الفصل السابع

5.9K 253 14
                                    

وقف مستند بظهره علي السيارة يتفحص هاتفه بعد اصلاحه بينما وقف الآخر بجواره ينظر حوله بملل قبل ان يهتف بضجر :
-ايه ياعم احنا هنفضل واقفين كتير انت مش قلتي انك معرفهم ان العربية وصلت

أغلق هاتفه ووضعه بجيب بنطاله ليلتفت نحوه قائلا باقتضاب :
-محدش قالك تخرج من العربية

هز رأسه صائحا باستنكار :
-لاء والله... انت عايزني اقعد كل ده في العربية ده غير الكام ساعة بتوع الطريق

أشاح بوجهه قائلا بلامبالاة :
مازن فكك مني... اعمل اللي يريحك

نفخ مازن بضيق قبل ان ترتسم الابتسامة على وجهه وهو يصيح :
-أخيرااااا

تقدمت نور وهي تسحب في يديها حقيبة سفر ليست بكبيرة فاقترب مازن ليتناولها من يدها قائلا بصوت خفيض :
-عنك يا جميل

تلقي صفعة على مؤخرة رأسه فقد استطاع محمود أن يميز كلماته فهتف بنبرة حادة :
-مااااااازن

تحرك وهو يسحب الحقيبة يغمغم بضيق :
-بهزر ياعم ايه... في ايه ....منهزرش يعني ولا منهزرش

فلم يعيره اي اهتمام بل التفت نحو نور ليسألها باستفسار :
-فين شذا

التفتت لتشير خلفها قائلة بهدوء :
-نازله ورا.....اهي جت اهي

نظر اليها نظرة خاطفة قابلتها هي بأخرى متصلبة ليتحرك باتجاه مازن المتذمر :
-هي الشنطة دي فيها ايه

اردف محمود بملل :
-فيها فيل

وضعها في صندوق السيارة وهو يقول :
-لاء بجد وربنا..... انا عارف انها شنطة بنت بس دي ثقيلة تقل.... يكونش قاتلين قاتيل ودفنينه فيها ولا حاجة

مط محمود شفتيه ليجيبه بتهكم :
لا ميكنش.... واخلص واركب خلينا نتحرك

اغلق مازن باب السيارة الخلفي بقوة ليتحرك بعدها بمنتهى الهدوء ليجلس في السيارة ومن خلفه محمود لعنا نفسه بتفكيره باخذ مازن معه

ركبا سويا في الاريكة خلف السائق ومن خلفهم شذا ونور
لتنظر شذا كالعادة من النافذة تاركة لهم المجال للحديث

.......................

وفي مول تجاري ضخم كان تقف كل ما يدور في رأسها هو كيفية الهروب من الموقف أو لنقول المواقف التي تفرض عليها بينما ينظر الآخر إليها بعمق محاولا الغوص في عقلها وسبر أغوار قلبها كادت ان تهرب كعادتها ولكنه تصدى لها ليهتف برزانة :
- ممكن تسمعيني

تصلبت في وقفتها لتجيبه بجدية :
-أرجوك يا باشمهندس وائل الموضوع منتهي بالنسبة ليا

نظر اليها مليا قبل أن يردف باصرار :
-ليه.... أقدر أعرف السبب...

هتفت بضيق وهي ترفع وجهها نحوه لتلتقي أعينهما :من غير ل....

رمشت بأهدابها بتوتر فقد استطاعت سبر أغوار عينيه حقا لطالما أخبرتها هبة عن لغة العيون ولطالما استهزئت بتلك الحقيقة وانكرتها بداخلها ولكنها الان استشفت بنفسها نظراته وترجمت لغة عينه بل وعرفت ماذا تحوي ولكن هل العيون غادرة كاللسان؟!

أحببت أينشتاين ج2Donde viven las historias. Descúbrelo ahora