« 05 »

29.1K 2.4K 3K
                                    

[أذكر اللّه يذكُرك]
________

|

|

{ أنا أنطق ما لا تجرؤُ أنت على التفكير فيه }

- ديستويفسكي

____________

|🔛

[الخامسُ ديسمبر، شتاءُ ألفين وأربعَة.]

تلاقَت عيونهما مرة أخرى قبلَ أن يمرَّ الفتى حادُّ الطبع من أمام الصغيرة كأنه لم يسمَع لها صوتَـا.

مرَّ من أمامها مفكّرا..

إستغرقتهُ اللحظة فيُشخِّصَ هالتها الغريبة تلك أثناء توجّهه للصالة التي أشارت لها السَيدة مادلين.

لولا الصغيرة لم تُقنعها جملة والدتِه تلك.

" إنها ندبةٌ لا تمحى،و قد أخفاها. "

جملةٌ لا يتوقف عقل طفلٍ لإستيعابها عند البوح بها فحَسب.

ركَضت قصيرة الساقين لاحقةً به ، تترُك والدتها و ماريسا يهتمّان بزوجيهما الوافدين تواً..

هي دخَلت الصالة ذات الأرضية الخشبية اللامعة بفَضل ليندا..
و كذا الأثاث المتناسق و الذي يبعثُ شعورا غامرا بالدفء و قد كَان هذا ما شعر به تايهيُونغ لحظةَ دخوله.

هو جلسَ على إحدى الأرائك المنتفخة قليلا يريحُ جسدَه ، لكن راحَته المؤقتة تلك قد إختفت عند سماعِ صوت لولا و خطواتها تقترب طارقةً على الأرضية.

- أنا.. أنـ.. -

- فلتنطقِ أو إنطلقِ. -

قاطعَ لعثمتهَا  فجفلت..
لم تكن نبرته غاضبة لكن صوته بدى كحدةِ نصلٍ و عميقا كجرحِ ذلك النصل إن غُرس.

ثغرها إنكَمش حين سألت

- ماذا؟ -

لم يُجبها، إكتفى بالإستلقَاء على الأريكة التي يجلسُ عليها مغلقا عيناه و خصلاته تبعثرَت على جبينه.

تنهد بهدوءٍ و بطء ثم أدارَ جسده مستلقيا على ظهره.

فتحَ عيناه ناظرا للسقف المنحوت بأجنحة صغيرة تكاد لا ترى، و فجأة أصبح وجهها الطفولي أمام مقلتيه.

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن