الفصل العاشر:- حقائقٌ صادمة.

100 44 25
                                    

صفيرُ عصفورٍ أيقظهم من نومهم بَعد مرورِ قرابةَ يومًا كاملٍ وهم نائمين. نهضوا وأحدهم يُحدقُ بالآخر غيرِ مستوعبٍ للوضع، حتى شيئًا فشيئًا تذكروا كلَّ شيء وقلبوا أنظارهم بالمكان علَّ ما تذكروهُ ما كان إلا حلمٍ عابرٍ فحسب، إلا أن المكان كانَ كما هو والزُمردات موجودة، وكما تسوكي الصغير حاضرٌ في المكان بهيئتهِ الآخر كطائرٍ صغير جميلُ الشكل.

كانَ ريشهُ اللامع بنيٌ بتدرجاتٍ مختلفة ومزينٍ بريشٍ أصفرٍ مائلٌ للذهبي بشكلٍ جذاب، ذو منقارٍ متوسط الطول وعيناهِ واسعتانِ بلونٍ أسودٍ عكس لونهما البُني حينما يكون على هيئةِ قزمٍ.

بلحظةٍ تلاشى الريش متحولًا لبشرةُ واختفى المنقار وتحولَ لأنفٍ صغير، عادت العينانِ لمكانهما وعادَ لونهما للبني وشعرهُ للأسود الحالك كما لون عيناهِ بهيئةِ الطائر. الثياب التي يرتديها تبقى على جسده عندما يعود لهيئةِ القزم، وكأنها تختفي حينما يتحول لعصفورٍ وتعود حينما يعود كبشري ضئيل الحجمِ.

«لقد استغرقتم طويلًا في النَّوم.»

قالَ الصغيرُ متبسمًا بلطفٍ، والصمتُ لازمَ السَّبعة لبعضِ الوقتِ حتى نطقَ كين متساءلًا:-

«كم من الوقت نمنا؟»

«تسعةَ عشرِ ساعة.»

أجابَ تسوكي بسرعةً بينما يتجه نَحوَ السلم حَيث خبئَ تحتهُ شيئًا ما. همهم الرفاقُ متفهمين جوابهُ ولم يتحدث أيًّا منهم عن أسبابِ استغراقهم بالنّوم فجميعهم يعلمون السَّبب.

كانَ تسوكي قد استغلَ وقتَ نومهم بأحضارِ طعامٍ كافٍ لهم من ثمارِ الأشجارِ المختلفة، وهذا ما جعلَ الرفاق يستغربون قليلًا فكيفَ توجد فواكهٌ هنا والأشجار غريبة للغاية بالنسبة لهم. لم يستطيعوا أن يتحفظوا بأسئلتهم أكثر بعد الآن لذا أخذوا بطرحِ ما لديهم من الأسئلة متأملين الحصول على الإجابة الواضحة لها.

«من أينَ جئتَ بهذهِ الفواكه؟ هل لديكم أشجار طبيعية ليست غريبة هنا؟»

تَحدثَ روي أولهم طارحًا سؤالهُ الذي كان هو نفسه السؤال الذي رغبوا بطرحهِ، ومُمسكًا بتفاحةٍ حمراء بدت شهية للغاية بالنسبة له. كانَ تسوكي قد قررَ أن يشرح لهم بعضًا من النَّقاط المبهمة بالنسبة لهم وأجابتهم على الأسئلة التي تدور بخلدهم مهما كانت وحسب معلوماته فقط، فأجابَ روي موضحًا:-

«لا أعلم ما هي هذهِ الأشجار الطبيعية التي تتحدث عنها، الأشجار هنا هي طبيعية بالفعل، وأما عن سؤالك عن من أين جِئتُ بها فهي من الأشجار التي رأيتموها على الأغلب خلالَ سيركم بالغابة.»

«الأشجار ذات الأوراق مختلفة لون الأوراق تعطي ثمارًا ليست غريبة هكذا؟»

كانت هارونا تأخذ عضّة من كلِّ نوعٍ من الفواكه لتتأكد من أن طعمها لا يختلف عن التي في عالمهم الواقعي بينما تلفظت سؤالها، وقبلَ أن يجيب تسوكي أضافت مندهشة وعيناها اتسعتا وهي توزع أنظارها بين بقية الرفاق:-

إلى العالم المَجهولWhere stories live. Discover now