الجزء 10

65 2 0
                                    


كانت زهراء كأغلبیة باقي الطالبات اللواتي یحملن فكرة إن الحجاب لا یقتصر فقط على "العباءة" لذا كانت ترتدي الشيء المُحتشم

والذي یُریحها عند الحركة أو كما أقنعت نفسها بذلك !

لذا كانت تذهب الى الجامعة برداء الجُبة الاسلامي الفضفاضة نوعاً ما ، إلا إنها كانت مُدرِكة وكما نُدرك جمیعاً

إن الجُبة لا یُمكنها سِتر كامل البدن تماماً ، ولكن هكذا تجري الامور .. عند رؤیتها الاولى لمُجتمع الجامعة

تعجبت كثیراً وإندهشت كیف یُمكن التبرُج أن یَصِل لهذا المستوى المُتردى وكیف إن الطالبات أصبحن عارضات أزیاء !

حتى الشباب كیف لَّهُم أن ینظروا إلى ما حرم الله ، كیف یُضیعون الصلاة أول الوقت !

خلال أسبوعها الاول في الدوام لم ترَ ولا حتى طالباً واحداً في مُصلَّى الرجال ، شعرت بالضیق حقاً

وحدثت نفسها : الآن علمتُ حقاً لمَ لا یظهر صاحب الامر ، من سینصرهُ إن ظَهر ؟

المُستهینات بالحجاب أم المُضیعین الصلاة ؟

في أحد الأیام كانت قد وصلت مُتأخرة للمُحاضرة ، فأعتذرت من الأستاذ وأرادت أن تدخُّل ولكنه لم یسمح لها

تضایقت كثیراً وتسائلت أین یُمكنها أن تدهب في مثل هذا الوقت فجمیع البنات اللاتي تعرفهن في داخل المُحاضرة

لذا قررت أن تدهب الى المُصلى فهي دوماً تشعُر بالأمان والراحة هُناك وكأن الملائكة تحضُر ولیس ذلك ببعید !

الذي جذب نظرها هو حذاء رجالي أمام مُصلَّى الرجال ، فرِحت كثیراً وقالت مُبتسمة : یبدوا إن هذا المكان لیس متروكاً وتابعت

طریقها نحو مُصلَّى النساء المُجاور لَهُ تماماً ، كان فارغاً فأغلب الفتیات والموظفات تأتي وقت صلاة الظُهر

اخرجت مُحاضراتها لكي تُراجع قلیلاً وإذا بصوت عذِب ینحدر الى مسامعها .. تلاوة قُرآن أجل ما أجمل أن یستمع الفرد لتلاوة

كتاب الله بخشوع في مكان یكاد لا یُذكر من الإسلام سوى إسمهُ !

ثم فكرت قلیلا وأبعدت فكرة عدم وجود شباب مؤمنین ، یبدو إن الدُّنْیَا لازالت بخیر ، ولكن یا تُرى من هذا القارئ؟

كما إن فِعلهُ هذا یدُل على إیمانهُ ، یجب على الشباب أن یتعلموا مِنْهُ ،

وبعد دقائق إنقطع الصوت وسمِعت الباب المجاور یُفتح ثم یُغلق ،

حسناً یبدو إنه غادر ، وفقه الله وسدد خطاه وأكثر من أمثالهِ ، رددت في ذاتها ثم عادت لمُحاضراتها ،

بعد لحظاتٍ وإذا بها تنتبه إلى الساعة إنه وقتُ المُحاضرة الثانیة یجدُر بها عدم التهاون في أوقات المحاضرات لإنه توفیق من الله

رواية احبك بروحيWhere stories live. Discover now