5_ كونى جميلة واصمتى !

11.9K 439 7
                                    

حين انهي الجميع تناول طعامهم , ورفع اخر الإطباق , أدارت فيلى رأسها وهى تنظر بقلق إلى دانيال .
- لقد انتهت الحفلة...هل ستتركني ألان ؟
- قد يكون تناول الطعام قد انتهى ...لكن التسلية قادمة .
- التسلية ؟
هز رأسه قائلا :
- تمثليتان نصف احترافيتين ...وشاب محلى ,ربما سيقوم بإسماعنا بضع أغان مشهورة .
- وكم سيأخذ هذا من الوقت ؟
رد بمرح :
- لست ادري ..قدر ما سيأخذ !
- لكن ...لا استطيع الجلوس هنا طوال السهرة وانا محط أنظار الحضور !
- لماذا لا ؟ استرخى وتناولي الشراب
تساءلت فيلى كيف لها ان تسترخي بحق السماء وهو يمسكها سجينة ...ربما من الأفضل لها ان تأخذ بنصيحته وتتناول كاس عصير يرطب حنجرتها التي جفت ...إنها بحاجة فعلا إلى ما ينعشها ويعطيها القوة لما تبقى من السهرة !
وهى ترتشف الشراب ,تقدم ستة من الأولاد ,ينظفون الباحة المربعة بين الطاولات كلهم يرتدون الأزياء الملونة الزاهية وتبدو عليهم إمارات الخفة والنشاط .
وقال لها دانيال :
- سيقدمون ألعابا بهلوانية ,ليسوا لامعين تماما لكنهم ممتلؤن حماسا .
كان على حق ..فقد قام الصغار بالدوران والتقلب حول القاعة إلى ان أحست فيلى بالدوار وهى تراقبهم..على الفور تعرفت على الرجل الذي دنا من الحضور بعد الفراغ من الألعاب البهلوانية مباشرة , انه نيفن بلاكمور ذو الوجه الدميم لكن الملئ بالابتهاج ...فسالت بفضول :
- ماذا سيفعل هذا الرجل ؟
- انه يقوم بالعاب الشعوذة ..فهو رجل متعدد المواهب .
كان مرة أخرى على حق. وقدم نيفن بلاكمور عرضا سحريا سريعا ومتحديا اثأر عاصفة من التصفيق والهتاف من الجميع بمن فيهم فيلى ...ثم خيم الصمت على القاعة بدخول شاب صغير اسود الشعر , ليقف وسط الساحة وفى ذراعه غيتار .
حدقت اليه فيلى ثم قالت باستغراب :
-يبدو لى منظر هذا الشاب مألوفا جدا .فمن هو ؟
- انه شاب من القرية ...هذه أول مرة نستخدمه فيها , حتى اننى لا اعرف اسمه، بلاكمور هو من رتب كل أمور التسلية .
جلس المغنى إلى كرسي مرتفع وبدا أول أغنية له..يرافق أغنيته بعزف رائع على الغيتار ...صوته رخيم جميل , لكن وجهه كان يكتسي بالعبوس بشكل يتنافر مع الكلمات الرقيقة للأغنية العاطفية التي كان يغنيها .
أمعنت فيلى النظر مجددا في شعر الشاب الأسود وعينيه ,ثم استدارت إلى دانيال , وهمست :
- انه يبدو ...حسنا ..هو مشابه لك تماما .
رد دانيال بحدة :
- هذا خداع نظر سببه الشموع .
فرددت اوليفيا بارتياب :
- ربما .
انهي المغنى وصلته الفنية ثم وقف لينحنى بعد عاصفة الاستحسان والتصفيق التي سمعها ...بدا وكأنه سيغادر القاعة فورا ..لكنه فى أخر لحظة وقف ليلقى نظرة قاسية سوداء نحو دانيال قبل أن يستدير ويخرج...ولم تكن فيلى بحاجة الى أن تكون قارئة أفكار لتعرف أن دانيال كان منزعجا بشدة من ظهور الشاب
أخر المشاهد كان لأكل النار ..وانهي تلك السهرة بنهاية رائعة باندفاع السنة النار تمر فوق جسد اللاعب النصف عار ثم تختفي داخل حلقة .
وحين غادر القاعة وسط التصفيق الحاد .

أحست فيلى بأسى لان الأمسية انتهت ولكنها ستتمكن ألان من أن تتحرر من قبضة دانيال الذي أرخى ذراعيه من حولها لتنزلق قدماها نحو الأرض التي بدت لها أنها تتحرك قليلا ...فرفت عينيها وهى تقول لنفسها ان سبب دوارها هذا هو الجو العابق بالدخان وهو الذي يجعل كل شئ يبدو كالضباب أمامها ..
وضع دانيال يده تحت ذراعها وهو يقول :
- سأوصلك إلى غرفتك .
بسرعة حررت نفسها منه :
- لا ..لن تفعل ...ليس الامر ضروريا .
- صحيح ليس ضروريا لكنه عذر جيد لى لأغادر المكان .
لم تستطع اوليفيا الابتعاد عنه وهما يغادران القاعة..هل ينوى المضى معها حتى باب غرفتها ؟ يبدو انه سيفعل ..وما الذى تستطيع فعله ؟
لاشئ إطلاقا ..فمحاولة الجدل معه عقيمة , والأفضل لها أن تستمر هكذا معه , ثم تقول كلمات وداع مؤدبة له حين تصل على أمل أن تكون هذه هي النهاية .
أخيرا وصلا إلى باب غرفتها , ومدت يدها نحو المقبض ..لكن يد دانيال أطبقت عليها كذلك وفى نفس الوقت ليفتحا الباب معا بطريقة ما . فقالت بعصبية :
- اه ...عمت مساء .
لكنه لم يكن يقف إلى جوارها بل أصبح داخل الغرفة . وبسخط عارم لحقت به ثم أدركت أن هذه أول غلطة رئيسية لها لأنه اقفل الباب ورائها على الفور ...
فصاحت :
- عذرا ! أنا من يجب أن أكون داخل الغرفة , وأنت من الجهة الأخرى للباب بكل تكايد .

السيد النبيل Where stories live. Discover now