الجزء 2

253 8 0
                                    


سكینة : إسمٌ جمیل أغبِطُكِ حقاً ، إنه إسم أُمي الزهراء هنیئاً لكِ

زهراء : أجل أنا أُحِب الزهراء أیضاً لكن لم ألتفت یوماً إلى أهمیة إسمي وقیمتهُ ، ثم إنكِ أنتِ أیضاً تمتلكین إسماً لشخص عزیز على

قلب الحُسَیْن .

سكینة أومأت موافقةً لها الرأي : بالطبع أنا مُدرَكة لذلك ، وإن لُكل شخصٍ من إسمهُ نصیب .

تابعت الفتاتان حدیثهما ولَم یُلاحظا إن الوقت كان یمضي بُسرعة من لذة الحدیث وأي حدیثٌ أعظم من الذي تضمن ذِكرُ أهل البیت !

كما ذكره النبي ص

وتجاذبتا أطراف الحدیث حتى وصلتا إلى نُقطة إنتقال سَكینة إلى هذه المدرسة في هَذِهِ السنة ، لإنها مدرسة مُعتبرة وأغلب طالباتها

تخرجن بمُعدلات عالیة ، إلا إن سكینة على یقین إن لله حكمةً في كُل فعلٍ وإن كان بسیطاً

فإنتقالها فیه حكمة رُبما تُكشف لها وربما لا ، تعالى الله أحكم الحاكمین .

بعد أن تعرفتا على بعضهما البعض رأت كلاهما إن هُناك تجاذب كبیر بینهما ولَم تعلم أيٌ منهما إن وراء هذا الالتقاء قصص عظیمة

وأحداث كبیرة ستحدُث مُستقبلاً .

قاطعَ هذا الحدیث الروحي وصول الاستاذة وبدأ الدرس ،

یوماً بعد یوم وجدت زهراء الجانب المفقود في حیاتها ، كان ینقُصها رفیق مُخلص

أو مُرشد روحي كي تصل إلى الكمال

إلى كُل ما غاب عنها من الأسرار الوجدانیة لإن سكینة كانت "مكتبة مُتنقلة" القلب الذي أطلقتهُ زهراء علیها

لانها كانت مُلمة بأغلب أمور الحیاة رغم صغر سنها وقلة خبرتها إلا إن قرائتها المُستمرة للكُتب كانت حصیلتها خبرة تُغنیها عن

الكثیر من التجارب .

وبعد إسبوعین تقریباً ومع بدأ الواجبات الیومیة إكتشفت سَكینة إن لیس لزهراء هدف ، كانت حقیقة مُرعبة !

بدأ الامر عِندما طلبت الاستاذة الواجبات منهن وإذا بزهراء لم تكتُب الواجب ، إنصدمت سَكینة في بادئ الأمر إلا إنها قررت في

ذاتها أن تنتظر إلى الفُرصة حتى تسألها عن السبب ، كانت مُتأنیة دائماً و تُحسّن الظن بالآخرین إتباعاً لقول المعصوم: (إحمل أخاكَ

على سبعین محمل) .

وما إن دق الجرس وإنتهى الدرس وإذا بسكینة تسألها بلهفة : لماذا لم تكتبي الواجب ؟

زهراء أجابت ببرود : لم یَكُن هنالك وقت كافي ،

سَكینة : حقاً ألم تكُن ساعات الیوم بطوله تكفي أن تأخُذي رُبع ساعةٍ منها لإنجاز واجبكِ ؟

رواية احبك بروحيWhere stories live. Discover now