الفصِل الأول.

937 38 15
                                    


عيدكُم مُبـارِكَ.

_____

" أصبحتُ أدمنكَ مثِل إدمـان القهوة فـَلا أستطـيع التخلـي عنها وكذلكَ أنتَ."

الجَزء الأولـى| القهـوة المَثـاليـة.

أمسكَت "سـارا" بالقلم وأحضَـرتَ دفترها التى أعتَادتِ أن تكتب به يوميـاتهـا ..

وكتبتَ:"الحب شئ نتفق على وجوده ولكن لانتفق على الحفاظ عليه".

أقفلتَ دفتـَرها ثم أسندتِ ظهـرها على الكرسى وهى تنظـر بإهتمام إلـّى الصورة الموضوعـة على مكتبها- سارا- همستَ مقفـلة جفونهـا بتعب:"كَم أتمنى أن تعلمَ مَـا فـى قلبى!".

وضعتَ الدفتـر بداخـل إحدى الأدراج ، ونهضتَ من كرسيها مُتجهة نحو الفراش لعلها تآخذ قسطًا من الراحـة ..فَـ مُنذُ أنَ أخبَرها عن ماهَو مقدمَ عليـه، لم يزورهَـا النوم لأيـام ..

فهَـو يريـد أن يتـزوج من حبيبته "هانا" ، فَـ بالرغم مَنِ أنَ علاقتهما لمَ تَتعدى ستَة أشهـر أصبحَ يُريدهـا زوجـة لـه من الآن ..

تسطحتَ عـلى الفراش وهى تشَعـِر بعظامها تتكسـر بداخلها .. أغمضتَ عينَـاها وقد خَطَـر بِبَالها أولَ لقـاء يجمعهما .. فى مَقهى والدهـا ..

"الَعّودة بِالَزمنِ".

كـانت قَدتَ تعَّودتَ على رؤيتهُ، ليآتى ليتناول قهوته فى مَقهى والدها كاالمعتاد، أنتظرته طيـلة اليوم ولكنه لم يآتى .. خفقَ قلبها عندما شعرتَ بوجوده ، نظرتَ خلفها وجدته ،يفركَ يده من شدة البرد فَـ نحنُ قد أصبحنا فى شهر الشتاء شهر ديسمبر المبجل، ظَهِرتَ إبتسـامة خفيفة على ثغرها مقتربـَة منه قـائـلة:

"تأخرتَ سيد ستايلز، الآن سيَقفَل المَقهـى!".

قالتها مع نظرات متفحصـة لهُ ، قـال وهو يحَاول أن يتدفئ بشالـه ..

" أسِفَ آنسـة سارا ولكنِ حقًا أُريد كوب قهوة فهذا الجو القارس،إذا سمحتِ؟".

قالها بتراجِ وقد لاحظتَ أنفه الذيِّ أُحمَر من البرودة .

"بالتأكيد ستسمحَ لكَ يابُنِى". قالها سيد روبن والد"سارا" صاحب المقهى وهو يرتدى معطفه .

أبتسمَ لفتاته مقبَّلاً مقـدمـة رأسها بحنان ، قائلاً لها بهمس:

" أعَتنيِّ بنفسكِ". رحـل إلى المنزل تاركًا صغيرته تتكلف بلإغلاق المقهى ..

ألتفتتَ لـ"هارى" قائـلة لـه بإبتسـامة بسيطة أُرتسمتَ على وجهها:

" حسنًا، خمس دقائق وسأجلبَ لكَ قهوتكَ المُمِيزة ".

ظهرتَ إبتسـامـة على ثغـره أظهرتَ غمازاتـه ، جعلت عينـاها تبرقان من جمـال ملامح الهادئـة ..

قـالت بعد أن وضعت كوبـان على الطاولـة :

" تفضلَ قهوتكَ." جلستَ أمـامـه واضعـة كف يداها على وجنتيها تتآملـه ..

لاحظَ هو تآملها بـهِ، ضحك بخفـة قائـلاً:

" لستَ جميلاً لهذه الدرجـة آنسـة سارا!". أخفضتَ كفها ثم حكتَ مؤخرة رأسها بتوتر ..

" ولكنِ ملامحكَ جميـلة بحق". قالتها وهى ترتشف بضع قطرات من كوبها لإخفاء حرجها منه ..

أما هو فإبتسم إبتسامة جانبية قائلاً:

" ليستَ كـَ جمال ملامحكِ البريئة !". قالها وهو يتركَ كوبه وينظر إليها ..

أحمرتَ وجنتيها قليلاً ، فـَ مدَّ يداً لها قائلاً بلطف :

"أصـدقـاء؟". نظرتَ ليده ثم إليـه وكأن حُلمها إليه بادَ يتحقق ..

" بالطبع أصدقـاء". قالتها بحماس وهى تصافح يداه ..

" الآن".

أفاقتَ منِ شُرودها على صوتَ رنين هاتفها معلنًا عن وصول رسـالة لها ..

مَن هارى إلـى سـارا:-

" أحتاجكِ،دعينـا نتقابل فى مَقهى والدكِ".

مَن سـارا إلى هارى:-

" هل هو هام؟".

مَن هارى إلى سـارا:-

" هَـام للغايـة".

أغلقتَ هاتفها وأرتدتَ ملابسها على الفور بالرغم منَ عدم أخذها قيلولة تريحها إلا أنَ لقائها بـه يَشفى ما بِداخلها من الالآم التى زُرعتَ بداخل قلبها المُنِفطِر..

ذهبتَ إلى المقهى وجدته يقف واضعًا يداهَ فى المعطف ليتدافئ قليلاً من برودة الجو بالرغم من وجودنا فى فصل الخريف إلا أن "لندن" باردة فى كل الأحوال ..

فتحتَ المقهى ودخل هو اولاً، أغلقتَ الباب قائـلة :

"قهوة أولاً،أليس كذلكَ؟". قالتها ليبتسم لها بشدة كأنه يقول لها إنكِ تعرفينى أكثر من نفسى ..

أتجهتَ لآلـة صنع القهوة وبدأت بصناعتها ، أما هو فـَ خلع معطفـه على المقعد وأتجهه نحوها قائلاً وهو ينظر للقهوة:

" كُنتَ أتمنى أن تكون هانا تعشق القهوة مثلى و ..مثلكِ ". قال جملته الآخيرة وهو يلتقط كوبه مَنِ يدا سـارا ..

إبتسمتَ "سارا" بداخلها ،، ولكنها نظرتَ إليـه قـائـلة:

" مـا هو الآمـر الهام؟". قالتها وهى ترتشف من كوبها ..

" أريد أن أطلبَ الزواج من هانا غداً".

عندما قـال جملته ، وقف حلقها عن إبتلاع القهوة وشعرتَ بآلم يغدو قلبها ..

"وأريد مساعدتكِ". قالها لتلمع عيناها ببعض الدموع وقلبها يؤلمها ، يؤلمها بدرجة اخنقتها ..

همستَ لـه قـائـلة محاولة أن تبعد وجهها عنـه:

" بالتأكيـد، فأنتَ صديقى على كل حال ". قالت جملتها وهى تنظر لكوب قهوتها ،لقد فقدتَ شاهيتها على إستكمال القهوة

.. وكأن هذه المرة الآخيرة التى ستستطيع أن تشربها برفقته ..

يتبع ..

مَقهـىٰ | Café √Where stories live. Discover now