الفصل الخامس:-أسدٌ خيالي.

192 60 96
                                    

«بحقِ خالق الجحيم مَن أنت!»

نطقت بذعرٍ صائحة وهي تتراجع للخلف مرعوبة منه. كان هو يقف متسمرًا في مكانهِ وكأنّهُ قَد تم تجميدهُ، ويحدق بها وشرارةٍ من الغضب تقدح في عينيهِ الحادة.

سَمعت هارونا صوت يو وهي تصرخُ عليهِ فخرجت من المنزل الذي كانت فيهِ مسرعة نَحو الذي بجانبها والذي فيهِ يو وهي تصرخ:-

«يو هل أنتِ بخير؟ هل حصل لكِ شيء؟»

خرج بقية الرفاق على صوت هارونا المتسائل، وأتجهوا خلف هارونا ليدخلوا المنزل مسرعين، ولكن الباب أُغلق في وجوههم بقوة، ولم يسمعوا إلا صراخ يو الثاقب للأذن، ليتملكهم الرعب بدورهم.

«يو افتحي الباب! ما الذي يجري معكِ؟ ماذا هناك؟ افتحي الباب لنا!»

تقدم كين منفعلًا بقلقٍ وأخذَ يطرق الباب بقوةٍ طالبًا فتحهُ بسرعة، ولكن لم يحصل على ردٍّ لمطلبهِ.

داخلَ المنزلِ تقدم الرجل بزيهِ الملكي نَحوَ يو ببطئٍ شديد بعدَ أن أغلقَ الباب، وأخذَ يزمجرُ بصوتٍ غاضبٍ للغاية بينما ينظر شزّرًا لها ويتلفظ كلماتهِ بصوتهِ الغليظ الغاضب قائلًا وصدرهُ وذراعيهِ ينتفخانِ بعضلاتهِ بشكلٍ مرعب حتى بدت ثيابهُ كأنّها ستتمزق من قوتهما:-

«أيّها الحثالة... ما الذي أتى بكم لها!»

بصوتٍ شبهِ خافتٍ تلفظ ما لديهِ ثم بات يرتفع صوتهُ شيئًا فشيئًا حتى أخذَ يصرخُ بقوةٍ بوجهِ يو مخاطبًا إياهم كلهم. تسارعت أنفاسهُ وهو يخطو خطواتهِ نحو يو التي باتت تتراجع للخلف وحائرة بماذا تفعل وكيف تهرب. بدأت ملامحِهُ تتغير بشكلٍ غريب، وأنقلب لون عيناهُ من الأخضر إلى الأصفر اللّامع وبدأ جسدهُ يتضخم بشكلٍ مرعب.

«مَهلُكَ قليلًا، لم نفعل شيئًا أقسم لك، فقط فتشنا المنازل!»

قالت يو موضحة علّهّ يهدء ولكنه لم يهتم لكلامها وأخذ يزمجرٌ بصوتٍ غليظٍ جدًّا أكثر من غلاظة صوتهِ قبل قليل:-

«كان يجب أنّ أكونَ فقط أنا هنا!»

«يو ما الذي يجري؟ من معكِ هناك! افتحي الباب!»

صرخ جتسو وهو يحاول فتح الباب بما لديهِ من قوة مع بقية الرفاق إلا أن الباب كان يأبى أنّ يُفتح كأنَّهُ أُقفلَ بعدة أقفالٍ قوية.

بدأ جَسدُ الرجلِ يتضخم بشكلٍ غريب ويَظهر لهُ فروٌ صحراوي اللّون، مما جعل يو تُصعق من شدّة الصدمة. تحولت زمجرتهُ الغليظة لزئيرٍ قوي ما أن أصبحَ ضخمًا جدًّا وتحول بالكاملِ إلى أسد حطم جزءً كبيرًا من المنزل، ومِنْ ضمنهِ مقدمة المنزل، مما جعل الخمسة في الخارج يبتعدون بسرعة حتى لا يصاب أيُّ أحدٍ فيهم بأذى.

تساقطت الأغصان المتينة والرفيعة على الأرض وأخذَ الأسدُ يضربُ بقدميهِ الأرض ويأخذ وضعية الهجوم ليهاجم يو التي سقطت على الأرض وكانت تحاول الأبتعاد عن الأغصان الساقطة بعد أن تَمكنت من الاِختباء تحت الطاولة لكي لا تتأذى بسقوطهم عليها.

إلى العالم المَجهولTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon