PART 9

430 13 26
                                    


دخلت إليزابيث الغرفة وعلى وجهها ابتسامة مشرقة وساحرة ثم جلست مقابلة لجوش وجلس بجوارها دانيال وقال هذا الأخير والابتسامة تتراقص على شفتيه " كما قلن لك جوش ... إنها بأفضل حال ، أنظر بنفسك ما دمت تستطيع "
نظر جوش بتمعن إلى إليزابيث وكأنه جهاز كشف كان يتفحصها خليةً خلية ... نظر إلى زرقة عينيها أولا... ثم إلى ابتسامتها المشرقة ونشرتها النضرة ... بعدها انتبه إلى جمال اللون الأحمر الذي ترتديه وأخيراً وجه نظره إلى شعرها الأشقر الطويل الناعم فتحسر .... نعم تحسر على ما فعله ... ولّام نفسه على كل ما فعله بها فأراد جزء منها أن يعتذر ويردها إليه ولكن ... جزءه الأخر يرفض إهانة نفسه وركوعه ... لمجرد فتاة ، أو هذا ما اعتقده هو ... لهذا أستسلم لجانبه العنيد فقال " إذاً .. يستحسن فقط أن أسألك بنفسي ... هل أنتِ بخير إليزابيث ؟؟ "
ردت عليه إليزابيث ببرودة أعصاب تخفي وراءها جبال بنتها من حقدها وغضبها " نعم .. وبالطبع الفضل لك "
استغرب جوش من كلام إليزابيث ونبرتها الباردة التي لم يعتدها عليها ... نعم لقد اعتاد عليها باسمة فرحة ونبرتها تحمل كل معاني اللهفة عند لقائه فقال لها بنبرة تحمل شيئاً من التساؤل " م ... ماذا تقصدين ؟؟ "
إليزابيث " بفضلك أصبحت أعرف الحياة جيداً .. وأنها لا تكن جميلة وسعيدة دوماً ... وأنا الأن سعيدة .. نعم سعيدة ... سعيدة لإنني أعيش في مكان آمن ... مليء بالناس الطيبين .. وأصدقاء مخلصين أكن لهم خالص الحب والاحترام .. وأنا أشكرك ... أشكرك لأنك ساعدتني على التعرف عليهم ، والآن أكمل جميلك وارحل ... ارحل عني لا أريد أن أسمع صوتك أو أسمع عنك شيئاً ... فلا قيمة لك عندي ... لإنك سافل وغبي ، ولن تكون سوى ذكرى سيئة سوف ترحل مع مضي الأيام "
شعر جوش بغضب كبيرة من هذا الاكلام الذي يوجه إليه ، فكيف تقول هذا بعدما أحبته وعشقته ... كيف لها أن تنسى هذا الحب بسرعة ، هل يمكن أن يكون لدانيال علاقة بالأمر ... وإن كان ذلك فلن أسامحه ...
فجر جوش غضبه وضرب بيده بقوة على الطاولة ووقف وقال وهو يضغط على حروفه "سوف أريكِ...  سوف أريكِ أيتها الحمقاء الغبية ، ولن تنجي من انتقامي لا أنتِ ولا الشخص الذي جالس بجواركِ ... هل تفهمين ؟
...  ههههههه هل إعتقدتِ يوماً أني مهتم بك .. إنتِ لم تكون سوى أداة أستخدمها للوصول إلى أهدافي ...  وأنا شارفت على الوصول له في قريباً ،  قريباً ستفتح أبواب الحقيقة على مصرعيها .... ويتضح لكم الأمور فقط ... ألقيت على حالكما "  ثم أدارت وجهه وخرج
غاضباً .
وبعد خروجه تملك الخوف إليزابيث ... فقد هزتها كلماته وتهديداته فقالت بنبرة متوترة وهي تتمسك بقميص دانيال " دانيال... ماذا يقصد بقوله ؟؟ "
أمسك دانيال بكتفي إليزابيث وقال محاولاً تهدئتها " لا تقلقي لطالما توعد لي لكنه أخلف وعده "  ثم ضمت وأكمل في نفسه ( لكنني أشعر بالقلق حقاً حيال كلامه فقد بدا حاقداً جداً ) ثم تبتسم ابتسامة باهتة وهو يحاول جعل نبرة صوته هادئة ومطمئنة إلى أبعد الحدود " بالمناسبة لقد كنت رائعة اليوم ... وأثبتي قائلاً بأنك قوية وأن كرامتك فوق كل شيء  ... أعلم على أنك اضطرت على اتخاذ هذه الخطوة الجريئة اليوم ودست على مشاعرك بكل ما لديك من قوة .... وأنا أعلم بأنك تقولين ستصبحين وحيدة الآن ولكن تأكدي أنا هنا ... وأنيتا وجاك كلنا معك وصديقاتك لن يتخلين عنك ... كلنا معك إليزابيث .... كوني قوية " 
بثت كلمات دانيال بعض الشجاعة في قلب إليزابيث فمسحت هذه الأخيرة دمعه على طرف عينيها وابتسمت ابتسامة تشع بالأمل ثم قالت "  أشكرك دانيال ... أنت حقاً صديق حقيقي "
ترددت عبارة صديق حقيقي في أذني دانيال مراراً و تكراراً ... شعر بالسعادة لإنها تحبه وتعتبره صديقاً لكن جزء أخر منه كان يشعر بضيق لا يوصف ... هل هذا لأنه يريد أن يكون أكثر من صديق لها ... ام أن هناك شيئاً آخر في ذهنه ... ظهر طيف ابتسامة شاحبة على وجه دانيال وقال بنبرة حاول قدر الإمكان أن يخفي ضيقه فيها " هيا يا إليزابيث "
إليزابيث " هيا "
بعدها خرجت من الغرفة وقبل سيرهما أمسك دانيال بخصلة من خصلات شعر إليزابيث الذهبية وسحبها على طول شعرها ثم قال " شعرك طويل جداَ وناعم ... وهو جميل هكذا ... لم لا تجعلينه ينسدل بهذه الطريقة دائماً "
احمرت وجنتا إليزابيث وقالت " لا أدري... لا أظنه جميلاً "
دانيال " بل هو في غاية الجمال ... ونصيحة مني دعيه هكذا دوما "
إليزابيث  " شكراً لك "
مشى دانيال ومشت معه إليزابيث وعم الصمت لحظاتهما لوهلة لكن قطعت حبله إليزابيث وهي تقول " قلي دانيال ... إلى أين تأخذني ... على حسب ما أتذكره فنحن أتينا من غرفتي من ذلك الطريق "
ابتسم دانيال وقال " ها قد بدأت تعرفين الطريق ... إنها مفاجأة "
ضحكت إليزابيث ثم قالت " قليلاً ... وما هي هذه المفاجأة"
دانيال " هل تريدين أن أخبرك وأفسدها "
اكتفت إليزابيث بابتسامة وصمتت ومشوا لدقائق معدودة إلى أن ... توقف دانيال أمام باب وقال محطماً ذلك الصمت " ها قد وصلنا "
ثم فتح الباب ودخل ودخلت وراءه إليزابيث وتقدما إلى داخل الغرفة ثم توقفت إليزابيث وضربت الأرضية بأرجلها ضربات خفيفة على الأرض ثم قالت " أرضية الغرفة خشبية ... أليس كذلك دانيال "
ابتسم دانيال ثم قال " نعم إنها كذلك ... أنا سعيد لأنك بدأت تميزين ... تعالي إلى هنا "
أخذت إليزابيث تلتفت يميناً وشمالاً ثم قالت " أين بالضبط ؟؟ "
دانيال " اتبعي صوتي "
مشت إليزابيث ببطء مقتربة من صوت دانيال وهي تتحسس ما حولها ... وما إن شارفت على الوصول حتى مد دانيال يده لها بهدوء وقال "هيا لقد اقتربت "
ثم تحرك دانيال ساحباً إليزابيث إلى أن وصل إلى كرسي فجلس عليه وجلست إليزابيث على الكرسي بجواره وقال لها " هل تستطيعين إخباري ما الذي أمامك ؟ "
أخذت إليزابيث تتحسس الشيء الذي أمامها وعيناها كانت موجهتين إلى الفراغ فأخذت تنزل قليلاً فأخذت تنزل قليلاً وهي تتحسس هذا الشيء إلى أن سمعت صوتاً أحدثه ذلك الشيء عن طريق الضغط عليه فابتسمت لأنها تعرف هذا الصوت جيداً ثم قالت " إنه بيانو "
ابتسم دانيال وقال " هذا صحيح... والآن استمعي "
ثم أخذ يعزف على البيانو فعزف لحناً هادئاً رومانسياً وكأن في غاية العذوبة ... وعندما انتهى ..
ابتسمت إليزابيث وقالت " هذا رائع عزفك جميل جداً ... بإمكانك أن تصبح عازفاً مشهوراً"
شعر دانيال بسعادة كبيرة لانه لأول مرة ومنذ وقت طويل يسمع إطراءً لعزفه وهذا لأنه في السابق لم يكن يعزف إلا أمام والده... ووالده لم يكن يعلق على عزفه ابداً .
فابتسم دانيال وقال " شكراً لكِ إليزابيث .. هل يمكنكِ الغناء ؟ "
إليزابيث " ماذا .. الغناء ؟؟ "
دانيال " ما بكِ ارتبكت هكذا .. أنا فقط أريدك أن تغني فصوتكِ رائع "
إليزابيث " في الواقع لا أدري "
دانيال " فقط إختاري اغنية وسأعزفها لكِ وانت عليك بالغناء "
إليزابيث  " آه ... حسناً سوف اختار اغنية ALL OF ME "
دانيال " إنها أغنية حزينة لكن كما تريدين "
وقفت إليزابيث بعدما كانت جالسة وقالت
" أفضل الغناء وأنا واقفة "
ثم مشت قليلاً توقفت أمام البيانو بعدها بدا دانيال بالعزف وبدأت إليزابيث بالغناء بعد بدءه بلحظات وكانت كلمات الأغنية :

الحب الأعمى ❤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن