘فهي لا تريد ان تفكر في اي شئ ‘كي تستطيع النوم.
فى غرفة روهيت دخل الحمام واخذ حمام دافئ وغير ثيابه وطلب العشاء وتناوله ‘‘وهو يفكر في هذا السر الذي تخفيه كارينا ‘وهل سيستطيع تفهمه ‘واستلقي علي سريره ونام من شدة التعب.
وفى الصباح استيقظت كرينا فى الفجر وصلت الفجر وجلست تقرأ الورد واثناء ما هى تقرا رن هاتف الفندق فردت.
كارينا :السلام عليكم .
روهيت: ،صباح الخير .
كرينا: صباح الخير .
روهيت: صحيتى ننزل نفطر سوا .
كرينا: اه صحيت نص ساعه وهكون تحت ان شاء الله .
روهيت بسعاده: خلاص هستناكى.

الطريق الصعبWhere stories live. Discover now