الفصل الثاني.

381 36 11
                                    

الجُزء الثـانـى | محاولـة للحُبّ.

كـانتَ عينـاها تنتظـره ليآتـى لمقهى ليتناول كوب قهوة معها كالعادة، نظرتَ لسـاعة معصمها بحزن قائلة :

" أصبحتَ الآن السابعة والنصف ولم يآتى حتى الآن!"..

جلستَ على إحـدى المقاعد ومعها كوب قهوة لها ، بينمـا تتناولـه فى شرود ،ألتقطتَ أنفها رائحـة طالما أُغرمتَ بـه والشخص الذى يضعها عليـه ..

نهضتَ على الفور عندما شعرتَ بـه خلفها قائلة:

"سأذهب لأحضـر لكَ كوب من القهوة التى تحبها ". ولكنه لم يجعلها تذهب ،، أمسكَ معصمها وجعلها تقف أمامه قائلاً والحزن يكسـو وجهه :

"إنَّ هانا ستذهب إلـى لوس أنجلوس ولن تعود حتى منتصف هذا الشهر وأريد مصارحتها بخبر زواجى منها فـ .." . قالها بسرعة لتوقف عن التحدث ليأخذ نفسًا عميقًا قائلاً مكملاً:

"لذالكِ أحتاج سيارتكِ للذهاب إلى المطار". قالها وهو ينظر لعيناها ولو كـان يعلم أن عيناهَ تُسحرها حَد الجنون لمَا كـان سيفعل ذالك .

"بالتأكيد هارى يمكنكَ ذالكَ". قالتها محاولة أن تبتسم لـه ..

"إذاً هيا بنا فأنتِ كمَا تعّلمين لا أعلم كيفية القيادة ". قال لتبتسم لـه .

أخذتَ مفاتيح سيارتها من المنضدة وعلى الفور كاناَ جالسان فى السيارة تقودها "سارا"، كان عقلها شارداً ..أنها تحبـه وتفعل كل شئ يحبه .. ولكنه لايهتم إلا بحبيبته التى يبدوعليها عدم الأهتمام بـه .. تذكـر صديقهما"زيـن" عندما لاحظَ نظراتها لـ"هارى" وكم أخبرها أنهمـا معًا ثُنائى رائع ، ولكن قبل أن تصـارحـه ، كان قدَ أصبح برفقة "هانا" بالفعل وكان الآمـر مخفى عن أعيوننا كما كانت تُريد حبيبته ، عدمَ تدخل أصدقائه مهما منّ يكون فى علاقتهما ..

أوقفتَ السيارة أمام مطار نيويورك ، أسرعَ "هارى" خارج السيارة يركض ، فـ علىّ ما يبدو أن موعد الطائرة قريب .. نظرتَ إلى شخص ينظر للـمارين ويطلب منهم أن يأخذو منه هذه الباقة من الورود .. إبتسمَ ثغـر"سارا" برؤيـة هذه الأزهار الناضجـة ..

أتجهتَ نحو قائـلة :" مامبلغ هذه الورود؟".

" أثنين دولار ،سيدتى؟". وضعتَ يداها على جيبها وأخرجِتَ خمسة دولارات قائلة لـه وهى تأخذ باقة الورود منه :

" لا أريد الباقى،دعـه لكَ". تهللتَ وجهه الشاب شاكراً إياها ..

أمـا "سارا" فـ كانت قد أتجهتَ داخـل المطـار تنظر هُنَا وهناك تبحث عن "هارى" حتى عثرتَ عليه واقفًا أمام "هانا" يستجمع الكلمات لتخرج منه بسلاسـة .. أسرعتَ نحوه وظلتَ تنظر إليهمـا فى حُزن، وكيف لها أن تسعد بأن حبيبها سيكون لغيرها او سيبقى لغيرها كما كان ..

أخرجَ"هارى" عُلبه زرقاء وأخرج منها "خاتمًا" مرصعًا بالألماس الأزرق فحبيبته عاشقة للون الأزرق وايضًا "سارا" ، أتجهتَ بخطوات قليلة صوب هارى حتى التفتتَ لها ،أعطته باقة الزهور فهى لن تفعل بهِ شئ إلا ألقائه فى النفايات بعد بضعه ساعات ..

إبتسمَ لـهَا ممتنًا بحق لما جلبته له، والتفتَ لـ"هانا" التى تظهر على ملامحها المفاجأة بضعه من الحيرة لما يفعله ..

ركـعَ هارى ممسكًا بعُلبه الموجود بها الخاتم قائلاً لها بحبَ:

"هانا،هل تقبلين بى زوجًا لكِ؟". وكان إنتظارها هى للإجابـه كبيرة ، حتى تبكى بل تنفجر شاهقة من البكاء ..

وضعتَ"هانا" يداها على وجهها بعدم تصديق، وفجأة صرختَ قائلة :

"بالتأكيد أقبل بالتأكيد". وفجـأة أرتمتَ بأحضـانه تحتضنه بقوة لم تراها من قبل "سارا" بينهمـا ..

أما من حـولهم كانوا يصفقوا ويقوموا بالتصفيـر لهما ، ومن كان يهمس بـه:

"كمَ هما لطيفين معًا". وهى لاتعلم ماهى شخصيتهما .. لاتعلم كَيف ستتقبَّل وجودِ حاجز متين بينهُما، لـن تستطيع يومـاً أن هذهِ"هانا" أن تحِل محلها بِقلبَ "هاري"، ف هي الوحيدة التي يتشارك معها كُل اللحظات الجميلة والمُمِيزة.

***

ودعها "هارى" وذهبـا من المطـار، كانت "سارا" صامتة طوال الوقت لاتتحدث بل فقط تُزيف بعض الابتسامات فقط حتى لاتلفتَ النظـر إليها ، ولكن"هارى" مشاعرهُ كانت تحتفل بالقبول والغير يبكى فى القلوب، ..

أوصلته لمنزلـه، ولكنه لم يطلب أن يذهب للمنزل ، رفع إحدى حاجيباه بتعجب قائلاً لها:

" لماذا جئنا للمنزل ؟". قال ليراها تمطَ شفتاها ثم ألتفتتَ لـه مبتسمة قائلة:

" ولكنِ مُرهقة ولا أستطيع الاحتفال معكم ".

" كيفَ تعلمين أننا سنحتفل ؟". قالها وهو ينظر لعيناها التى يبدو عليها التعب ولكنها فقط تُريد البكاء ..

" فى هذه الحالات، يجب علينا الإحتفال لذلكِ خمنتَ".

همستَ مكملة:" وكان تخمينى صحيح". نظر "هارى" إليها بعدم فهم من وجهها الذى يميل للحمرة ، هل حقًا ستبكى؟، هذا ما قـالـه لنفسـه التى بدأت تشكَ فى سارا ..

"هل تُريدين البكاء؟".

أومأت لـه بضعف وبدأت بالبكاء بين نظراته المُحيرة ، لماذا تودّ أن تبكى الآن، أليستَ سعيدة بأنه سيتزوج أما ماذا؟؟.

"ما سبب بكائكِ؟". قالها وكان يعتقد أنها لن تجيبه ولكنها قالت بضعف من نبرتها :

" ستتزوج قريبًا وتتركنى وانا لن أكنَ مع أحد، لا أحد فى هذا العالم يحبنى ،هارى".

إبتسم لبرائتها التى لم يعهدها كثيراً، قال وهو يرفع وجهها إليه قائلاً:

" لا تحزنى هُناك عدة محاولات للحب، وانا أستطيع أن أجعلكِ تفعلين إحدهُم".

نظرتَ إليه بتعجب من كلامه ، فقال موضحًا غرضه:

" سأجعلكِ تُغرمين برجلاً". قالها،لتتسع عيناها صدمتًا كانت تتوقع أن يفهم أنها تحبه ولكنه فهم أنها بحاجة لأحد يكن معها بعد رحيله ... 

مَقهـىٰ | Café √Where stories live. Discover now