الفصل السابع:-تائهٌ آخر.

163 54 40
                                    

أرضُ الغابةِ الغير مستوٍ، والحجارة الكبيرة منها والصغير بكلِّ مكانٍ يعيق جريهم هربًا من الأفعى السوداء الضخمة. لم يكونوا يعرفوا ماذا يفعلون ويدافعوا عن أنفسهم فلم يكن لديهم سوى سيف الفتى الزُمردي الذين للآن لا يعرفون هل هو معهم أم ضدهم.

كانت سريعةً للغاية بحركتها المتموجة رغمَ ضخامة حجمها، حتى أنها قد حطمت بعض الأشجار بضربها عن غيرِ قصدٍ بذيلها.

كان المصاب فيهم يجري ويحاول مقاومة الألم بجسدهِ واللحاق برفاقِ إلا إنّهُ لم يتسطع ذلكَ، فراح يتحرك يمينًا وشمالًا وهو يجري لكي يشتتها عن ألتقاطهِ بلسانِها السميك.

«اللّعنة أنها أفعى مِنْ أينَ تعلمت حركات الضفدع هذا!»

صرخَ جتسو غاضبًا ومتذمرًا بنفسِ الوقتِ على استخدام الأفعى للسانها لأمساك روي. عَقبت يو جتسو صادحةً بصوتها المذعور وهي تجري:-

«لماذا كُلَّ شيءٍ هنا ضخمٌ هكذا!»

كانت نبرتها شُبه باكية وهي تجري وتتلفت خلفها نحو روي وتتعثر بينَ حينٍ وآخر بالأحجارِ وتموجات الأرض من علوٍ وأنخفاضٍ، ولم يكن الآخرين مسيطرين على الوضع فقد كانوا كما هي، حتى أن أكي سقطت على الأرض عدةِ مراتٍ وتسبب لها ذلك بعدةِ جروحٍ بقدميها.

«روي تَحرك بسرعة!»

نادت هارونا روي مشجعةً إياهُ ولم تخلوا نبرة صوتها من القلق والرعب لحجم الأفعى السوداء، ولكن روي لم يردَّ عليها واستمر بمحاولة الوصل لعندهم حينَ تقدموه بالجري.

كان الفتى الذي تقدمهم جميعًا يستمع لهم، ولكن الخوف قد تمسكَ بقلبهٌ وأبى أنّ يتركهُ ليساعد روي. لم يعرف حقًا ماذا يفعل أنّ واجهَ الأفعى بمفردهِ ولم يتغلب عليها، حينها سيموت هو، وهذهِ الفكرة كانت ترعبهُ، فقررَ تجاهل الأمر وشعورهِ بالذنب والمسؤولية ومواصلة الهرب، إلا أنّ صراخ روي حينما أمسكتهُ الأفعى قد كسرَ خوفهُ تمامًا وكأنّهُ هو الذي أمسكتهُ الأفعى، لذا توقفَ عن الجري والتفتَ خلفهُ ليرى أن الأفعى تَسحب روي لداخلِ فمها.

علت صراخاتُ الرفاقِ المذعورين من المنظر، وتقدمَ بعضهم يرمي الأفعى بما تتلقفهُ يداه بيأسٍ منهم محاولين جعلها تترك رفيقهم وشأنهِ. لم يستطع أن يترك الأمر يحدث فحسب فتحركَ بكاملِ سرعتهِ راكضًا نحوَ الأفعى، وما أن اقترب منها رفعَ سيفهُ بوجهِها وبحركةٍ سريعة كان قد قطع لسانها ليسقط روي على الأرضِ متألمًا.

تَقدمَ جتسو مسرعًا نحو روي ليطمئنَ عليهِ لتتبعهُ هارونا ثم البقية، وراحَ الفتى الآخر يطعن الأفعى بسيفهِ. وجهَ طعنةً لها بأحدى عينيها فجعلها تتلوى ألمًا وتصدر فحيحًا حادًا أفزع الآخرين.

سَحبت ذيلها ووجهتهُ بحركةٍ قوية نَحوَ الفتى لتصفعهُ بهِ وتلقي بهِ على إحدى الأشجار. ما أن سقط الفتى على الأرضِ بعد ارتطامهِ بالشجرة، هاجمتهُ الأفعى فاتحةً فمها بوسعهِ ومبرزةً أنيابها الضخمة التي تدفق منها السم، كانت ستجعل الفتى يتبلل بسمها الذي أحرق الأرض ما أن سقط عليها، ليفزع الفتى ويوجه سيفهُ لأحدِ أنيابها لينصدم بأن الناب قد أنقطع وراحت الأفعى تصرخ بفحيحها متألمة.

إلى العالم المَجهولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن