Part 2

572 18 2
                                    

" بداية التعارف "

توجهت إليزابيث إلى فراشها واستلقت عليه وأخذت تفكر وتقول في نفسها ( من هو ذلك الشاب ؟؟ ... كيف هو شكله يا ترى ؟؟ ... كم عمره ؟؟ ... آه لم يشغل تفكيري ... كفى إليزابيث أنت الآن مخطوبة وعليك أن لا تفكري إلا بخطيبك ... آه جوش ... كم اشتقت إليك ... يا ترى لمَ لم تأتي لتزورني ... أشعر بالوحدة ) ثم دمعت عيناها وأخذت تفكر وتفكر ولم تشعر بالوقت أن طرق باب غرفتها ومن ثم فتح وجاء صوت فتاة يقول " إليزابيث حان وقت الغداء هيا معي "
إليزابيث " لا أشعر برغبة بالأكل أنيتا "
أنيتا" عليك أن تأكلي إليزابيث فأنت لم تأكلي شيئاً منذ الصباح "
إليزابيث " لكني لا أشعر بالجوع "
أنيتا " هيا تعالي وسأعرفك بالأقسام والمرافق وبعض الأشخاص "
إنتبهت إليزابيث إلى جملة ( بعض الأشخاص ) فقالت في في نفسها ( بعض الأشخاص ها) ثم قالت " حسنا لنذهب "
أنيتا " هيا تعالي "
وقفت إليزابيث وتوجهت إلى مكان صوت أنيتا وقامت هذه الأخيرة بالإمساك بيد إليزابيث وقيادتها إلى الخارج وبينما هما تسيران ....
قالت لإليزابيث بنبرة خافتة " أنيتا "
أنيتا " ما الأمر "
ردت عليها إليزابيث بنبرة خافتة ومرتبكة بعض الشيء " أنيتا .. هل تعرفين ... دانيال "
قالت أنيتا بنبرة استغراب  " دانيال ... كيف تعرفينه"
إليزابيث " التقيت به هذا الصباح "
أنيتا " وهل كلمك ؟؟"
إليزابيث " نعم .."
أنيتا " هذا غريب "
إليزابيث " وما الغريب بالأمر ؟؟"
أنيتا " دانيال هو أكثر الأشخاص هدوءاً وغموضاً في هذا المكان إنه لا يتكلم مع أحد ... أنا الممرضة المسئولة عنه وهو بالكاد لا يكلمني ... لكني أستطيع القول أنه لا يحتاج إلى مساعدة نهائياً "
إليزابيث " ولماذا ؟؟ "
أنيتا " إنه يتصرف بشكل طبيعي جداً ... وهو يوجه عينيه مباشرة إليك وكأنه يراك ... وهو دائماً يقرأ الكتب الخاصة بالمكفوفين طبعاً ...ودائماً أجده صامتاً يقرأ كتابه "
إليزابيث " لكني عندما التقيت به كان يتكلم معي بشكل طبيعي وساعدني أيضاً "
أنيتا " لا أدري إليزابيث " ثم ابتسمت ابتسامة خبث وقالت بنبرة مكر وهي تهز كتف إليزابيث بذراعها " ربما أعجب بكِ "
ارتبكت إليزابيث واحمرت وجنتاها وقالت " ... وكيف يعجب بي وهو لا يراني "
أنيتا " هذا الشاب لديه حاسة سادسة ... إنه يعرف شخصية الإنسان من صوته لكن ... ههههه أزيلي عنك فكرة أنه معجب بكِ فالفتيات والحب آخر اهتمامه ... هذا مع أنه معشوق الفتيات هنا ... لكنه لا يعطيهم أي اهتمام ودائماً ما يظهر أمامهم بصورة شابٍ قاسي وبلا قلب لكي يبعدهن عنه "
إليزابيث باستغراب " معشوق الفتيات ؟؟"
أنيتا" نعم إنه معشوق الفتيات سواءً كن من الممرضات أو من المقيمين عنا فهو وسيم جداً وأنيق وهو محترم أيضاً وشخصيته في غاية القوة إلى درجة أنه إذا تكلم يصمت الكل "
إليزابيث " لقد فهمت الآن "
أنيتا  " ها قد وصلنا إنها قاعة الطعام " ثم دخلتا من ذلك الباب الضخم
شعرت إليزابيث بالخوف الشديد فالمكان كان مزعجاً ومكتظاً بالناس فما من قدميها إلا أن توقفتا وقالت بصوت خافت ممزوج بنبرة خوف " أنيتا ... أعيديني إلى غرفتي "
أنيتا " ما هذا الكلام هيا قد وصلنا إلى هنا ... ليس عليك إلا الجلوس والأكل كما إنكِ ستتعرفين على الأشخاص الذين هنا ... هيا تشجعي "
إليزابيث" أرجوك أنيتا أنا خائفة "
أنيتا " عليكِ تحدي مخاوفك ومواجهة الناس "
أفلتت إليزابيث كفها من كف أنيتا ووضعته على رأسها وأخذت تقول بنبرة صراخ " قلت لك أعيديني لا أريد الجلوس هنا أشعر بالخوف "
أنيتا " لا لن أعيدك ... إلى متى ستظلين وحيدة خائفة ... عليك مخالطة الناس فهم نفس حالك ولا ينقصك شيء عنهم "
صرخت إليزابيث بنبرة بكاء قائلة " لكني لا أريد ألا تفهمين لا أريد " وبدأت نوبتها العصبية فجاءت الممرضات بالحقنة المهدئة وأمسكن بها بشدة مما جعلها تقاومهن وتضربهن لكنهن أمسكنها بشدة وجاءت إحداهن تريد حقنها بالإبرة لكن .......
صرخت أنيتا بقوة تقاطعهن " كفى " فصمت كل من في القاعة بات المكان أشبه بصمت القبور ... وبدأت همسات الحيرة تتبادل ... ونظرات الممرضات التي تنتظر مبرراً موجهةً لأنيتا فقالت أنيتا كاسرة لهذا الصمت " أنتن هكذا تؤذينها ... ألا تعلمن أن هذه المهدئات سوف تنعكس بشكل سلبي عليها فيما بعد ... إلى متى وأنتن تسكتنها بهذه الطريقة ... عليكن استخدام طريقة التفاهم والتهدئة بالكلام "
بعدها عادة إليزابيث تصرخ وتقاومهن فجاءت لها أنيتا وبنبرة حانية قالت " كفى أرجوك ... لا تصرخي ...سنفعل لك ما تريدين لكن اهدئي "
إليزابيث وهي تصرخ " ابتعدن عني ... اتركيني .. أريد أن أبقى وحدي ... أريد أن أسترجع نظري " فحاولت أنيتا تهدئتها لكن فجأة ..... صفعة قوية توجه إلى وجه أنيتا مما جعلها تصمت وتنظر إلى الأرض بصدمة
إليزابيث " قلت لكِ ابتعدي عني "
وما زالت أنيتا على حالها
ثم جاء شخص من بعيد وأمسك بكتفي إليزابيث بكلتا يديه وبسهولة استطاع إيقافها فقال بنبرة عالية بعض الشيء وجادة وهو يهز كتفيها " كفى .. إلى متى وأنت تصرخين إلى متى.... اهدئي ... هل تريدين الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية ... كل منا لا يود الذهاب إلى هناك ... أنت الآن عمياء وعليك تقبل هذا الأمر هل تفهمين ... فقط عليك أن تشكري الله على نعمة عليك ولا تحزني وتصرخي على ما فات لأن هذا لن يرجعه "
صمتت إليزابيث لفترة وأخذت تفكر في صاحب هذا الصوت الذي لم يغب عن ذهنها ثم قالت بنبرة خافتة لكن كل من في القاعة سمعها وذلك لشدة هدوئهم وصدمتهم " د.... دانيال"
تعجب كل من في القاعة وبدؤوا بالتهامس قائلين " ماذا ... دانيال ... كيف ... ولماذا كلمها هي بالذات ؟؟.... وكيف تعرف اسمه وهي جديدة هنا "
ابعد دانيال كفاه عن كتف إليزابيث بهدوء فقالت هذه الأخيرة بنبرة خافتة " أ ... أريد فقط العودة إلى غرفتي "
دانيال " حسناً سأخذك إلى هناك " ثم أمسك كفها الأيسر وبيده الأخرى وضع يده على خصرها ومشى معها لكن قاطعت سيرهما ممرضتان وقالتا " نحن سنأخذها عنك سيد دانيال "
دانيال " لا داعي ... أنتما تعلمان أنها تكره الممرضات  لذا سآخذها " بعدها ابتعدت الممرضات وتنحين عن طريقهما فمشيا وخلال مسيرهما .....
كان دانيال يمسك بكف إليزابيث برقة وكانت عينا إليزابيث تدمعان لتسيل تلك الدموع الرقيقة على وجنتيها الناعمتين فقال دانيال " لمَ تبكين ؟؟ "
لم تجبه إليزابيث بل بقيت على حالها فقال هو " لا تريدين أن تبقي على هذه الحالة ... أليس كذلك "
إليزابيث " أنا أكره الظلام ... كيف لي أن أعيش فيه طوال حياتي "
دانيال " لديك الكثير من الأصدقاء ... ها قد وصلنا "
ثم فتح باب غرفتها ... وكاد أن يذهب لولا أن أمسكت إليزابيث بكفه الأيسر وقالت بنبرة رفيقة باكية " لا تتركني أرجوك .... أبقى معي "
ابتسم دانيال ودخل ثم أغلق الباب خلفه وجلس معها على الكرسيين اللذان بجوار النافذة اللذان تفصل بينهما طاولة صغيرة وقال " هل تودين أن تتكلمي بشيء "
صمتت إليزابيث وأطرقت برأسها فقال دانيال " دعيني أخمن ... تشعرين بالوحدة ... لم يزرك أحد ... تريدين أصدقائك أليس كذلك "
إليزابيث " كيف عرفت ؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " لقد درست علم النفس "
إليزابيث " وكيف تدرسه وأنت في هذا المكان ... أعني هل يسمح بدخول التخصصات "
دانيال " لا ... بل يسمح بدخول المدرسين الخصوصيين ... لم أكن أريد هذا التخصص لكن والدي أجبرني عليه وقال أن هذا لكي أعرف من حولي وأعرف ماذا يريدون وما نياتهم وقد قام بإحضار المدرسين الخصوصيين لي منذ كنت في العاشرة من عمري "
إليزابيث " وكم عمرك الآن؟؟"
دانيال 29 ... لكن أخبريني لم لا تتصلين بصديقاتك لكي يأتوا لزيارتكِ "
إليزابيث " لا أدري بدأت أظن بأنهن تخلين عني "
دانيال " لا تقولي هذا فالأصدقاء الحقيقين لا يفعلون هذا "
بعدها ... طرق باب غرفة إليزابيث وأطلت منه أحد الممرضات قائلة بابتسامة عريضة " آنسة إليزابيث... لقد وصل إليك زائر "
قالت إليزابيث بلهفة " ماذا ؟؟ ... من؟؟ "
ثم دخل شخص الباب قائلاً " كيف حال حبيبتي "
فقالت إليزابيث في نفسها ( هذا الصوت ... ) فصرخت بفرح " جوش " وركضت إليه وضمته بقوة وقالت " لقد اشتقت إليك كثيراً "
جوش " أسف لأنني تأخرت عليك فقد كنت متعباً جدا " قالت إليزابيث وهي تحتضن جوش بحنان " لا يهم ... المهم أنك جئت "
جوش " آه لم تعرفيني بالذي يجلس معكِ "
إليزابيث " آه صحيح " ثم أشارت إلى دانيال قائلة " هذا دانيال ... هذا خطيبي جوش لوكاس "
صدم دانيال وقال في نفسه ( ماذا ... جوش لوكاس ... خطيبها ... مر وقت طويل جداً ... لا أصدق ... وهو يتصرف وكأنه لا يعرفني ) ثم وقف وقال " تشرفت بمعرفتك ... الآن عن إذنكما سوف أنصرف " ثم وضع كفيه في جيبه وهم بالرحيل لولا أن صوت الممرضة استوقفه قائلاً " هل أساعدك سيد دانيال "
فقال دانيال بنبرة حادة دون حتى أن يلتفت لها " أستطيع تدبر شؤوني بنفسي ولا أحتاج مساعدتك " وانصرف فقالت الممرضة " سوف اترككما وحدكما " وانصرفت هي الأخرى جلس جوش مع إليزابيث على الكرسي فوضع جوش يده على يد إليزابيث وقال بنبرة حانية " كيف حال عزيزتي "
إليزابيث " لست بخير .... أريد الخروج من هذا المكان "
جوش " ليتني أستطيع حبيبتي لكن بما أنك .... تعلمين فقدتِ نظرك فالعالم الخارجي بات خطراً جداً عليك "   
إليزابيث " أرجوك جوش "
جوش " بل أنا أرجوك افهميني أنا مشغول دائماً بعملي مع والدي وأخشى انه ليس لدي الوقت للاعتناء بك ... ابقي هنا فالمكان أمن لك وأفضل وستلقين فيه العناية اللازمة التي تستحقها أميرة مثلك "
أطرقت إليزابيث برأسها وقالت بحزن " حسناً "
ثم اردفت قائلة " بالمناسبة ... كيف حال ذراعك "
جوش " إنها أفضل حال وبعد أسبوع من اليوم سوف ينزلون الضمادات وسوف ترجع كالسابق "
إليزابيث " هذا جيد "
جوش " وبالمناسبة ... لا أريدك أن تحكي مع دانيال كثيراً استغربت إليزابيث من كلام جوش وقالت " لماذا؟؟ "
جوش " إليزابيث  ههه إن قلت لك السبب ستصرخين "
إليزابيث " لن أصرخ ... أخبرني فقط "
أقترب جوش من إليزابيث وقال " أغار عليك منه "
احمرت وجنتا إليزابيث كثيراً وصرخت قائلة "جوش"
جوش " أترين ... أخبرتكِ بأنك سوف تصرخين ... ثم ما العيب ان أغار عليك منه فهو وسيم جداً "
أطرقت إليزابيث برأسها وقالت " يقولون أنه وسيم لكني لا أراه لكي أعجب به "
جوش " لا تضايقي من كلامي عزيزتي "
إليزابيث " لا بأس "
جوش " والآن .... أستأذنك فعلي الرحيل " ثم وقف لكن بعدها تشبثت إليزابيث بكفه وقالت " لا تتركني أرجوك "
جوش " آسف حبيبتي لكن عليّ الرحيل " ثم أفلت كفه وقبل جبينها وخرج من الغرفة ؟وخارج الغرفة كانت هناك فتاة جميله جداً نظرت إلى جوش وقالت " هل انتهيت ؟؟ "
جوش " نعم "
الفتاة " هل أخبرتها أن تبتعد عن ذلك المغفل دانيال"
جوش " نعم أخبرتها "
الفتاة " أخشى أن يخبرها شيئاً "
جوش " لا تقلقي ... أنا أعرف دانيال جيداً إنه كتوم جداً وغامض ولا يخبر أحداً بأسراره "
الفتاة " حسناً إذن ... لننصرف " ثم انصرفا

وبينما هذا يحدث ....
كانت أنيتا في حالةصدمة شديدة ... فكيف لها أن تتحمل تلك الصفعة القوية ... وكيف لها أن تتوقع هذا التصرف الفظيع من فتاة لا تملك سوى البراءة ... بعدها جاءت لها إحدى الممرضات وقالت " أنيتا عزيزتي عليك الذهاب لترتاحي "
أفاقت أنيتا من صدمتها وقالت بهدوء " نعم " ثم ذهبت وبينما هي تتمشى بالممرات متجهة إلى استراحة الممرضات رأت دانيال يتمشى أيضاً في الممرات فسألته قائلةً " كيف حالها "
أجاب دانيال بهدوء " بخير فقد أتى إليها زائر "
أنيتا " ومن هو ؟؟ "
قال دانيال بضيق " ههههه خطيبها المحترم "
ثم مشى مبتعداً عنها فقالت أنيتا في نفسها ( أخشى أن يكون ما أظنه صحيحاً ) ثم مشت ودخلت إلى إستراحة الممرضات وذهب دانيال إلى المكتبة فهي دائماً ما تكون ملجأه الدائم من الآمه .

* يا ترى ما الذي حدث وجعل دانيال يتضايق هكذا ؟؟

* وهل لدانيال علاقة بجوش ؟؟

* ماذا ستفعل بطلتنا إليزابيث ؟؟

* وهل ستظل أنيتا غاضبة منها أم أنها سترضى ؟؟

# ARWA HAJAHJA  💙

الحب الأعمى ❤Where stories live. Discover now