Part 6

287 6 4
                                    

" لا يغتفر ... لا يغتفر "

وفي المركز التجاري ....
دخلت إليزابيث وصديقاتها إلى أحد المحلات واخترن لها أجمل الملابس التي هناك وحرصت على انتقاء الفساتين البسيطة والمريحة والجميلة بنفس الوقت ثم دخلت إليزابيث لتقيس ملابسها وبينما هي نفسي...
قالت إليكس " أنظرن يا فتيات إنه جوش "
بدأت ضربات قلب إليزابيث تزداد وابتسامتها تظهر فقالت في نفسها ( لقد اشتقت إليه .. أتمنى أن أستطيع رؤيته ) ثم تابعت ارتداء ملابسها إلى أن سمعت صوت ديانا تقول " لكن من هذه الفتاة التي معه ؟؟ "
كات " إنها نفس الفتاة التي في المرة السابقة"
صعقت إليزابيث لما سمعته فقالت في نفسها محاولة أن تهدئ من روعها ( لا بد إنها زميلته في العمل ... لا داعي للقلق )
ثم فتحت الباب لتري صديقاتها ملابسها فقالت كات " أعتقد إنها هذا جيد "
ديانا " أوافقك الرأي "
إليكس " وأنا أيضاً .. هيا إليزابيث قيسي اللباس الأخر "
دخلت إليزابيث إلى الغرفة ولم تقل أي شيء واستمر الحال هكذا إلى أن أخذت إليزابيث لها الكثير من الملابس فوقعت الحساب وخرجت من المحل ...
ثم توجهت الفتيات إلى محل آخر مجاور له وقد كان فيه قسمان واحد للنساء وآخر للرجال ، أخذت الفتيات بانتقاء الملابس  لإليزابيث بينما هي شاردة الذهن  تفكر بالكلام الذي قالته رفيقاتها عن جوش وفجأة قطع حبل أفكارها صوت كات الذي يقول " يا فتيات..... انظرن إلى ذلك الشاب الوسيم الذي هناك "
ديانا " من تقصدين صاحب الشعر المزرق "
كات " نعم "
أليكس " أنه شديد الوسامة حقاً و يبدو من لباسه والرجال المحيطين به أنه ثري جداً "
تغلب الفضول على إليزابيث فقالت بلهفة " كيف هو شكله  ؟؟ "
ديانا " عينيه بلون المطر وشعره بلون سواد الليل المزرق ولون بشرته متوسط وجميل " 
أخذت إليزابيث تداعب خصلات شعرها وهي تقول " لماذا تبدو هذه المواصفات مألوفة لي " ثم أكملت في نفسها ( أيمكن أن يكون ... لا ... لا أتوقع هذا ) ثم مشت إليزابيث إلى ممر ضيق  فيه علاقة كبيرة للملابس وهي تطل من الجهة الأخرى على قسم الرجال بحيث لا يرى أي من الطرفين بعضهما فسمعت صوت شاب من الجهة الأخرى يقول " كيف حالك دانيال ؟"
صدمت إليزابيث وقالت بنفسها باستغراب ( دانيال ؟؟ " )
ثم سمعت صوتاً أخر يقول " بخير .. وأنتَ جوش ؟؟ "
كانت هذه صدمة إليزابيث الثانية حين سمعت إسم جوش فقالت في نفسها( ماذا ... دانيال ... جوش ..  نعم إنه صوتهما لكن ... لِمَ قال دانيال بأنهما يكرهان بعضهما ... ما الذي يجري هنا ؟؟ )
ثم أنصتت باهتمام وحين سمعت صوت دانيال يقول " من هذه الفتاة التي معك ؟؟... أهي رفيقتك الجديدة ؟؟ "
بعدها أتى صوت جوش يقول " تستطيع قول ذلك "
ثم ضم تلك الفتاة..
كانت جملة دانيال الزجاج المكسور الحاد يقطع جسد إليزابيث ليخلف وراءه دماءً وألم ... وما كان أسوأ هو كلام جوش الذي كان كخناجر من نار تخترق قلبها الرقيق الطيب... فشهقت هذه البريئة شهقة قوية ممزوجة ببكاء مبحوح تمكن كل من دانيال وحوش من سماعها فقال ذلك الأول " ما هذا الصوت ؟؟... هل سمعته ؟؟ "
ألتفت جوش وقال " نعم سمعته "
أحس دانيال بإحساس غريب... وكأن شيئاً ما قبض على قلبه ثم أفلته .
وفي الجانب الأخر وضعت إليزابيث كفيها على شفتيها لتمنع شهقة أخرى من الإفلات وأخذت دموعها تنهمل بغزارة فأخذت تركض على غير هدى وأخذت تصطدم بمن حولها إلى أن خرجت من المحل.. التفت جوش إلى باب المحل فلمح تلك الشقراء تركض فصرخ  بأعلى صوته قائلاً " إليزابيث "
لم تهتم إليزابيث بما حولها فقد كان قلبها مكسوراً وأفكارها مشوشة... وعندما سمع دانيال اسم إليزابيث يخرج من بين شفتي جوش قال بحدة " إليزابيث .... أين؟؟ .. أين هي ؟؟ "
رد عليه جوش بانفعال ممزوج بالقلق " إنها هناك  تركض "
ثم ركض خلفها ومن بعده دانيال وبعد صعوبة بالغة حقاً استطاع جوش الإمساك بمعصم إليزابيث بشدة وقال لها " ما بكِ ؟؟!"
التفتت إليه إليزابيث وقالت بنبرة بكاء حادة ممزوجة بنيران غضب تشتعل " أتركني أيها الخائن "
صدم جوش لما سمعه فقال في نفسه ( يا ترى ... هل سمعت حديثي مع دانيال .. يا إلهي )
فقال محروقاً بان يوهم نفسه بأن ما يفكر فيه ليس ما تقصده إليزابيث " أخبريني ما الأمر ؟ "
وكان دانيال يستمع إليهما وقد أدرك بأنهما سمعتهما عندما كانا يتحدثان فشعر بأن شبح الحزن يتملك روحه بالكامل ... كيف لا وأول فتاة امتلكت جزءاً منه تتعذب أمامه وهو واقف ما بيده حيلة . 
وفي داخل المحل كانت كل من ديانا وكات وأليكس يبحثن عن إليزابيث وهن قلقات عليها بشدة فلمحت ديانا فتاة بالخارج فقالت " يا فتيات إنها إليزابيث "
أليكس " أين ؟؟ "
فقالت ديانا وهي تشير إلى الخارج " هناك بالخارج "
التفتت إليها كل من كان وأليكس فركضن خارج المحل متجهين إلى إليزابيث وما إن وصلن نظرت كان إلى الموقف فشعرت بحدته فقالت بنبرة خوف " ما ... ما الذي يجري ؟؟ "
ضربت إليزابيث كف جوش الممسكة بها بقوة مما جعله يفلتها صم نزعت خاتم خطوبتها من يدها ورمته بقوة كأي قطعة حقيرة بالية على أرض المجمع ومن شدة قوة رميتها تناثرت قطع صغيرة من الألماس الذي كان الخاتم مرصعاً به وقالت بنبرة بكاء " أريد أن أرجع إلى المسكن ... خذوني إلى هناك " ثم أدارت ظهرها عنهم وتابعت ركضها العشوائي إلى أن ....
شعرت بأن أحداً ما يوقفها بضمه لها  ويقول " إليزابيث اهدئي أرجوك "
قالت إليزابيث بنبرة بكاء حادة وعالية " دانيال إتركني "
صدمت الفتيات ودارت في أذهانهن تساؤلات عديدة مثل ... من هو هذا الشاب ؟ ..  كيف تعرفه إليزابيث ؟ .. بل وكيف عرفته بمجرد سماع صوته ؟؟ .. لا بد إنه قريب منها
قال دانيال وهو يحاول إحكام ذراعيه حول إليزابيث التي أصبحت تقاوم بكل قوة  فقال لها "  لا ... كيف أتركك وأنتِ .. "  ثم أكمل في نفسه ( أغلى ما في الوجود ) ابتعدت إليزابيث بسرعة عن دانيال وركضت فأراد دانيال أن يلحقها لولا أن الفتيات لحقن بها وقالت أليكس موجهة كلامها إلى دانيال " سنرجعها إلى المسكن الأن ... تحتاج إلى الراحة " ثم ذهبن
ألتفت دانيال بسرعة إلى الرجلين الذي كانا معه وقال بحدة" بسرعة..  أحضر السيارة عليّ اللحاق بها " .
قال الحارس الشخصي الخاص بدانيال " حاضر  سيدي  "
ثم اتصل بسائق السيارة ليأتي فالتفت دانيال على جوش وقال بحدة وبعصبية " إن حدث لها أي مكروه فلن أرحمك "
كان جوش ينظر إلى دانيال بعينين مصدومتين من كلامه فكيف له أن يكترث بها إلى هذا الحد ... ويحاول مساعدتها بأية طريقة ممكنة .. أكيد هناك شيء يدفعه لفعل هذا .. دار في ظهن جوش شكوك وتساؤلات عديدة مثل أن دانيال سيلحق إليزابيث ليحرضها أكثر على جوش ..او أنه يحاول كسب محبة إليزابيث ليوجه ضربة نحوه ... لكنه ...  لكنه لا يعرف أن هناك شيئاً أكبر من المال والنفوذ .. وأكبر حتى من النجاح ... إنه ...
قال الحارس الشخصي الخاص بدانيال "  سيدي دانيال ... لقد وصلت السيارة "
رد عليه دانيال بنبرة جمود تخفي وراءها خوفاً وقلقاً كبيرين على إليزابيث " حسناً " ثم التفت وتوجه إلى السيارة مع الحارس الشخصي وخبير الأزياء .
أما الحال عند إليزابيث والباقين ...
كانت ديانا تقود السيارة  وبجوارها تجلس أليكس اما بالخلف فكانت إليزابيث جالسة تبكي وتنوح وكات بجوارها تحاول تهدئتها  لكن لا فائدة ...
قالت ديانا " أرجوك إليزابيث توقفي عن البكاء"
ثم قالت أليكس " نعم أرجوكِ ..  أخبرنا ما الذي جرى "  
ردت عليها إليزابيث بنبرة بكاء حادة تجهل قلب من يسمعها ويرق " أرجوكم إتركوني وشأني  ... لا أريد أن أكلم أحد أعيدوني إلى المسكن "
كات " كما تريدين إليزابيث.. لكن سنأتي لكِ قريباً "
وفور وصولهن  إلى المسكن قالت ديانا " ها قد وصلنا "
خرجت إليزابيث بسرعة وأوصلتها كات إلى باب المدخل حيث كانت أنيتا بانتظارها فقالت لها مع ابتسامة تتراقص على شفتيها " أهلا بكِ إليزابيث... كيف كان التسوق ؟؟ "
ردت عليها إليزابيث بنبرة بكاء حادة " أرجوك أنيتا ..  أعيديني إلى غرفتي بسرعة "
شعرت أنيتا أن شيء خطير قد حدث مع إليزابيث فلم ترد مضايقتها أكثر فقالت لها " هيا " ثم أمسكت في كفها وبدأتا بالسير لولا أن استوقف أنيتا صوت كات تقول " أنيتا ... أرجوكِ اعتني بها  "
ابتسمت أنيتا ابتسامة باهتة وقالت " لا تقلقي"
ثم أدارت ظهرها وتابعت السير برفقة تلك المسكينة  المكسورة الفؤاد وعندما وصلتا...  دلفت إليزابيث إلى داخل الغرفة وأغلقت الباب على نفسها من دون أن تنطق حرفاً واحداً فأدارت أنيتا ظهرها عن الباب وقالت في نفسها بحزن ( إليزابيث.. أرجو أن تكوني بخير )
بعد لحظات وصل دانيال بالسيارة الفخمة التي كان السائق يقودها فتوجه بسرعة إلى المدخل وبدأ يركض إلى أن اصطدم بأنيتا وعي تسير مطأطئة رأسها فامسك بكتفيها بسرعة وقال بنبرة قلقة " أخبريني ... أين هي إليزابيث ؟؟"
أنيتا " إنها بالغرفة ..  لكن أخبرني ما الذي حدث لها "
قال دانيال وهو يدفع بكتفي أنيتا للخلف ويعاود الركض " لقد سمعت حديثي مع جوش "
صرخت أنيتا " ماذا ؟ ... أي حديث ؟؟ .. وما شأن جوش ؟؟ "   لكن لا فائدة ...  فسرعة دانيال الجنونية كانت تمنعه من سماع أي شيء ومن الإحساس بأي شيء ... وصل دانيال بسرعة إلى غرفة إليزابيث وفتح الباب بسرعة من دون حتى أن يطرقه فسمع صوت إليزابيث  التي كانت تبكي بمرارة فقال لها بنبرة حنونة " إليزابيث " ثم اتجه إلى سريرها التي كانت جالسة عليه ومخفية وجهها براحتي يديها ثم جلس بجوارها وبدأ يحاول تهدئتها فقال بنبرة يملؤها الحنان الممزوج ببعض القلق " إليزابيث اهدئي أرجوك "
أبعدت إليزابيث كفيها عن وجهها وردت عليه بنبرة بكاء حادة " دانيال ... لمَ لم تخبرني بأمر خيانة جوش لي ؟؟ "
قال دانيال بنبرة شبيهة إلى الهمس تكسوها المرارة " لم أرد أن أراك تتعذبين كما وأنتِ الآن ... آسف "
ردت عليه بنبرة باكية مائلة إلى الصراخ " بعد ماذا ؟؟  ... لقد أحببته من كل قلبي .... والآن "
لقد كان ما نطقته إليزابيث رقيقاً لكنه ... لكنه كان كإبر حادة تنغرس في صدر دانيال ... لتخلف وراءها ثغوراً تنزف عذاباً وألماً فقال بحزن " أعلم .. أعلم هذا ... وصدقيني.. هو يؤلمني أكثر مما هو يؤلمك الآن ... صدقيني "
ثم سمعت ودمعت عيناه دموعاً حارقة مؤلمة فأغمضها ليحبس الدموع لكن .... لا فائدة ... فنزيف عيناه كان مستمراً فقال لإليزابيث بهمس وبنبرة تتملكها مرارة شديدة " أرجوكِ... لا تبكي على من لا يستحق دموعك الغالية " ثم قال بهمس " أعلم... أعدك إليزابيث... أن جوش لن يكون الأخير ... أعدك بأن هنالك حب جديد ينتظرك على الأبواب " ثم أخذ يردد " جوش لن يكون الأخير... لن يكون الأخير... لن يكون الأخير "
وفجأة .... أمسكت إليزابيث بقميص دانيال بقوة ثم قالت بهمس وشهقاتها المستمرة كانت تخرج " دانيال "  ودموعها كانت بازدياد فقال دانيال وهو يربت على رأسها " شششششش.... اهدئي ... اغمضي عينيكِ ... انسي الدنيا لوقت قصير...  أرجوك ِ "
أغمضت إليزابيث عيناها ببطء وأحكمت قبضتها على قميص دانيال ونامت وآلامها تعذب قلبها بلا رحمة .
أما دانيال فقد أغمض عينيه ودموعه لا زالت تسيل على وجهه لتبلل سرير إليزابيث الطاهر .. ونام وهو بعض على شفتيه بمرارة ...
وبعد مرور ساعتين ...
فتح دانيال عينيه الزرقاوتين ببطء شديد ثم قال في نفسه ( أين أنا ؟؟ ... نعم لقد تذكرت ) ثم مسح على شعر إليزابيث التي كانت غاطة في نومها العميق وقال بصوت خافت جداً " مسكينة " ثم أمسك بساعديها وأفلت قبضتيها بشكل معتدل على السرير وغطاها بغطائه ثم مسح على شعرها الناعم الذي كان رطباً بعض الشيء جراء تعرقها الشديد بسبب كل ذلك الغضب والصراخ والبكاء بعدها انصرف متوجهاً إلى غرفته وهناك ....
جلس دانيال على الكرسي المجاور للنافذة وأخذ يفكر ويقول في نفسه ( الذنب ذنبي ... لِمَ ؟؟ ... لم سمحت لذلك المغفل بأن يكسر قلبها ؟ ... كيف أعتذر لها الآن ؟؟ ... وهل ستسامحني ؟؟ ... أخشى عليها من الانهيار الآن ... أخشى أن لا تحتمل ما يحدث لها ..... إليزابيث ... تلك الزهرة البيضاء... كيف ... كيف لها أن تتحمل كل الذي حرر في فترة قصيرة  ... ما فعلته أنا ... وما فعله جوش .. لا يغتفر ... لا يغتفر )
صم قطع حبل أفكاره صوت طرقات خافتة لباب غرفته فقال بنبرة خافتة تحمل كل معاني الحزن " تفضل "
دخلت فتاة من الباب وقالت " دانيال ... أخبرني ما جرى إليزابيث .... وهل هي بخير "
قال دانيال بنبرة متضايقة " لا أدري أنيتا .. كل شيء حدث بسرعة ولا أعلم إن كانت بخير الآن ... أم ستكون كذلك "
أنيتا " ما الذي حدث بالضبط ؟؟ "
رد عليها دانيال بنبرة أكثر ضيقاً " أرجوك أنيتا.. ليس لي الآن قابلية للحديث بهذا الموضوع... عندما تستيقظ إليزابيث اسأليها ... أرجوك ِ ..."
ثم غير نبرته وجعلها أكثر هدوءاً ورجاءً وقال " قولي لها بأن لا تبكِ "
ابتسمت أنيتا ابتسامة باهتة وقالت وهي تغلق الباب " حسناً "
ثم انصرفت متوجهة إلى غرفة إليزابيث

مسكينة هي إليزابيث... لا تلبث أن تتخلص من مشكلة حتى تظهر لها واحدة أخرى أكبر وأكبر....

* يا ترى ماذا سيحدث لها ؟؟

* هل ستسامح دانيال ؟؟

هل يتسامح جوش وترجع لحبه ؟؟

* أم أنها سوف تمضي في طريقها لتجد حباً أخر ؟؟                       

* هل ستنهار كما قال دانيال ؟؟

( رجاءً تفاعلوا مع الأسئلة لأكمل كتابة الرواية )

#아르와 하자흐자 💜

الحب الأعمى ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن