الفصل التاسع:-منصة.

137 51 46
                                    

داخل غُرفة واسعة علا سقفها قبة زُينَت برموزٍ ورسوماتٍ يَعجِز عن فهمها لغرابتها، توسطتها ثرية قُسمت إلى ستةِ أجزاءٍ، كلِّ جزءٍ منها تشكلَ على شكلِ رقم لاتيني وتدلى منه خيطٌ رفيع بالكادِ يُرى إلا تَحت أنعكاسِ الأشعةِ عليهِ. أتصل خيط كلُّ جزءٍ منها ببعضهِ الآخر، وامتّد إلى الأرضِ حيث نُصبت المنصة الصخرية.

منصةٌ صخرية خماسية الشكل حُفرَ على كلِّ ضلعٍ من أضلاعها ثقبٌ يتسع لحجرٍ صغير، ثقبان مُلئا بالدماء والثلاثة يشعان بإشعاعٍ خافتٍ. وفي المنتصف حفر ثقبٌ سادس، إشعاعه غلبَ على إشعاع باقي الثقوب.

أُحيطت المنصة ببركةِ مياهٍ فصلتها عن أرضية الغرفة المزخرفة، مُلئت بمياهٍ أنصبت مِن جوانب المنصة، من بين الفتحات المُتأكلة للصخر.

كانت تَقبع هذهِ المنصة وسطِ قَصرًا هائلًا بُنيَ مِنْ الزُمرد. كانَ يَقف بشموخٍ أمامَ تِلكَ المنصة رجلٌ ذو شَعرٍ أبيض اللون طويلٌ يلامس أكتاف ظهرهِ، ذو عينانِ تميزتا بلونهما الأصفر، أكتسب عيناهُ حدة عين الصقر كما لونهما.

كانَ منتصبًا قُربَ بركةِ المياهِ بمسافةٍ قليلة ورغبةٍ بداخلهِ كبيرة وملحة بأن تلامس يداهُ المنصة. الأشعاع الذي يُحيطها يَمنع أيَّ شخصٍ بالاقترابِ منها، ولا يزولُ ذلكَ الأشعاع إلا باجتماعِ حاملي الزُمرداتِ جميعهم حولها لتأدية الغرضِ المنشود.

لم تَحوي الغرفة على أيّةِ أثاثٍ كما غُرف باقي القصر عدا هذهِ المنصة، كانت خالية تمامًا، وفيها بابٌ كَبيرٌ مِنْ غيرِ مقبضٍ، وكأنّهُ يُفتح بالسحرِ.

كانت القبة التي توسطت سقف الغرفة حاوية على فتحاتٍ يَمر من خلالها أشعةُ الشمسِ نهارًا، وضوءِ القمر الفضي عندَ غياهب الليل.

لباسٌ ملكي أبيض اللون وعليهِ زخارفٌ ذهبية عند الحواف، يرتدي فوقهُ رداءٌ فضفاض كساهُ اللون الذهبي أكثر من الأبيض الذي جاءَ بزخرفاتٍ فقط، يديهِ خَلفَ ظهرهِ متشابكتانِ ورُدَّنَي ثوبهِ العريضين متدليانِ إلى الأسفل، شاردّ الذهنِ يُحدق بالمنصة التي راحت تدور بشكلٍ مفاجئٍ مما جَعلهُ يوسع عيناهُ تعجبًا ويتلفظ بصوتٍ خافتٍ أحتوى على نبرةِ الصدمة:-

«لقد دخلت!»

لمَ يُكمل استيعابهُ للوضعِ حتى فُتحت البوابة الخاصة بالغرفة على مصرعيها ودخلَ مَنْ قد هاجمَ الرفاق الستة في تِلكَ القرية بملامح وجههِ الممتعضة منحنيًا برأسهِ للذي كانَ داخل الغرفة وقائلًا:-

«سيدي.»

«زانث! لقد دارت المنصة!»

صَدحَ سيدهُ بصدمةٍ مخاطبًا إياها، ومشيرًا بصدمةٍ للمنصة وبدا وكأنّه للآنِ غير مصدقًا لما رأه. شاركَ المدعو زانث صدمة الآخر مِنْ تَحرك المنصة وأقتربَ لكي يرى ما إذا كانَ ذلكَ صحيحًا أم من وحي خيال سيده.

إلى العالم المَجهولWhere stories live. Discover now