الفصل الحادي والعشرون

3K 161 17
                                    


خرج الطبيب من غرفة العمليات ومن خلفه إحدى الممرضات ...تحرك الجميع نحوه ....ليهتف خالد بلهفة وقلق:
-طمنا يا دكتور

تنهد الطبيب بتعب قبل أن يقول بجدية:
-علي الرغم أن مكان الحادثة كان قريب من المستشفي بس هما نزفو كتير

هتف محمود بصوت مهتز :
-يعني ايه يا دكتور محمد وهبة اخبارهم ايه دلوقتي

وضع الطبيب يده في جيب سترته الطبية البيضاء واجابه بتوضيح:
- الدكتور محمد اتصاب في اكتر من مكان بس عمليته إلي حد ما نجحت وهو دلوقتي اتنقل للعناية المركزة هيبقي تحت المراقبة الاربعة وعشرين ساعة الجايين بس حالته أفضل من المريضة الحادثة كانت كبيرة والموضوع كان صعب خصوصا انها كانت حامل وبرغم اننا حاولنا على ما نقدر

نظر إليه الجميع بترقب بوجوه شاحبة يمتلئها الخوف من القادم ليتابع الطبيب بأسف:
-للاسف فقدنا الجنين والنزيف كان جامد أثر بشكل كبير علي الرحم لدرجة أننا كنا هنصتأسله ....

شهق الجميع وعلى صوت النحيب المكتوم من بعضهم ليردف أحمد محاولا الثبات ولكن نبرته أوضحت ألمه الواضح:
-ان لله وان اليه راجعون ... ...أهم حاجة حالتها دلوقتي يا دكتور

هز الطبيب رأسه قائلا بعملية:
-هي لسه في العمليات بس محتاجين أكياس دم من فصيلت a+ لانها نزفت جامد واكياس الدم اللي موجودة في بنك الدم في المستشفي مش متاح للفصيلة دي كتير

تقدمت شذا قائلة بثابت وأعين تائها بشكل متناقض:
-أنا يا دكتور نفس الفصيلة

-وانا كمان نفس الفصيلة

التفت الجميع لصوت فارس الواقف علي مسافة منهم يتابع الحوار بهدوء فهز الطبيب رأسه قائلا :
-طب تمام اوي ...ممكن تروحوا مع الممرضة تعملكم الفحص اللازم ولو مناسب يبقي كويس جدااا

تحركت الممرضة تتبعها شذا ومن خلفها فارس ليقف الجميع مكانهم يتضرعون الي الله بالدعاء بقلوب ملكومة......

.......................

بعد فترة من الوقت كانت شذا مستلقية علي سرير طبي وذراعها مفرودة جوارها موصولة بأبرة طبية تسحب دمائها ببطء نفس الحال مع فارس المستلقى علي سرير مماثل بنفس الغرفة يفصل بينهما ستار ابيض امتلئ الكيس بالدماء الموهوبة لإنقاذ شقيقتها لتسحب الممرضة الإبرة ببطء منها وتعطيها علبة مغلفة من العصير طالبة منها تناولها وعملت المثل مع فارس ولكن شذا تركت العلبة جنبا وتحركت واقفة لتشعر بالدوار الذي اجتاحها فجأة فجلست قليلا قبل أن تستقيم ببطء تقاول الدوار الذي يزاولها تخرج الي خارج الغرفة لتهتف بها الممرضة بعدما عادت لتجد علبة العصير مكانها :
-يا آنسة ...يا آنسة استني

لم تعيرها شذا أهتماما وتحركت الي خارج الغرفة فلوت الممرضة شفتيها مغمغمة بضجر:
-انا الغلطانة انتي حرة

أحببت أينشتاين ج2Where stories live. Discover now