PART 8

334 13 2
                                    

" هل سترجعين يا إليزابيث ؟؟ "

في اليوم الخامس لإليزاليث بعد حادثة المركز التجاري ...
استيقظت من نومها وجلست على أحد الكراسي بعد أن اغتسلت رافضةً الخروج كالعادة وقضت وقتاً طويلاً وحدها إلى أن أتت لها أنيتا وقالت بصوت حنون " إليزابيث... حان وقت الغداء... لا تقولي إنكِ لا تريدين الأكل كنا فعلت في وجبة الفطور اليوم وجميع الوجبات فيما سبق "
ردت عليها إليزابيث ببرود " لا أريد "
أنيتا " لكن لم تأكلي شيئاً منذ أربعة أيام... وجهك أصبح شاحباً "
ردت عليها إليزابيث قائلةً بحدة " لا يهمني ... اتركيني وشأني ... قلت لكِ لا أريد "
أنيتا " أرجوكِ تعالي ... على الأقل اشربي العصير فقط "
لم ترد إليزابيث بل أشاحت بوجهها وظلت صامتة عندها جاء شخص من خلف أنيتا وقال " ما زالت ترفض "
ردت عليه أنيتا باستسلام بعد تنهيدة طويلة " نعم لا زالت ... أرجوك دانيال... ساعدني "
قال دانيال وهو يدخل للغرفة " كما تريدين "
ثم مشى قليلاًإلى أن وصل إلى مكان إليزابيث فوقف أمامها وقال ببعض الحدة " أعطني سبباً واحداً فقط يمنعك من عدم الأكل "
بحثت إليزابيث ملياً عن الإجابة في عقلها لكنها مع الاسف ... لم تجدها ... فما لها إلا أن صمتت لتسمعه يكمل كلامه فقال هو " لا يوجد أليس كذلك ... كما توقعت ... أسمعيني جيداً ... اليوم اتصل بي جوش "
انتفض جسد إليزابيث من سماع اسم جوش فقالت في نفسها ( إذن ... لقد اتصل في النهاية ... هل اتصل ليسأل عن حالي يا ترى ؟؟ ... هل لا يزال يفكر في ؟؟؟ .. هل يريد الاعتذار ؟؟ .. أم ماذا )
أكمل دانيال حديثه قائلاً " لقد اتصل بي ليسألني عن حالك ... فقلت له أنكِ بأفضل حال من دونه ... تأكلين وتنامين جيداً ... لكن لم يصدقني جوش وقال أنه توقع أنكِ لا تأمين ولا تنامين جيداً ... وبالفعل صح قوله ... لكني قلت له أن توقعه خاطئ فأنت بحالة ممتازة وأنت سعيدة للتخلص منه ... وقلت له إن أراد رؤيتكِ ذلك بنفسه فليأتكِ ويقابلك ... وهو وافق على هذا الأمر وقال أنه سيأتي بعد يومان " ثم أردف قائلاً " والأن ... هل تريدينه أن يأتي ويراك هكذا ... هل تريدينه أن يخدعك من جديد ؟؟ .. أجيبيني "
أجابته إليزابيث بنبرة خافتة لم يسمعها إلى هي و دانيال " بالطبع لا ... كيف أعود إلى الشخص الذي خانني .. كيف أعود للشخص الذي خدعني ... حتى لو عاد إليّ راكعاً فأنا لن أقبل ... كرامتي لا تهان ولن تهان "
ابتسم دانيال ثم اتجه إلى إليزابيث وأمسك بكتفيها ثم قال لها بحنان " أحسنتِ ... أريد منك أن تكوني هكذا دائماً "
ثم ساعدها على الوقوف وأمسك بها بعدها اتجه معها إلى قاعة الطعام بصمت وأجلسها على أحد الكراسي وجلس هو بجوارها ... وعندما استنشقت إليزابيث رائحة الطعام الزكية شعرت برغبة في الأكل وقام دانيال بوضع أشهى الأطباق أمامها فأمسكت بمعلقتها وبدأت بالأكل فأكلت جيداً هذه المرة.. وعند انتهائها ....
قالت إليزابيث " حمداً لله "
ابتسم دانيال وقال " بالهناء "
إليزابيث " شكراً لك"
دانيال " وأريدك أن تأكلي مثل هذه الكمية على العشاء أيضاً "
ابتسمت إليزابيث وقالت " حسناً "
دانيال " والآن ... هيا لنذهب "
وقفت إليزابيث وقالت " حسناً "
ثم وقف دانيال كن بعدها وأمسك بيده اليسرى كفها ومشى معها إلى خارج القاعة ومنه إلى الحديقة... وعندما دخلا
توقفت إليزابيث فجأة وقالت " لماذا جئت بي إلى هنا ؟؟ "
اجابها دانيال قائلاً " حتى تستنشقي بعض الهواء النقي "
ردت عليه إليزابيث بنبرة طفولية " لكني أريد الذهاب إلى غرفتي "
قال دانيال ببعض العصبية " لماذا ؟؟ .. حتى تعاودي البكاء "
إليزابيث " لا "
دفع دانيال ظهر إليزابيث بخفة وهو يقول " لا تكوني كالأطفال وتعالي معي ... أريدك أن تتكلمي قليلاً "
إليزابيث " كما تريد " ثم مشت معه
طرأ على بال إليزابيث جملة ( أنت تحتلينه كله 💙)
وترددت كالصدى على جدران عقلها فقالت دانيال بصوت خافت وهذا ما زاد صوتها نعومة " دانيال "
ارتجفت مسامع دانيال لسماع صوتها وهي تنطق باسمه فقال بنبرة حانية " تفضلي "
صمتت إليزابيث للحظات ثم قالت " أخبرني.. هل ما قلته لي قبل أربعة أيام صحيح ؟؟ "
عرف دانيال ما ترمي إليه إليزابيث فقال والابتسامة تعلو وجهه " ماذا قلت قبل أربعة أيام ؟؟ "
احمرت وجنتا إليزابيث ثم قالت " دانيال ... أنت تعلم ما أقصده "
اتسعت ابتسامة دانيال أكثر وقال " هل تقصدين قولي بأنكِ ... تحتلين قلبي كله 💙"
احمرت وجنتي إليزابيث أكثر وقالت بنبرة خافتة وخجولة " نعم "
دانيال " وهل تشكين أنتِ في صحته ؟؟ "
إليزابيث " لا ... لا أدري ... ربما ..قليلاً "
دانيال " إذن هو كذب "
إليزابيث " دانيال " ثم أكملت في نفسها( أتابع بأعصابي وبعواطفي ثم تقول كذب )
دانيال " قلت لكِ ... إن كنتِ تشكين بهذا الأمر إذاً اعتبريه كذب " توقفت إليزابيث وهي تحاول إفلات كفها من قبضة دانيال الممسكة بها " دانيال .. أخبرني بالحقيقة ولا تلهو معي"
رد عليها دانيال قائلاً بنبرة جدية " أخبريني أنتِ أولاً ... هل تعتبرينه حقيقة ؟؟ "
ارتبكت إليزابيث فكان قلبها يقول لها بأن ما يقوله دانيال حقيقة وعقلها يرفض هذا الأمر تماماً ويكذبه فقالت بنبرة مرتبكة كثيراً " ن ... نعم .. نوعا ما "
أخذ دانيال نفساً عميقاً ملأ به صدره ثم ظفر بحدة ووضع كفيه في جيبيه وأكمل سيره وهو يقول " نعم ... هو حقيقة ... لكن ... لا تتعبي نفسك في التفكير بهذا الموضوع ... فأنا ... أعلم أنني مجرد صديق بالنسبة إليك "
ارتكبت إليزابيث أكثر وقالت " لا ... لكن .. أ .. أن "
قاطعها دانيال قائلاً " لكنكِ ماذا ؟؟ "
اخفضت إليزابيث رأسها وتابعت السير وهي تقول بنبرة خافتة تحمل شيئاً من الحزن " لا شيء ... أنسى الأمر "
أمسك دانيال كيف إليزابيث وتابع السير وهو يقول " أخبريني .. هل مازلت ... حزينة ؟؟ "
التفتت إليزابيث إلى دانيال وقالت وعينيها تملؤها الدموع " وكيف لا أكون "
دانيال " أعلم أن نسيان الأمر صعب... لكنه ليس مستحيل .. صدقيني "
أخفضت إليزابيث رأسها وهي تقول بنبرة باكية بعض الشيء " لكنني ... لكنني لا أستطيع ... دانيال لقد تعبت من هذا الأمر ... لم أعد استطيع التحمل "
دانيال " بلا تستطيعين ... لدى الإناث قدرة لا توصف على التحمل ... سواءً كان تحملاً جسدياً أو نفسياً "
إليزابيث " أتعتقد هذا ؟؟ "
دانيال " بل أنا متأكد فهذه حقيقة .. دعيها مصدراً للأمل لك "
صمتت إليزابيث للحظات بعدها قالت " برأيك دانيال .. ما هي أفضل الطرق للنسيان "
بدأت قطرات مطر قليلة تنزل من السماء ونسمات الهواء قد أصبحت باردة وقوية قليلاً وأخذت تحرك خصلات شعري إليزابيث و دانيال فرفع هذا الأخير رأسه وكأنه يتطلع إلى السماء وأخذت قطرات المطر تسقط على وجهه الجميل فقال بنبرة خافتة " أسمعي ... عندما أكون مهموماً إما أن .. أسمع الموسيقى أو أقرأ الكتب ذات المواضيع التي تشدني و ... أعزف على البيانو ولا أركز على أركز على شيء واحد حتى لا أمل وأنسى بأسرع وقت "
إليزابيث " إذاً أنت تجيد العزف على البيانو "
دانيال " بالطبع وها قد عرفت حقيقة عني ... وبالمناسبة ... أنا أيضاً عرفت حقيقة عنك "
قالت إليزابيث باستغراب " ماذا تقصد ؟؟ ... عن أي حقيقة تتكلم ؟؟ "
توقف دانيال قليلاً ثم ابتسم وقال " إن صوتكِ في غاية الروعة "
احمرت وجنتا إليزابيث وقالت بارتباك " م .. ماذا ؟ ... ك ... كيف عرفت ومتى سمعتني ؟؟ "
رد عليها دانيال قائلاً " لقد سمعتكِ وأنت تغنين في غرفتك "
قالت إليزابيث بقليل من العصبية " وهل كنت تتلصص عليّ ؟؟ "
ضحك دانيال وقال " لا ... لقد كنت ماراً وسمعتك صدفة فقد كان صوتك عاليا وواضحاً "
أحمرت وجنتا إليزابيث أكثر ثم قالت " و .. وهل سمعه أحد غيرك ؟؟ "
تابع دانيال سيره ثم قال وهز أكتافه وهو يقول " من يدري .. لكني ... على ما أعتقد أنه لا أحد سمعه غيري "
مشت إليزابيث بجواره وهي تقول " ولماذا ؟؟ "
ابتسم دانيال وقال " بصراحة لم يكن صوتك عالي جداً أو بعبارة أخرى لم يكن واضحاً لأي شخص عادي "
ابتسمت إليزابيث وقالت " ومن أنت ... قادم من الفضاء "
ضحك دانيال وقال " أبداً لكن سمعي ليس كسمع أي شخص عادي فهو قوي جداً لهذا أنا أستطيع تحديد صوت الذي أمامي وحالته النفسية من طريقة تنفسه "
صمتت إليزابيث لوهلة وقالت وقالت بنبرة حزينة " لو كنت مثلك لكنت كشفت جوش منذ مدة "
وضع دانيال كفه على كتف إليزابيث وقال " احمدي الله على أنك معافاة الجسد إليزابيث .. كوني قوية ... وربما هنالك حكمة من التقائك بجوش فكل شيء يحدث في هذا العالم له حكمة عند الله "
إليزابيث " معك حق ... وعم بالله " ثم أردفت قائلةً " دانيال ... أنا أريد سماع الأغاني لكنني لا أملك مسجلاً ... هل يمكنك مساعدتي "
ابتسم دانيال ثم قال " نعم ... لدي مسجلان صغيران والعديد من الاسطوانات ... تعالي إلى غرفتي لتختاري منها "
ابتسمت إليزابيث وقالت له " دلني "
أمسك دانيال بكف إليزابيث وقادها مباشرة إلى غرفته وهناك اعطاها المسجل والاسطوانات التي اختارتها بعدها قالت له " شكراً لك دانيال .. والآن... عن إذنك سأذهب إلى غرفتي لسماعها "
دانيال " هل تريدين أن أوصلك ... أم تستطيعين الذهاب وحدك "
ردت عليه إليزابيث وهي تسير باتجاه باب الغرفة " شكراً لك لكن غرفتي قريبة من .... آاااه ... هههههه أظن أنني اصطدمت بالباب " ثم فتحته وقالت " عن إذنك " ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها بعدها توجهت إلى غرفتها أما بعد خروجها فقد قال دانيال بنفسه ( يسعدني أن حالتك بدأت تتحسن )

الحب الأعمى ❤Where stories live. Discover now