«41»

18.3K 1.7K 3K
                                    

_________

هل سيكُون آمنا التجوُّل دون أقنعتنا؟
هل سيكون آمنا أن نكون على حقيقتنا؟

|

🔛

_________

-- كان تنفُّسي و جسدي أثقل لعدة لحظاتٍ أدركت فيها أنَّ ما يحصُل من فعل ذلك الكيان المتخفي و القريب.

حاولتُ ضبط إيقاعِ قلبي لكنّه كان ينخفضُ بسرعة فائقَة وكنتُ كمن ينتَشل الماء بيديه العاريتين.

لحظاتٌ أخرى و طنينٌ قوي ارتفع في أذناي و مقدمة رأسي و حين حاولتُ التنفس مجددا انقبضَت رئتاي بشدة، كان ذلك حين رأيتُه...

بيتٌ صغير فوق التلة وكنتُ أنا هناك مع الرفَاق و أرورا و جميعُ مجموعتها، لكنني الوحيدة التي لا تراني بينمَا البقية يحاولون تجنّب النظر لي أنا التي تختنقُ على الجانب الآخر.

فجأةََ ارتفَع صوتٌ عالي كإنذار الكوارث و راح الجميع يركُض بفوضوية، لكن بعدها لم أعد أراهم بل رأيتُ المدينة..
مدينتي في النمسا تتدمّر و تحترق و الأرض أسفلهم، بل أسفَل الجميع كانت تتقشّع و تنوح بالحمم.

غطّيت عيناي كردة فعل لكن اختفى كلُّ شيء و رأيتُني أقف داخل مستشفَى ما.

كانت أمي و ليندا و ماريسا يقفن حولَ جسد أبي الهزيل على أحد الأسرة و يبدُو على وجوههم بالغ الحزن لكنهن سقطن في لحظاتٍ و كل ما سمعتهُ هو صراخهن و تألمهن لسبب ما.

لم أستطع الإقتراب أو العَودة لأن الأطباء تجمعُّوا خلفي يحاولون تهدئة مجموعَة غاضبة من الناس.

شعَرت بالحرارة ترتَفع في جسدي وأصبحتُ وحيدة في اللحظة التالية لذلك لأرى دماء في كل مكان، أرضٌ واسعة مليئة بالدماء فقط.

و بعدهَا صرخت و صرَخت بأقوى ما لدي بسبب ما رأيته.

لقد سقطَت السماء، هوَت كقطَع زجَاج محطم محدثَة جراحا في الأرض فبدت الدماء التي غطّتها سابقا كالنزيف.

أدركت أثناء ذَلك أنني أشهدُ نهاية كل شيء و لأنني استطعتُ شمَّ رائحة الدماء حتى فقد فقَدت المنطق الذي يقُول أن هذا مستحيل.

كان حقيقيا جدا، وكُنت أفقدُ نبض قلبي مع فقدانِي لذلك المنطق.

سمعتُ حشرجةََ ما

كصوتٍ خافت يحَاول نطق إسمي، و حاولتُ بقدر الإمكان التمسّك بالحياة بواسطته.

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن