الجزء 9

58 2 0
                                    

كان یوماً حافلاً بالتفاصیل ، یجدر بها أن تُدون الأحداث في دفترها "المُقدس" الذي تركته فترة من الزمن عند لقاءها بسكینة ولكنها

سُرعان ما عادت إلیه.. الوحدة مُرة

إلا الوحدة بوجود الله ، قمة الأُنس.

كان من بین الأحداث المُهمة هو وجود سَكینة الصغیرة المُتوقع حضورها لعالم الدُّنْیَا بعد ثمانیة أشهر ، وكیف إن الله إستطاع من

خلال عطاءهِ أن یُغَیِّر قسوة قلب عمها وزوجته و وافقا على إكمال دراستها الجامعیة بشرط أن تدخُّل مجموعة طبیة ، لم یَكُن صعباً

هذا الامر علیها لانها بالفعل في وقتٍ مضى عرفت سر الوصول الى أي شيء تُریدهُ .. الجد والتوكل على الله !

بعد عدة أیام أتمت إمتحانات نهایة السنة الوزاریة

بالتأكید كان صعباً تقبل الوضع من غیر وجود رفیقتها ..

الا إن صاحب الزمان الزمان كان حاضراً بقلبها دائما لم یُفارق ذهنها ، عندما تبدأ الامتحان وتقع عینها على ورقة الأسئلة تضع

یدها على رأسها وتقرأ دُعاء الفرج "اللهم كُن لولیك.." على الرغم من الانتقاد المُستمر لها إلا إن عقیدتها كانت ثابتة كالجبال !

وفي منتصف رمضان إنتشر خبر النتائج في أرجاء القطر كالوباء ، الجمیع یُرِید معرفة نتیجة أولادهِ مهما كان الثمن ، الصبر صعب

!

كان عمها مشغولاً كالعادة وفاتن لا تستطیع التحرك حِفاظاً على الجنین ، لذا لا تستطیع التفوه بكلمة فتقبلت الوضع بالصبر وإن كان

من غیر إختیار إلا إنها كانت مُستأنسة وزادها الصبر یقیناً برحمة الباري الذي لا ینسى أحداً

كان المُتفق أن تنتظر عمها لیلاً لكي یجلب لها النتیجة ، فقررت أن تتوجه لله وتصلي ركعتا الاستغاثة بالسیدة الزهراء ، وبعدها

أخذت قیلولة ..

أحدهُم یُنادي بأسمها بصوت عالي وسط جموع غفیرة : هل أنتِ زهراء ؟

فتُجیب بخوف من هول المنظر : نعم إنها أنا

فیردُ علیها : إن الله یجزي الصابرین ، هَذِهِ هدیتكِ من صاحب الزمان ولكن عَلَیْكِ الثبات في هذا الطریق

مُعدلكِ هو تسع وتسعون من مئة ، لا تنسي إن الله یبتلي المؤمنین وإن الثبات مطلوب كي تنجحي في الاختبارات

الآن یُمكنكِ الانصراف .

إستیقظت على صوت آذان المغرب والأمان یملأ قلبها كالماء البارد یُطفئ النیران .. كانت رؤیا جمیلة

إلا إنها قالت في ذاتها إن دیننا هو دین الحقائق والواقع ولیس دین الأحلام على الرغم من الشعور الرائع بصدق الرؤیا ولكن لا ضیر

من الانتظار ، لذا سأنتظر عمي .

بالفعل جاء وبعد الصلاة والعشاء توجه نحو مكتب الانترنت وبعد ساعة عاد فرحاً یُردد الصلوات : مُبَارَك لكِ زهراء أفرحتیني حقاً

مُعدلكِ تسع وتسعون ، هُنَا لم تستطع حبس دموعها ، بصمت إلا إنها تمتمت ببضع كلمات ..وهي

الحمدُلله الحمدُلله على نعمة المهدي !

أجل إمتزج عِشقهُ بدمها و روحها ، وكأنهُ الفناء اللامُنتهي !

حضنها عمها وقبلها على رأسها وكذلك فاتن ، بعد ذلك توجهت نحو مكانها المُفضل الذي یحتوي سجادة الصلاة

سجدت سجدتي الشُكر وبكت بُكاءاً كثیراً ، حمداً وإقراراً بالنعمة وحُباً وعِشقاً وهُیاماً وسألت الله الثبات كما طلب منها الرجل في

المنام ، وبعدها كتبت سلسلة من الامور التي یجب أن تلتزم بها بأعتبارها ستكون طالبة طب

ستبدأ مرحلة جدیدة في حیاتها ، الأمر مُمتع أن تلتقي بالمُجتمع .. أن تُثقف وتُمهد لصاحب الزمان بین شرائح هذا المُجتمع .

سألوها أهلها أن تطلُب هدیة فطلبت أن تذهب لزیارة جمیع المشاهد المُقدّسة للائمة المعصومین في العراق

وكذلك شراء كُتب من هُناك ، فالآن حان الوقت أن تتسع مكتبتها !

فإعداد النفس یبدأ من القراءة والكُتب .

إنقضت العُطلة الصیفیة وبدأ التسجیل في الكُلیات ، ذهبت مع عمها الذي أصبح یمشي بفخر وهو معها ، سُبْحَان الله الطبیعة البشریة

عجیبة .

وبینما الجمیع مشغولون في عملیة التسجیل طلب موظفوا التسجیل منهم الانتظار ، فشعر عمها بالعطش

فتوجه نحو النادي كي یسدُ ظمأهُ وبعد أن عاد أخبرها أن أحد جیرانهم یدرُس هُنَا وإن إسمهُ علي في المرحلة الثالثة إن إحتاجت

للمُساعدة تذهب إلیه ، بالطبع مفاهیمها تختلف عن مفاهیم عمها ولكنها لیست بصدد أن تعترض فأشارت له مُوافقةً دون أن تُعیر

للموضوع أدنى أهمیة .

رواية احبك بروحيWhere stories live. Discover now