الفصل الثامن:-مُرشد.

142 53 51
                                    

انَ اليأس قد تملكهم جميعًا، والأرهاق قد عانقَ أجسادهم رافضًا تركها. لم يعشر أحدهم بهكذا ضياعٍ في حياتهم أبدًا. كانوا تائهين في مكانٍ مجهول لا يعرفوا سبب مجيئهم لهنا وغير مستوعبين لكلِّ ما يحدث.

عمَ الصمتُ بينهم لبعضِ الوقتِ، وكانَ وكُلّ واحدٍ فيهم يتفكر بمفردهِ بالوضع الذي هم فيهِ عبثًا منهم لإيجادِ حلًا للخلاص، ليعاود مجددًا متسو كسر الصّمت بطلبهِ قائلًا بنفسِ نبرتهِ الهادئة بينما يعانق بيديهِ قدميهِ شادًا إياهما نحوَ صدرهِ وملتفتٍ برأسهِ ناحيتهم حيث يجلسون على يسارهِ:-

«لم تعرفوني بأنفسكم.»

حدقوا فيهِ لبعضِ الوقتِ قبل أن يستوعبوا موقفهم، فتولى كين زمام الأمور وعرف عنهم جميعًا.

«أنا كين وهذهِ أُختي يو.»

وأشارَ لحيث تجلس يو بجانب أكي، ثُم استطردَ مكملًا:-

«هذا روي، وهذهِ أكي كلاهما من عائلة واحدة. وهذا جتسو وتلك هارونا وأيضًا كلاهما من عائلة واحدة.»

أومأَ متسو متفهمًا وتبسم لهم جميعًا قَبلَ أن يتحدث بجديةٍ، جعلتهم يخرجون من جو اليأس ويضحكون قليلًا:-

«سأواجه صعوبة بحفظِ أسمائكم.»

«سيكون الأمر سهلًا لا تقلق.»

بينما تُقهقه بخفةٍ قالت هارونا كلماتها مطمئنة متسو، ليبتسم بدورهِ بهدوءٍ ويعاود تحديقهُ بالقمرِ. عمَ الصمتُ بعدها مجددًا وما رضي جتسو أن يسيطر ذلكَ الصمت على المكان فتحدثَ مخاطبًا متسو ومستفهمٍ أكثر بشأنهِ:-

«منذ ثلاث أسابيع أنتَ مختفي، أيّ أنتقلت لهنا منذ قرابة شهر.»

اومأ متسو مؤيدًا كلام جتسو ليكمل الآخر قائلًا:-

«ماذا كُنتَ تَفعل خلال هذهِ المدة؟»

عقد المعني صدغهُ وبدا كأنّهُ يذكر مغامراتهِ هنا، وكان الجميع متحمسًا لإجابتهِ، فتلفظ أخيرًا بعدَ أن فكَّ عقدتهُ متحدثٍ بهدوءهِ المعتاد:-

«الهرب والاختباء.»

ابتسم ستتهم بسخريةٍ لإجابتهِ هذهِ، فتلفظت أكي متساءلة وعقبتها هارونا معلقة:-

«فقط؟ لم تستطع فعلَ شيئًا آخر؟»

«أجل، كأن تستكشف المكان، أو تجد شيئًا يجعل لوجدكَ هنا غاية؟ أو تعرف غاية وجودكَ هنا أصلًا.»

«لم يتسنى لي الوقتُ لذلكَ كُنتُ أهاجم مِنْ قِبل الحيواناتِ بشكلٍ مستمر، حتى أن النوم صعبٌ هنا.»

«كيفَ ذلك؟»

تساءلَ كين قاطبًا حاجبيهِ، ليجيب الآخر:-

«صدقني آخر مرة أردتُ النوم فيها كدتُ أن أُصبح وجبةً لتلك الأفعى السوداء.»

إلى العالم المَجهولWhere stories live. Discover now