« 34 »

20.3K 1.7K 5K
                                    

السكُون الذي أحَاط محياه عندَما تفوّه بذلك قد بنَا حدُودا منعت لولا من معرفَة ما ضمَره و هنَا كان التحدِي...

هو لَن يخيّرها و لن يوحِي لها بالصوَاب، عليها أن تجده بنفسها وسطَ ظلّه.

إستلّت نفسا قويا أحسّت أنه نخَر بطنها لوهلَة ثم بصرَت بهُ حينا من الزمن..

تايهيونغ كانَ يتطلّع النافذة و يهزُّ رأسه بتسلسِل رتيب و هادئ كمُرهقٍ يستَمع لأغنية.

-- خُذي من الوقتِ ما ترغَبين...--
دمدَم لها.

مالَت برأسها للخلف، نظرَتها عميقة و عقلُها إنتحب..

-- سأودُّ الإستمَاع لك قبل أن أختَار. --
طالبت.

فإستدَار لها بوجه فاتِر يتفحّصها.

كانت تحتضِن ذراعيها لصدرِها لتوهمَهُ أنها المتحكّمة، القادرَة على كل يخبّئه لها و أكثر.

بيد أنّ هناك فرقا بين إحتضانِ الذراعين للصدر و شبكهِما و تايهيونغ يدركُ هذه التفاصيل.

إبتَسم عذبَ الشفةِ و دنا ناحيتَها حتى كاد ظلّه يقبّلها..

-- مجددا.. ذكيّة.--

صوتُه كان سوادا مطمورََا في حلاوة نظرته لحظة نطق الكلمَة، حتى لولا لا تعرفُ لما يغدُو هكذا حين قولها..

صمتت بنفسٍ أهوج و هو مدَّ يدهُ أسفلَ مجلسِها على حين غرّة يجعلُها تؤدّب ذاكَ النفس و تجفل ممسكَة بطرفي الكرسي.

أمسكَ المقعد بيدٍ واحدة و جرّها ناحيتَه أكثر.

جملَة "الأفكار تسَافر"  قد ناسبت لولا جدا في اللحظَة السابقة.

ركبتيهَا إرتفعت نسبيا عن طرفِ السرير بينما حرص تايهيونغ علَى تقليص المسافة قدر ما أمكنَه.

-- نحنُ نفُوق معايير البشَر قوةََ..--

لازالت تعابيرُ المفاجئة علَى وجهها من فعلتِه و ها هوَ ذا يخبرها بأنّ الأبطال الخارقِين لم يتم تخيّلهم من الفراغ.

عبَس بشفَته العليا فقط و حاجباه إنعقدا بينما يخفِض بصرهُ لكفّه و حرّك أنامله..

الرجُولة التي طغَت على ملامِحه أثناء تركيزِه قادرَة على الخنق.

-- حسَنا ليس كأننا نستطيعُ تحطيم قضبان زنزانةِِ و لكننا نحطّم عظامَ أي أحد بلمحِ البصر...--

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن