«39»

20.1K 1.7K 3.4K
                                    

🔛|

لا زالت تشعُر بوجوده حولها كما اعتادت أن تفعَل لكن أقوى، أقرب، أدفء...

و بدَل أن يتهادى صوتُ غناءه لأذنها هي سمعَته يقُول

-- لقَد عُدت--

ففتحَت عيناها تشهَق.

لوهلَة ظنّت أن كل ذلك كان حلمََا و أنّ كما العادة اختلط الحلم بواقعِها للحظات.
بيدَ أنّها حين ارخَت قبضتها عن السترة و دفَعتها قليلا لتمدّ عنقها و تفتحَ عيناها جيدا..

كان كيانه الداكَن يقبعُ أمامها في الظلال الزرقاء للغرفة، أما ظلّه هو فكان يرقصُ خلفه على الأرض و المرآة أعلى الخزانة صوّرت لها انعكاسها و الضياعُ الذي خلَّفه ذلك الحلم علَى ملامحِها. 

بدت لها تلك اللحظة غير حقيقية ، فهي حين تنظر لظلّه  لا تنفَك تراه يتحرك  تحت لون الغسَق الذي تمُدّه النافذة عليه و عليهِما.

و إن كانت لا تنوي تحركًا فتقدّم كيان تايهيونغ الداكن قد جعلها تفعل و حتى لو أنها فكرت باحتمالية يونغي لكن هذَا الشعور داخلهَا يخبرها بقربه كما اعتادت دوما في الآونة الأخيرة.

   ظلّه  الذي كان يرقصُ في العدم  قد سكن و هو يملئهَا بحضور صوته 

-- هل أيقظتكِ؟ -- 

           كان ذلك غامرًا للغاية ، فهي قد نامت على غيابه  لكنه أمامها الآن...

ذلك جعل لُولا تشهقُ بسعادة و تترك السترة لتقعَ أرضًا ، في حين أن جسدَها ارتفع بوضعية  جُلوس على نار و صاتَت

-- لقد عُدت.. حقًا؟ 

أرجوك، هذا ليسَ حلما ؟--

هي شعرَت بغباء سؤالها قبل أن تتلفَّظه لكنّها احتاجت لذلك.

سمعتهُ يقهقِه وسطَ  الظلام الطفيف في الغرفة و هي لا تستَطيع منع الرغبَة برؤية وجهِه تغمرُ صدرها...

ثمّ عاد هدوئُه المعتاد ، البطيء و الساحر و قد شعرَت لولا بأنه لا ينظُر لشيء غيرها.

مجددا همَس صوتُه عندما كادت تنهض لفتح الضياء مسرعة لترَاه

-- ربمَا تحتاجينَ قرصَة لتتأكدِ. --

و ما أرادته لولا منذُ أن فقدت تايهيُونغ داخل حلمِها قد تحقّق..

هو اندفعَ يضمُّ جسدها كافَّة داخله ، في أعماقه لو استطاعَ و في عدمِه يذيبُها لو كان بيده.

〖️داكِنْ ☬️ DARK〗️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن